تحويل القبلة
فهد عبدالله الصالح
1438/08/08 - 2017/05/04 13:44PM
عباد الله: في مسيرة السيرة النبوية العبرة والعظة والتشريع والحكمة ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس قبل الهجرة ثم بعد الهجرة بستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يصرف إلى الكعبة وقال لجبريل عليه السلام (ووددت أن أصرف وجهي عن قبلة اليهود فقال جبريل: إنما أنا عبد، فادع ربك وسله فجعل عليه السلام يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك فنزل عليه قوله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 144]، وكان ذلك في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة.
أجل أيها المصلون: لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على مخالفة أعدائه حتى في القبلة ولا عجب في ذلك، فلقد خالفهم في كل شيء فالخلاف هو خلاف عقائدي في الأصل خلاف بين إيمان وكفر، إن شخصية المسلم هي شخصية مستقلة بذاتها لا تقبل التنازل ولا الانصهار.
لقد جاءت النصوص واضحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تأمر المسلمين بمخالفة أعدائهم في كل جانب من جوانب الحياة المختلفة، وماذا جنى العالم الإسلامي لما ابتعد عن منهج الله وأمسى يلهث وراء الشرق أو الغرب، ماذا جني سوى التخلف والتراجع والانهيار في جميع شؤونه، أيها المؤمنون: وبعد الأمر بالتوجه للبيت العتيق قال تعالى: ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144]، وهذه رحمة من الله ورأفة أن جمع الناس في اتجاه واحد، ولو ترك الناس وما يتجهون لظهر المسلمون في صورة المتفرقين والمختلفين ويا له من منظر محزن أو مضحك حيث تقام صلاة جمعة أو جماعة فترى المصلين في اتجاهات عدة.
قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها وأجناسها وألوانها، قبلة واحدة تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتحس أنها جسم واحد وكيان واحد متجهة إلى هدف واحد الله ربها ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولها والإسلام دينها والكعبة قبلتها، وهكذا وحد الله هذه الأمة في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها، وأما المعادون من أهل الكتاب فيعلمون أنه الحق من ربهم ولكن الغرور والحسد والحقد يأبى على أصحاب إتباع الحق أو النطق به.
أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر: إنه قبل الأمر بتحويل القبلة أخبر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما سيكون من ردود فعل أعدائه من أمر تحويل القبلة فقال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ [البقرة: 142]، فاليهود والمشركون والمنافقون كانوا يتحينون كل فرصة للطعن في الدين الجديد وتشكيك العوام في دينهم فهم وإن تباينت عقائدهم ومذاهبهم إلا إن موقفهم من الإسلام وأهله يجمعهم في خندق واحد شأنهم شأن العلمانيين والتحرريين وكل معاد للإسلام في هذا الزمن، الذين لا يألون في محاربة الإسلام وإضعاف مده وترويج بضاعتهم الفاسدة على البسطاء من الناس خوفاً من ضياع مصالحهم وشهواتهم، وحسداً من عند أنفسهم، وطاعة لشيطانهم.
فاليهود قالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، والمشركين قالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا.
وأما المنافقون قالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت القبلة الأولى حقاً فقد تركها، وإن كانت القبلة الثانية هي الحق فقد كان على باطل.
وكثرت أقاويل السفهاء من الناس وكانت كما قال الله: ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ [البقرة: 143]، الذين هدى الله من المؤمنين الذين قالوا: سمعنا وأطعنا كل من عند ربنا، فهم متجهون إلى ربهم إلى أي جهة يأمرهم بها إنه الابتلاء والامتحان الذي يتميز به الصادق من الكاذب.
وفي قوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ [البقرة: 142] - أيها الإخوة - إشارة إلى أن الله تعالى هو مالك الكون وما فيه، فالمشرق لله والمغرب لله وليس شيئاً منها خارج عن ملكه سبحانه، فالكل متجه إليه تعالى، لا فضل للجهات والأماكن إلا بتفضيل الله لها، وقد دلت الآية الكريمة - معاشر الأحبة - ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 142]، على أنه لا يعترض على أحكام الله إلا سفيه جاهل معاند لا يدرك شيئاً من حكمة الله في أوامره.
وجاء الرد منه تبارك وتعالى، ليس رداً مباشراً لهم لأن في الرد احتراماً لرأيهم، والمعترضون لا يستحقونه، بل جاء الخطاب للمؤمنين فحسب تكريماً منه وفضلاً.
وبعد أيها الإخوة: فلقد تمت إرادة العليم الحكيم وتحولت القبلة إلى الكعبة في مكة لتكون وجهة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ووجهة المؤمنين في صلاتهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والكعبة لها خصوصية عن غيرها فهي في وسط العالم، حتى قيل إن الكعبة سر الأرض، إشارة إلى توسطها ولا غرو في ذلك فهي قبلة الأمة الوسط أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومكان الكعبة كان ميلاد أمة العرب التي بعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ولله الأمر من قبل ومن بعد، فقد جمع الله أبناء الإسلام وإخوة الإيمان على قبلة واحدة، وهذا الجمع يراد منه أن تتلاقى النفوس والقلوب على وجهة واحدة وهل المسلمون إلا إخوة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وهل المسلمون إلا يد واحدة ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الأنبياء: 92].
فاتقوا الله - يا أمة الإسلام - وحققوا عبوديتكم لله واسمعوا إلى ما فيه وحدتكم واجتماعكم فإن يد الله مع الجماعة، واعتزوا بشخصيتكم الإسلامية، واحذروا أن تزل قدم بعد ثبوتها فتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله، وإياكم وطرق الأعداء، فإنكم مختلفون معهم في الأساس واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].
الخطبة الثانية
فإن حادث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام حادث له أثر في حياة الأمة، يجب على المسلمين أن يعرفوا الغاية من التحول، وان يحمدوا ربهم على هذه النعمة التي حرمها غيرهم، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اليهود لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله له وضلوا عنه، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين) رواه الإمام أحمد في مسنده، ففي الوقت الذي لا يهتم فيه المسلمون بدراسة تاريخهم ومعرفة دينهم وينشغلون بمصالحهم الشخصية ومتعهم الذاتية وخلافاتهم الجانبية نجد أن خصوم الإسلام يتخوفون من هذه الأمة ومن اجتماعها ويعملون ليل نهار بجد ومثابرة على أن تبقى على حالتها الراهنة لأن مصلحة الخصوم في تفرق الأمة واختلافها في دينها فالأمة المتفرقة المختلفة لن تستطيع أن تدعو إلى الله فضلاً عن أن تدافع عن دينها ودمائها وأعراضها وأوطانها وكون هذه البلاد - أيها الإخوة - كونها يقصد إليها حجاج بيت الله الحرام لأداء ركن الإسلام وكونها تحضن قبلة المسلمين في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها حري بها وواجب عليها أن تكون قبلة لهم في كل شيء وقدوة لهم في العقيدة والسلوك وتطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة ونقية من المنكرات والممارسات السيئة فإن الناس كانوا وما زالوا ينظرون إلى هذه البلاد وأهلها نظرة خاصة ويستغربون أي أمر يخالف شرع الله ويطمحون أن يكون أهلها أغير الناس على دين الله وعلى الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في ربوع الأرض، وما ذلك على الله بعزيز.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه..............
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/115658/#ixzz4g7LPuyWn
أجل أيها المصلون: لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على مخالفة أعدائه حتى في القبلة ولا عجب في ذلك، فلقد خالفهم في كل شيء فالخلاف هو خلاف عقائدي في الأصل خلاف بين إيمان وكفر، إن شخصية المسلم هي شخصية مستقلة بذاتها لا تقبل التنازل ولا الانصهار.
لقد جاءت النصوص واضحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تأمر المسلمين بمخالفة أعدائهم في كل جانب من جوانب الحياة المختلفة، وماذا جنى العالم الإسلامي لما ابتعد عن منهج الله وأمسى يلهث وراء الشرق أو الغرب، ماذا جني سوى التخلف والتراجع والانهيار في جميع شؤونه، أيها المؤمنون: وبعد الأمر بالتوجه للبيت العتيق قال تعالى: ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144]، وهذه رحمة من الله ورأفة أن جمع الناس في اتجاه واحد، ولو ترك الناس وما يتجهون لظهر المسلمون في صورة المتفرقين والمختلفين ويا له من منظر محزن أو مضحك حيث تقام صلاة جمعة أو جماعة فترى المصلين في اتجاهات عدة.
قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها وأجناسها وألوانها، قبلة واحدة تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتحس أنها جسم واحد وكيان واحد متجهة إلى هدف واحد الله ربها ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولها والإسلام دينها والكعبة قبلتها، وهكذا وحد الله هذه الأمة في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها، وأما المعادون من أهل الكتاب فيعلمون أنه الحق من ربهم ولكن الغرور والحسد والحقد يأبى على أصحاب إتباع الحق أو النطق به.
أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر: إنه قبل الأمر بتحويل القبلة أخبر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما سيكون من ردود فعل أعدائه من أمر تحويل القبلة فقال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾ [البقرة: 142]، فاليهود والمشركون والمنافقون كانوا يتحينون كل فرصة للطعن في الدين الجديد وتشكيك العوام في دينهم فهم وإن تباينت عقائدهم ومذاهبهم إلا إن موقفهم من الإسلام وأهله يجمعهم في خندق واحد شأنهم شأن العلمانيين والتحرريين وكل معاد للإسلام في هذا الزمن، الذين لا يألون في محاربة الإسلام وإضعاف مده وترويج بضاعتهم الفاسدة على البسطاء من الناس خوفاً من ضياع مصالحهم وشهواتهم، وحسداً من عند أنفسهم، وطاعة لشيطانهم.
فاليهود قالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، والمشركين قالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا.
وأما المنافقون قالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت القبلة الأولى حقاً فقد تركها، وإن كانت القبلة الثانية هي الحق فقد كان على باطل.
وكثرت أقاويل السفهاء من الناس وكانت كما قال الله: ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ [البقرة: 143]، الذين هدى الله من المؤمنين الذين قالوا: سمعنا وأطعنا كل من عند ربنا، فهم متجهون إلى ربهم إلى أي جهة يأمرهم بها إنه الابتلاء والامتحان الذي يتميز به الصادق من الكاذب.
وفي قوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ [البقرة: 142] - أيها الإخوة - إشارة إلى أن الله تعالى هو مالك الكون وما فيه، فالمشرق لله والمغرب لله وليس شيئاً منها خارج عن ملكه سبحانه، فالكل متجه إليه تعالى، لا فضل للجهات والأماكن إلا بتفضيل الله لها، وقد دلت الآية الكريمة - معاشر الأحبة - ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 142]، على أنه لا يعترض على أحكام الله إلا سفيه جاهل معاند لا يدرك شيئاً من حكمة الله في أوامره.
وجاء الرد منه تبارك وتعالى، ليس رداً مباشراً لهم لأن في الرد احتراماً لرأيهم، والمعترضون لا يستحقونه، بل جاء الخطاب للمؤمنين فحسب تكريماً منه وفضلاً.
وبعد أيها الإخوة: فلقد تمت إرادة العليم الحكيم وتحولت القبلة إلى الكعبة في مكة لتكون وجهة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ووجهة المؤمنين في صلاتهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والكعبة لها خصوصية عن غيرها فهي في وسط العالم، حتى قيل إن الكعبة سر الأرض، إشارة إلى توسطها ولا غرو في ذلك فهي قبلة الأمة الوسط أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومكان الكعبة كان ميلاد أمة العرب التي بعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ولله الأمر من قبل ومن بعد، فقد جمع الله أبناء الإسلام وإخوة الإيمان على قبلة واحدة، وهذا الجمع يراد منه أن تتلاقى النفوس والقلوب على وجهة واحدة وهل المسلمون إلا إخوة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وهل المسلمون إلا يد واحدة ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الأنبياء: 92].
فاتقوا الله - يا أمة الإسلام - وحققوا عبوديتكم لله واسمعوا إلى ما فيه وحدتكم واجتماعكم فإن يد الله مع الجماعة، واعتزوا بشخصيتكم الإسلامية، واحذروا أن تزل قدم بعد ثبوتها فتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله، وإياكم وطرق الأعداء، فإنكم مختلفون معهم في الأساس واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].
الخطبة الثانية
فإن حادث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام حادث له أثر في حياة الأمة، يجب على المسلمين أن يعرفوا الغاية من التحول، وان يحمدوا ربهم على هذه النعمة التي حرمها غيرهم، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اليهود لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله له وضلوا عنه، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين) رواه الإمام أحمد في مسنده، ففي الوقت الذي لا يهتم فيه المسلمون بدراسة تاريخهم ومعرفة دينهم وينشغلون بمصالحهم الشخصية ومتعهم الذاتية وخلافاتهم الجانبية نجد أن خصوم الإسلام يتخوفون من هذه الأمة ومن اجتماعها ويعملون ليل نهار بجد ومثابرة على أن تبقى على حالتها الراهنة لأن مصلحة الخصوم في تفرق الأمة واختلافها في دينها فالأمة المتفرقة المختلفة لن تستطيع أن تدعو إلى الله فضلاً عن أن تدافع عن دينها ودمائها وأعراضها وأوطانها وكون هذه البلاد - أيها الإخوة - كونها يقصد إليها حجاج بيت الله الحرام لأداء ركن الإسلام وكونها تحضن قبلة المسلمين في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها حري بها وواجب عليها أن تكون قبلة لهم في كل شيء وقدوة لهم في العقيدة والسلوك وتطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة ونقية من المنكرات والممارسات السيئة فإن الناس كانوا وما زالوا ينظرون إلى هذه البلاد وأهلها نظرة خاصة ويستغربون أي أمر يخالف شرع الله ويطمحون أن يكون أهلها أغير الناس على دين الله وعلى الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في ربوع الأرض، وما ذلك على الله بعزيز.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه..............
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/115658/#ixzz4g7LPuyWn