تحصين الأسرة ببناء الدافعية

2/ تحصين الاسرة
(بناء الدافعية والايجابية)
‏إن الحمد لله نستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عباد الله اتقو ربكم وتأهبوا للسفر البعيد الذي ليس بعده رجعة إلى الدنيا واستعدوا لحساب عظيم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ‏
أيها المسلمون إن بيوتنا امانة في أعناقنا ومسؤولية كبيرة استرعانا الله عليها يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وقال النبي صلى الله عليه وسلم والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) رواه مسلم
أيها الأحبة كيف نولّد الدافعية الذاتية عند الاولاد ليكونوا ايجابيين مبادرين إن ‏إن الأصل في التربية سؤال الله الإعانة وقوة التوكل على الله والاعتماد عليه وأن تكون القلوب معلقة بالله مهما عملنا من أسباب ومهما بلغت الأسباب من القوة فكلها بيد الله فيجب أن يتوحد الهمّ ويقوي بالله عز وجل ومن تلك الأسباب في تربية الاولاد التوجيهات والأوامر الأوامر والنواهي والتحذير من السلوكيات الخاطئة ‏والغرض هنا هو تعويد الاولاد على المبادرة و الإيجابية ليكون الدافع الذاتي هو الذي يحركهم ،فما السبيل إلى ذلك ؟
أولا التذكير بالاخلاص لله تعالى والعلم بأن قيام الولد والبنت صغارهم وكبارهم في أي عمل أو قول فإن عليهم أن يحتسبوا عند الله الأجر وليس فقط أن يكون غايتهم رضا الوالدين أو أن يشار إليهم بالبنان‏ ،ولابد أن يكون أمر الإخلاص حاضرا في قلوب الأبوين في كل تصرف أو توجيه
ثانيا التعويد على منح المسؤولية شيئا فشيئا بالتدريج ثم اترك الولد والبنت يعالجون مسؤولياتهم ويتعلمون عليها بأنفسهم ويعانون من صعوباتها أول الأمر دون تدخل ،وهذا يحتاج من الوالدين إلى الصبر على تقصير الولد أو عدم اهتمامه ويكون التعلم شيئا فشيئا وإننا إذا أعطيناهم المسؤولية وقبلوها وقدروا عليها فلنتركهم يخطئون في البداية، فإذا عرف الولد او البنت انه ان قام بها وإلا تركت لايقوم بها أحد عنه وبهذا نكون قد بنينا عند الولد حمل المسؤولية في ثقته بنفسه حتى يكون جادا في عمله
ثالثا /بناء الثقافة عند الاولاد بأنهم جزء أساسي من بيتهم وأن أعظم عمل يقدمه الأولاد لغيرهم ‏ويشرفون به هو مسؤولية بيتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخدم اهله ويخصف نعله ويفلي ثوبه )وانه من الخطأ أن يعيش الولد او البنت في البيت هامشيين سلبيين يقدم لهم كل شيء وهم لا يقدمون أي شيء وأحيانا يكون الوالدان هما السبب في سلبيات الاولاد ‏وهامشيتهم بسبب عدم جدية الوالدين في تربية أولادهم على الجدية وبناء الدافعية واعطاء المسؤوليات
رابعا لابد أن نرضى بالمكاسب النسبية مما يقدم الاولاد ولا بد من الصبر على البقاء على أي مكتسب مهما كانت النتائج ضعيفة خامسا أهمية توزيع المسؤوليات داخل البيت بين الاولاد بالعدل وبث التنافس الشريف بينهم وتشجيعهم وحثهم على التعاون فيما بينهم بترتيبهم الخاص ‏ونكون بهذا قد وصلنا إلى تقوية حبل المودة والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى والحذر من التجريح وترديد السلبيات ولابد من إدراك الفروق الفردية بين الاولاد في قدراتهم وجديتهم
سادسا من المهم ربط الإيجابية والدافعية عند الاولاد في البر والصلاح وتأدية الواجب وعدم تبرير السلبية ‏والتحذير من التقصير لئلايقعوا في العقوق
سابعا ان بناء الإيجابية يقوم بعد توفيق الله على القدوة في جديه الأبوين واصرارهما على المتابعة وحسن التوجيه والفن في علاج الأخطاء و تقليل السلبيات بقدر الإمكان والعكس صحيح فإن ضعف المتابعة والأخطاء في علاج الأخطاء والغضب وكثرة النقد والتجريح واليأس كل هذه عوامل هدم تقتل في الاولاد روح الإيجابية والحماس للعمل وبذل الخير
‏أقول هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه انه هو الغفور الرحيم
‏الخطة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه وبعد أيها المسلمون إن بناء الدافعية وتنمية الإيجابية تجعل الاولاد صبورين معطائين محسنين متدفقين بالخيرات والمكر مات ومعالي الأمور ومن معالم التربية الذاتية‏أن يوجد في البيت نظام متفق عليه يلتزم الجميع به مثل وضع الأشياء في أماكنها الخاصة ومثل تجهيز سفرة الأكل و شراء المقاضي للبيت ومثل من فرغ من حاجته يردها إلى مكانها ومثل المحافظة على الأذكار الشرعية وتوقيت زيارة الأقارب وطريقة إدارة الدرس الأسري وترتيب غرف النوم ‏واستقبال الضيوف وطريقة الصدقة بفائض الطعام والصندوق الخيري في البيت ومثل ترك جميع الأعمال بعد سماع الآذان ومثل الاتفاق على مواعيد الطعام و مواعيد النوم وغير ذلك من مجريات الحياة اليومية ثم ان تعويد الاولاد منذ الصغر على الالتزام بهذه الأنظمة او غيرها ‏يولد عند الاولاد الجديدة والنظامية والترتيب والإيجابية ومن معالم التربية الذاتية التشجيع والجوائز الرمزية احيانا ومن المعالم التربية على الحوار في مناقشة الأخطاء و مناقشة أي مشروع ومن المعالم الحرص على الجاذبية لأي عمل حتى ينفذوه وهم راضون فرحون مطمئنون ومن المعالم الإتيان بالأمثلة والتجارب الواقعية ‏التي تدل على الإحسان والبر والتضحيه وبذل المعروف والتنافس في الخيرات و القربات وأخيرا وقبل كل شيء فإن علينا التوجه إلى الله تعالى بالدعاء الصادق للأولاد وجميع ذراري المسلمين بأن الله يهديهم ويسلك بهم سبل الرشاد ويجنبهم سبل الضلال وأن يجعلهم أئمة في الهدى يقتدي بهم أيها الأخوة وأخيرا إن الحامل الكبير المؤدي إلى النتائج المرجوة بإذن الله هوحسن الخلق بجودة التعامل وطيب النفس والتفاؤل وتعزيز الإيجابيات‏والحكمة الصابرك الراشدة في معالجة السلبيات وتقليلها وبالله التوفيق وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا وأختم بالصالحات أعمالنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا اللهم أنزل على قلوبنا و بيوتنا السكينة والطمأنينة اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
المشاهدات 326 | التعليقات 0