بين الأمن والخوف

عبدالله اليابس
1441/03/17 - 2019/11/14 18:30PM

بين الأمن والخوف                          الجمعة 18/3/1441هـ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ..

الحَمْدُ للهِ حَمْداً لَا اِنْقِضَاءَ لَهُ *** وَحَسْبِيَ اللهُ إِذْ لَا رَبَّ إِلَا هُوْ

وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ..

فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى جَلَّ شَانَا *** وَضِيَاءُ الدُّجَى وَنُورُ السُّرَاةِ

قَابِضٌ بَاسِطٌ مُعِزٌّ مُذِلٌّ *** لَمْ يَزَلْ مُرْغِمًا أُنُوفَ الطُّغَاةِ

شَافِعٌ وَاسِعٌ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *** بِالنَّوَايَا وَالغَيْبِ وَالخَاطِرَاتِ

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ..

‏ أَوْصَافُ سَيِّدِنَا النَّبِيِّ الهَادِي *** مَا نَالَهَا أَحَدٌ مِنَ الأَمْجَادِ

فَالرُّسْلُ فِي هَدْيٍ وَفِي إِرْشَادِ *** قَدْ سَلَّمُوا لِنَبِيِّنَا تَسْلِيمًا

صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعيِنَ, وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ, وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ.. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. لَا شَكَّ أَنّ الأَمْنَ مِنْ أَهَمِ اِحْتِيَاجَاتِ الإِنْسَانِ الأَسَاسِيَّةِ فِي حَيَاتِهِ اليَوْمِيَّةِ.. فَبِالأَمْنِ تَسْتَقِيمُ الحَيَاةُ, وَباِلأَمْنِ تُحْفَظُ الأَعْرَاضُ, وَبِالأَمْنِ تُبْنَى الأَوْطَانُ.. وَبِالأَمْنِ يُسْتَسَاغُ الطَّعَامُ.

وَلِذَلِكَ لَمَّا دَعَى إِبْرَاهِيمُ الخَلِيْلُ رَبَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: دَعَا بِالأَمْنِ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}, فَجَمَعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْنَ الأَمْنِ النَّفْسِيِّ فِيْ الأَوْطَانِ وبَيْنَ الأَمْنِ فِيْ غِذَاءِ الأَبْدَانِ.

وَلَمَّا اِمْتَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ اِمْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِالأَمْنِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}.

وَشِدَّةُ الخَوْفِ إِذَا غَلَبَتْ يُفْسِدُ الأَدْيَانَ وَالأَبْدَانَ, فَيَنْشَغِلُ الإِنْسَانُ بِمَا يَخَافُهُ عَنْ دِيْنِهِ وَدُنْيَاهُ, فَهَذِهِ القَرْيَةُ التِي كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً لَمَّا كَفَرَتْ قَالَ اللهُ عَنْهَا: { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}, قال القرطبي رحمه الله: "سَمَّى اللهُ الجُوْعَ وَالخَوْفَ لِبَاسًا؛ لِأَنَّهُ يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الهُزَالِ وَشُحُوبَةِ اللَّوْنِ وَسُوءِ الحَالِ مَا هُوَ كَالِّلبَاسِ".

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. مَعَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ مَدْحِ الأَمْنِ وَذَمِّ الخَوْفِ إِلَّا أَنَّ هُنَاكَ نَوْعًا مِنَ الأَمْنِ ذَمَّهُ اللهُ تَعَالَى.. وَمَدَحَ نَوْعًا مِنَ الخَوْفِ.

لَقَدْ مَدَحَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الخَوْفَ مِنْهُ.. وَالذِّي يَحْمِلُ عَلَى طَاَعتِهِ سُبْحَانَهُ وِالاِسْتِجَابَةِ لِأَوَامِرِهِ. { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}.

رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنينَ قَالَت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} هُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَشْرَبُ الخَمْرَ وَيَسْرِقُ؟ قَالَ: (لَا يَا اِبْنَةَ الصِّدِيقِ، وَلَكِنَّ الرَّجُلَ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَيَخَافُ أَلَّا يُقبَلُ مِنْهُ).

قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "عَمِلُوا للهِ الطَّاعَاتِ وَاجْتَهَدُوا فِيهَا، وَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ عَلَيهِمْ، إِنَّ المُؤْمِنَ جَمَعَ إِحْسَانًا وَخَشْيَةً، وَالمُنَافِقُ جَمَعَ إِسَاءَةً وَأَمْنًا".

كُلُّ أَحَدٍ إِذَا خِفْتَهُ هَرَبْتَ مِنْهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّكَ إِنْ خِفْتَهُ هَرَبْتَ إِلَيْهِ، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

الخَوْفُ مِنَ اللهِ سَبَبٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ.. رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ خَافَ أَدْلَجَ ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ).

 ورَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِيْ سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ، رَغَسَهُ اللَّهُ مَالًا،"أَيْ: رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَفِيْرًا", فَقَالَ لِبَنِيِهِ لَمَّا حُضِرَ: أَيُّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوُا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإنِّي لَمْ أعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اِسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي في يَومٍ عَاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ؟ قَالَ: مَخافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ برَحْمَتِهِ).

كَانَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ رَحِمَهُ اللهُ إِذَا دَخَلَ الفِرَاشَ يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ لَا يَأْتِيهِ النَّومُ, وَيَقُولُ: "إِنَّ النَّارَ أَذْهَبَتْ مِنِّي النَّومَ", فَيَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحُ.

وَهَذَا مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ كَثِيرَ الخَوْفِ وَالوَجَلِ, كَثِيرَ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ, قَالَ عَنْهُ زَائدَةُ بنُ قُدَامَةَ: "إِذَا رَأَيْتَهُ قُلْتَ: هَذَا رَجُلٌ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ, وَلَقَدْ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: مَا هَذَا الذِي تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ تَبْكِي عَامَّةَ اللَّيْلِ لَا تَكَادُ أَنْ تَسْكُتَ؟ لَعَلَّكَ يَا بُنَيَّ أَصَبْتَ نَفْسًا، أَوْ قَتَلْتَ قَتِيلاً؟ فَقَالَ: يَا أُمَّهْ.. أَنَا أَعْلَمُ بِمَا صَنَعَتْ نَفْسِي".

خَفَ اللهَ وَاِرْجُوهُ لِكُلِّ عَـظِـيمَةٍ *** وَلَا تُطِعِ النَّفْسَ الَّلجُوجَ فَتَنْـدَمَـا

وَكُنْ بَيْنَ هَاتِينِ مِنَ الخَوْفِ وَالرَّجَا *** وَأَبْشِرْ بِعَفْوِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًـا

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرآَنِ العَظِيمِ, وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ, قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ.. وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ.. وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ.. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِيْ إِلَى رِضْوَانِهِ.. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَإِخْوَانِهِ وَخِلَّانِهِ.. وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. وَكَمَا اِمْتَدَحَ اللهُ تَعَالَى الخَوْفَ مِنْهُ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ ذَمَّ الأَمْنَ مِنْ مَكْرِهِ.

قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: "الأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ يَتَحَقَّقُ بِالِاسْتِرْسَالِ فِي المَعَاصِي مَعَ الاِتِّكَالِ عَلَى الرَّحْمَةِ".

رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ), فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ آَمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ.. فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَم.. إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَينِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيفَ شاءَ).

الأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ مِنَ الكَبَائِرِ, قَالَ اِبْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الِإشْرَاكُ بِاللهِ, وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ, وَالقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ, وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ).

مِنْ عَلَامَاتِ الأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: الإِقَامَةُ عَلَى الذَّنْبِ والاِسْتِزَادَةُ مِنْهُ دُونَ تَوْبَةٍ.. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنَوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا".

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بنُ رَافِعٍ رَحِمَهُ اللهُ: "مِنَ الأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللهِ إِقَامَةُ العَبْدِ عَلَى الذَّنْبِ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ المَغْفِرَةَ".

الأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ سَبَبٌ لِهَلَاكِ الأُمَمِ, وأَكْثَرُ الأُمَمِ التِّي جَاءَ فِيْ القُرْآنِ ذِكْرُ أَمْرِ هَلَاكِهَا كَانَ بِسَبَبِ أَمْنِهِمْ مِنْ مَكْرِ اللهِ, رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبْيِ مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلْظّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ} .

مَنْ أَقَامَ عَلَى المَعَاصِيْ آَمِنًا مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ.. مُسْتَهِيْنًا بِنَظَرِ اللهِ.. فَلْيَنْتَظِرْ عَقُوبَةَ اللهِ تَعَالَى لَهُ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.

فَيَا مَنْ كَانَ آمِنًا مِنْ مَكْرِ اللهِ لَا تَأْمَنِ اِنْتِقَامِ الجَبَّارِ.. عُدْ إِلَى اللهِ دَامَ فِيْ العُمْرِ مُتَسَعٌ, وَاسْتَيْقِظْ مِنَ الغَفْلَةِ, وَرَدِّد:

إِلَهِـي لَا تُعَذِّبْنِـي فَإِنِّـي *** مُقِـرٌّ بِالذِّي قَـدْ كَـانَ مِنِّـي

وَمَالِي حِيْلَـةٌ إِلَّا رَجَائِـي *** لِعَفْوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسْنُ ظَنِّي

فَكَـمْ مِنْ زَلَّةٍ لِي فِي البَرَايَا *** وَأَنْـتَ عَلَيَّ ذُو فَضْـلٍ وَمَنِّ

إِذَا فَكَّرْتُ فِي قِدْمِي عَلَيْهَـا *** عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَرَعْتُ سِنِّـي

وَكُنْ كَحَالِ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ:

إِذَا مَا الَّليلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ *** فَيُسْفِرُ عَنْهُمُ وَهُمُ رُكُوعُ

أَطَارَ الخَوْفُ نَوْمَهُمُ فَقَامُوا *** وَأَهْلُ الأَمْنِ فِي الدُّنْيَا هُجُوعُ

لَهُمْ تَحْتَ الظَّلَامِ وَهُمْ سُجُودٌ *** أَنِينٌ مِنْهُ تَنْفَرِجُ الضُّلُوعُ

فَاللَهُمَ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ, وَرُدَّنا إِلَيْكَ رَدَّ جَمِيْلاً.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبَيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاةِ عَلَيهِ فِي هَذَا اليَوْمِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الأَيَّامِ, فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى, وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ, يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ, فَاْذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ, وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم, وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ, وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

الأمن-والخوف-18-3-1441

الأمن-والخوف-18-3-1441

المشاهدات 1292 | التعليقات 0