بنت الصحن // د مالك الأحمد
احمد ابوبكر
1436/02/23 - 2014/12/15 03:54AM
[align=justify]بنت الصحن – السلتة- الفحسة – اللحوح – الفتة (اليمنية تختلف تماماً عن المصرية)
أسماء لأكلات شعبية لذيذة في اليمن…
يتميز المطبخ اليمني الشعبي باعتماده على الطبخ الحاضر شديد السخونة.
“أشتهي فطوراً يمنياً شعبياً أسجله في ذاكرتي! “
هكذا بادرتُ صاحبي بالطلب المباشر…
أخذني إلى مطعم بسيط، وتناولنا فطوراً يمنياً تقليدياً (فول مع الدقة) مكون من فول بلدي، ولحم عجل بلدي (مدقوق)، إضافة طبعاً إلى المحسنات والتتبيلات، لكن الأعجب هو الإناء الذي تم فيه الطبخ.
يوضع الإناء الحجري والذي يسمى الحرضة مباشرة على النار، ويقدم وهو يغلي ويتحداك أن تستطيع الاقتراب منه! (غمست قطعة من الخبز مستعجلاً وآثارها مازالت موجودة على لساني!).
الخبز الساخن من التنور والمزين بالحبة السوداء من المطبخ الصنعاني.. رقيق جداً، وساخن جداً، ولذيذ جداً، لا تحتاج معه إلى غموس..
الفحسة هي ملكة الطعام في صنعاء، وتذوقت منها نوعين ربيان ولحم عجل بلدي. تقدم في إناء حجري (أو فخاري إن لم يتيسر) وهو يشبه الطريقة الصينية، لكن مع الذوق اليمني الرائع تحفه البهارات المحلية التي تكاد تخترق أنفك.
خاتمة الوجبة عادة ما تكون الفتة، وهي تتكون من الخبز الطازج المفتت داخل إناء فخاري خاص (يحتاج إلى أيد مختصة ومليئة بالعضلات لكي يستطيع تفتيت الخبز)، ويضاف إليه التمر كثير الدبس، مع الضرب المستمر بقبضة اليد بالأصابع الخمسة.. بعد الانتهاء يزين بالعسل البلدي.. آه ما ألذه!!
يقول شاب يمني: أنا اكتفي بالفتة بالعسل كوجبة كاملة صباحاً (وهذا صحيح).
المطبخ اليمني بسيط ولذيذ.. يغلب عليه المكونات المحلية مع سرعة غير عادية في التحضير.
عالم الأسماك أيضاً لا ينسى في صنعاء بالذات، حيث السمك الطازج والمشوي في المخبازة (التنور) وبطريقة رائعة.. لا تكاد تستطيع التوقف ما لم تنه السمكة أمامك..
بدلاً من الشوربة المعتادة في الكثير من المطاعم يقدم مرق اللحم الطارج اللذيذ كافتتاح للوجبة.. وإذا ما أضيف إليه الليمون فسوف تنسى نفسك تماماً!..
تناولت مرة طعام الغداء على مائدة الشيخ الزنداني.. وكان حديثاً شائقاً حول الأكلات اليمنية، وكان دوري بالدرجة الأولى التذوق من كافة الأصناف، بينما غيري كان يلتهم ما أمامه سداً للجوع..
كرم الشيخ الزنداني وطيب مائدته حركا أشجاني للكتابة عن الأكلات اليمنية..
قارئي الكريم.. هل تخيلت يوماً شعلة نار يقارب ارتفاعها المتر (بالطبع تنخفض عند وضع الإناء الحجري عليها) تستخدم في المطبخ اليمني.. لا تقترب منها لأني أظن أن حرارة اللهب تقترب من الألف مئوية!..
“انتبه للفلفل!! “
هكذا أشار صديقي محذراً من قطع شديدة الحرارة..
بالطبع وقعت في الفخ، وتناولت قطعة ظاناً أنها فلفل أخضر.. لكني داويتها سريعاً بالليمون؛ مما ساعدني على استرجاع قواي الذوقية والأكلية، ومباشرة الهجوم ثانية..
الطعام اليمني يتميز بتنوعه من منطقة إلى منطقة، وأكثر ما يتضح في أنواع الخبز.
وجدنا خبزاً عجيباً شكله مكعب (تقريباً) يسمى “الكدم" يباع في الأسواق الشعبية في صنعاء، مكوناته رائعة من بر محلي، وذرة، وشعير، وحبوب أخرى لا أذكرها، لكنه صحي جداً ومغر جداً للأكل.
بنت الصحن وجبة حلوة قد تبدأ بها (كما فعلت أنا) وقد تختم بها.. لا فرق.. هي طبقات من الخبز الرقيق (المعجون بالبيض والسمن) تطبخ في الفرن، ثم يضاف إليها الحبة السوداء، وتغرق بالعسل البلدي اللذيذ..
زرت قرية صغيرة جداً مازال التنقل فيها على الحمير، ولا توجد شوارع مع رفقة نبحث عن إفطار.. ها نحن وجدناه “بوفيه" صغير جداً وطاولات من العصور الوسطى.. اعتذر صاحبي عن الأكل فيه، لكني أصررت على الولوج وتجربة إفطار شعبي..
طلبت بيضاً، وفولاً، وفاصوليا… البيض يأتيك بالمقلاة نفسها، والفول يغلي، والفاصوليا في إناء حجري.. طبعاً مع الخبز اليمني الساخن، وكانت وجبة جميلة…
أخيراً قارئي الحبيب، لن تستطيع أن تتعرف على المطبخ اليمني ما لم توفق برفقة صالحة محبة من إخوة من اليمن، كما حصل معي، ولن أنسى فضلهم دون ذكر لأسمائهم!
[/align]
أسماء لأكلات شعبية لذيذة في اليمن…
يتميز المطبخ اليمني الشعبي باعتماده على الطبخ الحاضر شديد السخونة.
“أشتهي فطوراً يمنياً شعبياً أسجله في ذاكرتي! “
هكذا بادرتُ صاحبي بالطلب المباشر…
أخذني إلى مطعم بسيط، وتناولنا فطوراً يمنياً تقليدياً (فول مع الدقة) مكون من فول بلدي، ولحم عجل بلدي (مدقوق)، إضافة طبعاً إلى المحسنات والتتبيلات، لكن الأعجب هو الإناء الذي تم فيه الطبخ.
يوضع الإناء الحجري والذي يسمى الحرضة مباشرة على النار، ويقدم وهو يغلي ويتحداك أن تستطيع الاقتراب منه! (غمست قطعة من الخبز مستعجلاً وآثارها مازالت موجودة على لساني!).
الخبز الساخن من التنور والمزين بالحبة السوداء من المطبخ الصنعاني.. رقيق جداً، وساخن جداً، ولذيذ جداً، لا تحتاج معه إلى غموس..
الفحسة هي ملكة الطعام في صنعاء، وتذوقت منها نوعين ربيان ولحم عجل بلدي. تقدم في إناء حجري (أو فخاري إن لم يتيسر) وهو يشبه الطريقة الصينية، لكن مع الذوق اليمني الرائع تحفه البهارات المحلية التي تكاد تخترق أنفك.
خاتمة الوجبة عادة ما تكون الفتة، وهي تتكون من الخبز الطازج المفتت داخل إناء فخاري خاص (يحتاج إلى أيد مختصة ومليئة بالعضلات لكي يستطيع تفتيت الخبز)، ويضاف إليه التمر كثير الدبس، مع الضرب المستمر بقبضة اليد بالأصابع الخمسة.. بعد الانتهاء يزين بالعسل البلدي.. آه ما ألذه!!
يقول شاب يمني: أنا اكتفي بالفتة بالعسل كوجبة كاملة صباحاً (وهذا صحيح).
المطبخ اليمني بسيط ولذيذ.. يغلب عليه المكونات المحلية مع سرعة غير عادية في التحضير.
عالم الأسماك أيضاً لا ينسى في صنعاء بالذات، حيث السمك الطازج والمشوي في المخبازة (التنور) وبطريقة رائعة.. لا تكاد تستطيع التوقف ما لم تنه السمكة أمامك..
بدلاً من الشوربة المعتادة في الكثير من المطاعم يقدم مرق اللحم الطارج اللذيذ كافتتاح للوجبة.. وإذا ما أضيف إليه الليمون فسوف تنسى نفسك تماماً!..
تناولت مرة طعام الغداء على مائدة الشيخ الزنداني.. وكان حديثاً شائقاً حول الأكلات اليمنية، وكان دوري بالدرجة الأولى التذوق من كافة الأصناف، بينما غيري كان يلتهم ما أمامه سداً للجوع..
كرم الشيخ الزنداني وطيب مائدته حركا أشجاني للكتابة عن الأكلات اليمنية..
قارئي الكريم.. هل تخيلت يوماً شعلة نار يقارب ارتفاعها المتر (بالطبع تنخفض عند وضع الإناء الحجري عليها) تستخدم في المطبخ اليمني.. لا تقترب منها لأني أظن أن حرارة اللهب تقترب من الألف مئوية!..
“انتبه للفلفل!! “
هكذا أشار صديقي محذراً من قطع شديدة الحرارة..
بالطبع وقعت في الفخ، وتناولت قطعة ظاناً أنها فلفل أخضر.. لكني داويتها سريعاً بالليمون؛ مما ساعدني على استرجاع قواي الذوقية والأكلية، ومباشرة الهجوم ثانية..
الطعام اليمني يتميز بتنوعه من منطقة إلى منطقة، وأكثر ما يتضح في أنواع الخبز.
وجدنا خبزاً عجيباً شكله مكعب (تقريباً) يسمى “الكدم" يباع في الأسواق الشعبية في صنعاء، مكوناته رائعة من بر محلي، وذرة، وشعير، وحبوب أخرى لا أذكرها، لكنه صحي جداً ومغر جداً للأكل.
بنت الصحن وجبة حلوة قد تبدأ بها (كما فعلت أنا) وقد تختم بها.. لا فرق.. هي طبقات من الخبز الرقيق (المعجون بالبيض والسمن) تطبخ في الفرن، ثم يضاف إليها الحبة السوداء، وتغرق بالعسل البلدي اللذيذ..
زرت قرية صغيرة جداً مازال التنقل فيها على الحمير، ولا توجد شوارع مع رفقة نبحث عن إفطار.. ها نحن وجدناه “بوفيه" صغير جداً وطاولات من العصور الوسطى.. اعتذر صاحبي عن الأكل فيه، لكني أصررت على الولوج وتجربة إفطار شعبي..
طلبت بيضاً، وفولاً، وفاصوليا… البيض يأتيك بالمقلاة نفسها، والفول يغلي، والفاصوليا في إناء حجري.. طبعاً مع الخبز اليمني الساخن، وكانت وجبة جميلة…
أخيراً قارئي الحبيب، لن تستطيع أن تتعرف على المطبخ اليمني ما لم توفق برفقة صالحة محبة من إخوة من اليمن، كما حصل معي، ولن أنسى فضلهم دون ذكر لأسمائهم!
[/align]