بلغت رمضانَ فماذا ستفعل؟ 4-9-1442ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.

محمد بن سامر
1442/09/03 - 2021/04/15 14:35PM

بلغت رمضانَ فماذا ستفعل؟ 4-9-1442ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستغفره، ونعوذ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عليه وآلهِ صلاتُه وسلامُه وبركاتُه.

"يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ حقَ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون".

أما بعد: فيا إخواني الكرام:

قال أَنَسٍ بن مالك-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِي أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ، - يَعْنِي المُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ، قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: "مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"".

رجال تتفطر قلوبهم أن يفوتهم سباق للجنة، إنهم بحقٍ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.

فهل من قائل يقول: لئن أشهدني الله رمضان وبلغني شهر الصيام ليرين الله ما أصنع؟

وهل من قائل يقول: لئن أشهدني الله رمضان لأحفظن القرآن أو أجزاءً منه.

وهل من قائل يقول: لئن أشهدن الله رمضان لأكثرن من البذل والإحسان.

وهل من قائل يقول: لئن أشهدني الله رمضان لانتهين من متابعة أهل السفه والخسران.

واهًا لريح الجنة إنَّ رِيحَهَا يوجدَ مِنْ دُونِ رمضان.

لن يدرك البطالُ منازلَ الأبطالِ، وعندَ تَقَلُّبِ الأحوالِ يُعرفُ الرجالُ، ولا تُطلب السلعةُ الغاليةُ-الجنةُ-بالثمنِ التافهِ، وقد حُفَّتْ بالمكارهِ.

 لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلُهُمو*الجودُ يُفْقِرُ والإقدامُ قَتَّالُ

منازلُ الأبرارُ لا تُنالُ إلا بجسرٍ من التعبِ "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ".

الصبرُ على الطاعاتِ وعن المحرماتِ يقي لهيبَ النارِ ويرفعُ أعلى الدرجاتِ في الجناتِ.

كل شيءٍ يُعَوَّضُ إلا الجنةُ فإنه لا عِوضَ عنها، وكل شيءٍ يُستغنى عنه إلا لذةَ النظرِ إلى وجهِ اللهِ-جلَّ جلالُه.

ألا لا تحرمنّكم مشاهدُ الخزيِ والعارِ عنِ النظرِ إلى وجهِ الجبارِ-سبحانه-.

ألا لا تصدنّكم قنواتٌ وجوالاتٌ عن ذكرِ اللهِ وعن الصلاةِ.

ألا إن أمَامَكُمْ حَوْضُ نبيِكم-عليه وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-، طولُه شهرٌ، وماؤُه أبيضٌ من الفضةِ، وريحُه أطيبُ من المسكِ، وعددُ أكوابه كنجومِ السماءِ، من شربَ منه شربةً لا يظمأُ بعده أبدًا.

ألا لا يحولنَّ بينكم وبين وُرودِه فتنٌ في الشبكاتِ والجولاتِ تُوردُ المرءَ المهالكَ، فنبيُكم قائمٌ على الحوضِ يقول: "أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي، ولَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرفُهم ويعرفوني، ثمَّ يُحالُ بيني وبينهم، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيُقَالُ: لاَ تَدْرِي، مَشَوْا عَلَى القَهْقَرَى-عادوا إلى الخلفِ انتكسوا وانحرفوا-لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سُحْقًا وبُعْدًا".

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ ونُعيذُ المسلمينَ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى الأعقابِ، أَوْ نُفْتَنَ.

أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فلا تستثقلوا أقدامًا تُنصب للهِ في الصلاةِ، ولا تستبطئوا دقائقَ تتلى فيها كلامُ اللهُ-فقد قام نبيُكم-عليه وآلهِ الصلاةُ والسلامُ- يصلي في الليلِ حتى تَوَرَّمتْ قدماه، وهو العبدُ الشاكرُ، الذي غفر له ما تقدمَّ من ذنبِه وما تأخرَ.

وقالَ: "إن الرجُلَ إذا صَلَّى مع الإمام حتى يَنصِرِفَ كُتبَ له قيامُ ليلةٍ".

إذا ضُيِقَ وقتُ صلاةِ التراويحِ بالمساجدِ، ولم يُسمحْ بالجلوسِ بها لتلاوةِ القرآنِ، فإنَّ البيوتَ محرابٌ للتهجدِ والقيامِ، وروضةٌ لتلاوة ِكلامِ الرحمنِ.

ما أجملَ أن ترى أهلُ البيتِ راكعينَ ساجدينَ، وما أحسنَ أن تسمعَ أهلِ البيتِ تالين للقرآنِ، للهِ ذاكرين، والبيتُ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرةُ لا تستطيعه البطلةُ-السحرةُ وأهلُ الشرِ-والدعاءُ سلاحٌ وعبادةٌ، وكان أنس بن مالك-رضي الله عنه-إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ جَمَعَ أَهْلَهُ فدعا.

لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا اللهُ ربُ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُ السماواتِ وربُ الأرضِ وربُ العرشِ الكريمِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنا من الظالمينَ، اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ، وأصلحْ بطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اهدنا والمسلمين لأحسن الأخلاق والأعمال، واصرف عنا وعنهم سيئها، اللهم اغفرْ لوالدينا وارحمهم واجعلهم في الفردوسِ الأعلى من الجنةِ وإيانا والمسلمين، اللهم إنَّا نسألُك لنا وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ، اللهمَ اسقنا وأغثنا(ثلاثًا).

اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1618497317_بلغت رمضانَ فماذا ستفعل؟ 4-9-1442ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.docx

1618497319_بلغت رمضانَ فماذا ستفعل؟ 4-9-1442ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.pdf

المشاهدات 1371 | التعليقات 0