بقي النصف من الشهر المبارك والنصف قليل
محمد البدر
1436/09/16 - 2015/07/03 00:11AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعْدُ :قال تعالى :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }.
مضى النصف من الشهر المبارك وبقي مثله أو أقل فهل من مجتهد فيما تبقي .
عباد الله :بقي في النصف العشرُ الأواخر التي كان النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فهنيئا لمن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وشمر واجتهد وشد المئزر وسارع لجني الحسنات .
فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا . رَوَاهُ مُسْلِم .
وَعَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْ :اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ , شَدَّ مِئْزَرَهُ , وَأَحْيَا لَيْلَهُ , وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله: وبقي في النصف الثاني من الشهر المبارك سنة الاعتكاف وقد كان نبيُّكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرص في العشر الأواخر من رمضان على الاعتكاف، وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل فاعتكف النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشرَ الأواخر من رمضان .
عباد الله:المعتكف ذِكرُ الله أنيسُه، والقرآنُ جليسُه، والصلاةُ راحتُه ، والدعاءُ والتضرع لذَّتُه .
وَالْحِكْمَةُ مِنَ الاعْتِكَافِ : التَّفَرُّغُ التَّامُّ لِعِبَادَةِ اللهِ وَالأُنْسُ بِهِ وَالانْقِطَاعُ عَنِ الدُّنيَا وَشَوَاغِلِهَا , وَالتَّفَرُّغُ لِذِكْرِ اللهِ وَدُعَائِهِ !
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ,ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
قال العلاَّمة العثيمين :جمهور أهل العلم على أن ابتداء الاعتكاف من ليلة إحدى وعشرين لا من فجر إحدى وعشرين ،وقال وأما نية الاعتكاف فهي من أول الليل،لأن العشر الأواخر تبتدىء من غروب الشمس يوم عشرين" اهـ
وأما خروجه :فإنه يخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام رمضان.
ويكثر فيه من أنواع القربات والنوافل والطاعات من صلاة وقرآن وطلب علم وذكر، فلا يبيع ولا يشتري ولا يخرج من المسجد إلا لما لابد له منه،ولا يتبع جنازة ولا يعود مريضا.
وينبغي للمعتكف ترك الحديث في أمور الدنيا وإقامة المسابقات وإحضار المسجلات والاستماع إلى الأناشيد، والإكثار من الاتصال بالهواتف المحمولة لغير حاجة نسأل الله لنا ولهم الهداية .
ولا بأس بالحديث المباح أحياناً، أو لتنشط للعبادة ولو كان في مدارسة القرآن وتفسيره أو العلم فهو أفضل، وهناك أحكام أخرى للاعتكاف ينبغي التفقه فيها قبل الدخول فيه .
فاحرصوا على إحياء هذه السنة ما استطعتم .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا....
الخطبة الثانية :
عباد الله: قال تعالى :{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }.
وبقي في النصف الثاني من رمضان وهو مما يزيد النصف الباقي فضلاً وبركة أن فيها ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة وشريفة، تعدل عبادتُها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، هي ليلة خير من ألف شهر، خفي تعينها اختبارا وابتلاء، ليتبين العاملون وينكشف المقصرون، فمن حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » متفقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :إن ليلة القدر تُطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فإن ضعُف العبدُ أو عجَزَ عن قيام العشر كلها، فلا يُغْلَبَنَّ على السبع الأواخر؛ فعن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال:قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ:«الْتَمِسُوهَا فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ - يَعْنِى لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلاَ يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِى » رَوَاهُ مُسْلِم.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ:أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا?قَالَ « قُولِي :اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
عباد الله :تبقي النصف من رمضان فالاجتهاد فالاجتهاد رحمكم الله في هذه البواقي من ليالي الشهر المبارك ، أحيوها بالعبادة، وأكثروا فيها من الصلاة والأذكار، والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وأكثروا من الأعمال الصالحة ،أعمال الخير والبر والاحسان ، تفقدوا الفقراء من أقاربكم وارحامكم وجيرانكم بالزكاة والصدقة .
الا وصلوا..
[/align]
أَمَّا بَعْدُ :قال تعالى :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }.
مضى النصف من الشهر المبارك وبقي مثله أو أقل فهل من مجتهد فيما تبقي .
عباد الله :بقي في النصف العشرُ الأواخر التي كان النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فهنيئا لمن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وشمر واجتهد وشد المئزر وسارع لجني الحسنات .
فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا . رَوَاهُ مُسْلِم .
وَعَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْ :اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ , شَدَّ مِئْزَرَهُ , وَأَحْيَا لَيْلَهُ , وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله: وبقي في النصف الثاني من الشهر المبارك سنة الاعتكاف وقد كان نبيُّكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرص في العشر الأواخر من رمضان على الاعتكاف، وهو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل فاعتكف النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشرَ الأواخر من رمضان .
عباد الله:المعتكف ذِكرُ الله أنيسُه، والقرآنُ جليسُه، والصلاةُ راحتُه ، والدعاءُ والتضرع لذَّتُه .
وَالْحِكْمَةُ مِنَ الاعْتِكَافِ : التَّفَرُّغُ التَّامُّ لِعِبَادَةِ اللهِ وَالأُنْسُ بِهِ وَالانْقِطَاعُ عَنِ الدُّنيَا وَشَوَاغِلِهَا , وَالتَّفَرُّغُ لِذِكْرِ اللهِ وَدُعَائِهِ !
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ,ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
قال العلاَّمة العثيمين :جمهور أهل العلم على أن ابتداء الاعتكاف من ليلة إحدى وعشرين لا من فجر إحدى وعشرين ،وقال وأما نية الاعتكاف فهي من أول الليل،لأن العشر الأواخر تبتدىء من غروب الشمس يوم عشرين" اهـ
وأما خروجه :فإنه يخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام رمضان.
ويكثر فيه من أنواع القربات والنوافل والطاعات من صلاة وقرآن وطلب علم وذكر، فلا يبيع ولا يشتري ولا يخرج من المسجد إلا لما لابد له منه،ولا يتبع جنازة ولا يعود مريضا.
وينبغي للمعتكف ترك الحديث في أمور الدنيا وإقامة المسابقات وإحضار المسجلات والاستماع إلى الأناشيد، والإكثار من الاتصال بالهواتف المحمولة لغير حاجة نسأل الله لنا ولهم الهداية .
ولا بأس بالحديث المباح أحياناً، أو لتنشط للعبادة ولو كان في مدارسة القرآن وتفسيره أو العلم فهو أفضل، وهناك أحكام أخرى للاعتكاف ينبغي التفقه فيها قبل الدخول فيه .
فاحرصوا على إحياء هذه السنة ما استطعتم .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا....
الخطبة الثانية :
عباد الله: قال تعالى :{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }.
وبقي في النصف الثاني من رمضان وهو مما يزيد النصف الباقي فضلاً وبركة أن فيها ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة وشريفة، تعدل عبادتُها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، هي ليلة خير من ألف شهر، خفي تعينها اختبارا وابتلاء، ليتبين العاملون وينكشف المقصرون، فمن حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » متفقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :إن ليلة القدر تُطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فإن ضعُف العبدُ أو عجَزَ عن قيام العشر كلها، فلا يُغْلَبَنَّ على السبع الأواخر؛ فعن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال:قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ:«الْتَمِسُوهَا فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ - يَعْنِى لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلاَ يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِى » رَوَاهُ مُسْلِم.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ:أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا?قَالَ « قُولِي :اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
عباد الله :تبقي النصف من رمضان فالاجتهاد فالاجتهاد رحمكم الله في هذه البواقي من ليالي الشهر المبارك ، أحيوها بالعبادة، وأكثروا فيها من الصلاة والأذكار، والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وأكثروا من الأعمال الصالحة ،أعمال الخير والبر والاحسان ، تفقدوا الفقراء من أقاربكم وارحامكم وجيرانكم بالزكاة والصدقة .
الا وصلوا..
[/align]