بقاء الأسد.. مصلحة إستراتيجية لإسرائيل / صالح النعامي

احمد ابوبكر
1434/11/13 - 2013/09/19 03:01AM
تحول بقاء النظام السوري إلى مصلحة إستراتيجية عليا بالنسبة لإسرائيل في أعقاب موافقة بشار الأسد على التخلص من السلاح الكيماوي. هذا ليس مجرد تقييم عابر، بل موقف تعبر عنه القيادة الصهيونية، وكشف النقاب عنه الصحافي الإسرائيلي ألون بن دافيد، الذي يشير إلى التقاء مصالح واضح بين إسرائيل ونظام عائلة الأسد. فنظام الأسد يبقى أفضل – في نظر الصهاينة – أفضل مرة من التنظيمات الإسلامية. وخوفاً على مستقبل النظام، فإن إسرائيل تفضل أي خيار سوى الضربة العسكرية الأمريكية خشية أن تؤدي هذه الضربة إلى قلب موازين القوى لصالح الثوار. وكما ينقل بن دافيد، فإن المنطق الإسرائيلي الذي يفضل بقاء الأسد على غيره من الخيارات هو إن هذا النظام على وحزب الله " يتصرفان حسب وفق حسابات مصالح دقيقة، في حين إن التنظيمات الإسلامية تتصرف بشكل مختلف، على اعتبار إن بشار الأسد وحزب الله يعيان إن لديهما ما يخسرانه في حال تحديا إسرائيل، في حين إن التنظيمات الإسلامية يمكنه أن تتحدى إسرائيل دون أدنى اعتبار لردة الفعل الإسرائيلية. ويرى الصهاينة إن بشار الأسد ليس لديه استعداد للانتحار لذا فهو لن يفكر في إطلاق سلاح كيماوي على إسرائيل، في حين إن حزب الله لا يفكر مجرد تفكير في جلب السلاح الكيماوي للبنان، وفي المقابل، فإن عناصر القاعدة لن يترددوا في إطلاق الكيماوي علينا، مهما كان الرد الذي ستقوم به إسرائيل . وترى دوائر التقدير الإستراتيجي في إسرائيل إنه لا يوجد ثمة سبب يدعو إسرائيل للدفع نحو إسقاط نظام الأسد، بل على العكس تماما، فبشار الأسد الضعيف الدامي " هو جار مأمون الجانب أكثر من خصومه الكثر في سوريا، وفي حال تمكنت روسيا من تجريده من السلاح الكيماوي، فإن ربح إسرائيل سيكون مضاعف "، كما يضيف بن دافيد. ابتزاز إن كل ما يعني إسرائيل في الشأن السوري، تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: التخلص من السلاح الكيماوي لكي لا يقع في أيدي التنظيمات الإسلامية في حال سقط النطام أو ضعف إلى حد كبير، إلى جانب إيصال رسالة لإيران مفادها إنه يتوجب عليها وقف برنامجها النووي، إلى جانب عدم توجيه ضربة عسكرية تقلب موازين القوى لصالح الثوار. من هنا، فقد حرصت تل أبيب إلى إرسال رسائل واضحة لقادة الإدارة والكونغرس بإنه يتوجب ممارسة ضغط كاف على نظام الأسد لتسليم سلاحه الكيماوي، بسبب أهمية هذه الخطوة في كل ما يتعلق بإيران، ومن الواضح إن بعد توقيع النظام السوري على المعاهدة التي تحظر انتشار السلاح الكيماوي، فإن الهدف الرئيسي الإسرائيلي الأول قيد التحقق، وفي حال انجز، فإنه سيحقق الهدف الثاني المتعلق بردع إيران. ومن أجل دفع الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في سوريا، فقد هددت تل أبيب إنها لن تتردد في تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، في حال لم تسهم التحركات الغربية في سوريا إلى تحقيق الأهداف المرجوة. وقد أكد عدد كبير من المعلقين والباحثين الإسرائيليين إن تهديدات إسرائيل بشن عمل عسكري منفرد ضد إيران لا يعدو كونه ابتزاز غير جدي، على اعتبار إنه ليس بوسع إسرائيل شن عمل عسكري كبير على إيران بدون تلقي مساعدات من الولايات المتحدة ذاتها. ويشير هؤلاء إلى إن إسرائيل تدرك إن الولايات المتحدة تنطلق من افتراض أن شن إسرائيل عمل عسكري منفرد ضد إيران يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، لذا فهي تحاول التأثير على صناع القرار في واشنطن من خلال التلويح بهذا التهديد. ومن الواضح إن إسرائيل معنية بإن يؤدي أي حل دبلوماسي لمشكلة السلاح الكيماوي السوري إلى تفكيك السلاح وتدميره وليس فقط الاتفاق على آليات للإشراف عليه. وقد أعلن نتنياهو إنه يتوجب إخراج السلاح الكيماوي كله من سوريا وبعد ذلك يتم القضاء عليه، محذراً من الاكتفاء بالاتفاق على تشكيل طواقم فنية للإشراف على هذا السلاح فقط. وعلى الرغم من إن إسرائيل تدرك إن فرص قيام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضدها تؤول إلى الصفر "، إلا إنها تخشى أن يتسرب هذا السلاح إلى تنظيم القاعدة أو إلى حزب الله. وعلى الرغم من تحفظ الإسرائيليين من المقترحات الروسية، إلا إن بعض المسؤولين الإسرائيليين رأوا بعض الجوانب الإيجابية في موافقة سوريا عليها، حيث دللت هذه الموافقة على إن الإيرانيين والروس أدركوا إن أوباما أصبح ملزماً بتوجيه ضربة لسوريا سواء حصل على تفويض من الكونغرس أم لم يحصل. ويرى كثير من الإسرائيليين إن إيران ترى بخطورة كبيرة أي مسار يفضي إلى التخلص من السلاح الكيماوي السوري، على اعتبار إن مثل هذا المسار يمكن أن يطبق بشأن برنامجها النووي. ومن المؤشرات السلبية التي تسجلها إسرائيل للاقتراح الروسي هو إنه دلل على تعاظم مكانة الاتحاد الروسي، حيث إن التعاطي مع هذه المقترحات يعني منح الرئيس بوتين الحق في الزعم بإنه في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط لا يمكن التوصل لأي تسوية بدونه، وضمن ذلك تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الامصدر: الاسلام اليوم
المشاهدات 917 | التعليقات 0