بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم وبدعة المولد (مختصرة)

طلال شنيف الصبحي
1444/03/11 - 2022/10/07 02:18AM

صفات النبي صلى الله عليه وسلم وبدعة المولد ١٠ / 3 / 14٤٤

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) أما بعد:

عباد الله: نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد ٌرسول الله صلى الله عليه وسلم. خير البرية وأطهر البشرية، شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره ، وأتم أمره ، وأكمل دينه، وبرَّ يمينه.. ما ودعه ربه وما قلاه .. بل أرسله وهداه ، وبارك له مسعاه ، وخيره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فأعلنها شوقاً لمولاه ( بل الرفيق الأعلى ) ( بل الرفيق الأعلى ).

أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يدخل جنة الخلد، له المقام المحمود والحوض المورود، رسالته خاتمة الرسالات، وبها بدد الله جميع الظلمات، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا

إنه محمد بن عبد الله سموٌ لا يُسامى وعلو لا يدانى .. أوفر الناس عقلاً ، وأسخى القوم يداً ، وأجودهم نفساً ، يبيت على الطوى وقد وهب المئين، ينادي صاحبه : ( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) ، أرحب الناس صدرا ، وأوسعهم حلماً ، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )

أعظم الناس تواضعاً يُخالط الفقير والمسكين ، يُجالس الشيخ والأرملة ، تذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجاتها . ألين الناس عريكة وأسهلهم طبعاً ، ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن محرماً ، لا يغضب لنفسه ، فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء .

أعف الناس لساناً وأوضحهم بياناً ، أعدل الناس حكماً ، وأعظمهم إنصافاً ، يقسم وهو الصادق (والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) ولذا كانت محبته صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات بل دين به يؤمن المرء وبضده يكفر .

 فرسولكم ـ أيها المباركون ـ شامة في جبين التاريخ، ما أشرقت شمس ولا غربت على أطهر منه نفسا، ولا أزكى منه سيرة، ولا أسخى منه يدا، ولا أبر منه صلة، ولا أصدق منه حديثا، ولا أشرف منه نسبا، ولا أعلى منه مقاما، جمع الله له بين المحامد كلها فكان محمدا، وأعلى قدره على الخلائق جلها فكان سيدا، قال عنه حسان بن ثابت رضي الله عنه وأحسن منك لم تر قط عيني وأفضل منك لم تلد النساء .. خلقت مبرأ مـن كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء.

والله ما خلق الإله ولا برى .. بشرا يرى كمحمدٍ بين الورى

بلغ العلى بكماله، كشف الدجى بجماله.. حسُنت جميع خصاله، صلوا عليه وآله

 أقول قولي هذا وأستغفر الله

الخطبة الثانية

عباد الله، إنه ليس لدى المسلمين أعظم من ربهم ونبيهم ودينهم، وإن حبه صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، لمن أعظم ما يفاخر به المسلمون وفيه يتسابق المتسابقون، بل هو سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة ألم تسمعوا قول المولى جل وعلا [فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون] إلا أن نصرته صلى الله عليه وسلم ليست مجرد دعاوى تنشر، ولا عواطف وانفعالات تبث وتنثر، كلا، إن نصرته عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى [لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه] إن النصرة الحقيقية إنما هي في اقتفاء هديه صلى الله عليه وسلم، وإتباع سنته، وعدم مخالفة أمره. وترك البدع والخرافات، وَمِنَ البِدَعِ المُحْدَثَات: بِدْعَةُ المَوْلِدِ النَّبَوي؛ فَلَمْ يَفْعَلْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولا أَصْحَابُه الكرام، وَلَوْ كانَ خَيرًا لَسَبَقُوْنَا إِليه! ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.

وَمِنْ أَعْظَمِ النُّصْرَةِ، لِنَبِيِّ الرَّحْمَة: تَعْظِيمُ جَنَابِه، والذَّوْدِ عن حِيَاضِه: بالعِلْمِ والبَيان والبنان، والحِكْمَةِ والبُرْهَان، مع اتِّبَاعِ السُنَّة؛ وَتَبْلِيغِهَا لِلأُمَّة؛

صلى عليك الله يا خير الورى

تعداد حبات الرمال وأكثرا

صلى عليك الله ما غيث همى

فوق السهول وبالجبال وبالقرى

يا خير مبعوث بخير رسالة

للناس يا خير الأنام وأطهرا

صلى عليك الله في عليائه

ما صاح داع للأذان وكبرا

يا رب صلي على النبي وآله

ما فاض نبع بالجداول أو جرى

يارب صلي على النبي محمد

ما شج جرح في سبيلك وامبرا

صلوا على المختار أحمد انه

أزكي الأنام وخير من وطئ الثرى

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

المرفقات

1665098225_صفات النبي صلى الله عليه وسلم وبدعة المولد.docx

المشاهدات 531 | التعليقات 0