بعد تسجيل "كيري" ...هل بقي لأمريكا قناع ؟! د. زياد الشامي
احمد ابوبكر
1438/01/03 - 2016/10/04 05:21AM
لم يكن المسلمون في البلاد العربية - وغير العربية - بحاجة إلى كل هذا الوقت ليكتشفوا أخيرا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي في الحقيقة ألد أعدائهم , كما لم يكونوا بحاجة أيضا إلى كل هذه الفضائح الأمريكية المتتالية كي يوقنوا كذب ادعاء واشنطن بالتحالف مع أي منهم ....إذ كان يكفي أن يعودوا إلى كتاب ربهم "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" الذي أخبرهم منذ أكثر من 14 قرنا بهذه الحقيقية , قال تعالى : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ..... } المائدة/82
ويبدو أن أعداء الأمة قد فطنوا لمصدر قوة المسلمين التي لم يعطها المسلمون أنفسهم حقها من الأهمية , فركز أعداء الأمة الإسلامية - منذ استيئاسها من هزيمة المسلمين عسكريا - على استهداف تمسك المسلمين بدينهم والتزامهم بتعاليم كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ... والذي يعتبر السبب الرئيس في فشل جميع الحملات الصليبية التي تتالت على العالم الإسلامي منذ قرون .
لن نعود بالذاكرة كثيرا لاستحضار فضائح ومخازي أمريكا مع الدول السنية والمسلمين من أتباع الدين الحق , إذ الأمر يحتاج عندئذ إلى كتاب وليس إلى مقال أو تقرير , بل يكفي تذكير القارئ الكريم بآخر جرائم العم سام بحق أهل السنة , إذ ما كادت الدول السنية تستفيق من فضيحة إبطال مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي فيتو "أوباما" وإقراره قانون جاستا أو ما يسمى "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الأربعاء الماضي , والذي يشي بمحاولة ابتزاز رخيصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للدول السنية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تحت مسمى تعويض ضحايا 11 من سبتمبر من الدول التي ينتمي إليها المشتبه بهم في تلك الجريمة ......
حتى كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن فضيحة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها "جون كيري" عبر تسجيل صوتي للأخير أثناء اجتماعه بممثلين من أربع هيئات سورية معارضة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي .
لقد اشتمل التسجيل الصوتي الذي لم ينفه "كيري" على أكاذيب وفضائح من العيار الثقيل كما يقال :
أما الأكاذيب - التي يبرع فيها ساسة البيت الأبيض ودبلوماسيي الولايات المتحدة الأمريكية - فيأتي على رأسها أكذوبة "كيري" بأن بلاده تحترم القوانين الدولية بخلاف روسيا , وأن بلاده لا تملك مبرراً قانونياً للتدخل في سورية ..... وذلك ردا على إلحاح النشطاء السوريين المجتمعين معه من أجل تدخل أميركي أكبر في الأزمة السورية بدعم المعارضة السورية على الأقل .
والحقيقة أن "كيري" قد يكون محقا فيما زعم ما دام الأمر يتعلق بالتدخل لإنقاذ المسلمين من أهل السنة من وحشية القصف الذي يتعرضون له على يد الروس والصفويين والنصيريين , أما حين يتعلق الأمر باحتلال الدول السنية واجتياحها وتدميرها وقتل الملايين من أهلها كما حدث في العراق وأفغانستان على يد الأمريكان , فالامر حينئذ لا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن ولا إذن من الأمم المتحدة !!!!
ونفس الأمر ينطبق على مجلس الشيوخ الأمريكي الذي جعله "كيري" الشماعة التي علق عليها فشل إدارته وعدم قدرتها على التدخل في سورية لوقف انتهاكات وجرائم طاغية الشام وروسيا بحق الشعب السوري , إذ أكد رفض الكونغرس استخدام القوة ضد هولاكو العصر الذي يقتل الأطفال ليل نهار , في الوقت الذي أبطل فيه الكونغرس لأول مرة "فيتو" أوباما حين تعلق الأمر بمحاولة ابتزاز الدول السنية وعلى رأسها المملكة السعودية !!!
كما زعم "كيري" في التسجيل أن "المناخ العام في الولايات المتحدة سئم الحروب"، والعديد من الأميركيين باتوا لا يؤمنون بإرسال الأميركيين الشباب ليموتوا في بلد آخر" ...ويتسائل المتابع لهذا التصريح : لماذا ما زالت أمريكا ترسل جنودها إذن حتى الآن إلى العراق لمحاربة ما يسمى "تنظيم الدولة" , وقد وافقت أول أمس على إرسال 600 جندي إلى العراق استعدادا لمعركة الموصل ؟!!!!
وإذا انتقلنا إلى فضائح التسريب الصوتي , فلعل أهم ما جاء فيه اعتبار"كيري" حزب اللات ومثيله في سورية حليفا لا عدوا , إذ أكد للحاضرين أن الولايات المتحدة لن تتدخل لمقاتلة حزب الله - الذي يدعم طاغية الشام في قتل السوريين - مبرراً ذلك "بأن حزب الله لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة ولم يتآمر ضدها بخلاف "داعش" و "النصرة" , ولعل هذا التصريح كافيا للتأكيد على عمق التحالف الأمريكي الصفوي , وعلى أكذوبة العداء الأمريكي لإيران ومليشياتها والعكس .
أما فضيحة دعم أمريكا لبقاء طاغية الشام وعدم السماح بإسقاطه عبر حظر الأسلحة النوعية عن الثوار في مقابل التغطية على جرائم الطاغية ...فهو أمر لم يكن يحتاج إلى كشف عبر تسجيل "كيري" , فقد أثبته وقائع سنوات الثورة السورية الخمس الماضية .
لقد طلب "كيري" بكل وقاحة من السوريين الحاضرين معه المشاركة في انتخابات بوجود "الأسد" زاعما : أن أملهم الوحيد هو الحل السياسي ، والتوصل إلى حكومة انتقالية، وأن الانتخابات وحدها هي التي ستسقط "الأسد" حسب زعمه , بينما الحقيقة أن الانتخابات هي الوسيلة الخبيثة لتثبيت حكم الطاغية على أرض الشام .
إن ما جاء في التسجيل الصوتي لم يكن مفاجئا لمن يعلم حقيقة موقف الولايات المتحدة الأمريكية المعادي لأهل السنة ودولها في المنطقة , إذ جميع الوقائع على الأرض في العراق وسورية واليمن وغيرها من الدول السنية تؤكد أن أمريكا تنحاز دائما لصالح أعداء المسلمين من أهل السنة ..... ولكنه دليل جديد يضاف إلى كم هائل من الأدلة التي تثبت بلا ريب هذه الحقيقة .
فـــ "هل نحتاج لمزيد من الشواهد لحقيقة القوم، وما يكنونه من عداء، ومايعدونه من مخططات لتدمير بلاد الإسلام وتغليب الصفويين والمبتدعة؟" كما قال أ . د . ناصر العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم في تغريدة له على حسابه على "تويتر" تعليقا على قانون "جاستا".
ويبدو أن أعداء الأمة قد فطنوا لمصدر قوة المسلمين التي لم يعطها المسلمون أنفسهم حقها من الأهمية , فركز أعداء الأمة الإسلامية - منذ استيئاسها من هزيمة المسلمين عسكريا - على استهداف تمسك المسلمين بدينهم والتزامهم بتعاليم كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ... والذي يعتبر السبب الرئيس في فشل جميع الحملات الصليبية التي تتالت على العالم الإسلامي منذ قرون .
لن نعود بالذاكرة كثيرا لاستحضار فضائح ومخازي أمريكا مع الدول السنية والمسلمين من أتباع الدين الحق , إذ الأمر يحتاج عندئذ إلى كتاب وليس إلى مقال أو تقرير , بل يكفي تذكير القارئ الكريم بآخر جرائم العم سام بحق أهل السنة , إذ ما كادت الدول السنية تستفيق من فضيحة إبطال مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي فيتو "أوباما" وإقراره قانون جاستا أو ما يسمى "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الأربعاء الماضي , والذي يشي بمحاولة ابتزاز رخيصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للدول السنية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تحت مسمى تعويض ضحايا 11 من سبتمبر من الدول التي ينتمي إليها المشتبه بهم في تلك الجريمة ......
حتى كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن فضيحة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها "جون كيري" عبر تسجيل صوتي للأخير أثناء اجتماعه بممثلين من أربع هيئات سورية معارضة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي .
لقد اشتمل التسجيل الصوتي الذي لم ينفه "كيري" على أكاذيب وفضائح من العيار الثقيل كما يقال :
أما الأكاذيب - التي يبرع فيها ساسة البيت الأبيض ودبلوماسيي الولايات المتحدة الأمريكية - فيأتي على رأسها أكذوبة "كيري" بأن بلاده تحترم القوانين الدولية بخلاف روسيا , وأن بلاده لا تملك مبرراً قانونياً للتدخل في سورية ..... وذلك ردا على إلحاح النشطاء السوريين المجتمعين معه من أجل تدخل أميركي أكبر في الأزمة السورية بدعم المعارضة السورية على الأقل .
والحقيقة أن "كيري" قد يكون محقا فيما زعم ما دام الأمر يتعلق بالتدخل لإنقاذ المسلمين من أهل السنة من وحشية القصف الذي يتعرضون له على يد الروس والصفويين والنصيريين , أما حين يتعلق الأمر باحتلال الدول السنية واجتياحها وتدميرها وقتل الملايين من أهلها كما حدث في العراق وأفغانستان على يد الأمريكان , فالامر حينئذ لا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن ولا إذن من الأمم المتحدة !!!!
ونفس الأمر ينطبق على مجلس الشيوخ الأمريكي الذي جعله "كيري" الشماعة التي علق عليها فشل إدارته وعدم قدرتها على التدخل في سورية لوقف انتهاكات وجرائم طاغية الشام وروسيا بحق الشعب السوري , إذ أكد رفض الكونغرس استخدام القوة ضد هولاكو العصر الذي يقتل الأطفال ليل نهار , في الوقت الذي أبطل فيه الكونغرس لأول مرة "فيتو" أوباما حين تعلق الأمر بمحاولة ابتزاز الدول السنية وعلى رأسها المملكة السعودية !!!
كما زعم "كيري" في التسجيل أن "المناخ العام في الولايات المتحدة سئم الحروب"، والعديد من الأميركيين باتوا لا يؤمنون بإرسال الأميركيين الشباب ليموتوا في بلد آخر" ...ويتسائل المتابع لهذا التصريح : لماذا ما زالت أمريكا ترسل جنودها إذن حتى الآن إلى العراق لمحاربة ما يسمى "تنظيم الدولة" , وقد وافقت أول أمس على إرسال 600 جندي إلى العراق استعدادا لمعركة الموصل ؟!!!!
وإذا انتقلنا إلى فضائح التسريب الصوتي , فلعل أهم ما جاء فيه اعتبار"كيري" حزب اللات ومثيله في سورية حليفا لا عدوا , إذ أكد للحاضرين أن الولايات المتحدة لن تتدخل لمقاتلة حزب الله - الذي يدعم طاغية الشام في قتل السوريين - مبرراً ذلك "بأن حزب الله لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة ولم يتآمر ضدها بخلاف "داعش" و "النصرة" , ولعل هذا التصريح كافيا للتأكيد على عمق التحالف الأمريكي الصفوي , وعلى أكذوبة العداء الأمريكي لإيران ومليشياتها والعكس .
أما فضيحة دعم أمريكا لبقاء طاغية الشام وعدم السماح بإسقاطه عبر حظر الأسلحة النوعية عن الثوار في مقابل التغطية على جرائم الطاغية ...فهو أمر لم يكن يحتاج إلى كشف عبر تسجيل "كيري" , فقد أثبته وقائع سنوات الثورة السورية الخمس الماضية .
لقد طلب "كيري" بكل وقاحة من السوريين الحاضرين معه المشاركة في انتخابات بوجود "الأسد" زاعما : أن أملهم الوحيد هو الحل السياسي ، والتوصل إلى حكومة انتقالية، وأن الانتخابات وحدها هي التي ستسقط "الأسد" حسب زعمه , بينما الحقيقة أن الانتخابات هي الوسيلة الخبيثة لتثبيت حكم الطاغية على أرض الشام .
إن ما جاء في التسجيل الصوتي لم يكن مفاجئا لمن يعلم حقيقة موقف الولايات المتحدة الأمريكية المعادي لأهل السنة ودولها في المنطقة , إذ جميع الوقائع على الأرض في العراق وسورية واليمن وغيرها من الدول السنية تؤكد أن أمريكا تنحاز دائما لصالح أعداء المسلمين من أهل السنة ..... ولكنه دليل جديد يضاف إلى كم هائل من الأدلة التي تثبت بلا ريب هذه الحقيقة .
فـــ "هل نحتاج لمزيد من الشواهد لحقيقة القوم، وما يكنونه من عداء، ومايعدونه من مخططات لتدمير بلاد الإسلام وتغليب الصفويين والمبتدعة؟" كما قال أ . د . ناصر العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم في تغريدة له على حسابه على "تويتر" تعليقا على قانون "جاستا".