بطالة أصحاب الشهائد العليا

الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي
1432/03/28 - 2011/03/03 22:05PM
[font="] بطالة أصحاب الشّهائد العليا[/font]
[font="] [/font]
[font="]في بلدي الحبيب " تونـس " يحلم أصحاب الشهائد العليا الحصول على عمل قار في[/font] [font="]الوظيفة العمومية أو في بعض الشركات شبه الحكومية، حتى يخرجوا من حالة البطالة و الضياع و الفارغ القاتل ، حالات يعيشونها منذ تخرّجهم من الجامعة.. و لكن مع تردي الوضع الحالي[/font] [font="]لسوق الشغل يصعب على البعض تحقيق هذا الحلم فيلتجئ العديد من هؤلاء إلى[/font] [font="]العمل في القطاع الخاص الذي يراه البعض اضطرارا فيما يراه البعض الآخر[/font] [font="]اختيارا..[/font]
[font="]و من يريد الحصول على شغل قار، عليه أن يدفع رشوة قد تصل إلى 10 آلاف دينار و ذلك حسب طبيعة الوظيفة.. هذا هو الوضع في تونس .. و هذا ما يعانيه أصحاب الشهائد العليا الذين بلغ عددهم 150 ألفا..
[/font]
[font="]و بحكم علاقاتي العديدة بالبعض، و التصاقي الوثيق بالبعض الآخر، وقفت على أسباب اختلاف وجهات النظر في هذا الموضوع من قبل بعض خريجي[/font] [font="]التعليم العالي التي كانت تتمحور حول الآتي:[/font]
[font="] [/font]
[font="] * العمل في القطاع الحكومي: كسل و تقاعس..[/font]
[font="]تقول[/font][font="] فتاة من عائلة متوسطة الوضع الاجتماعي: إنّ حياتي[/font] [font="]الجامعية كانت مفعمة بالنشاط و الطموح و الأمل.. كنت أتصوّر أنّ شهادتي ستمكنّني من تغيير أيّ شيء في المجتمع من خلال تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة و ذلك أضعف الإيمان.. [/font]
[font="] و قد صدمت بحقيقة الحياة[/font] [font="]المهنية و خاصة العمل الحكومي حيث تتوفر للموظف في القطاع الحكومي الظروف[/font] [font="]الملائمة له على غرار الترسيم السريع و الراتب القار، و هو ما يجعله لا يقدم[/font] [font="]الإضافة فأنا أكره العمل الروتيني الإداري الذي يتسم بالركود و الخمول و يشجع[/font] [font="]على الكسل و التقاعس، و الجري وراء الحوافز و المنح و المطالبة المستمرّة بالترفيع في الأجور..[/font]
[font="] و أحبّ العمل الميداني في القطاع الخاص رغم ما يتسم به[/font] [font="]أحيانا من تقصير في حق الموظفين، و اعتداءً صارخا على مصالحهم و حقوقهم المهنية المادية و المعنوية..[/font]

[font="] * مكره أخاك لا بطل[/font]
[font="]يقول أحد الشبّان وعلامات الأسف بادية على محياه[/font][font="]: مكره أخاك لا بطل، فأنا أعمل منذ أن تخرجت سنة 2007 في إحدى شركات الخدمات العامّة.. و اضطررت إلى العمل لدى الخواص لانعدام توفر مواطن الشغل خاصة[/font] [font="]الحكومي منها.. فمواطن الشغل أصبحت غالية جدّا، و تتطلّب وساطة مهمّة لتتحصّل على شغل قارّ في مؤسسة حكومية محترمة.. و لا أخفي عليك أنني أعيش ضغطا نفسيا يوما بعد آخر لأنني[/font] [font="]مجبر على العمل...و أترقب لعل الحظ يبتسم لي في إحدى المناظرات الحكومية التي أصبحت مجرّد المشاركة فيها تعدّ ضربة حظّ يحسد عليها ..[/font]

[font="] * الأفضلية على مستوى الراتب [/font]
[font="] تقول موظفة بشركة خدمات: أعتبر أن الأفضلية بين العمل لدى الخواص[/font] [font="]و العمل الحكومي على مستوى المقابل، فالعمل الحكومي فيه امتيازات عكس العمل[/font] [font="]لدى الخواص إذ أنّ الراتب كميزان قيس الحرارة تارة في الأعلى و مرة في الأسفل[/font] [font="]وهو أمر سلبي جدّا، إضافة إلى عدم ضمان وظيفتك لدى الخواص.. فالشركات الخاصة[/font] [font="]تقلّل من حدة البطالة خاصة في هذه السنوات الأخيرة و لكن الضمانات الكفيلة[/font] [font="]لحقوق العامل قليلة إن لم نقل مفقودة..[/font]
[font="] [/font]
[font="] * معجزة إلهية[/font]
[font="]تقول موظّفة أخرى: " لقد اضطررت إلى العمل بمركز نداء لأنني لم أحظ[/font] [font="]بفرصة عمل في مجال اختصاصي و لا في القطاع العام، فلا المناظرات الخارجية و لا[/font] [font="]حتى المطالب التي أرسلتها أثمرت نتيجة و حتى لا أعاني من البطالة اشتغلت في[/font] [font="]القطاع الخاص حتى أؤمن مصاريف عيشي في انتظار معجزة إلهية تخوّل لي العمل[/font] [font="]بالقطاع الحكومي.. و لكن حاليا أتقاضى أجرا جيدا من خلال عملي اليوم فمن غير[/font] [font="]المعقول أن أتركه و ألجأ إلى العمل الوظيفي بأجر زهيد حتى لو أنّ ذلك يجعل لي[/font] [font="]من الراتب " مسمار في حيط "[/font].[font="][/font]
[font="] * مسمار في حيط [/font]
[font="]تقول محدثتي الموظفة بوكالة أسفار خاصة: " أنا شخصيا أرى أنّ[/font] [font="]العمل في القطاع الخاص هو حل اضطراري للهروب من شبح البطالة بالرغم من أنّني[/font] [font="]لست لأنه يمس من كرامة المتخرج الذي يعمل في مجال بعيد كل البعد عن مجال[/font] [font="]اختصاصه، فكل الحقوق غائبة ماديا و معنويا حيث يشعر الواحد منا أن رئيسه في[/font] [font="]المؤسسة عبارة عن السّيد و الموظف عبدا له، يكد ليلا نهارا في الاشتغال مقابل[/font] [font="]أجر زهيد لا يليق بمستواه التعليمي.. في حين أرى أن القطاع العمومي هو[/font] [font="]بمثابة المتنفس حيث يحسّ العامل فيه بالراحة النفسية باعتباره قارّا أو[/font] [font="]بالأحرى " مسمار في حيط "[/font].[font="][/font]

[font="] * الالتجاء إلى العمل بالقطاع الخاص [/font]
[font="]يقول شاب موظف بمركز إعلامية: [/font] [font="]" إنّ[/font] [font="]أهمّ شيء يفكر فيه الطالب لدى تخرجه و حصوله على الشهادة العليا التي تمثل[/font] [font="]جواز دخوله إلى سوق الشغل هو ضمان عمل محترم و قار في القطاع العمومي يشعره[/font] [font="]بالأمان و الاستقرار و لكن أرى أن العمل في القطاع الخاص يحمل جملة من[/font] [font="]الامتيازات ليس بالضرورة أن تكون متوفرة فقط في المؤسسات العمومية و بالنظر إلى[/font] [font="]محدودية توفير مواطن الشغل في القطاع الحكومي، أرى أن أفضل حل هو العمل[/font] [font="]بالقطاع الخاص و لكن بشرط أن تكون المؤسسة تابعة لقطاع أجنبي..[/font]
[font="] [/font]
[font="] * الفرق شاسع بين القطاعين الحكومي و الخاص [/font]
[font="]يقول مصمّم مواقع " واب " بشأن موضوعنا الذي طرحناه عليه: " لقد[/font] [font="]أتيحت لي فرصة العمل بالقطاع الحكومي إلاّ أنّني فضلت العمل في القطاع الخاص[/font] [font="]لأنّ الفرق بين القطاعين شاسع فالمؤسسة الخاصة قادرة أن تمنحك " شهرية " [/font] [font="]محترمة و عالية القيمة إلى جانب تقديم جملة من الامتيازات المالية[/font] [font="]التي لا يمكن أن تتوفر في المؤسسات الحكومية فلا تتمّ الزيادة في الأجور[/font] [font="]إلاّ بعد مرور دهر كامل من العمل الشاق أو بعد الإحالة على التقاعد..[/font]
[font="] تعدّدت وجهات النظر حول من يرغب في العمل بالقطاع الحكومي و من يميل إلى[/font] [font="]العمل في القطاع الخاص و الأسباب متنوعة و لكن تتجه كلها صوب إيجاد عمل مهما[/font] [font="]كان القطاع للخروج من أزمة البطالة القاتلة..[/font]

[font="][/font]
[font="]* كلمة في السرّ[/font]

[font="][/font]
[font="]البطالة.. و الخصاصة.. و الضياع.. و الخوف.. و الكرامة، كلمات رعب و صرخات فزع أجبرت البوعزيزي على الإنتحار.. فنزلت حشود الشباب لتكتسح الساحات لتعلنها انتفاضة على كل شيء غير مستقيم.. فأطردت الطّاغية و غيرت مفاهيم السياسة في البلاد..[/font]
[font="]
[/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد[/font]
[font="][/font]

[font="][/font]
[font="] الشّيخ محمّد الشّاذلي شلبي
[/font]
[font="]
[/font]
المرفقات

92.zip

92.zip

المشاهدات 2665 | التعليقات 1

اللهم عد للاسلام عزه وقوته وعدله يارب العالمييييييييييييييين