بشائر للمحسنين

د عبدالعزيز التويجري
1443/09/27 - 2022/04/28 20:17PM
الخطبة الأولى :بشائر للمحسنين . 28/9/1443ه
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله وكرمه تزداد الحسنات وتغفر الزلات، أحمده - سبحانه - على ما أولى وهدى، وأشكره على ما وهب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى ذو الخلق الأسمى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي النهى والتقى والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فاتقوا الله ربكم واشكروا له: ((ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً))
: فأوصيكم ـ أيّها الصائمون ـ ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتّقوا الله ، واجعَلوا مراقبتَكم لمن لا تغيبون عن ناظرِه، واصرِفوا شكرَكم لمن لا تنقطِع عنكم نعمُه، واعملوا بطاعةِ من لا تستغنون عنه، وليكُن خضوعكم لمن لا تخرجُون عن ملكِه وسلطانه، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
ما أروع القلوب إذا تعلقت بخالقها .. ما أجمل الأجساد إذا انصبت لبارئها .. ما أحلى العيون إذا متعت بكلام ربها .. ما أعذب اللسان إذا كان يسبح بجلال الله وعظمته ..
رمضان عايشنا خشية المتهجدين وأسمعنا أنات الخائفين ، رمضان أعاد لنا الامل والثقة واننا امة خير وإحسان، امة تسبيح وقرآن .. امة بيوتها المساجد، وانسها خدمة المسلمين .. رمضان علمنا أننا أقوياء أمام الشهوات والمغريات .. لا جبناء نذل ونتبع نعيق التافهين من شياطين الانس والجن .. رمضان اعطا درساً لكل منافق وناعق ممن يريد أن يذهب حياء النساء ، ويميت غيرة الرجال، ويميع رجولة الشباب ، أن رجالها ونسائها موقنون بموعود الله عزوجل لهم ...
تلمس بيوت الله هذه الليالي تراها تكتض بالرجال والنساء شيبا وشبابا، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً الله ورضونا .. يقطعون الليل تسبحا وقرآنا .. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا . مشاهد تثلج الصدر وتبعث الأمل وتغيض العدوا ، عما يبحث هؤلاء وماذا تبتغي هذه الجموع المزدحمة على عتبات الجامع إلا محبة لله ولسماع كلام الله وشوقا لجنة الفردوس .. فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم .. بل فيهم عُباد اتقياء ومحسنون منفقون ، واشداء في خدمة المسلمين ، ورجال أخيار أغيار ينهون عن السوء والله لايضيع أجر من أحسن عملاً .. أترون أن الكريم الرحيم يذهب دموع الخاشعين سدى , أو تظنون باللطيف الخبير يخيب آمل المحسنين .. أو يضيع تعب العابدين إن ربنا لغفور شكور .. فأحسنوا الظن بربكم فقد قال ربنا تبارك وتعالى ( أنا عند ظن عبدي بي فاليظن عبدي ماشاء .. نظن برنا خيرا ورحمته وسعة كل شي، ومن ضاقت عنه رحمة الله في فقد خسر خسرنا مبينا ..
أبواب الخير كثيرة وسبل الاحسان متعدية ، نفقة ودعاء ، إحسان وصلة أرحام، أمر بمعروف ونهي عن منكر ، صلاة وقراءة قرآن ، بر وذكر ، دعوة وتعليم ، فتلمس حاجتك في وجوه الخير واعمال البر ، وضع بصمتك في هذه الحياة ، فلا تدري ما العمل الذي ينجيك ، والباب الذي تدخل منه الجنة .
نفعنِي الله وإيّاكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمّد صلى الله عليه وسلم ، وأقول قولي هذا، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنّه هو الغفور الرّحيم.
الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعى وصلى الله وسلم على الرسول المجتبى وعلى أله وصحبه ومن اقتفى وسلم تسليما كثيرا أمّا بعد:.
أيها المؤمنون بالله واليوم الآخر : سلوا الله الثبات ودوام الاستقامة ، وابتعدوا عن متشابه القول والفعل ومن يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه . قال ربنا ( فتزل قدم بعد ثبوتها ) ولم يقل بعد تذبذبها وتخليطها،
الحياة فتنٌ والثبات عزيز .. الثبات لايكون بكثرة الاستماع للمواعظ ، إنما يكون بفعل المواعظ ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا ، لم يقل الله ولو انهم قرأوا أو سمعوا وإنما فعلوا .
وفي خِتام الشهر وعند إكمال العدة، شَرع الله لعبادِه عباداتٍ يتقربون بها، ليوفيهم أجورهم ويزيدَهم من فضله {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} يشرع التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى الصلاة العيد، ومن ذلك زكاة الفطر، وهي صدقة واجبة عن الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقطٍ أو صاعاً من زبيب، يخرجها الرجل عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم، تدفع للفقراء والمساكين خاصة وليست لسائر أصناف أهل الزكاة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) وأفضل وقتها أن تؤدى قبل خروج الناس لصلاة العيد، ويجوز أن تؤدى قبل العيد بيومٍ أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، ويجوز أن تعطى زكاة الواحد لعدد من الفقراء، كما يجوز أن تعطى زكاة الجماعة لفقير واحد.
ويُشْرَعُ للمسلمين أَن يَخرجوا لصلاة العيد، رجالاً ونساءً، قالت أُمُّ عَطِيةَ رضي الله عنها: أَمَرَنا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ) متفق عليه
كما يُسَنُّ للمسلمِ أَنْ يَأَكُلَ تَمراتٍ قَبْلَ أَنْ يخرجَ إلى صَلاةِ العِيْدِ، قال أَنسٌ رضي الله عنه: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ) رواه البخاري
والواجب على المرأةِ أن لا تخرج متبرجةً ولا متعطرةً ولا متزينةً بزينة يراها الرجال، وعلى وليها أن يفقهها في ذلك.
ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد صاحب الحوض والشفاعة ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين..
المرفقات

1651176999_بشائر المحسنين في رمضان.pdf

1651177045_بشائر المحسنين في رمضان 2.doc

المشاهدات 953 | التعليقات 0