بشائر النصر الرمضانية
د مراد باخريصة
1433/09/15 - 2012/08/03 19:58PM
عباد الله:
كان الحديث في الجمعة الماضية عن النصر العظيم والفتح المبين الذي حققه المسلمون بفتح مكة والتي فتحت في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
فرمضان أيها الصائمون مثل ما أنه شهر الصيام والقيام والتقوى والإحسان فهو أيضاً شهر الجهاد والنصر وفيه وقعت أشهر المعارك وأعظم الفتوحات ابتداء بغزوة بدر أول غزوة في الإسلام والتي سجل المسلمون فيها أروع معاني النصر والصبر وقابل ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المسلمين أكثر من ألف رجل من المشركين يملكون أضخم العتاد والسلاح ومع ذلك انتصر المسلمون وفرح المؤمنون بنصر الله فأرغمت أنوف الكافرين وخمدت شوكة الباطل والمبطلين.
رمضان هو شهر النصر والجهاد والصبر والجلاد وقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يتسابقون على ساحات الوغى وميادين الجهاد في رمضان ويتنافسون على نيل الشهادة وحب القتال في سبيل الله في رمضان ففي السابع عشر من رمضان للسنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر الكبرى وفي الحادي والعشرين من رمضان للسنة الثامنة للهجرة كان فتح مكة وبفتحها دكت معاقل الشرك وأزيلت معالم الوثنية وسقطت الرايات الجاهلية وفي رمضان من السنة التاسعة للهجرة شهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدايات أحداث غزوة تبوك.
ووقعت معركة القادسية التي سجلها التاريخ بماء الذهب وكانت من أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي هذه المعركة وقعت في رمضان في السنة الرابع عشرة للهجرة وفُتح الشاطئ الجنوبي من بلاد الأندلس في رمضان وحقق صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أشهر الانتصارات على الصليبين في رمضان وانتصر المسلمون على التتار في معركة عين جالوت الشهيرة في رمضان.
وفي عصرنا الحاضر سجل المجاهدون في الفلوجة في العراق وفي فلسطين وأفغانستان والصومال وفي غيرها من بلاد المسلمين سجلوا أعلى الانتصارات ونفذوا أقوى الضربات فطار صواب الغرب من هول ضرباتهم وشدة بأسهم ولم يستطيعوا أن يستأصلوا شأفتهم أو يخمدوا جذوة جهادهم ومنيوا بهزيمة نكراء ووقفوا عاجزين حائرين يبحثون عن حل للخروج من أزمتهم ومخرج من ورطتهم بعد أن انكسرت شوكتهم وسقطت سمعتهم.
لقد غاص الغرب في الوحل والتف حول أعناقهم الحبل وأغلقت في وجوههم الأبواب وتكاثرت عليهم الأزمات وسدت عليهم الطرق وأحكمت عليهم الشباك فبدأت حضارتهم تتهاوى آيلة للسقوط والانحدار وبداية النهاية بإذن الله {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وزادهم سقوطاً عندما سقط دولارهم وانهار اقتصادهم وكثرت ديونهم فصاروا اليوم أقرب إلى الإفلاس من غيرهم لأن هذه الولايات المختلفة عرقياً ومذهبياً لم يجمعها ويوحدها إلا الدولار فإذا ضعف الاقتصاد وانهار الدولار فستنهار هذه الوحدة الهشة التي تجمع بين الولايات الأمريكية والدول الغربية يقول النبي صلى الله عليه وسلم" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".
أيها الصائمون:
رمضان شهر النصر فالانتصارات اليوم على أرض الشام الأبية أضحت واضحة للعيان وماثلة للمشاهدة فهم اليوم في حلب ودمشق وغيرها من المدن يلقنون الطواغيت دروساً في الشجاعة والجهاد والصبر والثبات وقد عزموا عزماً لا تراجع فيه على أن ينفضوا غبار الذل بأشلائهم ويغسلوا ثوب العار بدمائهم ويمحوا الهوان بمهجهم وأرواحهم فأقضوا مضاجع الكفار ووقف طواغيت العرب والعجم يراقبون الوضع في سوريا مذهولين من صبرهم وصمودهم ومرعوبين من مستقبل بركانهم وجهادهم وعاجزين عن قمعهم وإخضاعهم ووقف مدهم وحائرين في وضع حل لخمد جهادهم وثورتهم وقتالهم{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
إن أعدائنا اليوم بفضل الله ونصره يعيشون في ارتباك شديد وقلق عظيم فهم في حيرة من أمرهم وارتباك في خططهم لا يدرون كيف سيكون نفوذهم وتسلطهم وخاصة بعد ثورات الربيع العربي وما تدور من أحداث عظام في كثير من بلاد الإسلام.
لقد فكروا وقدروا وعبسوا وبسروا فرأو أن لا طاقة لهم بالمواجهة ولابد من الانسحاب العسكري والهروب من المواجهة المباشرة فانسحبوا من العراق والصومال وقرروا الانسحاب من أفغانستان وأخذوا يتوددون للطالبان مطالبين منهم وقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات والحوار للتغطية على هزائمهم وجرائمهم.
وكلما تمرد أعداء الله وتفرعنوا وزادوا من حدة العداوة والخبث كلما اقترب موعد هلاكهم وإدالة عباد الله المستضعفين بدلاً عنهم قال تعالى {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ...} {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
الخطبة الثانية
عباد الله:
لا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد فالنصر آت والفرج قريب ورمضان ما هو إلا بداية الانتصارات وأول القطرات وإنا على يقين لا شك فيه أن النصر كائن لا محالة وواقع ولابد فلا يظن أحد أن كثرة المصائب وعظم الأحداث التي تمر بالمسلمين ستبيدهم أو تقضي عليهم فهل يظن الكفار أنّا سننتهي هل يحسبون أنّا سنكل أو سنمل كلا فإنا باقون بإذن الله إلى قيام الساعة وستبقى صخرة الإسلام قوية وقلعته عصية ولن يغلب المسلمون من قلة بإذن الله.
فالله تبارك وتعالى ناصر دينه وحافظ عباده وناصر أوليائه والمعركة بين الإسلام والكفر محسومة لصالح المسلمين وما النصر إلا صبر ساعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
لتعلم ملل الكفر كلها من يهود وصليبين ومشركين ومنافقين ومرتدين ليعلموا جميعاً أن صرح الإسلام باق ونوره ظاهر رغم تكالبهم وتحالفهم ورغم جيوشهم وجموعهم ورغم عدهم وعديدهم وحدهم وحديدهم ورغم مكرهم وكيدهم ورغم حقدهم وحسدهم وحنقهم بل ورغم أنوفهم يقول الله جل جلاله وعز كماله {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" رواه مسلم.
فما علينا أيها المسلمون في هذا الشهر الفضيل خاصة وأننا عما قريب سنستقبل أفضل الليالي وخير الساعات ليالي العشر الأواخر من رمضان ما علينا إلا أن نكثر من الدعاء والابتهال والتضرع والانكسار إلى الله سبحانه وتعالى بأن ينصر هذا الدين ويعلي راية الإسلام والمسلمين.
ولنهجر المعاصي والذنوب ولنتب إلى الله توبة نصوحاً حتى يعجل الله بنصرنا ويتنزل نصر الله علينا {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
كان الحديث في الجمعة الماضية عن النصر العظيم والفتح المبين الذي حققه المسلمون بفتح مكة والتي فتحت في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
فرمضان أيها الصائمون مثل ما أنه شهر الصيام والقيام والتقوى والإحسان فهو أيضاً شهر الجهاد والنصر وفيه وقعت أشهر المعارك وأعظم الفتوحات ابتداء بغزوة بدر أول غزوة في الإسلام والتي سجل المسلمون فيها أروع معاني النصر والصبر وقابل ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المسلمين أكثر من ألف رجل من المشركين يملكون أضخم العتاد والسلاح ومع ذلك انتصر المسلمون وفرح المؤمنون بنصر الله فأرغمت أنوف الكافرين وخمدت شوكة الباطل والمبطلين.
رمضان هو شهر النصر والجهاد والصبر والجلاد وقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يتسابقون على ساحات الوغى وميادين الجهاد في رمضان ويتنافسون على نيل الشهادة وحب القتال في سبيل الله في رمضان ففي السابع عشر من رمضان للسنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر الكبرى وفي الحادي والعشرين من رمضان للسنة الثامنة للهجرة كان فتح مكة وبفتحها دكت معاقل الشرك وأزيلت معالم الوثنية وسقطت الرايات الجاهلية وفي رمضان من السنة التاسعة للهجرة شهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدايات أحداث غزوة تبوك.
ووقعت معركة القادسية التي سجلها التاريخ بماء الذهب وكانت من أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي هذه المعركة وقعت في رمضان في السنة الرابع عشرة للهجرة وفُتح الشاطئ الجنوبي من بلاد الأندلس في رمضان وحقق صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أشهر الانتصارات على الصليبين في رمضان وانتصر المسلمون على التتار في معركة عين جالوت الشهيرة في رمضان.
وفي عصرنا الحاضر سجل المجاهدون في الفلوجة في العراق وفي فلسطين وأفغانستان والصومال وفي غيرها من بلاد المسلمين سجلوا أعلى الانتصارات ونفذوا أقوى الضربات فطار صواب الغرب من هول ضرباتهم وشدة بأسهم ولم يستطيعوا أن يستأصلوا شأفتهم أو يخمدوا جذوة جهادهم ومنيوا بهزيمة نكراء ووقفوا عاجزين حائرين يبحثون عن حل للخروج من أزمتهم ومخرج من ورطتهم بعد أن انكسرت شوكتهم وسقطت سمعتهم.
لقد غاص الغرب في الوحل والتف حول أعناقهم الحبل وأغلقت في وجوههم الأبواب وتكاثرت عليهم الأزمات وسدت عليهم الطرق وأحكمت عليهم الشباك فبدأت حضارتهم تتهاوى آيلة للسقوط والانحدار وبداية النهاية بإذن الله {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وزادهم سقوطاً عندما سقط دولارهم وانهار اقتصادهم وكثرت ديونهم فصاروا اليوم أقرب إلى الإفلاس من غيرهم لأن هذه الولايات المختلفة عرقياً ومذهبياً لم يجمعها ويوحدها إلا الدولار فإذا ضعف الاقتصاد وانهار الدولار فستنهار هذه الوحدة الهشة التي تجمع بين الولايات الأمريكية والدول الغربية يقول النبي صلى الله عليه وسلم" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".
أيها الصائمون:
رمضان شهر النصر فالانتصارات اليوم على أرض الشام الأبية أضحت واضحة للعيان وماثلة للمشاهدة فهم اليوم في حلب ودمشق وغيرها من المدن يلقنون الطواغيت دروساً في الشجاعة والجهاد والصبر والثبات وقد عزموا عزماً لا تراجع فيه على أن ينفضوا غبار الذل بأشلائهم ويغسلوا ثوب العار بدمائهم ويمحوا الهوان بمهجهم وأرواحهم فأقضوا مضاجع الكفار ووقف طواغيت العرب والعجم يراقبون الوضع في سوريا مذهولين من صبرهم وصمودهم ومرعوبين من مستقبل بركانهم وجهادهم وعاجزين عن قمعهم وإخضاعهم ووقف مدهم وحائرين في وضع حل لخمد جهادهم وثورتهم وقتالهم{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
إن أعدائنا اليوم بفضل الله ونصره يعيشون في ارتباك شديد وقلق عظيم فهم في حيرة من أمرهم وارتباك في خططهم لا يدرون كيف سيكون نفوذهم وتسلطهم وخاصة بعد ثورات الربيع العربي وما تدور من أحداث عظام في كثير من بلاد الإسلام.
لقد فكروا وقدروا وعبسوا وبسروا فرأو أن لا طاقة لهم بالمواجهة ولابد من الانسحاب العسكري والهروب من المواجهة المباشرة فانسحبوا من العراق والصومال وقرروا الانسحاب من أفغانستان وأخذوا يتوددون للطالبان مطالبين منهم وقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات والحوار للتغطية على هزائمهم وجرائمهم.
وكلما تمرد أعداء الله وتفرعنوا وزادوا من حدة العداوة والخبث كلما اقترب موعد هلاكهم وإدالة عباد الله المستضعفين بدلاً عنهم قال تعالى {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ...} {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
الخطبة الثانية
عباد الله:
لا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد فالنصر آت والفرج قريب ورمضان ما هو إلا بداية الانتصارات وأول القطرات وإنا على يقين لا شك فيه أن النصر كائن لا محالة وواقع ولابد فلا يظن أحد أن كثرة المصائب وعظم الأحداث التي تمر بالمسلمين ستبيدهم أو تقضي عليهم فهل يظن الكفار أنّا سننتهي هل يحسبون أنّا سنكل أو سنمل كلا فإنا باقون بإذن الله إلى قيام الساعة وستبقى صخرة الإسلام قوية وقلعته عصية ولن يغلب المسلمون من قلة بإذن الله.
فالله تبارك وتعالى ناصر دينه وحافظ عباده وناصر أوليائه والمعركة بين الإسلام والكفر محسومة لصالح المسلمين وما النصر إلا صبر ساعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
لتعلم ملل الكفر كلها من يهود وصليبين ومشركين ومنافقين ومرتدين ليعلموا جميعاً أن صرح الإسلام باق ونوره ظاهر رغم تكالبهم وتحالفهم ورغم جيوشهم وجموعهم ورغم عدهم وعديدهم وحدهم وحديدهم ورغم مكرهم وكيدهم ورغم حقدهم وحسدهم وحنقهم بل ورغم أنوفهم يقول الله جل جلاله وعز كماله {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" رواه مسلم.
فما علينا أيها المسلمون في هذا الشهر الفضيل خاصة وأننا عما قريب سنستقبل أفضل الليالي وخير الساعات ليالي العشر الأواخر من رمضان ما علينا إلا أن نكثر من الدعاء والابتهال والتضرع والانكسار إلى الله سبحانه وتعالى بأن ينصر هذا الدين ويعلي راية الإسلام والمسلمين.
ولنهجر المعاصي والذنوب ولنتب إلى الله توبة نصوحاً حتى يعجل الله بنصرنا ويتنزل نصر الله علينا {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.