بدع الحجاج والمعتمرين من فتاوى علماء الحرمين

سعد آل مجري
1437/11/27 - 2016/08/30 10:20AM
بدع الحجاج والمعتمرين
من فتاوى علماء الحرمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]،
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

أما بعد:
فإن الله جعل الإخلاص والمتابعة سبباً لقبول الأعمال الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم، فالشرك والرياء والعجب منافياً للإخلاص، والإبتداع منافيا للإتباع.
والله تعالى إنما يتقبل من المتقين، والمبتدع ليس من أهل التقى، بل هو من أهل العمى، ومن أحياء بدعة فقد أمات سنة، وعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة.
وقد جمعت في هذا الكتاب شيئا من بدع الحجاج والمعتمرين، وبدع الزيارة والأضحية تبعا لها، مما يفعله الناس بقصد أو بغير قصد، حرصاً مني على إخواني من المسلمين من الوقوع فيها, والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم.

كتبه: سعد بن سلمان آل مجري - 2 4 /11/1437هـ

♦ ♦ ♦ ♦
♦ التلفظ بنية الحج والعمرة:
قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله: لو قال: نويت أن أحج بدعة؛ لكن لبيك عمرة، لبيك حجة ما فيه إشكال.[1]

♦ التلفظ بنية الطواف:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وأما الصلاة والطواف وغيرهما فينبغي له ألا يتلفظ في شيء منها بالنية، فلا يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف كذا، بل التلفظ بذلك من البدع المحدثة والجهر بذلك أقبح وأشد إثما، ولو كان التلفظ بالنية مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم وأوضحه للأمة بفعله أو قوله، ولسبق إليه السلف الصالح.
فلما لم ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم علم أنه بدعة.[2]

♦ الحج عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أما الصحابة فلا بأس أن يحج عنهم الإنسان كما يحج عن أي مسلم لكن مع ذلك نرى أن الدعاء للأموات أفضل بكثير من الأعمال الصالحة حتى الأب والأم إذا دعوت الله لهما فهو أفضل من أن تحج عنهما إذا لم يكن فرضا وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما تحدث عن عمل الإنسان بعد موته قال (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) يدعو له، لم يقل ولد صالح يحج عنه ويتصدق عنه ويصوم عنه ويزكي قال ولد صالح يدعو له وهل تظن أيها المؤمن أحدا أنصح للأحياء والأموات من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا والله لا نظن بل نظن أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنصح الخلق للأحياء والأموات ومع ذلك قال (أو ولد صالح يدعو له) هذه واحدة ثانيا بالنسبة للصحابة قلنا إنهم كسائر الناس ولكن الدعاء أفضل لهم ولغيرهم أما النبي صلى الله عليه وسلم فإهداء القرب له من السفه من حيث العقل ومن البدعة من حيث الدين أما كونه بدعة في الدين فلأن الصحابة رضي الله عنهم الذين شاهدوا الرسول ولازموه وأحبوه أكثر منا ما كانوا يفعلون هذا هل أبو بكر حج عن الرسول وكذا عمر، وعثمان، وعلي، والعباس عمه كلهم لم يفعلوا هذا ثم نأتي نحن في آخر الزمان ونبر الرسول بالحج عنه أو بالصدقة عنه هذا غلط، غلط من الناحية الشرعية ومن الناحية العقلية هو سفه لأن كل عمل صالح يقوم به العبد فللنبي صلى الله عليه وسلم مثله لأن من دل على خير فله مثل فاعله وإذا أهديت ثواب العمل الصالح للرسول هذا يعني أنك حرمت نفسك فقط لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم منتفع بعملك له مثل أجرك سواء أهديته أم لم تهده وأظن أن هذه البدعة لم تحدث إلا في القرن الرابع ومع ذلك أنكرها العلماء. [3]

♦ الدعاء الجماعي في الطواف:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الدعاء الجماعي بدعة وفيه تشويش على الطائفتين، والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوته.[4]

♦ تخصيص كل شوط بدعاء معين:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: تخصيص كل شوط بدعاء معين لا أصل له في السنة بل هو بدعة نص على ذلك أهل العلم رحمهم الله فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه جعل للشوط الأول دعاء خاصا وللثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع كذلك وغاية ما ورد عنه (التكبير عند الحجر الأسود وقول (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) بين الركن اليماني والحجر الأسود) و (كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول في ابتداء طوافه بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم).[5]

♦ الرمل في كل الأشواط السبعة:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الرمل في الأشواط كلها بدعة ينهي عنها مع ما فيه من الإشقاق على النفس.[6]

♦ التعلق بأستار الكعبة أو إلصاق الصدر عليها:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: التعلق بأستار الكعبة أو إلصاق الصدر عليها أو ما أشبه ذلك بدعة لا أصل له فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه يفعلون ذلك وغاية ما ورد الالتزام فيما بين باب الكعبة والحجر الأسود فقط وأما بقية جهات الكعبة وأركانها فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه أنهم كانوا يلتزمونها أو يلصقون صدورهم بها .[7]

♦ التبرك بمسح الكعبة والحجر الأسود والركن اليماني:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: التمسح بالكعبة ثم مسح الصدر به أو الجسد فهذه بدعة بكل حال لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذه المناسبة أود أن ألفت نظر الحجاج إلى أن المقصود بمسح الحجر الأسود والركن اليماني هو التعبد لله تعالى بمسحهما لا التبرك بمسحهما خلافا لما يظنه الجهلة حيث يظنون أن المقصود هو التبرك ولهذا ترى بعضهم يمسح الركن اليماني أو الحجر الأسود ثم يمسح بيده على صدره أو على وجهه أو على صدر طفله أو على وجهه وهذا ليس بمشروع وهو اعتقاد لا أصل له ففرق بين التعبد والتبرك ويدل على أن المقصود التعبد المحض دون التبرك أن عمر رضي الله عنه قال وهو عند الحجر (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) وبهذه المناسبة أيضا أود أن أبين أن ما يفعله كثير من الجهلة يتمسحون بجميع جدران الكعبة وجميع أركانها فإن هذا لا أصل له وهو بدعة ينهى عنه (ولما رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما معاوية رضي الله عنه يستلم الأركان كلها أنكر عليه فقال له معاوية ليس شيء من البيت مهجورا فأجابه ابن عباس (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين) فرجع معاوية إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما فدل هذا على أن مسح الكعبة أو التعبد لله تعالى بمسحها أو مسح أركانها إنما هو عبادة يجب أن تتبع فيه آثار النبي صلى الله عليه وسلم فقط.[8]

♦ مزاحمة غير الطائفين على الحجر الأسود:
قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: الذين يزدحمون عليه كل وقت وهم ليسوا محرمين وليسوا طائفين نرى أنهم مُبتدعة؛ فإنه حجر عاديٌ كما قال عُمر رضي الله عنه: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يُقبلك ما قبَّلتك، لكن جاء في الحديث: أن مسحهما ـ يعني الركنين ـ يحطُّ الخطايا، فيعتبر ذلك اتباعًا وتعبدًا، ويُقتصر على ما ورد به الشرع.[9]

♦ تخصيص مقام إبراهيم بالدعاء:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ليس للمقام دعاء ولا دعاء قبل الركعتين ولا بعدهما ولكن المشكلة أن مثل هذه البدع صارت كأنها قضايا مسلمة مشروعة حتى إن الحاج ليرى أن حجه ناقص إذا لم يفعل هذا وكل هذا بسبب تقصير العلماء أو قصورهم وإلا فمن الممكن أن يعطى هؤلاء الحجاج مناسك من بلادهم توجههم للطريق الصحيح.[10]

♦ التمسح بمقام ابراهيم عليه السلام:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: التمسح بمقام إبراهيم أو تقبليه كل هذا لا أصل له ولا يجوز فعله؛ لأنه من البدع التي أحدثها الناس .[11]

♦ تخصيص كل سعي بدعاء معين:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الناس يحمل معه كتيباً فيه دعاء لكل شوط في الطواف وفي السعي، فهل لهذا أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة؟ لا. ولهذا يعتبر هذا الكتيب بدعة من البدع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل لأمته دعاءً لكل شوط، لا في الطواف ولا في السعي، فالواجب على الإنسان أن يتجنب هذه الكتيبات وأن ينصح إخوانه أيضاً بعدم اقتنائها.[12]

♦ التقهقر عند توديع البيت والخرج من المسجد الحرام:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: فإذا فرغ من توديع البيت وأراد الخروج من المسجد مضى على وجهه حتى يخرج، ولا ينبغي له أن يمشي القهقرى؛ لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، بل هو من البدع المحدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم ومُحدثات الأمور، فإن كل مُحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ونسأل الله الثبات على دينه، والسلامة مما خالفه، إنه جواد كريم .[13]

♦ الإحرام بعمرة ثانية بعد الإنتهاء من العمرة الأولى:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا نرى أن هذا من السنة بل هو من البدعة أن الإنسان إذا أنهى العمرة التي أتى بها حين قدومه أن يذهب إلى التنعيم فيأتي بعمرة أخرى فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فقد مكث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه في مكة عام الفتح تسعة عشر يوما لم يخرج أحد منهم إلى التنعيم ليأتي بعمرة وكذلك في عمرة القضاء أتي بالعمرة التي أتى بها حين قدم ولم يعد العمرة مرة ثانية من التنعيم وعلى هذا فلا يسن للإنسان إذا أنهى عمرته التي قدم بها أن يخرج إلى التنعيم ليأتي بعمرة لا لنفسه ولا لغيره وإذا كان يحب أن ينفع غيره فليدع له لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) لم يقل ولد صالح يأتي له بعمرة أو يصوم أو يصلى أو يقرأ فدل ذلك على أن الدعاء أفضل من الأعمال الصالحة التي يهديها الإنسان إلى الميت فإن كان لابد أن يفعل ويهدي إلى ميته شيء من الأعمال الصالحة فليطف بالبيت وطوافه بالبيت لهذا القريب أفضل من خروجه إلى التنعيم ليأتي له بعمرة لأن الطواف بالبيت مشروع كل وقت وأما الإتيان بالعمرة فإنما هو للقادم إلى مكة وليس للذي في مكة يخرج ثم يأتي بالعمرة من التنعيم فإن قال قائل ما الجواب عن قصة عائشة رضي الله عنها حيث أذن لها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تذهب وتأتي بعمرة بعد انقضاء الحج قلنا الجواب عن ذلك أن عائشة رضي الله عنها حين قدمت مكة كانت قد أحرمت للعمرة ولكنه أتاها الحيض في أثناء الطريق ولم تتمكن من إنهاء عمرتها فأمرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تحرم بالحج لتكون قارنة ففعلت فلما أنهت الحج طلبت من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تأتي بعمرة مستقلة كما أتى بها زوجاته رضي الله عنهن قبل الحج فأذن لها ومع ذلك كان معها أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ولم يأت هو بعمرة مع أن الأمر متيسر ولم يرشده النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ذلك فإذا وجد حال كحال عائشة رضي الله عنها قلنا لا حرج أن تخرج المرأة من مكة إلى التنعيم لتأتي بعمرة وفيما عدا ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يخرج من مكة ليأتي بعمرة من التنعيم لا هو ولا أصحابه فيما نعلم.[14]

♦ التلبية الجماعية للحجاج:
قال علماء اللجنة الدائمة: التلبية الجماعية للحجاج حيث أحدهم يلبي والآخرين يتبعونه، لا يجوز ذلك لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم، بل هو بدعة.[15]

♦ مخالفة المسلمين في الوقوف بعرفة:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: هذه الطائفة التي تقف في الحج بعد المسلمين مبتدعة مخالفة لشرع الله ولما درج عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وأتباعهم بإحسان، ولا حج لهم؛ لأن الحج عرفة، فمن لم يقف بعرفة يوم التاسع ولا ليلة النحر - وهي الليلة العاشرة - فلا حج له .[16]

♦ التعبد بصعود جبل عرفات:
قال علماء اللجنة الدائمة: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « خذوا عني مناسككم »، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكًا لهم؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: « وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة » ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة.[17]

♦ الصلاة على جبل عرفات والكتابة عليه:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا يشرع صعود الجبل ولا الصلاة فيه ولا الصلاة عنده لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك والأصل في العبادات التوقيف حتى يقوم دليل على مشروعيتها.
وبه نعرف ضلال كثير من الناس الذين يقصدون الجبل ويصعدون عليه ويصلون وربما يضعون الحجارة بعضها على بعض لتكون علماً وربما يعلقون الخرق ويكتبون الأوراق لإثبات أنهم بلغوا هذا المكان وكل هذا من البدع والواجب على طلبة العلم أن ينبهوا الناس على ذلك وأن يبينوا أنهم إلى الوزر أقرب منهم إلى الأجر في مثل هذه الأعمال.[18]

♦ إقامة خطبتين أو أكثر في عرفة:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الخطبة في يوم عرفة خطبة واحدة يقوم بها إمام المسلمين أو نائبه في مكان واحد وهو نمرة، وليست مشروعة على كل مجموعة من الحجاج وإنما بقية الحجاج الذين لا يحضرون مع الإمام في مكان الخطبة يصلون الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، جمع تقديم، بدون خطبة وما فعله هؤلاء الذين ذكرهم السائل تعتبر بدعة لا يجوز فعله ويجب تركه والنهي عنه وبالإمكان سماع الخطبة من المسجد بواسطة المذياع .[19]

♦ مشابه أهل الأمصار لأهل عرفة:
قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله: مشابهة أهل عرفة من كل وجه، بمعنى أن الإنسان يلبس إحرام، ويجلس في مسجد، أو يخرج إلى صحراء، نقول: هذا مبتدع، لكن يصوم في يوم عرفة، ويتعرض للنفحات، ويجلس في المسجد يحفظ صيامه، ولا يرتبط بالناس ولا يختلط بهم، ويدعو الله -جل وعلا- ويكثر من ذكره، هذا التعريف الذي حث عليه أهل العلم، ولا يمكن أن يوصف مثل هذا بالبدعة؛ لأن السلف كانوا يحفظون صيامهم بالمكث في المساجد، وهذا منه.[20]

♦ مسيرة البراءة من الشرك في موسم الحج:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: القيام بالمسيرات والمظاهرات في موسم الحج في مكة المكرمة أو غيرها لإعلان البراءة من المشركين، فذلك بدعة لا أصل لها ويترتب عليه فساد كبير وشر عظيم، فالواجب على كل من كان يفعله تركه، والواجب على الدولة وفقها الله منعه؛ لكونه بدعة لا أساس لها في الشرع المطهر، ولما يترتب على ذلك من أنواع الفساد والشر والأذى للحجيج، والله سبحانه يقول في كتابه الكريم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولم يكن هذا العمل من سيرته عليه الصلاة والسلام، ولا من سيرة أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه .[21]

♦ غسل حصى الجمار:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: غسل حصى رمي الجمار بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغسله ولم يأمر به أصحابه.[22]

♦ التعبد بصعود غار حراء:
قال علماء اللجنة الدائمة: الصعود إلى الغار المذكور ليس من شعائر الحج، ولا من سنن الإسلام، بل إنه بدعة، وذريعة من ذرائع الشرك بالله، وعليه ينبغي أن يمنع الناس من الصعود له، ولا يوضع له درج ولا يسهل الصعود له؛ عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » متفق على صحته وقد مضى على بدء نزول الوحي وظهور الإسلام أكثر من أربعة عشر قرنًا، ولم نعلم أن أحدًا من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا أئمة المسلمين الذين ولوا أمر المشاعر خلال حقب التاريخ الماضية أنه فعل ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم والسير على نهجهم؛ حسبة لله تعالى، ووفق منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم، وسدًا لذرائع الشرك.[23]

♦ مسح الأضحية وذكر اسم المضحى عنه:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: النبي عليه الصلاة والسلام قال (هذا منك ولك عن محمد وآل محمد) وإن لم يذكره كفت النية ولكن الذكرأفضل ثم إن تسمية المضحى عنه تكون عند الذبح يقول بسم الله الله أكبر اللهم هذا منك ولك عن محمد أو عن فلان وفلان ويسميه وأما ما يفعله بعض العامة إذا كان ليلة العيد ذهب إلى المواشي ليسمي منها له وجعل يمسحها من مقدم الرأس إلى الذيل ويكرر التسمية فهذا بدعة لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام.[24]

♦ أضحية الحفرة أو الدفنة:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الناس يضحي بأضحية عن الميت أول سنة من موته يسمونها أضحية الحفرة أو أضحية الدفنة وهذا من البدع لأن تخصيص الميت بأضحية بهذا الاسم في أول سنة يموت لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه فيكون من البدع التي ابتدعها الناس وكل بدعة ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.[25]

♦ تلطيخ الجبهة بدم الأضحية:
قال علماء اللجنة الدائمة: لا نعلم للطخ الجباه بدم الأضحية أصلًا لا من الكتاب ولا من السنة، ولا نعلم أن أحدًا من الصحابة فعله، فهو بدعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، متفق على صحته.[26]

♦ استقبال قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من تحري الدعاء عند قبره مستقبلاً للقبر رافعاً يديه يدعو، فهذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان، بل هو من البدع المحدثات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعةٍ وكل بدعةٍ ضلالة " أخرجه أبو داود، والنسائي بإسناد حسن، وقال صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه البخاري، ومسلم، وفي رواية لمسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ورأى علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما رجلاً يدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاه عن ذلك، وقال: ألا أحدثك حديثاً سمعته من أبي، عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلّوا عليَّ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " أخرجه الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي في كتابه:( الأحاديث المختارة ) .[27]

♦ زيارة المساجد السبعة للصلاة فيها:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: المساجد الموجودة بالمدينة المعروفة حالياً فكلها حادثة ما عدا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء وليس لهذه المساجد غير المسجدين المذكورين خصوصية من صلاة أو دعاء أو غيرهما بل هي كسائر المساجد من أدركته الصلاة فيها صلى مع أهلها، أما قصدها للصلاة فيها والدعاء والقراءة أو نحو ذلك لاعتقاده خصوصية فيها فليس لذلك أصل بل هو من البدع التي يجب إنكارها لقوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها .[28]

♦ جلوس الحجاج في بيوتهم بعد الحج لاستقبال الناس والدعاء لهم:
قال علماء اللجنة الدائمة: ليس ذلك بسنة، بل هو بدعة، ومن ادعى أنه سنة فقد أخطأ. وأما جلوسهم في بيوتهم عن أداء الصلاة في الجماعة في المسجد فلا يجوز، إلا لعذر شرعي، وليس ما ذكر بعذر، فهم آثمون في تخلفهم عن الصلاة.[29]
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين

[1] شرح بلوغ المرام (كتاب الحج) عبد الكريم الخضير (ص: 76)
[2] التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب (ص: 19)
[3] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 52)
[4] فتاوى صالح الفوزان في الحج (ص: 24)
[5] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 185)
[6] تلخيص كتاب الحج من الشرح الممتع (ص: 241)
[7] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 184)
[8] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 186)
[9] فتاوى بن جبرين في الحج (3/ 18)
[10] شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (ص: 34)
[11] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (2/ 129)
[12] جلسات الحج (ص: 79)
[13] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (1/ 61)
[14] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 296)
[15] فتاوى الحج للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (ص: 227)
[16] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (2/ 158)
[17] فتاوى الحج للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (ص: 130)
[18] شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (ص: 114)
[19] فتاوى صالح الفوزان في الحج (ص: 28)
[20] شرح كتاب الحج من صحيح مسلم - عبد الكريم الخضير (25/ 19، بترقيم الشاملة آليا)
[21] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (2/ 91)
[22] شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (ص: 129)
[23] فتاوى الحج للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (ص: 228)
[24] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 360)
[25] فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين (ص: 364)
[26] فتاوى الحج للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (ص: 276)
[27] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (1/ 69)
[28] مجموع فتاوى بن باز كتاب الحج والعمرة (2/ 245)
[29] فتاوى الحج للجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (ص: 228)


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/107130/#ixzz4IoGExFQj
المشاهدات 1184 | التعليقات 1

شكر الله لك شيخ سعد موضوع هادف ومهم وحاضر نفع الله بك وكتب أجرك على هذه المشاركة القيمة.