ان كلمة الباءة تعني المكان او المحل او البيت او الموقع او المسكن
كاوا شفيق صابر
وكلها جائت بمعنى المكان او البيت او المسكن او الموقع
__________________________________________
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ
112 ال عمران
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ
تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ
اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدين
74 الاعراف
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا
وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
87 يونس
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ
بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
56 يوسف
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
26 الحج
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ
الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
74 الزمر
وَالَّذِينَ تَبَوَّء ُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ
59 الحشر
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
58 العنكبوت
___________________________
ثانيا - الاحاديث النبوية للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم
التى جاءت فيها كلمة الباءة بمعنى البيت او المسكن او الموقع او المنزل او المحل هي
_____________________________
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
مسند احمد 12627
من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار
سنن الترمذي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا نادى مناد
من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
سنن ابن ماجة
______________________________________
لهذا فان الذي لايوجد له مكان او بيت او مسكن او مكان منعزل فلايجب عليه الزواج
لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف
من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء
وكما ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف
إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله
أفرأيت الحمو قال الحمو الموت
و الحمو يعني اخو الزوج
وهنا اذا حدثت الخلوة بين اخوة الزوج وزوجة اخيهم فان ذلك
فيه المفسدة الكبيرة وقد وقعت وحصلت فواحش و كبائر
الذنوب بسب هذه الخلوة بين اخوة الزوج وبين زوجة اخيهم ,,,,,
او هناك اعمال اخرى يكون فيها الزوج اي الرجل غائبا
عن زوجته لفترات طويلة وتبقى الزوجة مع اخوة الزوج في
نفس البيت وتعيش معهم تحت نفس السقف مثل سائق
الشاحنات الكبيرة الذي يسافر من بلد الى اخر او البحارة ......
وغيرها من الاعمال و كل هذه الخلوات فيها المفسدة ونهى
عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وباحاديث صريحة .............
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم
واذا كان دخول الرجل على زوجة الاخ يسميها او يصفها الرسول
صلى الله عليه وسلم بالموت ... فماذا يمكن ان النقول الى الذي يعيش
مع زوجة الاخ في نفس البيت وتحت نفس السقف ويكون الزوج
فيها غائبا؟
وان الزوجة واخوة زوجه يستخدمون نفس الحمامات والمرافق
الصحية ودورات المياه.. فماذا نسمي هذا ؟؟
الموت او الهلاك او جهنم ؟؟
فاذا كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يسمي
او يصف الدخول على زوجة الاخ من قبل اخو الزوج او اي رجل
من اقارب الزوج بالموت وكما جاء في الحديث الصحيح
فماذا يمكن ان نسمي ان تعيش الزوجة مع اخوة زوجها
البالغين تحت نفس السقف وفي نفس البيت و زوجها غائب عن البيت
وقد تطول فترة او مدة غيابه الى اسابيع او شهور؟؟
__________________________
لهذا ان الذي لايملك المكان او البيت المستقل يجب ان
لايتزوج لان وجود الزوجة مع اخوة الزوج في نفس البيت فيه
المفسدة وقد تحدث الخلوه بين الزوجة واخوة الزوج وهذا ما
لايرضى به الاسلام لانه الموت وكما جاء في الحديث الشريف .
ولهذا فان عقد الزواج لايصح في حالة عدم توفر البيت او المكان
المنعزل والمستقل للزوجين ايالباءة وكما جاء لنا في الحديث الصحيح
ولان الرسول صلى الله عليه وسلم يصف دخول الحمو على النساء
بالموت...
فماذا يمكن ان نسمي ان يعيش الحمو مع زوجة اخيه في نفس البيت والزوج غائب وهو ليس له زوجة او هو اعزب ؟؟؟
ا
_________________________________________
ونحن ابناء ادم تعلمنا من طائر الغراب كيف ندفن موتانا في القبور
لقوله سبحانه وتعالى في سورة ا لاعراف الاية 31
فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
وهو طائر يعيش مع الانسان في كل مكان على الارض ان نبني
العش او البيت قبل الزواج لان العصفورة تبني عشا مريحا في مكان امن في اعالي
اغصان الاشجار قبل ان تتزواج وتضع فيها البيض وتفقس الافراخ الصغار فيها وتربيهم داخل
هذا العش الامن والمريح
ورغم ان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قد ابلغنا بكل
ما اوحي اليه ومنها الباءة التى تعني البيت او المكان
وجزاكم الله تعالى الف خير
_______________________________________
المهندس الزراعي
كاوه شفيق صابر
المشاهدات 6091 | التعليقات 3
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
القرأن الكريم هو بلسان عربي مبين ..
ومبين تعني الواضح والسهل والبسيط الفهم بمعنى انه من يعرف اليسير من اللغة العربية يستطيع ان يفهم معاني كلمات القرأن واياته الكريمة لانه وكما قال الحق تبارك وتعالى (( بلسان عربي مبين )) وبمعني ان المهندس والطبيب و المدرس و الضابط و .. الخ يستطيعون ان يفهموا معاني كلمات القرأن الكريم اذا كانوا يعرفون حتى اليسير من اللغة العربية لانه بلسان عربي مبين
وفهم كلمات و ايات القرأن الكريم ليس خاصا بمن درس الشريعة الاسلامية او تخرج من المعاهد الدينية ...
وانا الذي قرأته من كتاب الله تعالى عن معنى كلمة الباءة كلها جاءت بمعنى المكان او الموضع او المسكن او البيت
والدليل كما اشرت الى ايات القرأن الكريم والتي ذكرتها اعلاه ولم تأتي هذه الكلمة بمعنى النكاح
وانا لكثرة ماسمعت بما يحصل في الخلوات بين الحمو الذين هم اخوة او اعمام او اخوال الرجل وبين زوجة هذا الرجل
من كبائر الذنوب والفواحش قلت صدق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عندما امرنا بعدم الدخول على النساء وكيف انه وصف دخول الحمو على المرأة ب (( الموت )) وفعلا فقد تحقق الموت في كثير من هذه الحالات التي حصلت بها هذه الخلوات اما بقتل الزوجة اوقتل الحمو او كلاهما (( الزوجة و الحو )) لانها ادرجتهم الى كبائر الذنوب وسبب حدوث هذه الخلوات هي بالدرجة الاولى او بالدرجة الاساسية تاتي في عدم وجود البيت المستقل للزوجين و وجود اخوة الزوج يعيشون في نفس البيت مع زوجة اخيهم
ولهذا فان صمام الامان لعدم حدوث او وقوع هذه الخلوات التي تسبب (( الموت )) هي وجود الباءة او البيت المستقل للزوجين
والاسلام هو دين السلام ودين الامان ووضع لكل تفاصيل حياتنا اليومية صمامات امان بحيث تجعل حيتنا حقا حياة امن وسلام و اطمئنان وصمام الامان لحديث (( الحمو = الموت )) هو وجود الباءة التي تعني وجود البيت او المكان المستقل للزوجين ..
وقلت في نفسي صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمدا لله على نعمة الاسلام العظيم
عندما اشترط وجود الباءة للزوجين حتى يكون العقد صحيحا والتي تعني البيت او المكان او الموقع المستقل ..
مثال / هناك جماعة من(( المسلمين )) يحللون ويعملون بالزواج الوقتي او زواج المتعة الى يومنا هذا لان
كلمة المتعة التي جاءت في القرأن الكريم فسروها بالمعنى الذي يطابق اهوائهم .. ويا لجهل هؤلاء باللغة العربية ...
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ....
الحديث الذي وردت فيه كلمة ( الباءة ) هو قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " يَا مَعشَرَ الشَّبَابِ مَنِ استَطَاعَ مِنكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلبَصَرِ وَأَحصَنُ لِلفَرْجِ ، وَمَن لم يَستَطِعْ فَعَلَيهِ بِالصَّومِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وغيرهم .
ولفظ الترمذي : " ومن لم يستطع الباءة "
نسلم للأخ أن الأصل في لفظة ( الباءة ) أنها تعني المكان والمنزل ، ولكن هذا لا ينفي أن يستعملها العرب في معان أخرى ، إذ من غير الخافي على المتتبع لكلامهم أن من سننهم أن يسموا الشيء ببعض معانيه ، أو بجزئه ، أو بكله ، أو بما يؤول إليه ، أو بما كان عليه ، أو يسمون الحَالَّ باسم مَحلِّهِ أو العكس ، أو باسم آلته ، أو باسم ما يجاوره ، أو بما كان له سببًا ، أو بمكانه ، والمعاجم مليئة بالكثير من ذلك .
فـ(العين) مثلاً ، تدل على أداة البصر ، وعلى عين الماء ، وتطلق على المال وعلى الجاسوس ... إلخ .
فكيف يفهم العربي المقصود من المعاني إذا احتمل اللفظ أكثر من معنى كهذه اللفظة .
إنه السياق .
فقولنا ـ مثلاً ـ : شربت من عين في جبل كذا . لا أظن عربيًّا يفهم منه أن المقصود : عين إنسان ، أو ذهبًا أو فضة أو جاسوسًا .
وقولنا : رأيت الكعبة بعيني . لا يراد به عين الماء ، أو المال .
وهكذا لو قال قائل : من كان في عينه ماء فعليه باستعمال القطرة .
وقال آخر : من جرى ماء عينه وإلا فليطلب مهندسًا زراعيًا .
فهل يفهم من لفظة العين في كلا الجملتين معنى واحدًا ؟!
لا ، وسيقول السامع أو القارئ : المقصود في الأولى : العين الباصرة ، وفي الثانية الجارية .
ولو قيل له : أنى لك الدليل على التفريق ، فسيقول : السياق في الأولى واضح في أن المقصود هو الباصرة ، وهو ذاته الذي يبين لي أن المقصود في الأخرى الجارية .
فلنأت الآن إلى حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي فهم منه أخونا أن المقصود بـ(الباءة) فيه المنزل وحصر المقصود فيه ، وجعله شرطًا في صحة النكاح ، مخالفًا بذلك أهل التخصص ممن لا نشك أنه يعلم كما نعلم أنهم أكثر منا ومنه علمًا وأدق فهمًا ، ومع هذا فلم يقصره أحد منهم على ما قصره عليه دون ما سواه من معان محتملة .
وقبل الكلام على ماتدل هذه اللفظة في سياق هذا الحديث ، يجب أن نتفق ـ ونحن لا شك كذلك ـ على أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أفصح من نطق بالضاد ، فلا يمكن أن يكون في كلامه معاضلة أو تناقض بحال .
وبعدُ ، فلنتأمل قليلاً في الحديث :
" من استطاع الباءة فليتزوج " " من لم يستطع الباءة فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
فهل يمكن أن يكون المقصود من الباءة في الموضعين هو ( البيت ) أو ( المنزل )
لو كان معنى الكلام : من كان عنده بيت فليتزوج ، ومن لم يكن عنده بيت فليصم فإن الصوم له وجاء ، أي : خصاء . فأي فائدة لكلمة (وِجَاء) في أثناء هذا الكلام إلا أن يكون ثمة مقدر في الكلام ، والأصل عدمه ؟!
إن الفهم الصحيح الذي يعضده السياق : من استطاع النكاح فليتزوج ، ومن لم يستطع النكاح لعذر فعليه بالصوم الذي يضعف الباءة ( قوة الجماع ) فهو كالخصاء .
فتوجيهه ـ عليه الصلاة والسلام ـ من لم يستطع إلى الوجاء ( الخصاء ) دليل على أن المقصود بكلمة ( الباءة ) ما يُفعَلُ الوجاء لإذهابه وإضعافه وهو ( الباءة ) بمعنى ( الجماع ، الشهوة ، القدرة الجنسية )
ومن ثم فيكون معنى الحديث : من استطاع إتيان النساء فليتزوج ، ومن لم يستطع أن يتزوج لمانع غير القدرة على إتيان النساء ، فعليه بالصوم الذي هو إضعاف للشهوة ، فهو له كالوجاء ( الخصاء )
ولو سلمنا أن المراد بالباءة هو مؤن النكاح التي منها البيت ، فنسلم بذلك في الكلمة الثانية (في رواية الترمذي) ، ويكون في الكلام جناس ، وهو من بديع الكلام ، حيث استخدمت الكلمة في سياقٍ بمعنيين مختلفين .
ولننقل شيئًا من كلام علمائنا المتقدمين ليطمئن إليه القارئ :
جاء في فتح الباري لابن حجر (9/108) : قوله : " الباءة " بالهمز وتاء تأنيث ممدود ، وفيها لغة أخرى بغير همز ولا مد ، وقد يهمز ويمد بلا هاء ، ويقال لها أيضا الباهة كالأول لكن بهاء بدل الهمزة ، وقيل بالمد : القدرة على مؤن النكاح ، وبالقصر الوطء ، قال الخطابي : المراد بالباءة النكاح ، وأصله الموضع الذي يتبوؤه ويأوي إليه . وقال المازري : اشتق العقد على المرأة من أصل الباءة ، لأن من شأن من يتزوج المرأة أن يبوئها منزلاً . وقال النووي : اختلف العلماء في المراد بالباءة هنا على قولين يرجعان إلى معنى واحد : أصحهما أن المراد معناها اللغوي وهو الجماع ، فتقديره من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه - وهي مؤن النكاح – فليتزوج ، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه كما يقطعه الوجاء ، وعلى هذا القول وقع الخطاب مع الشباب الذين هم مظنة شهوة النساء ولا ينفكون عنها غالبًا .
والقول الثاني أن المراد هنا بالباءة مؤن النكاح ، سميت باسم ما يلازمها ، وتقديره من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ، ومن لم يستطع فليصم لدفع شهوته . والذي حمل القائلين بهذا على ما قالوه قوله : " ومن لم يستطع فعليه بالصوم " قالوا : والعاجز عن الجماع لا يحتاج إلى الصوم لدفع الشهوة ، فوجب تأويل الباءة على المؤن . وانفصل القائلون بالأول عن ذلك بالتقدير المذكور انتهى . والتعليل المذكور للمازري . وأجاب عنه عياض بأنه لا يبعد أن تختلف الاستطاعتان ، فيكون المراد بقوله : " من استطاع الباءة " أي بلغ الجماع وقدر عليه فليتزوج . ويكون قوله : " ومن لم يستطع " أي من لم يقدر على التزويج . قلت : وتهيأ له هذا لحذف المفعول في المنفي ، فيحتمل أن يكون المراد ومن لم يستطع الباءة أو من لم يستطع التزويج ، وقد وقع كل منهما صريحًا ، فعند الترمذي في رواية عبد الرحمن بن يزيد من طريق الثوري عن الأعمش " ومن لم يستطع منكم الباءة " وعند الإسماعيلي من هذا الوجه من طريق أبي عوانة عن الأعمش " من استطاع منكم أن يتزوج فليتزوج " ويؤيده ما وقع في رواية للنسائي من طريق أبي معشر عن إبراهيم النخعي " من كان ذا طول فلينكح " ومثله لابن ماجه من حديث عائشة ، وللبزار من حديث أنس ، وأما تعليل المازري فيعكر عليه قوله في الرواية الأخرى التي في الباب الذي يليه بلفظ : " كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شبابًا لا نجد شيئًا " فإنه يدل على أن المراد بالباءة الجماع ، ولا مانع من الحمل على المعنى الأعم بأن يراد بالباءة القدرة على الوطء ومؤن التزويج ، والجواب عما استشكله المازري أنه يجوز أن يرشد من لا يستطيع الجماع من الشباب لفرط حياء أو عدم شهوة أو عِنَّة مثلاً إلى ما يهيئ له استمرار تلك الحالة ، لأن الشباب مظنة ثوران الشهوة الداعية إلى الجماع ، فلا يلزم من كسرها في حالة أن يستمر كسرها ، فلهذا أرشد إلى ما يستمر به الكسر المذكور ، فيكون قسم الشباب إلى قسمين : قسم يتوقون إليه ولهم اقتدار عليه ، فندبهم إلى التزويج دفعا للمحذور ، بخلاف الآخرين فندبهم إلى أمر تستمر به حالتهم ، لأن ذلك أرفق بهم للعلة التي ذكرت في رواية عبد الرحمن بن يزيد وهي أنهم كانوا لا يجدون شيئًا ، ويستفاد منه أن الذي لا يجد أهبة النكاح وهو تائق إليه يندب له التزويج دفعا للمحذور .
وفي شرح ابن بطال على البخاري (7/29) : والباءة في كلام العرب : الجماع ، وتجمع بآء ، كما تجمع الراءة رآء .
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني (16/284) : قوله : الباءة فيها أربع لغات ، الفصيحة المشهورة بالمد والهاء ، الثانية بلا مد ، الثالثة بالمد بلا هاء ، الرابعة الباهة بهاءين بلا مد ، وفي ( الموعب ) الباء : الحظ من النكاح ، وعن ابن الأعرابي الباء والباه والباهة : النكاح وفي ( الصحاح ) الباهة مثل الباعة لغة في الباءة ، ومنه سمي النكاح باء أو باهة ؛ لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يستمكن منها كما يتبوأ من داره ، وبوأه منزلاً أنزله فيه ، والاسم البيئة بالفتح والكسر ، وقال الأصمعي : الباه الغشيان .
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي قاري (10/32 ) قال : الباءة بالمد والهاء وهي اللغة الفصيحة الشهيرة الصحيحة ، والثانية بلا مد ، والثالثة بالمد بلا هاء ، والرابعة بهاءين بلا مد وهي الباهة ، ومعناها الجماع مشتق من الباء المنزل ، ثم قيل لعقد النكاح باه لأن من تزوج امرأة بوأها منزلاً ، وفيه حذف مضاف أي مؤنة الباءة من المهر والنفقة . قال النووي ـ رحمه الله ـ : ولا بد من هذا التأويل ؛ لأن قوله : " ومن لم يستطع " عطف على من استطاع ، ولو حمل الباءة على الجماع لم يستقم قوله : " فإن الصوم له وجاء " لأنه لا يقال للعاجز هذا ، وإنما يستقيم إذا قيل أيها القادر المتمكن من الشهوة إن حصلت لك مؤن النكاح تزوج ، وإلا فصم ولهذا السر خص النداء بالشبان .
ونكتفي من كلام اللغويين بكلام ابن الأثير في النهاية فقد قال : وفيه " عليكم بالْبَاءة " يعني النِّكاحَ والتَّزَوّجَ . يقال فيه البَاءَة والْبَاءُ وقد يُقْصَر وهو من الْبَاءة : المنْزِلِ لأن مَن تزوّج امْرأة بَوَّأها مَنْزلا . وقيل لأنَّ الرجُل يَتَبَوَّأ من أهْله أي يَسْتَمكِنُ كما يَتَبَوَّأ من منزله .
ولولا الإطالة لنقلت كلام اللغويين ، ولكني تركته لأنه مما يسهل على من طلبه تحصيله في مظانه .
المهم : أنه لا يمكن أن نقصر معنى (الباءة) على المنزل ونهمل ما قال الأكثرون من علمائنا بأنها تعني : الجماع .
وأخيرًا ، فأقول للأخ الكريم : إن ما ذكره من أن القرآن نزل بلسان عربي مبين كلام لا غبار عليه ، أما أنه يفهمه كل من سمعه أو قرأه ويستوي في ذلك المهندس والضابط والمتخصص وغير المتخصص ، فهذا لا يسلم له مطلقًا .
وليس عيبًا أن نعترف ـ نحن أهل هذا الزمان ـ أننا لا نفهم بعضًا إن لم أقل كثيرًا من آيات الكتاب العزيز إلا بالبحث في كتب المعاجم والتفسير وسؤال أهل العلم ، وما ذاك إلا لأننا لا نستخدم بعض مفرداته في لهجاتنا الدارجة .
أبو عبد الرحمن
الأخ المهندس الزراعي
كاوه شفيق صابر
بلد العراق - مدينة أربيل
بلدية أربيل قسم الحدائق
تحية طيبة وبعد
هذا الموضوع تكرر طرحه منكم منذ سنوات أيضا في الشبكة فبعد وضعي هذه العبارة(كلمة الباءة تعني المكان او المحل او البيت او الموقع او المسكن) في قوقل خرجت لي نتائج كثيرة جدا فما هي رؤيتكم لذلك لا سيما أن بعضها أجابتك عن ذلك علميا ولغويا مثل هذا :
http://www.mathounonline.com/showthread.php?p=1340
وصدرت فتوى في موضوعكم هنا فهل لم تطلع عليها :
73755
عنوان الفتوى :
الباءة في اللغة والشرع
تاريخ الفتوى :
26 ربيع الأول 1427 / 25-04-2006
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعديل التعليق