انتشار القزع بين الشباب والتقليد !!!

عبدالله منوخ العازمي
1445/01/23 - 2023/08/10 23:57PM

عباد الله، الشباب هم أمل الحاضر ورجال المستقبل، ويمر الشباب في مراحل النمو المختلفة بالكثير من التغيرات النفسية والجسمانية، بداية من مرحلة الطفولة ومرورا بمرحلة المراهقة التي تنتهي ببلوغه سن الرشد، ومرحلة المراهقة هي فترة انتقالية يتوق المراهق خلال هذه الفترة إلى الاستقلال عن أسرته وإلى أن يصبح شخصا مستقلا يكفي ذاته بذاته.

وفي عصرنا الحاضر يتعرض الشباب المسلم إلى حرب أخرى ليست حروبًا ميدانية، بل هي حرب من أشد الحروب الفكرية والعقائدية؛ بهدف إخراج الشاب المسلم عن قيمه ومبادئه وأخلاقه تحت اسم التطور والموضة؛ مما جعل الشباب يهتمون بالمظهر لا بالمخبر وبالموضات والإكسسوارات لا بالحياء والإيمانيات؛ مما ينذر بخطر كبير على الإيمان والأخلاق والعقيدة والعفة والحياء والفضيلة.

معاشر المسلمين، ولقد ظهرت موضات غريبة بين الشباب، وبدأت تزيد وتنتشر بشكل عجيب، فمن ذلك أيها الإخوة قصات الشعر العجيبة وما يراه الناس اليوم من فعل بعض الشباب الذي يحلق بعض رأسه ويترك بعضه، فمنهم من يحلق بعض رأسه من أسفل ويجعل الباقي على شكل دائرة، ومنهم من يسدل شعره على كتفيه إضافة إلى القزع والخنافس، وحدث ولا حرج عن القصات وما أدراك ما القصات الأكثر غرابة، فهذه قصة الأسد وهذه قصة اللاعب الفلاني وتلك قصة المطرب الفلاني وهذه قصة الكابوريا،وقصة المارنز ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا كله -عباد الله- يشمله النهي والحرمة، وقد جاءت الأحاديث النبوية محذرة من ذلك ومبينة حرمة ذلك، فقد أخرج الشيخان عن نافع عن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله   عن القزع، فقيل لنافع رضي الله عنه: وما القزع؟ قال: يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه.

 وفي سنن أبي داود أن الحجاج بن حسان قال: دخلنا على أنس بن مالك رضي الله عنه فحدثني أختي المغيرة فقالت: وأنت يومئذ غلام ولك قرنان أو قصتان، فمسح رأسك وبرك عليك وقال: احلقوا هذين أو قصوهما فإن هذا زي اليهود.

عبادالله:   

وإنْ سأل سائل: ما حكم ما يفعله بعض الشباب من حلق بعض الرأس وترك بعضه؟

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما؛

(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْقَزَعِ)

قَالَ قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَمَا الْقَزَعُ؟ قَالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ) (4). إذاً؛ القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه، سمي قزعاً تشبيهاً بقزع السحاب إذا كان قطعاً متفرقة في السماء، فيكون أخذ بعض الرأس وترك بعضه مثل قطع السحاب؛ لأنه أخذ بعضه وترك بعضه

والقزع ليس خاصاً بالحلق، بل يكون أيضاً بتخفيف بعض الأجزاء من الشعر دون بعض, وأما حلق بعض الرأس للحاجة؛ كالحجامة, فهذا لا بأس به؛ لأن ذلك المكان أُزيل من أجل الحجامة،

وكذلك لو أزيل من أجل مرض؛ كقروح أو جروح مثلاً, وأريد إزالة ما حوله لمعالجته وعدم اتصال الشعر به، فلا بأس بذلك(5). قال النووي رحمه الله: (أجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة, إلاَّ أن يكون لمداواةٍ ونحوِها... ومذهبُنا كراهته مطلقاً للرجل والمرأة)

والسؤال هنا: ما علة النهي عن القزع؟

السبب في النهي عن القزع: أنه تشويه للخلق, وقيل: إنه زي أهل الشرك,  وقيل: إنه زي اليهود

والقزع أنواع – كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

(وهو أنواع

1- أن يحلِقَ غير مرتِّب، فيحلقُ من الجانب الأيمن، ومن الجانب الأيسر، ومن النَّاصية، ومن القَفَا

2- أن يحلقَ وسطَه ويترك جانبيه

3-  أن يحلقَ جوانبه ويتركَ وسطه، قال ابن القيم رحمه الله: «كما يفعله السُّفَل»

4- أن يحلقَ النَّاصيةَ فقط ويتركَ الباقي... وعلى هذا فإذا؛ رأينا شخصاً قَزَّع رأسه فإِننا نأمره بحلق رأسه كلِّه، ثم يُؤمر بعد ذلك إِمَّا بحلقهِ كلِّه أو تركه كلِّه) (9)

وفي سؤال وجه للجنة الدائمة

س: ما حكم من ترك بعض شعر الرأس أطول من بعض (التواليت)؟

فممَّا أجابت به اللجنة: (قال في شرح الإقناع: فيدخل في القزع حلق مواضع من جوانب الرأس, أو أن يحلق وسطه ويترك جوانبه؛ كما تفعله عامة النصارى،

أو حلق جوانبه وترك وسطه؛ كما يفعله كثير من السفهاء، وأن يحلق مقدمه ويترك مؤخره، وسئل أحمد عن حلق القفا فقال: "هو من فعل المجوس, ومن تشبه بقوم فهو منهم".

 وبهذا يُعلم أنه لا يجوز ترك بعض شعر الرأس أطول من بعض)

 

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود  ) قال الألباني في صحيح أبي داود : حسن صحيح .

قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الأَبْرَار

( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الإِثْم وَالْخَيْر

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

الخطبة الثانية :

ان الحمد الله...............  ايه المؤمنون :

عن أَنسٍ رضي الله عنه

أَنَّ أَعرابيًّا قَالَ لرسول اللَّه ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: حُبُّ اللَّهِ ورسولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. متفقٌ عَلَيهِ،

وهذا لفظ مسلمٍ

وفي روايةٍ لهما: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ، وَلا صَلاةٍ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ

وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه

قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلى رسولِ اللَّه ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ متفقٌ عَلَيهِ

وعن أَبي هُريرة

فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحثِّ على حبِّ الله ورسوله، وحبِّ الأخيار ومُجالستهم وصُحبتهم وزيارتهم، والبُعد عن صحبة الأشرار، والحذر مما يدينون به، وما يدعون إليه

وفي هذا الحديث يقول ﷺ لما سأله الأعرابيُّ: المرء يُحبُّ القومَ ولما يلحق بهم؟

قال: المرء مع مَن أحبَّ،

قال: متى الساعة؟ قال: ماذا أعددتَ لها؟ قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاةٍ، ولا صومٍ، ولكني أحبُّ الله ورسوله، فقال: أنتَ مع مَن أحببتَ،

فهذا الحديث والذي قبله كلاهما يدلان على أن الإنسان مع مَن أحبَّ، فمَن أحبَّ الله ورسوله والمؤمنين فهو معهم، ومَن أحبَّ الكفرة والظالمين فهو معهم

فينبغي للمؤمن أن يُحبَّ الله ورسوله، ويحب أهلَ الإيمان والتَّقوى والصلاح، ويجتهد في صُحبتهم واتِّخاذهم إخوانًا وأخدانًا، ويحذر من صحبة الأشرار

فالمرء مع مَن أحبَّ: إن أحبَّ الله ورسوله والمؤمنين صار معهم،

 وإن أحبَّ خلاف ذلك صار معهم، والله جل وعلا أوجب على عباده حبَّ الله ورسوله، وحبَّ الإيمان،

 

 يقول النبيُّ ﷺ: لا يُؤمِن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، وقال لعمر لما قال: يا رسول الله، أنتَ أحبُّ إليَّ من كلِّ شيءٍ إلا من نفسي، قال: لا يا عمر، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك، فقال عمر

لأنتَ أحبّ إليَّ من كلِّ شيءٍ حتى من نفسي، فقال: الآن يا عمر، فالواجب حبُّ الله ورسوله حبًّا صادقًا

 

ويقول النبيُّ ﷺ: ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَّ المرء لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذفَ في النار

 

فالواجب على المؤمن أن يُحبَّ الله ورسوله، ويحب المؤمنين، ويحب أهل التقوى، ويتخذهم أصحابًا، ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرونه إلى ما حرَّم الله عليه

هذا

 

وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال : إن الله ومليكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب : الآية 56].

 

ويقول ﷺ : «من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً» اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد ﷺ، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا

الدعاء.....................................

 

 

المشاهدات 1967 | التعليقات 0