امرأة من أهل الجنة
طلال شنيف الصبحي
1436/10/29 - 2015/08/14 00:44AM
امرأة من أهل الجنة 29 / 10 / 1436ه
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له،ومن يُضلِل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،صلى الله وسلَّم وبارَك عليه،وعلى آله وصحبه والتابعين،ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعد:فاتقوا الله تعالى حق التقوى،واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻗﺼﺔً ﻋﺠﻴﺒﺔً ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮﺓ ﻭﻋﻈﺔ ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ : ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻴﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻋَﻄَﺎﺀُ ﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﺭَﺑَﺎﺡٍ ﻗَﺎﻝَ :ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻲ ﺍﺑْﻦُ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ : ﺃَﻟَﺎ ﺃُﺭِﻳﻚَ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓً ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ؟ ﻗُﻠْﺖُ ﺑَﻠَﻰ ، ﻗَﺎﻝَ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ ﺍﻟﺴَّﻮْﺩَﺍﺀُ ؛ ﺃَﺗَﺖْ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﺻْﺮَﻉُ ﻭَﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ، ﻗَﺎﻝَ :ﺇِﻥْ ﺷِﺌْﺖِ ﺻَﺒَﺮْﺕِ ﻭَﻟَﻚِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔُ ،ﻭَﺇِﻥْ ﺷِﺌْﺖِ ﺩَﻋَﻮْﺕُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺃَﻥْ ﻳُﻌَﺎﻓِﻴَﻚِ،ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺃَﺻْﺒِﺮُ، ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒَ ﻓَﺪَﻋَﺎ ﻟَﻬَﺎ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ: ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻥٌ ﻭﺻﺪﻕ،ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻭﺻﻔﺎﺀ، ﻭﺩﻳﻦ ﻭﺣﻴﺎﺀ،ﻭﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﺀ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺮْﻉ, ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺆﺭِّﻗﻬﺎ ﻭﻳﻘﻠﻘﻬﺎ، ﻭﻳﺆﺫﻳﻬﺎ ﻭﻳﻀﺠِﺮﻫﺎ، ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻃﺎﻟﺒﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺮ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ، ﻓﺄﺭﺷﺪﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻸﻭﺍﺀ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺂﻝ, ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻀﻤﺎﻧﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺻﺒﺮﺕ؛ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ, ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﻜﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﻭﺟﺴﻤﻬﺎ ﺣﺎﻝ ﺻﺮﻋﻬﺎ؛ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺘﻜﺸﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝة ﻣﻌﺬﻭﺭﺓ ﻟﻤﺮﺿﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺘﺎﺭﺓً ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻗﺎﺑﻠﺔً ﻟﻪ ﻭﻻ ﺭﺍﺿﻴﺔً ﺑﻪ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ؛ فشدة ﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﻭﻗﻮﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺯﻛﺎﺀﻫﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻠﻖ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﻑ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ( ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ) ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻻ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭٍ ﻣﻨﻲ، ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﺮﻉ ﻭﻻ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ: ﺇﻥ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺼﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺮﻭﻯ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﻘﻴَﻢ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺻﻔﺎﺀﻩ، ﺗﺄﻣﻠﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ الأخت المسلمة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﺎﺑﺮﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﻸﻭﺍﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ:(ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒَ) ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﻮﻉٍ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊٍ ﻻ ﻣﻼﻣﺔ ﻋﻠﻴها ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﻜﺸﻔﺎً ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ ﻭﻳﻘﻠﻘﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﻬﺎ - ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ - ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻣﺒﺪﻳﺔً ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ ﻣﻈﻬِﺮﺓً ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ﻣﺒﺮﺯﺓً ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﻃﻮﻋﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﻜﺘﺮﺛﺔ ﻻ ﺑﺤﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ, ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ هداهن الله ﺍﺑﺘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺎﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺗﺤﻮّﻝ ﺷﻨﻴﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﻘﻠﺪ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﺤﻀﺎﺭﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﺍﻓﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺣﻘﻴﺮ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﺠﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻼﺀ. ﺗﺴﻤﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ والاختلاط ﻣﻦ ﻭﻋﻴﺪٍ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﻓﻼ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ . ﺃﻻ ﻓﻠﺘﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺃﻣَﺔٍ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻟﺘﺘﺬﻛﺮ ﻭﻗﻮﻓﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﻭﻋﻦ ﺣﺸﻤﺘﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﺎ . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية:
عباد الله: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺮْﻉ, ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻜﺸﻒ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍهية، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ, كما وقع في مدينة لندن البريطانية على كأس السوبر السعودي ﻣﻦ ﺗﻜﺸﻒ ﻭﺗﺒﺮﺝ ﻭﺳﻔﻮﺭ واختلاط بين النساء والرجال وبين الشباب والشابات على مرأى من العالم كله ﺳﺒﺒﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ﺻﺮﻉ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺴوة ﻭﻟﻜﻨﻪ صرع ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ؛ ﺻﺮْﻉٌ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ والحشمة وانعدام الغيرة والرجولة ، ﺇﻧﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ﺻﺮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ؛ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﺮﻳﻊ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺻﺮﻳﻊ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻠﺬﺍﺗﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﻉ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﺎﻟﻴﺎً ﻭﻻ ﻣﻜﺘﺮﺛﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ؛ ﺃﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ؟ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰمان ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺪَّ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺣﺪﻳﺜﺔ؛ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺆﺟِّﺞ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺗﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺁﺛﻤﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﻮﺑﻮﺀﺓ ﻻ ﻫﺪﻑ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻏﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺻﺮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻃﺮﻳﺤﻲ ﺍﻟﻤﻠﺬﺍﺕ ﻓﻌﻈُﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺨﻄﺐ. وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عباد الله: قد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين.إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج والسفور علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس وموت الشعور. يا أيها الآباء ويا أيها الأزواج ويا أيها الإخوان: إن بجوار كل امرأة فرطت في حجابها وتكشفت في لباسها رجل يحتاج إلى أن يراجع نفسه في دينه وغيرته ورجولته, فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﺭﺯﻕ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻕ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻳﺎ ﻭﻫﺎﺏ ﻳﺎ ﻋﻈﻴﻢ. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له،ومن يُضلِل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،صلى الله وسلَّم وبارَك عليه،وعلى آله وصحبه والتابعين،ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعد:فاتقوا الله تعالى حق التقوى،واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻗﺼﺔً ﻋﺠﻴﺒﺔً ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮﺓ ﻭﻋﻈﺔ ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ : ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻴﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻋَﻄَﺎﺀُ ﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﺭَﺑَﺎﺡٍ ﻗَﺎﻝَ :ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻲ ﺍﺑْﻦُ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ : ﺃَﻟَﺎ ﺃُﺭِﻳﻚَ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓً ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ؟ ﻗُﻠْﺖُ ﺑَﻠَﻰ ، ﻗَﺎﻝَ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ ﺍﻟﺴَّﻮْﺩَﺍﺀُ ؛ ﺃَﺗَﺖْ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﺻْﺮَﻉُ ﻭَﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ، ﻗَﺎﻝَ :ﺇِﻥْ ﺷِﺌْﺖِ ﺻَﺒَﺮْﺕِ ﻭَﻟَﻚِ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔُ ،ﻭَﺇِﻥْ ﺷِﺌْﺖِ ﺩَﻋَﻮْﺕُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺃَﻥْ ﻳُﻌَﺎﻓِﻴَﻚِ،ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺃَﺻْﺒِﺮُ، ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒَ ﻓَﺪَﻋَﺎ ﻟَﻬَﺎ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ: ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻥٌ ﻭﺻﺪﻕ،ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻭﺻﻔﺎﺀ، ﻭﺩﻳﻦ ﻭﺣﻴﺎﺀ،ﻭﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﺀ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺮْﻉ, ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺆﺭِّﻗﻬﺎ ﻭﻳﻘﻠﻘﻬﺎ، ﻭﻳﺆﺫﻳﻬﺎ ﻭﻳﻀﺠِﺮﻫﺎ، ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻃﺎﻟﺒﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺮ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ، ﻓﺄﺭﺷﺪﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻸﻭﺍﺀ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺂﻝ, ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻀﻤﺎﻧﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺻﺒﺮﺕ؛ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ, ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﻜﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﻭﺟﺴﻤﻬﺎ ﺣﺎﻝ ﺻﺮﻋﻬﺎ؛ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺘﻜﺸﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝة ﻣﻌﺬﻭﺭﺓ ﻟﻤﺮﺿﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺘﺎﺭﺓً ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻗﺎﺑﻠﺔً ﻟﻪ ﻭﻻ ﺭﺍﺿﻴﺔً ﺑﻪ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ؛ فشدة ﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﻭﻗﻮﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺯﻛﺎﺀﻫﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻠﻖ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﻑ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ( ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ) ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻻ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭٍ ﻣﻨﻲ، ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﺮﻉ ﻭﻻ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ: ﺇﻥ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺼﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺮﻭﻯ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﻘﻴَﻢ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺻﻔﺎﺀﻩ، ﺗﺄﻣﻠﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ الأخت المسلمة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﺎﺑﺮﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﻸﻭﺍﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ:(ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒُ ﻓَﺎﺩْﻉُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟِﻲ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺃَﺗَﻜَﺸَّﻒَ) ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﻮﻉٍ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊٍ ﻻ ﻣﻼﻣﺔ ﻋﻠﻴها ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﻜﺸﻔﺎً ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ ﻭﻳﻘﻠﻘﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﻬﺎ - ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ - ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻣﺒﺪﻳﺔً ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ ﻣﻈﻬِﺮﺓً ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ ﻣﺒﺮﺯﺓً ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﻃﻮﻋﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﻜﺘﺮﺛﺔ ﻻ ﺑﺤﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ, ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ هداهن الله ﺍﺑﺘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺎﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺗﺤﻮّﻝ ﺷﻨﻴﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﻘﻠﺪ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﺤﻀﺎﺭﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﺍﻓﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺣﻘﻴﺮ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﺠﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻼﺀ. ﺗﺴﻤﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ والاختلاط ﻣﻦ ﻭﻋﻴﺪٍ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﻓﻼ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ . ﺃﻻ ﻓﻠﺘﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺃﻣَﺔٍ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻟﺘﺘﺬﻛﺮ ﻭﻗﻮﻓﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﻭﻋﻦ ﺣﺸﻤﺘﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﺎ . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية:
عباد الله: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺮْﻉ, ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻜﺸﻒ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍهية، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ, كما وقع في مدينة لندن البريطانية على كأس السوبر السعودي ﻣﻦ ﺗﻜﺸﻒ ﻭﺗﺒﺮﺝ ﻭﺳﻔﻮﺭ واختلاط بين النساء والرجال وبين الشباب والشابات على مرأى من العالم كله ﺳﺒﺒﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ﺻﺮﻉ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺴوة ﻭﻟﻜﻨﻪ صرع ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ؛ ﺻﺮْﻉٌ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ والحشمة وانعدام الغيرة والرجولة ، ﺇﻧﻪ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ﺻﺮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ؛ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﺮﻳﻊ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺻﺮﻳﻊ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻠﺬﺍﺗﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﻉ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﺎﻟﻴﺎً ﻭﻻ ﻣﻜﺘﺮﺛﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ؛ ﺃﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ؟ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰمان ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺪَّ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺣﺪﻳﺜﺔ؛ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺆﺟِّﺞ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺗﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺁﺛﻤﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﻮﺑﻮﺀﺓ ﻻ ﻫﺪﻑ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻏﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺻﺮﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻃﺮﻳﺤﻲ ﺍﻟﻤﻠﺬﺍﺕ ﻓﻌﻈُﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺨﻄﺐ. وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عباد الله: قد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين.إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج والسفور علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس وموت الشعور. يا أيها الآباء ويا أيها الأزواج ويا أيها الإخوان: إن بجوار كل امرأة فرطت في حجابها وتكشفت في لباسها رجل يحتاج إلى أن يراجع نفسه في دينه وغيرته ورجولته, فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﺭﺯﻕ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻕ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻳﺎ ﻭﻫﺎﺏ ﻳﺎ ﻋﻈﻴﻢ. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
المشاهدات 2965 | التعليقات 2
وإليكم المرفق
المرفقات
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/2/4/5/امرأة%20من%20أهل%20الجنة%2029.docx
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/2/4/5/امرأة%20من%20أهل%20الجنة%2029.docx
طلال شنيف الصبحي
معذرة أول مرة أرفع خطبة ما عندي خبرة في الرفع , وهي متاحة لمن أراد أن يعدلها ثم يرفعها بشكل أفضل ومرتب,
تعديل التعليق