اليقين والثقة بالله وحسن الظن به

اليقين والثقة بالله وحسن الظن به
لأحد الخطباء السوريين
· أهداف الخطبة:
1. بيان الحاجة إلى مثل هذه المواضيع و خصوصا أيام الفتن
2. ترسيخ هذه المفاهيم و تعزيزها في النفوس
3. ثقة الأنبياء و حسن ظنهم بالله عز و جل
4. ثقة الصالحين و حسن ظنهم بالله عز و جل
5. الفرق بين المؤمنين و المنافقين
· عناصر الخطبة:
1. معنى حسن الظن
2. عوامل تعزيز الثقة و حسن الظن بالله:
3. نماذج من السلف الصالح
a. الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم:
i. قصة بدر
ii. قصة الغار
iii. قصة ابراهيم عليه السلام
iv. قصة يعقوب عليه السلام
v. قصة موسى عليه السلام
vi. قصة زكريا عليه السلام
b. الصحابة رضوان الله عليهم
c. الصالحين:
i. قصة المدين من بني اسرائيل
قال النبي - صلى الله عليه وسلم –(يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) متفق عليه
فحسن الظن بالله من واجبات التوحيد، وسوء الظن به ينافي التوحيد‏.‏ و وصف الله المنافقين أنهم يظنون به غير الحق،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏}‏ ال عمران 154
وأخبر عنهم في الآية الأخرى أنهم يظنون به ظن السوء،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِوَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏}‏ الفتح 6
قال الإمام ابن القيم في تفسير الآية الأولى‏:‏
{‏يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَامِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏}‏ ال عمران 154.
وقال ابن القيم رحمه الله‏:‏ ‏"‏فمن ظن به أنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره،ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليهم ويظفرهم بأعدائهم ويظهرهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا؛ فقد ظن بالله ظن السوء،ونسبه إلى خلاف ما يليق بجلاله وكماله وصفاته ونعوته؛ فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به؛ فمن ظن به ذلك؛فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله‏.‏
وكذلك من أنكر أن يكون ذلك بقضائه؛ فما عرفه ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته،وكذلك من أنكر أن يكون قدر ما قدره من ذلك وغيره لحكمة بالغة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد، وظن أن ذلك إنما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي أحب إليه من فواتها، وأن تلك الأسباب المكروهة له المفضية إليها لا يخرج تقديرها عن الحكمة؛ لإفضائها إلى ما يحب، وإن كانت مكروهة له؛ فماقدرها سدى ولا شاءها عبثا ولا خلقها باطلا، ‏{‏ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ‏}‏
وأكثرالناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم،ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده‏.‏
فمن قنط من رحمته، وأيس من روحه؛فقد ظن به ظن السوء‏.‏ ومن جوز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويسوي بينهم وبين أعدائه؛فقد ظن به ظن السوء‏.‏
انتهى كلام الإمام ابن القيم ‏"‏زاد المعاد‏"‏‏.(منقول من من كتاب الإرشاد الى صحيح الإعتقاد للشيخ الدكتور صالح الفوزان)‏
نماذج حسن الظن بالله و الثقة به عز و جل:
1. قصة مريم: (فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال: إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا إلى آخر)
2. قصة إبراهيم عليه السلام : (قال الله للنار: كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين)
3. قصة موسى عليه السلام: (وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون . فأرسل فرعون في المدائن حاشرين . إن هؤلاء لشرذمة قليلون . وإنهم لنا لغائظون . وإنا لجميع حاذرون . فأخرجناهم من جنات وعيون . وكنوز ومقام كريم . كذلك وأورثناها بني إسرائيل . فأتبعوهم مشرقين . فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون . قال كلا إن معي ربي سيهدين . فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم . وأزلفنا ثم الآخرين . وأنجينا موسى ومن معه أجمعين . ثم أغرقنا الآخرين . إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . و إن ربك لهو العزيز الرحيم) [ الشعراء : 62ـ63]
4. روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن إبراهيم -عليه السلام- جاء بها وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟! فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا، قال: نعم، قالت: إذًا لا يضيعنا".
5. قصة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة بدر قال: اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعدها أبداً، قال تعالى { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } [ الأنفال : 9 ] وقال :(ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين. بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين - إلى قوله تعالى - وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)
6. قال تعالى في شأن أصحاب رسول الله: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)
7. عن ابى بكر قال : قلت للنبى صلى الله علية وسلم ، وانا فى الغار : لوان احدهم نظر تحت قدمية لأبصرنا . فقال : ( ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما ) قال تعالى { إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } [ التوبة : 40]
8. دعاء النبي عليه الصلاة والسلام، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا قَالَ: (( اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ )) حديث حسن
9. روى النسائي عن رجل من أصحاب النبي: (لما أمر النبي بحفر الخندق ، عرضت لهم صخرة ، حالت بينهم ، وبين الحفر ، فقام رسول الله وأخذ المعول ، ووضع رداءه ناحية الخندق وقال : تمت كلمة ربك صدقا ، وعدلا ، لا مبدل لكلماته ، وهو السميع العليم . فندر ثلث الحجر ، وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول الله برقة ، ثم ضرب الثانية وقال : تمت كلمة ربك صدقا ، وعدلا ، لا مبدل لكلماته ، وهو السميع العليم . فندر الثلث الآخر ، فبرقت برقة ، فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة وقال : تمت كلمة ربك صدقا ، وعدلا ، لا مبدل لكلماته ، وهو السميع العليم . فنذر الثلث الباقي ، وخرج رسول الله ، فأخذ رداءه وجلس . قال سلمان يا رسول الله ، رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة ، إلا كانت معها برقة ، قال له رسول الله : يا سلمان ، رأيت ذلك ؟ فقال : أي والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، قال : فإني حين ضربت الضربة الأولى ، رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ، ومدائن كثيرة ، حتى رأيتها بعيني . قال له من حضرة من أصحابه : يا رسول الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ، ويغنمنا ديارهم ، ويخرب بأيدينا بلادهم . فدعا رسول الله بدلك . ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها ، حتى رأيتها بعيني . قالوا : يا رسول الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ، ويغنمنا ديارهم ، ويخرب بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول الله بذلك . ثم ضربت الثالثة ، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى ، حتى رأيتها بعيني . قال رسول الله عند ذلك : دعوا الحبشة ما ودعوكم ، واتركوا الترك ما تركوكم ) حديث صحيح
10. وقال تعالى{ ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله } [ البقرة : 250ـ 251]
11. قصة نوح عليه السلام وقال عز وجل { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر *ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} [ القمر :10 ـ11]
12. قصة يونس فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾( سورة الأنبياء
13. روى البخاري وغيره؛ يقول عليه الصلاة والسلام: (إن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال:ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً! قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً! قال: صدقت -لما لمس صدق صاحبه قال: صدقت! كفى بالله شهيداً وكفى بالله كفيلاً- فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر ليتاجر بها، فقضى حاجته، وتاجر وربح، ثم ذهب يلتمس مركباً ليعود إلى صاحب الدين حتى يصل في الوقت المحدد، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها -حفرها وجوفها- فأدخل فيها ألف دينار وصحيفةً منه إلى صاحبه، يذكر فيها حاله وأنه لم يستطع أن يأتي وهذه حيلته، ثم زجج موضعها -أقفل على الخشبة- ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت من فلان ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً! فرضي بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً! فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أجد، وإني أستودعكها -والله عز وجل إذا استودع شيئاً حفظه- فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده، وما اكتفى بإلقائها، وإنما جعل يلتمس مركباً، فخرج الرجل الذي كان أسلفه لعل مركباً قد جاء بماله، خرج في الوقت المحدد إلى الساحل، ينظر هل قدم مركب بالمال الذي أسلفه في الموعد المحدد، فما وجد مركباً، وإنما وجد الخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، قال: آخذها لأهلي حطباً، فلما نشرها -وفي رواية معلقة: فنشرها أهله فتناثرت منها الدنانير والدراهم والصحيفة- فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بألف دينار أخرى، يظن أن تلك قد ضاعت، وقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي شيئاً؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشداً)
14. حديث البراء بن عازب في الهجرة :"والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال لا تحزن إن الله معنا حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قال قلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال لم تبك قال قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اكفناه بما شئت فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها" رواه أحمد ، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح
15. ذات يوم كان أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يسير في الطريق، فجاءه رجل مقبل عليه على هيئة توحي بالفزع، فقال له: أدرك بيتك؛ فإنه يحترق. فقال أبو الدرداء: ما احترق!! قال: والله الذي لا إله إلا هو، رأيته يحترق. قال أبو الدرداء: قلت لك: ما احترق، ارجع إليه فلن تجده قد احترق. فرجع الرجل؛ فإذا بالنار أكلت كل البيوت المحيطة ببيت أبي الدرداء إلا بيته ـ رضي الله عنه ـ، فرجع الرجل لأبي الدرداء مندهشا متعجبا قائلا: كيف عرفت؟! فأخبره أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أنه تعلم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعاء من دعا به عند خروجه من بيته وقاه الله ـ عز وجل ـ فاطمئن قلبه، وارتاح باله، وكفي وتنحى عنه الشيطان. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من قال ـ يعني ـ إذا خرج من بيته: ـ بسم الله ـ توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت، ووقيت، وتنحى عنه الشيطان ( البخاري)
16. عن عبد الله بن الزبير قال ( لما وقف الزبير يوم الجمل ، دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم ، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما ، وإن من أكبر همي لديني ، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا ؟ فقال : يا بني بع مالنا فاقض ديني ، وأوصى بالثلث ، وثلثه لبنيه - يعني بني عبد الله بن الزبير - يقول : ثلث الثلث ، فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك ، قال هشام : وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير ، خبيب وعباد ، وله يؤمئذ تسعة بنين وتسع بنات . قال عبد الله : فجعل يوصيني بدينه ويقول : يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي . قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت من مولاك ؟ قال : الله ، قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فمات ابى يومها .. يقول ففعلت ما امرنى به .. فدعوت يامولى الزبير اقض دين الزبير فوالله ما مضى 3ايام حتى قضيت كل دينة ))
17. عن سهل القطعى قال " رايت مالك ابن دينار رحمة الله فى منامى بعد موتة فقلت يا ابا يحيى ، ماذا قدمت به على الله عزوجل ؟ قال قدمت بذنوب كثيرة فمحاها عنى حسن الظن بالله )
18. و لأ حد التابعين:
وانى لأرجو الله حتى كأننى ارى بجميل الظن ما الله صانع
· عوامل تعزيز الثقة و حسن الظن بالله:
1. معرفة الله عز و جل بربوبيته و عظمته
2. معرفة الله بأسماءه وصفاته
3. الاستقامة على طاعته
a. من كان مع الله فالله معه قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا) وقال تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) وقال تعالى: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).
4.
· ثمار الثقة بالله تعالى كثيرة لا تحصى لأن الله يجازي المحسن إحسانًا،
o الرضا بقضاء الله تعالى وقدره: كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)رواه مسلم
o الصبر على البلايا والمصائب وقوة الاحتمال
o سعادة القلب وطمأنينته وسكينته:
o سلامة القلب:
o عندما يمتلئ القلب بتوحيد الله (عز وجل) ومعرفته (سبحانه) بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ويمتلئ باليقين بوعده، والثقة بحكمته، وانتظار رحمته؛ فإن كل ذلك يضفي على القلب صفاءً ونوراً وطهارة تُسل بها من القلب أمراض كثيرة؛ فيصبح القلب بعدها سليماً صحيحاً، وينعم به صاحبه في الدنيا والآخرة؛ قال (تعالى) في وصف إمام الحنفاء (عليه الصلاة والسلام): ((إذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) [الصافات: 84] ومن أهم مظاهر سلامة القلب التي تحصل بهذه المعرفة ما يلي:
أ- السلامة من أمراض الحقد والحسد والشحناء:
ب- لسلامة من أمراض الخوف والطمع:
الزهد في الدنيا، والحذر منها، فكم فرح بالدنيا أناس فكانت سبب هلاكهم وشقوتهم؛ قال (تعالى): ((وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)) [الشورى: 27].
ج- السلامة من أمراض الكبر والخيلاء:
خاتمة:
يقول الشيخ محمد راتب النابلسي النصر على ثلاث مراتب:
1.النصر التفضلي 2. والنصر المبدئي 3. والنصر الاستحقاقي
إذاً فالمؤمن منصور دائما
عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه و سلم: (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) ،رواه الترمذي و هو حديث حسن
فقال { ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما } [ النساء : 104 ]
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ (123) ﴾( سورة هود)
قال تعالى: { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } [ آل عمران : من الآية 186 ]
و قال يوسف { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } [ يوسف : من الآية 90 ]
المشاهدات 25240 | التعليقات 0