الهدي النبوي في العشر الأواخر
إبراهيم بن سلطان العريفان
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّ شَهْرَ رَمَضَانَ بِفَضَائِلَ جَمَّةٍ، وَمَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِهِبَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً تُنْجِي قَائِلَهَا مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الَّذِي قَامَ بِاللَّيْلِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ، فَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
تَزْدَانُ لَيَالِي رَمَضَانَ بِأَنْوَارِ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَهِيَ لَيَالِي الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَلَيَالِي الْقُرْبِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَيَالِي التَّضَرُّعِ وَالابْتِهَالِ، وَلَيَالِي التَّجَدُّدِ وَالِاسْتِقَامَةِ، وَلَيَالِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ، وَيُوقِظُ أَهْلَهُ، وَيَشُدُّ مِئْزَرَهُ، وَيَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، وَيَعْتَكِفُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَتَحَرَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
فَيَا عِبَادَ اللَّهِ:
لِنَقْتَدِ بِهَدْيِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَظِيمَةِ، فَلْنُحْيِ لَيَالِيَهَا بِالْقِيَامِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ، وَلْنُكْثِرْ مِنَ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَلْنَتَحَرَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِالْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ، وَلْنُحْسِنْ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمَحَاوِيجِهِمْ، وَلْنُصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَلْنَتَوَاصَ بِالْحَقِّ وَالصَّبْرِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
فَلْنَحْرِصْ عَلَى أَنْ نُدْرِكَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْعَظِيمَةَ، وَلْنَدْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعْمَالِنَا، وَأَنْ يُعْتِقَ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِينَا مِنَ النَّارِ، وَأَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّ شَهْرَ رَمَضَانَ بِنَفَحَاتٍ رَبَّانِيَّةٍ، وَمَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِنَفَحَاتٍ إِيمَانِيَّةٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً تُنِيرُ الْقُلُوبَ، وَتُزِيلُ الْكُرُوبَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الَّذِي كَانَ قُدْوَةً لِلْعَالَمِينَ، وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
لِنَكُنْ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَظِيمَةِ أَكْثَرَ حِرْصًا عَلَى الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ، وَأَكْثَرَ تَوَاضُعًا وَإِخْلَاصًا، وَأَكْثَرَ رَحْمَةً وَتَعَاوُنًا، وَأَكْثَرَ دُعَاءً وَتَضَرُّعًا، وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
فَلْنَدْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعْمَالِنَا، وَأَنْ يُعْتِقَ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِينَا مِنَ النَّارِ، وَأَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ الْمُتَّقِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْغَافِلِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعْمَالِنَا.
اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِينَا مِنَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ أَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ.
المرفقات
1742504826_الهدي النبوي في العشر الأواخر.pdf
1742504837_الهدي النبوي في العشر الأواخر.docx