الهجرة النبوية ... دروس وعبر

جابر السيد الحناوي
1433/01/14 - 2011/12/09 17:46PM
الهجرة النبوية ...
دروس وعبر
... أما بعد :
عباد الله :
شهر المحرم الذي يظلنا في هذه الأيام ، هو أحد الأشهر الثلاثة المحرمة ، السرد المتتابعة " ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ " ( [1] ) وهو بداية العام الهجرى كما نعلم ، وقد شاع بين المسلمين فى الأزمنة الأخيرة الاحتفالُ بمناسبة الهجرة فى هذا الشهر ، احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان ؛ ولأن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، ولم يشرعه لأمته ، كما أن أصحابَه رضوان الله عليهم فى القرون المفضلة الأولي لم يفعلوه ، فأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها بدعة.
فالاحتفال بحادث الهجرة بالطريقة التى تتم بها فى أيامنا هذه ، وأيضا الاحتفال بما يسمى ــ بالمواسم الإسلامية كافة ــ والأعياد الأخري التي نقلوها لنا عن الغرب ( مثل عيد الحب ، عيد الربيع ، عيد الأم ، يوم الطفل العالمي ، يوم المرأة العالمي ... الخ هذا الطابور من الأعياد المخترعة ) يخشي علي العامل بها أن تلحقه بصفوف اليهود والنصارى ــ والعياذ بالله ــ لقوله صلي الله عليه وسلم : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " ( [2] )
لقد أنزل الله سبحانه وتعالي في حادث الهجرة قرآنا ، نتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، ونتعبَّـده بقراءته فى الصلاة وفي غير الصلاة ، لكى نكون علي صلة دائمة مع الله عز وجل ، ولكى نتعلم كيف نعتمد عليه وحده ، ونستمد منه المدد والعون وحده ، وأن نتمسك بالحق ، ونحن موقنون أن الله عز وجل لابد أن ينصرنا ، طالما أننا نتبع طريق الإسلام المبين ... ويضرب الله لنا المثل من الواقع التاريخي الذي يعلمه الجميع ، على نصرة الله عز وجل لرسوله صلي الله عليه وسلم بلا عون منهم ولا ولاء ، وأن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء ؛ فقد قال عز وجل في هذه الحادثة : " إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ( [3] )
هذه هى الآية الأربعون من سورة التوبة ، التى ذُكر فيها حادث هجرة المصطفي صلي الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، وذلك حين ضاقت قريش بمحمد ذرعاً ، كما تضيق القوى الغاشمة دائماً بكلمة الحق ، لا تملك لها دفعاً ، ولا تطيق عليها صبراً ... تآمرت قريش عليه صلي الله عليه وسلم ، وقررت أن تتخلص منه ؛ فأطلعه الله عز وجل على ما ائتمرت ، وأوحي إليه بالخروج ، فخرج وحيداً إلا من صاحبه الصدّيق ، لا جيش ولاعدة ، وأعداؤه أكثر ، وقوتهم إلى قوته ظاهرة ، سجل الله سبحانه وتعالي حادث الهجرة في كتابه الكريم لكى نأخذ منها العبرة كلما طالعناها ــ على الدوام ــ وليس مرة واحدة فى كل عام ، كما يفعل المسلمون فى هذه الأيام ؛ إذ أن فيها من العبر ما يثبِّت الإيمان ، ويزيدُ المؤمنَ بصيرة وثقة بأسرار الحق في هذا الوجود .
فالله سبحانه وتعالي يقرر فيها أنه نصر رسوله صلي الله عليه وسلم فى ظروف تجمَّع فيها لعدوه كلُّ ما يعرف الناسُ يومها من أسباب الغلبة الظاهرة ، دون أن يجتمع له منها سـبب واحد .
فالعبرة هنا ليست بما يجمع الناسُ من أسباب ظاهرة ، بل العبرة فيما يخفي الله عز وجل وراء تلك الأسباب من أسرار الغيب .
لقد كانت معركةً بين حزب الشيطان ممثلا في قريش بكفرها وعنادها وصلفها ، وبين حزب الله ممثلا فى محمد صلي الله عليه وسلم ومن معه .
من البديهيات : أن أية معركة حربية لها ثلاثة عناصر :
العنصر الأول الجنود ، والعنصر الثاني السلاح والعتاد ، والعنصر الثالث هو ميدان المعركة .
وتعال معى أخي المسلم لنطبق ذلك علي المعركة التى أمامنا ... معركةُ الهجرة ، ونرى لمن يكون النصر ؟ وماذا نستخلص من عبر الهجرة ، ومن دروس ؟
كانت قريش قد أحالت مكة كلَّها وما يحيط بها ميدانا لمعركة رهيبة تطلب دم النبي صلي الله عليه وسلم وليس معه من الأعوان سوى رجل واحد ، هو أبو بكر الصديق رضوان الله عله وطبعا ليس هناك أقلُّ فى العدد من واحد ، وذلك ليقومَ الدليلُ علي أن الباطل لا حجـة له ، مهما يكن عدده ، وأن الحـقَ هو القوة الغالبة ، مهما هان فى رأى العين شأنه ، وهذا ما نستخلصه من قوله عز وجل : " إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ..."
متى يا رب ؟ " إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ..."
ما عدد قواته ، كم رجل ؟ " ثَانِيَ اثْنَيْنِ ..."
اثنان فقط ، في مقابلة قريش كلِّها ، اثنان أمام جيش كامل ، من قبيلة بأكملها ... وهذا هو أول ما يطالعنا من عبر الهجرة ، وأول ما يَظْهَرُ لنا من أسرار تدبير الحق عز وجل لعباده المؤمنين ، فقد أعزعبده بغير جند ، ونصره بغير معركة ، وكثَّرهُ بغير عدد وهذا ما نطالعه من بين ثنايا قوله عز وجل :" إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ..."
أخي المسلم : وتمضى الآية الكريمة في بيان عجائب النصر ، فلا تكتفى بتقرير هوان الكثرة الباطلة ، أمام القلة المؤمنة ، بل تعرض لأمر آخر لا يقل عجبا عن سابقه ، فمن المعروف فى الحروب أن أحد الخصمين إذا سبق خصمه إلي احتلال أصلح المواقع ، واضطر عدوه إلى النزول فى أماكن غير صالحة ، كان ذلك من عوامل النصر لمن سبق ، هذا من بديهيات وقوانين الحروب .
ولكن حين يجتمع الباطل لمنازلة الحق ، فإن الله ينسخ كل قوانين وميزات الاستراتيجة إذا كانت ضد أهل الحق .. ولم يكن فى معركة الهجرة أضيقَ من غار نزله أحد طرفي المعركة .. غار لا مجال فيه لحركة هروب أو دفاع ، وما كان عليهم إلا أن يمدوا أيديهم ، فيأخذونه وصاحبه أخذا سهلا ، وتنتهي المعركة لصالح قريش.
ولكن هيهات لما يريد الشيطانُ وحزبُه ، فقوانين السماء تنسخ قوانين الأرض لتنبعث آية النصر ناطقة بأن الحق وحدَه هو القوةُ الغالبةُ في هذا الوجود ، وهو ما تقرره الآية الكريمة في شأن الغار بقوله عز وجل : " إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ ..." في أي مكان يارب ؟ السياق يرسم لنا مشهد الرسول صلي الله عليه وسلم وصاحبِه : " إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ..." والقوم على إثرهما يتعقبون ، والصديق رضوان الله عليه يجزع - لا على نفسه ولكن على صاحبه - أن يطلعوا عليهما فيخلصوا إلى صاحبه الحبيب.
فكلمة الغار هنا لم يذكرها الله عز وجل سدي ، إنما ليرفع منها عَلمَ هذه العبرة ، وليزيد العقولَ والقلوبَ إيمانا بسعة تدبيره جل وعلا شأنه.
أخى المسلم :
ويمضى القرآن الكريم بعد ذلك ، ليقرر أن الرسول صلي الله عليه وسلم وقد فقد في هذه المعركة صلاحية المكان ... غار محصور فيه ... ومن قبله عامل الكثرة العددية ... إثنان أمام قبيلة ... فقد فقد عاملا آخر لا يستغني عنه في أى معركة ، هو عامل السلاح ، فى الوقت الذي تسلح فيه العدو بكل ما عرف وقتها من عدة وعتاد ، الآية تقرر ذلك ؛ لتعطى المؤمنين الدرس بأنهم إذا اضطروا إلي مثل ذلك الموقف الأعزل المحصور حتى لو منع عنهم السلاح ، حتى لو تخلي عنهم العالمُ كلُّه خوفا من أن يوصف الذى يساعدهم بالإرهاب كما يحدث الآن مثلا في فلسطين ، فإن مقادير الله عز وجل سوف تتولاهم بما لا يحلُمُون به من تدابير النصر ، وعندها يشعر المؤمن أنه من رعاية الحق في حصن منيع ، وهذا هو بعضُ ما يطالعنا من نور قوله سبحانه وتعالي : " إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ... "
وسـر العبرة هو فى قوله عز وجل : " إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ... " ذلك لأن الحقَ هو السر الذى قام به الوجود ، فمن اعتقد الحق وسار عليه ، فقد بني وجوده الحسي والمعنوى ، علي الأساس الذي لا تعترف قوانين الوجود بسواه ، و ذلك هو النصر كل النصر : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " ( [4] )
لقد كانت كل حقائق النصر واضحة أمام أعين المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو يقول لصاحبه : " لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ... " فشعور العبد بمعية الله عز وجل تهون كلَ ما عدا الله من جند أو سلاح ، وتقر في إدراكه يقينَ النصر ؛ لذلك نرى الحبيب صلي الله عليه وسلم لما اجتمعت قريش حول غاره ، وقال له أبو بكر: لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، نجده صلي الله عليه وسلم وقد أنزل الله سكينته على قلبه ، يهدئ من روع أبي بكر ، ويطمئن من قلبه فيقول له بكل ثقة : " يا أبا بكر .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما .. لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ... "
ثم ماذا كانت العاقبة ، والقوة المادية كلها في جانب ، والرسول صلي الله عليه وسلم مع صاحبه منها مجرد ؟ رغم كل ذلك كان النصر المؤزر من عند الله بجنود لم يرها الناس ، وكانت الهزيمة والذل والصغار للذين كفروا " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى " وظلت كلمة الله في مكانها العالي منتصرة قوية نافذة " وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، "عَزِيزٌ" لا يذل أولياءه " حَكِيمٌ " يقدر النصر في حينه لمن يستحقه.
*** *** ***
عباد الله :
ذلك درس إيمانى عميق من معاني النصر، نقدمه للذين اثاقلوا إلي الأرض ، ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة ، يمكن تلخيصه في ست كلمات : " إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " ( [5] ) لا يحتاج منا إلي الجيوش الجياشة ، ولا الأسلحة المتطورة وما إلي ذلك ، لا يكلفنا إلا : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ... " ( [6] )
فيا أيها الناس ــ حكاما ومحكومين ــ استشعروا مسئوليتكم أمام الله سبحانه وتعالي عن إخوانكم المسلمين الذين يبادون فى كل مكان ، لماذا لا تقفون موقفا إيجابيا من الغرب الذي يهيء الأسباب لضرب المسلمين في كل مكان ، خاصة في منطقتنا العربية ، حيث يطالعنا الواقع المر في هذه الايام ... من أرض سوريا ... التي راح فيها ـ حتي الآن ـ أكثرُ من أربعة آلاف شهيد من أهل السنة علي أيدي قوات البعث الغاشمة ... والجميع يلتزم الصمت إزاء هذه المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري ، باستثناء بعض التصرفات المريبة ؛ حيث تتظاهر القوي الصليبية الخبيثة ، بأنها تفرض العقوبات علي نظام الأسد البعثي ، وهي في الواقع تمهله وتمد له حتي يقضي علي البقية الباقية من المقاومة المسـلمة لبعثه الذي لا ملة له ولا دين.
وإذا كان هذا هو موقف الدول الصليبية ، وهو أمر غير مستغرب ، فالسؤال الذي يفرض نفسه ، لماذا تسـير الدول العربية المسلمة في نفس الاتجاه ، فهل تنتظر الأوامر من بابا نويل ؟ أم أنها تجهز الكعكة السورية لماما أمريكا ؟ أم هو الوهن الذي يسري في العروق ؟
لماذا لا تكون لكم مواقف إيجابية إيمانية ؟ لماذا لا تمدون المقاومة السورية المسلحة بالسلاح ؟ حتى ولو أدى ذلك إلى المواجهة المسلحة بينا وبين أعداء الله ، أما هذه الميوعة وهذا الخوار فإنه لا يتفق وما يجب أن يتصف به أتباع الإسلام من العزة والكرامة ؛ فإنه لا يحجم ذو عقيدة في الله عن مد يد العون إلي إخوانه المسلمين المستضعفين ، إلا وفي هذه العقيدة دخل ، وفي إيمان صاحبها بها وهن ... يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ " ( [7] ) فالنفاق - وهو دَخَلٌ في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة ، يقعد به عن الجهاد في سبيل الله خشية الناس ، وخشية الموت أو الفقر ...أو لم يعلموا أن الآجال بيد الله ، وأن الرزقَ من عند الله ، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ؟؟
ومن ثم نجد أن الخطاب القرآني يتوجه إليهم بالتهديد فى الآية السابقة مباشرة لذكرحادث الهجرة :" إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( [8] )
والخطاب وإن كان لقوم معينين في موقف معين ، ولكنه عام في مدلوله لكل ذي عقيدة في الله ، والعذاب الذي يتهددهم ليس عذاب الآخرة وحده ، بل هو عذاب الدنيا أيضا ، عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح ، وغلبة الأعداء عليهم ، والحرمان حتي من خيرات بلادهم ، واستئثارأعدائهم بها ... ؛ وهم مع ذلك كله يخسرون من النفوس والأموال أضعاف ما يخسرون في الكفاح والجهاد ؛ ويقدمون على مذبح الذل أضعاف ما تتطلبه منهم الكرامة لو قدموا لها الفداء ، وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل ، فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء . .
إن حادث الهجرة مثل على نصرة الله عز وجل لرسوله ولكلمته ، والله قادر على أن يعيد ذلك الدرس على أيدي قوم آخرين ، غير الذين يتثاقلون ويتباطأون ، وهو مثل من الواقع إن كانوا في حاجة بعد قول الله سبحانه وتعالي إلى دليل !!
نسأل الله عز وجل أن ينصرنا بالحق ، ويهب لنا العزيمة عليه ، والحياة له وبه ، والممات فى سبيله ، إنه سبحانه وتعالي وحده ولي ذلك كله والقادر عليه .
وصلي اللهم وسلم وبارك علي محمد
وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا




[1] صحيح البخاري ج 14 / ص 223
[2] المرجع السابق
[3] التوبة 40
[4] الحج 62
[5] محمد من الآية7
[6] الأنفال من الآية60
[7] صحيح مسلم ج 10 / ص 19
[8] التوبة 39
المشاهدات 3684 | التعليقات 1

أيها الناس ــ حكاما ومحكومين ــ استشعروا مسئوليتكم أمام الله [/FONT]سبحانه وتعالي عن إخوانكم المسلمين الذين يبادون فى كل مكان ، لماذا لا تقفون موقفا إيجابيا من الغرب الذي يهيء الأسباب لضرب المسلمين في كل مكان ، خاصة في منطقتنا العربية ، حيث يطالعنا الواقع المر في هذه الايام ... من أرض سوريا ... التي راح فيها ـ حتي الآن ـ أكثرُ من أربعة آلاف شهيد من أهل السنة علي أيدي قوات البعث الغاشمة ... والجميع يلتزم الصمت إزاء هذه المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري ، باستثناء بعض التصرفات المريبة ؛ حيث تتظاهر القوي الصليبية الخبيثة ، بأنها تفرض العقوبات علي نظام الأسد البعثي ، وهي في الواقع تمهله وتمد له حتي يقضي علي البقية الباقية من المقاومة المسـلمة لبعثه الذي لا ملة له ولا دين.


ناهيك عما يحدث علي أرض فلسطين السليبة ، ومباركة الغرب الصليبي لما يحدث من تقتيل الفلسطينيين في غزة ، ومسايرة الصهاينة في حجتهم في أن اعتداءاتهم هي من قبيل الدفاع عن النفس ، في الوقت الذي يطالبون فيه الضحية بالتوقف عن الدفاع عن نفسها وإلا وصمت بالإرهاب .
أوجه هذا الكلام إلينا جميعا ، وإلي أجهزة الإعلام ، خاصة منها التليفزيون الحكومي الذي يروج هذه الأيام لثقافة " الوهن " ... التي روج لها العهد الماضي بدعوي السلام ، فاستقر في نفوس الكثيرين حب الدنيا مع العيش أذلاء ، وكراهية الموت ولو فيه عزتهم وكرامتهم .
يهاجمون رئيس الدولة بدعوي أنه يدفع بمصر للحرب مع اسرائيل ، بعد موقفه الشجاع غير المسبوق في الدفاع عن غزة ... فليعلم هؤلاء المتخاذلين أن منطق القيادة السياسية هو منطق سليم من الناحية الشرعية والسياسية ؛ لأنه لا يجب مطلقا أن تترك غزة نهبا لإسرائيل ؛ فهي تمثل البوابة الشرقية لمصر علي قارة آسيا ، ومنها جاء كل الغزاة إلي مصر ، ابتداء من الهكسوس في عهد الفراعنة ومرورا بالتتار والصليبيين والصهاينة في العصور الحديثة ، فيجب أن تكون دائما مع مصر ، وإلا تعرض الأمن القومي المصري لخطر حقيقي لا شك فيه.
هذا من الناحية السياسية والعسكرية ، أما من الناحية الشرعية فهم مسلمون ، إخوان لنا في الدين ، لهم علينا حق النصرة والدفاع عنهم ، " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" ( ) والجزاء علي ذلك إحدي الحسـنيين لا ثالث لهما ، إما العيش في عزة وإباء ، أو الشهادة والجنة التي هي أسمي ما في الوجود ..
نسأل الله سبحانه وتعالي أن يفتح لنا باب الجهاد في سبيله ، تحت راية إسلامية واضحة ، إنه سبحانه وتعالي وحده ولي ذلك كله والقادر عليه .
وصلي اللهم وسلم وبارك علي محمد
وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا