النجدة النجدة! د.عبد الكريم بكار

النجدة النجدة!

د.عبد الكريم بكار



حين يشعر الناس بالكرب، ويقعون في أزمة يعبرون بتعبيرات شتى عما يعتقدونه سبلاً للخلاص، ومن الملاحظ أن تلك التعبيرات تكشف عن رؤية الناس للواقع وعن مفاهيم أساسية لديهم:


1- من المسلمين من يستنجد بشخصيات إسلامية فذة، كان لها دور بطولي ضخم في تاريخ الأمة، ولطالما سمعنا من يقول: نحن في حاجة إلى عمر بن الخطاب، أو صلاح الدين الأيوبي أو محمد الفاتح.. جديد ’وإلا فلا أمل في الخلاص ! ولي صديق عزيز كنت أتحدث معه ذات يوم عن بعض الأطروحات الإصلاحية، فقال: أما أنا فأنتظر المهدي، لأكون تحت إمرته ! وهؤلاء لا يجدون في تاريخ الأمة المستطيل في الزمان والمستعرض في المكان سوى خمسة أو ستة من القادة والعلماء الأفذاذ !


2- من المسلمين من إذا شعر بالكرب وانسداد الآفاق استنجد بالمتفوقين من الأحياء وكل من يظن أن في يدهم مفاتيح الحل: أين حكام المسلمين، أين علماء الأمة، أين الأثرياء، أين الدعاة الصادقون... وهم يظنون أنهم بهذا يستنفرون هؤلاء لحل المشكلات المتأسنة !


3- من المسلمين من يجد المخرج في حدوث بعض الخوارق والأحداث العجيبة، وهم كثيراً ما يعبرون عن ذلك من خلال الدعاء على الخصوم والأعداء: اللهم رمِّل نساءهم، اللهم يتم أطفالهم، اللهم جمِّد الدم في عروقهم، اللهم شلَّ أطرافهم، اللهم أعم أبصارهم...


هذا كله لا يمثل الموقف الصحيح من المحن والتحديات ؛ والنتائج الماثلة إلى اليوم تدل على عقم هذا النوع من التفكير وإخفاق هذا النوع من المواجهة للمشكلات.


أعتقد أن علينا القيام بالآتي:


1- تحديد المشكلة التي نعاني منها على نحو دقيق، إذ ان كل مشكلة تُوصَّف بشكل دقيق هي مشكلة محلولة جزئياً.


2- البحث في أسباب المشكلة.


3- الثقة بأن الله -تعالى- يبتلي عباده بالسراء والضراء، وأنه جاعل بعد عسر يسراً.


4- تحديد مسؤولياتنا وأدوارنا الشخصية بدقة في حدوث المشكلة وفي حلها.


5- إطلاق عدد كبير من الحلول والمبادرات الصغيرة التي تساعد على مواجهة المشكلة.


6- الصبر وطول النفس، فتغيير السلوكيات والعادات يحتاج إلى وقت.


7- إيجاد آلية ومعيار لقياس مدى تقدمنا في معالجة المشكلة.

المشاهدات 1790 | التعليقات 0