الميثاق الغليظ، والطلاق البغيض

عبدالمحسن بن محمد العامر
1444/04/24 - 2022/11/18 01:17AM

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"

أما بعد: إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

عبادَ اللهِ: ميثاقُ الزواجِ أعظمُ ميثاقٍ بينَ البشرِ، سمَّاهُ اللهُ ميثاقاً غليظاً" قال تعالى" :وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" وبيّنَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ أنَّ الزوجَ إنما استحلَّ الزوجةَ بكلمةِ اللهِ؛  قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا اللهَ في النساءِ فإنكم أخذتموهّنَ بأمانةِ اللهِ واستحلَلَتمْ فروجَهُنَّ بكلمةِ اللهِ" رواه مسلمٌ

ولعظمِ هذا العَقْدِ وشدّةِ رابطَتهِ وقوّةِ توثُّقِه بين الزوجين؛ كانَ حَلُّهُ ونقضُه بغيضاً مكروهاً عند اللهِ، وكانتْ أحكامُه في شريعةِ الإسلامِ؛ غايةً في الدقَّةِ والشدَّةِ، وكانَ مِنْ أحبِّ أعمالِ أعوانِ إبليس وسَرَايَاهُ؛ عن جابرِ بنِ عبدِاللهِ رضي اللهُ عنهما قالَ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ" رواهُ مسلِمٌ، ففي هذا الحديثِ؛ تعظيمُ أمرِ الطلاقِ وكثرةِ ضررِهِ، وعظيمِ فتنتِه، وعظيمِ الإثمِ في السعيِّ فيه.

ولهولِ خَطَرِه، وشناعةِ أثرِه، وقوَّةِ مصيبتِه؛ كانَ من أعظمِ أعمالِ السحرةِ؛ قالَ تعالى عنْ أعمالِهم: "فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ" ولأنَّه شديدٌ الأثرِ على النّفسِ، مقوّضٌ للحبِّ بينَ الزوجين، مُمِيتٌ للعاطفَةِ بينهما؛ جاءَ الوعيدُ الشديدُ على المرأةِ التي تطلبُ الطلاقَ مِنْ زوجِها بلا سببٍ شرعيٍّ صحيحٍ؛ عن ثَوْبانَ مولى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؛ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم قال:"
أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ" رواهُ أبوداود وصحّحَه الألباني

معاشرَ المؤمنين: كلمةُ الطلاقِ؛ بغيضةٌ في النفوسِ، مُروّعَةٌ للقلبِ، مؤذيةٌ للمسامِعِ، مزعجةٌ للمشاعرِ مُقضَّةٌ للمضاجعِ؛ سمّاه النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم كَسْراً؛ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لكَ علَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بهَا اسْتَمْتَعْتَ بهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا" رواه مسلمٌ

وبَعْدَ هذا الكَسْرِ؛ ندمٌ لا ينقطِعُ، وألمٌ لا ينقشِعٌ، وغُصّةٌ لا تُبْتَلَعُ.

وكثيرٌ مِنَ المُطَلّقِين والمُطلقاتِ، تسوءُ حالهُم، ويتكدّرُ عيشُهُم، وتتنغّصُ أيامُهُم، وإنْ كانَ بينهم أطفالٌ تشتتوا، وصاروا ضحيّةً؛ يفتقدون الجوَّ العائليَ، والالتمامَ الأُسْريَّ، والحنوَّ العاطفيَ؛ يعيشونَ طفولتَهم شقاءً وبؤساً، وحرمَاناً ويأساً.

والكسْرُ ليسَ على المرأةِ دونَ الرجلِ، فما يُصيبُ المرأةَ بسببِ الطلاقِ يُصِيْبُ الرجلَ، وما قِصّةُ مُغيثٍ وبريرةَ إلا خيرُ شاهدٍ ودليلٍ على ما يُصيبُ الرجلَ مِنَ الوَجْدِ والهِيامِ على فراقِ امرأتِه؛ فعنِ ابنِ عبّاسٍ رضي اللهُ عنهما : "أنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كانَ عَبْدًا يُقَالُ له: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أنْظُرُ إلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي ودُمُوعُهُ تَسِيلُ علَى لِحْيَتِهِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعبَّاسٍ: يا عَبَّاسُ، ألَا تَعْجَبُ مِن حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، ومِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا! فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو رَاجَعْتِهِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ؛ تَأْمُرُنِي؟ قالَ: إنَّما أنَا أشْفَعُ، قالَتْ: لا حَاجَةَ لي فِيهِ" رواه البخاريُّ، فبَرِيرةُ رَضِيَ اللهُ عنها كانت أَمَةً مملوكةً، اشتَرَتْها أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها وأعتقَتْها، وكان زَوجُها من العبيدِ، فلمَّا أُعتِقَت خُيِّرت بين أن تَظَلَّ على زواجِها منه أو تفارِقَه، فاختارت الفِراقَ.

معاشرَ المؤمنين: إنّ انتشارَ الطلاقِ وكثرتَه والتساهلَ فيه؛ له آثارُه وأضرارُه القريبُةُ والبعيدةُ، الاجتماعيّةُ، والاقتصاديّةُ، والنّفْسيَّةُ، والصحيَّةُ؛ أضرارٌ متعدِّيةٌ، وآثارٌ مستمرّةٌ باقيةٌ، وتَبِعَاتٌ لاحقَةٌ في الدنيا والآخرة.

وخيرُ الوسائلِ في مكافحةِ هذه الظاهرةِ، والحدِّ مِنْ انتشارِها؛ اتخاذُ الوقايةِ مِنْ الوقوعِ فيه، والمنْعُ مِنْ حصولِه، والتبصّرُ في شأنِه، وأخذُ التصوّرِ الشاملِ الواضحِ في عواقبِه وتبعاتِه.

فثمّتَ أمورٌ تساهمُ ــ بإذنِ اللهِ ــ في ذلك؛ منها:

الاجتهادُ في السؤالِ عن الخاطبِ والمخطوبةِ؛ والتقصي

في ذلكَ قدْرَ الإمكان؛ وعدمُ التسرّعِ في الاختيارِ والموافقةِ؛ فكم اصطدمتِ الزوجةُ أو الزوجُ بسلوكياتٍ وعاداتٍ وأخلاقٍ في الطرف الآخر بعدَ الزواجِ لا تُرْضَى، ولا يُصبُر عليها، وخيرُ الشواهدِ على ذلك؛ أنّ الإسلامَ شَرَعَ النّظْرَةَ الشَرْعيّةَ، حتى لا يتفاجأَ أحدُ الزوجين بالآخرِ؛ فعنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ رضي الله عنه؛ "أنه خَطَبَ امرأةً؛ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما؛ فأتيتُها وعندها أبوها وهي في خِدرِها، قال: فقلتُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمرني أن أنظرَ إليها، قال: فسكتا، قال: فرفعتِ الجاريةُ جانبَ الخِدرِ فقالت: أُحَرِّجُ عليكَ إنْ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمركَ أنْ تنظرَ لِمَا نظرتَ، وإنْ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم يأمرْك أنْ تنظرَ فلا تنظرْ، قال: فنظرتُ إليها ثمّ تزوَّجتُها؛ فما وَقَعَتْ عندي امرأةٌ بمنزلتِها، ولقد تزوَّجتُ سبعينَ أو بضعًا وسبعين امرأةً" رواه الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ والنسائيُّ وصححه الألباني.

ومِنَ الأمور التي تساهِم في الوقايةِ مِنَ الطلاقِ ووقوعِه؛ تفهّمُ الأسبابِ الشرعيَّةِ للطلاقِ، ولماذا شرعَه الله، وأنّه يحرمُ التلاعبُ به، وأنّ اللهَ لم يشرعْهُ للتأديبِ ولا للتشفّي، ولا للانتقامِ والإضرارِ، ولا للضّغْطِ على الطرفِ الآخر، عن محمودِ بنِ لبيدٍ الأنصاريِّ رضي اللهُ عنه قالَ: "أخبَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن رجُلٍ طلَّق امرأتَه ثلاثَ تطليقاتٍ جميعًا، فقام غَضْبَانَ، فقال: أيُلعَبُ بكتابِ اللهِ وأنا بَيْنَ أظهُرِكم" صححه الألبانيُّ

ومنها: التفكّرُ بالعواقبِ؛ العواقبِ في الدنيا والآخرة، فليسَ الأمرُ بمُنْتَهٍ للطرفين عند إطلاقِ لفظةِ الطلاقِ، وسماعِها، بل وراءَ ذلك حقوقٌ ستؤخذُ، وحسابٌ ونقاشٌ دقيقٌ، ولن يُضيّعَ اللهُ حقَّ أحدٍ وإنْ كانَ مثقالَ حبّةٍ من خردلٍ "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ"

ومنها: الصبرُ والمصابرةُ، وترويضُ النَّفْسِ، وكَبْحُ جِماحِ الغضبِ، وعدمُ جَعْلِ الطّرَفِ الآخر ندّاً وخصماً، وعدمُ الأنفةِ مِنْ تغَلُّبِ أحدِهما على الآخرِ .

ومنها: قيامُ كلٍّ مِنَ الزوجينِ بواجباتِه ومسؤولياتِه خيرَ قيامٍ، بلا مِنٍّ ولا أذى، وبلا تأجيلٍ وتسويفٍ.

ومنها: تركُ المقارناتِ بالآخرين، والابتعادُ عن مسبباتِ الغَيْرةِ المذمومةِ، والقناعةُ بما كتبَ اللهُ عليهما، والرضى بما ساقَهُ اللهُ لهما قالَ تعالى: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"

باركَ الله لي ولكم بالكتابِ والسنّةِ، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة.

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم؛ إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له تعظيماً لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمداً عبده ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وأصحابِه وإخوانِه ..

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: أتقوا اللهَ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

معاشرَ المؤمنين: ومِنَ الأمورِ التي تساهِمُ في الوقايةِ مِنَ الطلاقِ ووقوعِه: عدمُ إفشاءِ أسرارِ الحياةِ الزوجيةِ، والحفاظُ على خصوصيةِ حياةِ الأسرةِ، وإبقاءُ ما حصل بين جدرانِ البيتِ داخلَ البيتِ، لا يخرجُ لأمٍّ ولا لأبٍ، ولا لصديقٍ ولا لزميلٍ، ولا لقريبٍ أو بعيدٍ؛ فإفشاءُ أسرارِ البيتِ أضرَّ ببيتِ النبوّةِ؛ قال سبحانه: "وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ" قال المفسرون: أشار تعالى إلى غَضَبِه لنبيّه، صلواتُ اللهِ وسلامه عليه، مما أتتْ به مِنْ إفشاءِ السرِّ إلى صاحبتِها، ومِنْ مظاهرَتِهِمَا على ما يُقْلقُ راحتَه، وأنَّ ذلك ذنبٌ تجبُ التوبةُ منه.

ومِنَ الأمور التي تساهِم في الوقايةِ مِنَ الطلاقِ ووقوعِه: عدمُ إشراكِ طرفٍ ثالثٍ فيما يقعُ بينَ الزوجين مِنْ خلافِ وخصامٍ، فالمشكلةُ ما لم تتجاوزِ الزوجين؛ تكونُ أسهلَ حلّاً، وأقلَّ تشعُبَاً، ومعلومٌ أنّه كلّما قلَّ أطرافُ الخصومةِ والنّزاعِ؛ هانَ الصلحُ بينهم، وتسهّلَ نزعُ فتيلِ الشرِّ، وخَمَدَتْ نارُه.

ومما يساهِم في الوقايةِ مِنَ الطلاقِ ووقوعِه: الالتحاقُ بالدوراتِ التي تُعنى بالحياةِ الزوجيةِ، حتى ولو كان المرءُ متزوجاً، فمنفعتُها ليست قاصرةً على المقبلين على الزواجِ؛ بلْ نفعها عامٌ للجميعِ، وكم استفادَ منها الملتحقون بها، وتبصروا في أمورٍ غائبةٍ عنهم، واستناروا بمعلوماتِ خافيةٍ عليهم.

وبعدُ عبادَ الله: مما تقررَ عند البشرِ قديماً وحديثاً أنّ الوقايةَ خيرٌ مِنَ العلاجِ، ومِنَ الوقايةِ: أخذُ تطعيمِ الانفلونزا الموسميّةِ، خاصةً لكبارِ السنِّ والأطفالِ، وأصحابِ الأمراضِ المزمنةِ؛ فهو بإذنِ الله مانعٌ منها، أو مخففٌ لأعراضِها.

نسألُ الله أنْ يحفظنا وإياكم مِنْ كلِّ شر، وأنْ يشفي كلَّ مريضٍ، وأنْ يُعافيَ كلَّ مبتلى وسقيم.

هذا وصلوا وسلموا ..

 

 

 

 

 

 

 

 

المشاهدات 712 | التعليقات 0