المولد النبوي + التستر (مشكولة) DOC + PDF

عبدالله اليابس
1443/03/08 - 2021/10/14 13:42PM

المولد والتستر                                  الجمعة 9/3/1443هـ

الحَمْدُ للهِ الـمُطَّلِعِ عَلَى خَفِيَّاتِ الأَسْرَارِ، العَالِمِ بِمَكْنُونَاتِ الضَمَائِرِ وَالأَفْكَارِ، مُقَلِّبِ القُلُوبِ، وَغَفَّارِ الذُنُوبِ، وَمُفَرِّجِ الكُرُوبِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الـمُرْسَلِينَ، وَجَامِعِ شَمْلِ الـمُؤْمِنِيْنَ، وَقَاطِعِ دَابِرِ الـكَافِرِينَ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِبِينَ الطَاهِرِينَ، وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الـمُؤْمِنِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. بَعَثَ اللهُ نَبِيَهُ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ لِيَكُونَ خَاتَمَ النَبِيِّينَ، فَشَرُفَتْ بِهِ الأَرْضُ، وَاِصْطَفَاهُ اللهُ تَعَالَى لِيَكُونَ قُدْوَةً لِهَذِهِ الأُمَّةِ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ لِلْأُمَّةِ، وَتَرَكَهَا عَلَى الـمَحَجَّةِ البَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

إِنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَبِّهِ شَأْنٌ عَظِيمٌ، فَقَد اِخْتَارَهُ اللهُ تَعَالَى وَاِصْطَفَاهُ عَلَى جَمِيعِ البَشَرِ، وَتَكَفَّلَ عَزَّ وَجَلَّ بِإِحْيَاءِ ذِكْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَهُ الـمُؤْمِنِينَ إِلَى الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ هِيَ فِي بَعْضِهَا وَاجِبَةٌ وَفِي بَعْضِهَا الآخَرِ مُسْتَحَبَّةٌ، فَالـمُسْلِمُ يَذْكُرُ اِسْمَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كُلَّ يَوْمٍ ثَمَانًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً فِي الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ؛ فِي التَشَهُّدِ الأَوْلِ وَالثَّانِي مِنْ كُلِّ صَلَاةٍ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فِي الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ فِي الدُّعَاءِ عَقِبَ الأَذَانِ، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ فِي دُعَاءِ الدُّخُولِ إِلَى الـمَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ، وَخَمْسَ مَرَّاتٍ عَقِبَ الوُضُوءِ، وَثَمَانًا وَأَرْبَعِينَ مَرَّةً فِي السُنَنِ الرَّوَاتِبِ، وَاثْنَتِي عَشْرَةَ مَرَّةً فِي الشَّفْعِ وَالوِتْرِ، وَسِتًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً ضِمْنَ أَوْرَادِ الصَّبَاحِ وَالـمَسَاءِ، فَهَذِهِ بَعْضُ الـمَوَاطِنِ التِي يُشْرَعُ فِيهَا ذِكْرُ نَبِيِنَا مُحَمَّدٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَالتِّي يَبْلُغُ مَجْمُوعُهَا مِائَةً وَأَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ مَرَّةً فِي اليَوْمِ. فَهْلْ تَجِدُونَ عَظِيمَاً أَوْ مَلِكًا أَوْ رَئِيسًا يُذْكَرُ اِسْمُهُ بِهَذَا العَدَدِ؟ لَا وَاللهِ، وَصَدَقَ اللهُ تَعَالَى حِينَ قَالَ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.

إِنَّ البَعْضَ يُخْطِئُ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ حُبِّهِ وَتَعْظِيمِهِ لِرَسُولِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ حُبُّهُ بِجَعْلِ يَوْمِ مِيلَادِهِ عِيدًا رَسْمِيًا، أَوْ تُقَامُ فِيهِ اِحْتِفَالَاتٌ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، إِنَّ فَرْحَةَ هَؤُلَاءِ لَا تَعْدُو أَنْ تَكُونَ فَرَحًا مُؤَقَّتَاً خَالِياً مِنْ مَضْمُونِ حُبِّهِ الـمُتَعَبَّدِينَ بِهِ، فَحُبُّهُ الحَقُّ يَتَمَثَّلُ فِي اِمْتِثَالِ أَمْرِهِ، وَاِتِّبَاعِهِ وَنَبْذِ كُلِّ مَا يُخَالِفُ شَرْعَهُ، وَإِذَا كُنَّا نُحِبُّهُ حَقَّاً وَنُقَدِّمُ قَوْلَهُ عَلَى قَوْلِ أَيِّ أَحَدٍ فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَحْتَفِلَ بِيَوْمِ مِيلَادِهِ كَمَا يَفْعَلُ النَّصَارَى، بَلْ حَذَّرَنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنْ نُقَلِّدَهُمْ فِي مُبَالَغَتِهِمْ فِي تَعْظِيمِ نَبِيِّهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ)، كَمَا نَهَانَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنْ نَعْمَلَ عَمَلاً لَيْسَ مِنْ دِينِهِ فِي شَيءٍ، فعَنْ أمِّ الـمُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

وَهَذِهِ الاِحْتِفَالاتِ بِمَوْلِدِهِ بِمَا فِيهَا مِنْ نِيَةِ التَّعَبُّدِ وَالتَّقَرُّبِ لَمْ يَأْمُرْنَا بِهَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَفْعَلْهَا الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الـمَهْدِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَلَا العُلَمَاءِ الذِينَ عَاشُوا فِي القُرُونِ الـمُفَضَّلَةِ، وَفيِ القَرْنِ الرَّابِعِ الهِجْرِيِّ ظَهَرَ بَنُو عُبَيدٍ، الـمُتَسَمَّونَ زُورَاً بِالفَاطِمِييِنَ؛ وَكَانُوا شِيعَةً مُتَعَصِّبِينَ، فَخَرَجُوا عَلَى الخِلَافَةِ العَبَاسِيَةِ، وَأَقَامُوا الدَّوْلَةَ الفَاطِمِيَةَ فِي مِصْرَ وَالشَّامِ، وَلَمْ يَرْتَضِ الـمُسْلِمُونَ سِيرَتَهُمْ فِي الحُكْمْ، فَخَافُوا مِنْ ثَوْرَةِ النَّاسِ عَلَيهِمْ، فَحَاولُوا اِسْتِمَالَةَ قُلُوبِهِمْ، وَكَسْبَ عَوَاطِفِهِمْ بِإِحْدَاثِ الاِحْتِفَالَاتِ البِدْعِيَةِ، فَاِخْتَرَعَ حَاكِمُهُمْ الـمُعِزُّ لِدِينِ اللهِ العُبَيْدِيِ: مَوْلِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَمَوَالِدَ فَاطِمَةَ وَعَلِيَّاً وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ وَجَمَاعَةً مِنْ آلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.

وَتَتَابَعَتْ فِي دَوْلَتِهِمْ اِحْتِفَالَاتٍ أُخْرَى اِخْتَرَعُوهَا لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلُ فِي الإِسْلَامِ؛ كَالِاحْتِفَالِ بِالْهِجْرَةِ، وَرَأْسِ السَّنَةِ الهِجْرِيَّةِ، وَلَيْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالـمِعْرَاجِ، وَغَيْرِهَا، ثُمَّ اِنْتَشَرَتْ هَذِهِ الـمَوَالِدُ بَعْدَ ذَلِك فِي سَائِرِ بُلْدَانٍ الـمُسْلِمِينَ، بِسَبَبِ الجَهْلِ وَالتَّقْلِيدِ الأَعْمَى وَتَزْيِينِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى مَا تُشَاهِدُونَهُ فِي العَصْرِ الحَاضِرِ.

فَاتَّقُوا اللهَ يَا أَتْبَاعَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَاِعْلَمُوا أَنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَقًّا فِي طَاعَتِهِ، فَاللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لاتِّبَاعِ نَبِيِّكَ الْكَرِيمِ، وَسُلُوكِ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَنْصَارِ سُنَّتِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ ْغَفُورٌ رَّحِيمٌ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. لَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالعَدْلِ وَحِفْظِ الحُقُوقِ، وَنَهَى عَنِ الظُلْمِ، وَمِنْ أَعْظَمِ صُورِ العَدْلِ الوَفَاءُ بِالعُقُودِ، {يَا أَيُّهَا الذَينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ}.

وَبِسَبَبِ عَدَمِ كِتَابَةِ عُقُودِ العَمَلِ وَالتَّقْصِيرِ فِي الاِلْتِزَامِ بِهَا وَبِالذَّاتِ بَيْنَ العُمَّالِ وَالأُجَرَاءِ، بَرَزَتْ صُوَرٌ وَأَخْطَاءُ، حَقِيقٌ أَلَّا يُسْتَهَانَ بِهَا، وَمِنْهَا:

تَغْيِيرُ عُقُودِ العَمَلِ بَعْدَ مَجِيءِ العَامِلِ، وَهَذَا غَدْرٌ وَخِيَانَةٌ، وَتَحَايُلٌ وَقِلَةُ أَمَانَةِ.

يَأْتِي العَامِلُ مِنْ بَلَدِهِ بِمِهْنَةٍ تَعَلَّمَهَا وَمَهَرَ فِيهَا، فُيُفَاجَأُ بِمِهْنَةٍ أُخْرَى مُرْهِقَةٍ، فِي طَبِيعَةِ العَمَلِ أَوْ زِيَادَةِ الوَقْتِ، فَيُصْبِحُ مُضْطَرًا لِقَبُولِ الـمِهْنَةِ الجَدِيدَةِ لِلْحَاجَةِ وَقِلَّةِ الحِيْلَةِ.

وَمِنْ صُوَرِ الـمُخَالَفَةِ الصَّرِيحَةِ لِلْنِظَامِ: تَحْصِيلُ التَأْشِيرَاتِ وَبَيْعُهَا عَلَى العُمَّالِ بِمَبَالِغَ بَاهِظَةٍ، لَا يَسْتَطِيعُهَا الـمُوَظَّفُ فَضْلًا عَن عَامِلٍ فَقِيرٍ غَرِيبِ، وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (لَا يَحِلْ مَالِ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ).

وَقَدْ صَدَرَتْ فَتْوَى مِنَ الَّلجْنَةِ الدَّائِمَةِ للِإِفْتَاءِ بِتَحْرِيمِ الـمُتَاجَرَةِ بِالتَأْشِيرَاتِ أَوِ التَسَتُّرِ عَلَى العَمَالَةِ الـمُخَالِفَةِ الـمُتَخَلِّفِينَ مِنْ كُفَلَائِهِمْ.

وَمِنْ أَخَطْاءِ العَمَلِ وَصُوَرِ الـمُخَالَفَةِ: اِسْتِقْدَامُ عَشَرَاتِ العُمَّالِ وَرُبَّمَا الـمِئَاتِ، وَإِلْقَاؤُهُمْ فِي الشَّوَارِعِ وَالطُّرُقَاتِ، وَمُطَالَبَتِهِمْ بِدَخْلٍ شَهْرِيٍّ ثَابِتٍ، وَلَا يُوَفِّر لَهُمُ الكَفِيلُ السَّكَنَ الـمُنَاسِبَ، وَلَا الخَدَمَاتِ الضَّرُورِيَةَ التِي يَنُصُّ عَلَيهَا نِظَامُ العَمَلِ فِي البَلَدِ، مِمَّا يُهَيِئ الفُرَصَ لِحُصُولِ الجَرَائِمِ الاِجْتِمَاعِيَةِ وَالأَخْلَاقِيَةِ فِي الـمُجْتَمَعِ.

أَخِي الوَافِدَ الكَرِيمَ.. إِنَّ عَمَلَكَ مَقْصُورٌ عَلَى صَاحِبِ العَمَلِ، فَمَا أَتَيْتَ إِلَى هَذَا البَلَدِ إِلَّا بِاِتِّفَاقٍ، دَفَعَ فِيهِ صَاحِبُ العَمَلِ وَتَكَلَّفَ، فَعَمَلُكَ عِنْدَ الغَيْرِ مِنْ غَيرِ إِذْنِ كَفِيْلِكَ مُخَالَفَةٌ لِلْنِظَامِ، وَإِضْرَارٌ لِصَاحِبِ العَمَلِ.

أَيُّهَا الِإْخْوَةُ: إِذَا حُفِظَتْ حُقُوقُ العُمَّالِ، مَعَ التَعَامُلِ الحَسَنِ، تَآلَفَتِ النُّفُوسُ، وَظَهَرَ الإِخْلَاصُ وَالوَفَاءُ، أَمَاَّ إِذَا ضَاعَتِ الحُقُوقُ، وَضُيِّعَتِ الوَاجِبَاتُ فَهِيَ شَرَارَةُ الظُّلْمِ، وَبِدَايَةُ القَهْرِ، فَلَا تَنْتَظِرْ إِلَّا تَنَافُرَ النُّفُوسِ، وَاِنْعِدَامَ البَرَكَةِ، وَالخَسَارَةَ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَينَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ، وَوَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ بِرِضَاكَ، وَاِجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَهُدَاكَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

المرفقات

1634218929_المولد والتستر 9-3-1443.docx

1634218932_المولد والتستر 9-3-1443.pdf

المشاهدات 1774 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا