المهور والبلايا في القصور
يحيى جبران جباري
الخطبة الأولى
الحمد لله أبان الدين ، وبين الشرع الذي ينجينا ، أحمده سبحانه وأشكره ، بفضله ومنه هدينا ، وأستعين ربي كي يعين ، وهو الذي يهدي إذا ظلينا ، ويغفر الذنب إذا عصينا ، وأشهد الخلق على إيقاني ، جنا وإنسا وكذا الكرام ، أن لا إله غير ربنا العلام ، من ينزل القطر من السماء ، ودائم المنة والاحسان ، وأن احمد الرسول الهادي ، عبد له ومنذر وحادي ، أخرج قوم الكفر من إلحادٍ ، إلى طريق الحق والرشادِ ، عليه صلى ربنا وسلما ، ومن لربه أسلم ثم استسلما ، كما أتى في سورة الأحزاب .
ثم أما بعد : فإنني أوصيكم و بتقوى ، وخشية الله بكل نجوى ، ولتحمدوا الله على العطايا ، وأن يقينا الشر والبلايا ، ويصلح الأنفس والذرايا ، ويخلص الطاعة والنوايا ، ومن يرد أن يسلم الدنايا ، وما بهذا الكون من رزايا ، فليتق الله كما أبانا ، في محكم وسنة أعطانا .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) (الحشر)
أيها المسلمون : كنت في موعظة الجمعة التي مضت ، والتي كأنها من سرعة الزمان بالأمس خلت ، أوصيت فيها بالصبر على النساء ، وما لهم من حق وقدر عند الفضلاء ، وهذا في كتاب الله وفي سنة رسوله صل الله عليه وسلم قد جاء ، ولازلت على ذلك بل ويجب حتى يرث الله الأرض والسماء ، إلا أن الصبر على النساء وأقصد أمهات البنات والأبناء ، لا يكون في معصية الله وجلب الشر والبلاء ، (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا (النساء) ويقول نبيكم عليه صلاة وسلام ربكم (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فيا أيها الأزواج الأباء ، و يا أيتها الأمهات من النساء ، ماذا تفعلون بالشباب والشابات ، أما ترون أن البيوت ملئت بالبنات والعوانس والثيبات ، أما ترون أن الشباب عجزوا عن الباءة ، واستبدل الضعفاء والسفهاء منهم ، قضاء الشهوة في المحرمات ، إما بسفر أو غزل بمكالمات أو سيء علاقات ، أما آن أن نوقف غلاء المهور وكثرة الاشتراطات ، وأن نصحح ما في المناسبات من محرمات ، يشترطنها أمهات البنات ، تبذير وبذخ ومغنين ومغنيات ، وحفلات تسبق وتعقب الزيجات ، ألا ترون نزع البركة ، بسبب ذلك ، حتى كثر المطلقين والمطلقات ، والله ثم والله إن أيسر النساء مؤنه أكثرهن بركة ، بلغ بنا الحال ، إلى ذهاب الحياء من النساء ومن الرجال ، إذ بلغنا أن التصوير للزوجة يبدأ من وصولها للقاعة وحتى رحيلها ، فمن أباح ذلك ، وبلغنا أن العريس يراقص العروس ويقبلها أمام النساء ، بئس والله الأخلاق التي يفعلها البلهاء ، أهذه أفعال أبناء خالد ومصعب وزيد ، وبنات فاطمة وعائشة والزهراء ، ماذا بقي من أفعال اليهود والنصارى لم يطبقه الجهلاء ، نسأل الله الستر والعفو يوم الجزاء ، بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ( الزلزلة)
والله لنسأل عن كل ما نقول ونفعل ، وقد سمعتم ما قال الله وأنزل ، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ، يقول الذي بالهدى آتاكم وللحق ناداكم :(والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم ) نعوذ بالله من غضبه وسوء عقابه ….ألا فليعلم الشاهد الغائب ، وطبقوا دينكم واتركوا عنكم التقليد في المناسبات وما فيه من شوائب ، كفانا الله وإياكم سوء العواقب .
اقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على المكاسب من هديه وهو العظيم الساكب ، أحمده سبحانه وأشكره بقدر ما كفى من المصائب ، وأشهد الله بأن لا عابد لغيره إلا لنار ذاهب ، وأن من لا قارئا او كاتب ، أقصد طه مرسل للواهب ، عليه من ربي صلاة تترا ما عاش مخلوق لربي راهب ، وبعد : يا من أتى وذاهب ، إذا أردت الفوز والمكاسب ، وجنة فيها الخليل صاحب ، فلتتق الله كما أمرت ، حتى تلاقيه إذا دفنت ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)..
عباد الله : لئن كنت قسوة في الوعظ والمقال ، فما قلت إلا مما أنزل الله وما رسوله قال ، ولا أقصد تحريضا على الأمهات من أزواجهم ، ولا إقلالا من حقوق الآباء والبنات ، ولكن الأمر أستشر وزاد وأنكا ، وأصبحنا في المناسبات نطغى ، وفي المحرمات نرعى ، وأثقلنا على الشباب وأثقلنا و أثقلنا ، فلنتق الله في أبنائنا وبناتنا ، ولنجمع أمرنا ولنقل للمشترطات من النساء كلا ، إلا ما أحل الله علينا لهن ، فالمهر للفتاة بما استحل منها بضعها ، لا للأب ولا للأم ولا لمن رقص وغنا ، استعينوا بالله على الحق يعينكم واستهدوه يهديكم ، واستغفروه يغفر لكم ، أصلح الله لنا ولكم وعفى عنا وعنكم ، وأكتفي بما سمعتم ، عسى به الخير إذا أقمتم .
ثم على الذي أمنتم ،،،، بأنه نبيكم ومنكم ،،، صلاة ربي والسلام دوما ،،، ما لفظت ألسنكم وقلتم .
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد …..