المَقَامُ المَحْمُوْد 3 ـ 4 ـ 1444هـ
عبدالعزيز بن محمد
أيها المسلمون: مَرَاتِبُ وَمَقَامَاتٌ.. وَلِكُلِّ امْرئٍ مِنَ النَّاسِ مَقامٌ يَلِيْقُ بِه {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} ولا يَزَالُ الناسُ يَرَونَ لصاحِبِ الجَاهِ جاهَهُ، ويَرَونَ لِصَاحِبِ القَدْرِ قَدْرَهُ، و ويَرَونَ لِصاحِبِ الصَّدَارَةِ صَدَارَتَه. والجَاهُ.. مَقامٌ مِنْ مَقَامَاتِ الشَّرَفْ.
وذُو الجاهِ يَعْلُو ذِكْرُهُ بَيْنَ الوَرَى ** وتَرَى المَدَائِحَ في القَصِيدِ تُصاغُ
والوَجاهَةُ.. مَقامُ حَظْوَةٍ يَحْظَى بِه امْرِؤٌ عَندَ الكُبراءِ والعُظماءِ والسلاطين. في مجالِسِهِم يُدْنَى، وفي أَحادِيْثِهِم يُخاطَب. قَوْلُهُ فيهم مَسْموعٌ، وشَفاعَتُهُ لديهم ماضِيَة. ذُو الوَجَاهَةِ.. ذِكْرُهُ في الناسِ شَائِعٌ، ومكانُتُهُ فيهم مَرْموقَة. وَذَوُوا الحَاجَاتِ لَهُم على أَبوابِ الوُجَهاءِ اصْطِفاف.
وحِينَ يأَتي الحدِيثُ عَن الوُجَهاءِ.. فإِنَّ أَعظَمَ الوُجَهاءِ وَجَاهَةً.. قَومٌ لَهم عند اللهِ مَنزِلَةً وزُلْفَى، يُدْنِيْهِم اللهُ مِنْهُ ويُقَرِّبُهُم، ويَرْضَى عَنْهُم ويُكْرِمُهُم. {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} والسَّابِقُونَ في الخيراتِ، هُم السَّابِقُونَ في الدَّرَجاتِ، المُقَرَّبُونَ المُكْرَمُونَ عِنْدَ فَاطِرِ الأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ في جَنَّاتِ النَّعِيم. وَجاهَةٌ لا تُدانِيْها وَجاهَة {.. جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} والأَنبياءُ المُرْسَلُونَ.. هُم أَعْظَمُ الناسِ وَجَاهَةً عِنْدَ اللهِ، قَالَ اللهُ عَن مُوسى عليه السلام {.. وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} وَقالَ عَن عِيْسِى عليه السلام {.. وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
وأَشْرَفُ المُرْسَلِيْنَ وأَكرَمُهُم، وأَعْلاهُم أَوجَهُهُم، وأَزْكاهُم وأَمْكَنُهُم.. هو إِمَامُهُمْ وخَاتَمُهُم: مُحَمَّدُ بنُ عبداللهِ بِنُ عبدِ المُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ صلى الله عليه وسلم صاحِبُ الوَسِيلةِ والفضيلةِ.. صاحِبُ الكوثَرِ والحوضِ، صاحِبُ الشفاعةِ والمقامِ المحمودِ. أَوحى إليه رَبُهُ {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}
يَبْعَثُهُ اللهُ يومَ القيامةِ.. ويُقِيْمُهُ أَمَامَ الأَوَلِينَ والآخِرِينَ مَقَامَاً محموداً.. يُظِهِرُ فيهِ كرامَتَهُ، ويُعْلِيْ فيه مَكَانَتَه، ويَنْشُرَ فيه فَضِيْلَتَه، ويُجَلِّيْ فيه وَجَاهَتَه. يقومُ مقاماً محموداً.. يَحْمَدُهُ عليه الناسُ أجمعون. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ القِيَامَةِ، وهلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذلكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ويَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ ما لا يُطِيقُونَ ولَا يَحْتَمِلُونَ، فيَقولُ النَّاسُ: ألَا تَرَوْنَ ما قدْ بَلَغَكُمْ؟ ألَا تَنْظُرُونَ مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: علَيْكُم بآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلَامُ فيَقولونَ له: أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ، ألَا تَرَى إلى ما قدْ بَلَغَنَا؟ فيَقولُ آدَمُ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّه قدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فيَقولونَ: يا نُوحُ، إنَّكَ أنْتَ أوَّلُ الرُّسُلِ إلى أهْلِ الأرْضِ، وقدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فيَقولُ: إنَّ رَبِّي عزَّ وجلَّ قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّه قدْ كَانَتْ لي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا علَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى إبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ فيَقولونَ: يا إبْرَاهِيمُ أنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وخَلِيلُهُ مِن أهْلِ الأرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ، فيَقولُ لهمْ : إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنِّي قدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ.. نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى مُوسَى فَيَأْتُونَ، مُوسَى فيَقولونَ: يا مُوسَى أنْتَ رَسولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ برِسَالَتِهِ وبِكَلَامِهِ علَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فيَقولُ: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنِّي قدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فيَقولونَ: يا عِيسَى أنْتَ رَسولُ اللَّهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقَاهَا إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وكَلَّمْتَ النَّاسَ في المَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فيَقولُ عِيسَى: إنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ولَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إلى غيرِي اذْهَبُوا إلى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فيَقولونَ: يا مُحَمَّدُ أنْتَ رَسولُ اللَّهِ وخَاتِمُ الأنْبِيَاءِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ ألَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ، ــ قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ : فأنْطَلِقُ فَآتي تَحْتَ العَرْشِ، فأقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِن مَحَامِدِهِ وحُسْنِ الثَّنَاءِ عليه شيئًا، لَمْ يَفْتَحْهُ علَى أحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ فأرْفَعُ رَأْسِي، فأقُولُ: أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ أدْخِلْ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسَابَ عليهم مِنَ البَابِ الأيْمَنِ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوَابِ، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ ما بيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِن مَصَارِيعِ الجَنَّةِ، كما بيْنَ مَكَّةَ وحِمْيَرَ - أوْ كما بيْنَ مَكَّةَ وبُصْرَى) رواه البخاري ومسلم {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}
بارك الله لي ولكم ..
الحمد لله رب العالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأَشهد أن محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون
أيها المسلمون: مَوقِفٌ عَظِيمٌ.. يَشْهَدُهُ الأَولُونَ الآخِرون، فما مِنْ نَفْسٍ خَلَقَها اللهُ مِن ذُرِيةِ آدَمِ.. إلا وهيَ في ذلك اليومِ شاهِدَة {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} يَومٌ عَسِيرٌ عَلَى الكَافِرِيْنَ غَيرُ يَسِيْر، يومٌ عَبُوْسٌ قَمْطَرِيْر، يَومٌ مَهِيْبٌ مُزَلْزِل {ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}
فِي ذَلِكَ اليومِ.. يَأَذَنُ اللهُ لِرَسولِهِ محمدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَشْفَعَ لأَهل الموقِفِ عِندَهُ لِيَقْضِي بَيْنَهم، فَيَشْفَعُ في يَومٍ لَمْ يجدِ الناسُ لَهُم فيهِ عندَ اللهِ شافِع. فما رأَى الناسُ ولَمْ يَرَوا أَعظَمَ مِنْ مَقامٍ أُقِيْمَهُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم ولولا وَجَاهَتُهُ عندَ رَبِهِ لما شَفَع.
ويَشْفعُ رَسُولُ اللهِ للمؤمنينَ بِدخولِ الجنةِ، ويَشْفَعُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمتِه أَن لا يُعذَّبُوا في النار. فَهَنِيْئاً لِمَن حَلَّتْ له من رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَفاعَة. ومِن أَعظمِ أَسبابِ حُلُولِ شَفاعَتِهِ صلى الله عليه وسلم ما رواهُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ ــ أي الأذان ــ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ) رواه البخاري إِجابَةٌ للنداءِ بِهذه الدعوات.. وتَلْبِيَةٌ للنداءِ بالمسارعَةِ إلى الصلوات. فَكَمْ أَضاعَ مِنْ فَضْلٍ.. مَنْ عَن الصلواتِ نَامَ أَو سْهى أَو تَخَلَّف.
وفي أَرْضِ المحشَرِ.. يزدادُ بالناسِ العَطَشُ، ويشتدُّ بِهِمُ الظَّمأُ، فَتَتَجَلَّى وجاهَةٌ أُخْرى لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. حينَ يُعْطِيْهِ اللهُ الحَوْضَ. يَصُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ نَهِرِ الكَوثَرِ مِنَ الْجَنَّةِ. عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرو رضي الله عنهما أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبداً) رواه البخاري ومسلم فَيَرِدُ الناسُ الحوضَ عَطَاشَى لِيَشْرَبُوا. ورَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ساقِيْهِم، فَلا يُسْقَى مِن الحَوْضِ إِلا المؤْمِنُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم
وفي حديثٍ عظيمٍ.. يَدعو لطولِ تأَمُلٍ.. وَجِدٍّ في العَمَلِ وَحَذَر. قال أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : (السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا) قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَال :َ (أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: (أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ ــ والغُرُّ مِن الخَيلِ هِيَ التي في وَجْهِهَا بَياضٌ والمُحَجَّلَةُ هِيَ التي في أَقْدَامِهَا بَيَاضٌ ــ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ــ أَي سوداءَ خالِصَةُ السواد ــ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : (فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا) رواه مسلم
(فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ) انحرَفوا عَن سَبِيْلِك، نَكَصُوا على أَعقابِهم، تلاعَبُوا بِالدِّين (فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا) أَي بُعداً بُعْداً.
فَتَتَضَاعَفُ الحَسَرَاتُ عَلَى أَقْوَامٍ لَم يَرْفَعوا بِدِينِ اللهِ رأَساً، ولَم يَسْتَمْسِكُوا بِهدي الرسول {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين..
المرفقات
1666817337_الـمقام المحمود 3 ـ 4ـ 1444هـ - نسخة.docx
المشاهدات 1020 | التعليقات 2
بالنسبة لموضوع الطلاق
هو كما تفضلت موضوع مهم جداً
وأشير إلى أني سبق أن خطبت عن الموضوع تحت عنوان
(لا تخلعوا لباسكم)
وهذا رابطها:
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7-%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%83%D9%85
تركي العتيبي
شيخ عبد العزيز شكر الله لكم ع ماتقدمون من خطب مفيدة مؤثرة اصبحت تلقى في جوامع المملكة ولها اثر عظيم في نفوس المصلين
شيخنا هناك موضوع اتمنى ان يكون له خطبة
موضوع كثرة الطلاق خاصة بعد احصائية وزارة العدل الاخيرة اعداد طلاق يوميا مخيفة
بانتظارك ياشيخنا عن هذا الموضوع
تعديل التعليق