المفتي : المدّعون أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالفون للشرع وللسنة
أبو عبد الرحمن
السبت, 16 يناير 2010
لطفي عبد اللطيف - الرياض
ردّ سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على من يقولون ان كسوف الشمس وخسوف القمر ،ظواهر كونية ولا علاقة لها بالذنوب والخطايا ، وقال: إنها تنعقد سببا للعذاب،وأنها تكسف على المسلم والكافر ،وأنهم يعلمون موعد الكسوف والخسوف بدقة..
واكد سماحته ان هذه أخطاء يقع فيها هؤلاء المتقوّلون بذلك لان الكسوف والخسوف آيتان من ايات الله يخوّف بهما عباده ،
وقال سماحة المفتي العام : إن من يقولون بان الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالفون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطالب من يقولون ذلك ويكتبون باقلامهم هذه الاراء والافكار ان يتوبوا الى الله عز وجل ، ويتبعوا سنة رسول الله .وقال المفتي العام: إن الله يُري عباده الايات
ليتعظوا ويعتبروا ، والمؤمن يأخذ العبرة والعظة منها ،
واضاف سماحته:ان ظاهرة الكسوف والخسوف آيات من آيات الله ، ومن يقولون بأنهم يعلمون الكسوف والخسوف منذ فترة وبدقة جهل منهم ، وقول على الله بلا علم ’لان اصدق القائلين صلى الله عليه وسلم الذي يحدث عن رب العزة ، اخبرنا بان هذه آيات من الله .
وأشار سماحته الى ان كسوف الشمس وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، في العام العاشر من الهجرة ، عندما مات ابنه ابراهيم ،فخرج صلى الله عليه وسلم الى المسجد ، وأمر بالنداء للصلاة جامعة } وصلى بالناس ركعتين اطال في الركعة الاولى تلاوة وركوعا وسجودا ، وفي الثانية لم يطل فيها كما اطال في الاولى ، فلما فرغ من صلاته وتجلت الشمس ، خطب في الناس خطبة عظيمة ، قال فيها ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف بهما عباده ، ولا ينكسفان لموت أحد من عباده ،
وورد عن رسول الله انه قال اذا رأيتم الكسوف افزعوا الى الصلاة وذكر الله وصلوا وتصدقوا .
وانتقد سماحته الاقلام والكتابات التي يزعم كاتبوها ان الكسوف والخسوف لا ارتباط لها بالذنوب والمعاصي ،وهي ظواهر كونية ، وقال "هذه اقوال تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" ، وقال سماحته : ان صلاة الكسوف والخسوف ، صلاة خوف وتوبة وتضرع وانابة ، وتحذير للامة .
واضاف: ان الكسوف ينعقد سببا للعذاب ، ولكن الله لطيف بعباده .وحذّر المفتي العام من افشاء المعاصي في بلاد الاسلام ، وقال : ان هذه مصيبة عظيمة وبلية من البلايا ، ويجب التناهي بالمعروف ، ويقيموا حدود الله ، ويأخذوا على يد السفيه ، ويؤطروا على الحق اطرا ، ولكن ترك هؤلاء يكتبون ضد الشرع والدين والسنة أمر خطير ، يؤدي الى اكثار الخبائث ، واضاف سماحته : ان بعض هذه الكتابات تخالف السنة ، وتصادم الشرع .
http://al-madina.com/node/215657
ملحوظة : ليت من لديه نص كلام سماحته ينقله لنا فإني أرى في نقل هذا الصحفي شيء من التعبير بالمعنى والاختصار المخل، مثاله في الموضعين المعلمين باللون الأحمر والعلم عند الله تعالى .
المشاهدات 4277 | التعليقات 4
كما توقعت فالشيخ لا ينفي العلم به فهو يقول: وكل هذا من الخطأ المخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يقول قائلهم الشمس تكسف على المسلم والكافر ويقول قائلهم نعلم وقت الكسوف والخسوف لعدة سنين فأين الذنوب وأين المعاصي فهو ينكر على من يربط بين معرفة الكسوف سنين عدة وبين نفي أن سببه الذنوب، والنقل السابق كان فيه نقل بالمعنى أفسده الصحفي بقصد أو بغير قصد، وشكرا لك على نقل الخطبة كاملة...
ليتك يا أبا عبد الرحمن ما نشرت هذا حتى تتأكد بنفسك مما قال الشيخ، والذي يظهر لي أن الشيخ -إن ثبت عنه هذا الكلام- لم يرد أن الكسوف ليس منتظماً، ولا يمكن معرفة وقته، وإنما أراد: أن الذين يزعمون أن الكسوف ليس تخويفاً يحتجون بأنه يعلم بدقة وأنه ظاهرة كونية، ويكون قوله حفظه الله تعالى: جهل منهم وقول على الله بلا علم، يعود على نفي التخويف، وليس على إثبات أن الكسوف دورة كونية أو كونهم يعرفونه بدقة، بمعنى أنه كان يسوق حججهم على عدم التخويف بالكسوف، ثم حكم أن من يحتج بها ليس عنده علم، هذا هو مراده فيما يظهر لي، بل أكاد أجزم به، لكن الشيخ لم يتضح كلامه لأنه يلقي ارتجالا.
ولو بحثت يا أبا عبد الرحمن في فتاوى الشيخ أو أقواله حول إمكانية معرفة وقت الكسوف ووضعته هنا لأزال اللبس الحاصل، وصح ما فهمته أنا من كلام الشيخ..
وأنا متأكد أن العلمانيين سيستغلون هذا الكلام للطعن في الشيخ وفي سائر العلماء والدعاة حفظهم الله تعالى؛ بكونه ينفي ثبوت دورة الكسوف مع أنها ثابتة بالعلم والتجربة، وعلى وجه الدقة؛ إذ ما رأينا الحاسبين أخطئوا ولا مرة واحدة في تحديده، ولو فرض وقوع خطأ فهو من الحاسب الذي حسب، وليس من كونها ليست دورة كونية...
فمن الذب عن الشيخ إيضاح كلامه الملبس والمتشابه بالرجوع إلى كلامه المحكم في دورة الكسوف وإمكانية معرفته، ونشره هنا حتى تتضح الصورة، ويزول اللبس، وفقني الله تعالى وإياك والقراء لكل خير..
كسوف الأربعاء 13/7/1432هـ
أبو عبد الرحمن
أما بعد:
عباد الله، الشمس والقمر آيتان من آيات الله دالتان على كمال عظمة الرب وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ أن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، من تأمل في عظمتهما وسيرهما على نظام دقيق علم عظمة الرب وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير وأن هذه الآيات تجري بكمال حكمة تسخيره (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، (الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ)، العباد عاجزون عن التصرف في هذه الآيات انظر إلى من حاج إبراهيم عندما قال إبراهيم (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أن آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أحوالكم كلها وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وخطاياكم فإن الله يقبل التوبة عماً تاب (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فلنستقم على دين الله ولنتواصى فيما بيننا بالحق والصبر عليه ولنكن دعاة إلى الله في قلوبنا وألسنتنا وأعمالنا لتكن أقلامنا تكتب ما ينصر الإسلام ويرفع شأنه ولتكن مقالاتنا وأحاديثنا في عز الإسلام ورفعة المسلمين وان نتواصى بالحق فيما بيننا وأن تكون كلماتنا جامعة لقلوبنا مألفة لصفوفنا مبعدة لنا عن شبح الإختلاف والإنقسام فنحن أمة واحدة يجب أن نكون يد واحدة متمسكين بهذا الدين معتصمين به فهو الذي يجمع القلوب ويألفها (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، نسأل الله أن يثبت الجميع على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى فيما يصلح الأمة ويحفظ كيانها ويقوي روابطها ويجمع شتاتها ويألف بين أفرادها على الخير والهدى أنه على كل شيء قدير.
تعديل التعليق