المطر(شكر وهدايات)

mo ab
1441/12/16 - 2020/08/06 18:43PM

إن الحمد لله........


عباد الله: إننا بحمد الله من الأسبوع المنصرم نتقلب في نعم الله الوافرة، وخيراته العامرة، إذ سماؤنا تمطر، وأشجارنا تثمر، وأرضنا تزهر، فتح الله لنا أبواب السماء، فعمَّ بغيثه الأرجاء، فامتلأت سدودنا وآبارنا وسالت بالماء ودياننا، وارتوى شجرنا وزرعنا. فما لنا لله لا نشكر؟! وبحسن صنع ربنا لا نعتبر؟!
أيها الناس: من الذي أنزل الماء من السماء؟ إنه الله رب العالمين، وأرحم الراحمين، (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)، اللهم فلك الحمد والشكر على آلائك التي لا تُعدّ ولا تُحصَى، اللهم لو شئت لجعلت ماءنا أجاجاً، ولكن برحمتك جعلته عذباً زلالاً، فلك الشكر لا نحصي عليك ثناءً، فما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فسبحانك اللهم ربنا، فمنك ماؤنا، ومنك طعامنا، اللهم لك الشكر ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى.
عباد الله: هل من شكر الله أن يُنسب نزول المطر للكواكب والأنواء والطبيعة، لا والله بل هو الكفر والله المستعان، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما حادثة حدثت في عهد النبي –‘-، فعن زيد بن خالد الجهني -¢- أنه قال: صلى بنا رسولُ الله ‘الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت بليل، أي: بعد ليلة ممطرة، فلما انصرف النبيّ ‘أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا أو كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
إن بعض المسلمين يقعون أحيانًا في الخطأ الفادح حين ينسبون إنزال المطر إلى غير الله من الكواكب والأنواء أو ارتفاع الضغط الجوي أو انخفاضه أو غير ذلك من الأسباب؛ فعلى كل مسلم أن ينسب نزول المطر لله وحده لا شريك له، وأن يشكره -تعالى- ويقول: مُطرنا بفضل الله ورحمته، وألا يعلق نزول المطر بشيء من المخلوقات، سواءً كان كوكباً أو نجماً أو طبيعة أو غيرها حماية لجناب توحيده لله سبحانه وتعالى.


الخطبة الثانية

الحمد لله......
أيها المؤمنون: ينبغي علينا اتباع هدي نبينا –‘- في جميع أمورنا – إن كنا صادقين في محبته – ولقد علّمنا رسولُ الله –‘- أدعية وأذكارا تقال وأموراً تفعل عند نزول الأمطار – ليبقى المسلم دائمًا متصلاً ومتعلقًا بربه جل وعلا، فلنتعلمها ولنتمسك بها. فلقد كان –‘-: إذا رأى المطر قال: "اللهم صيِّبا نافعًا" وفي بعض الأحاديث الصحيحة كان يقول: "اللهم اجعله صيّبًا هنيئًا"، وعندما يتوقف المطر كان يقول –‘-: "مطِرنا بفضل الله ورحمته".
ومما يُندَب له مع نزول المطر أن يحسر الواحد منا شيئا من ملابسه حتى يصيب جسده تأسيًا برسول الله –‘- وكان إذا سئل‘عن صنيعه هذا؟ قال: "إنه حديث عهد بربه" (رواه مسلم).
وكان‘ إذا نزل المطر وخشي منه الضرَر دعا وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، وإذا هبت الريحُ نهانا عن سبّها؛ لأنها مأمورة، وكان يدعو ويقول: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به" وجاء في الأثر عن عبد الله بن الزبير -ƒ- بسند صحيح أنه إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان الذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".
ومن الآداب كذلك الدعاء عند نزول الغيث؛ فإنه مستجاب، فقد قال‘: "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر" (حسنه الألباني في صحيح الجامع).

المشاهدات 938 | التعليقات 1

إن الحمد لله......


عباد الله: إننا بحمد الله نتقلب في نعم الله الوافرة، وخيراته العامرة، فسماؤنا تمطر، وأشجارنا تثمر، وأرضنا تزهر، فتح الله لنا أبواب السماء، فعمَّ بغيثه الأرجاء، فامتلأت سدودنا وآبارنا وسالت بالماء ودياننا، وارتوى شجرنا وزرعنا. فما لنا لله لا نشكر؟! وبحسن صنع ربنا لا نعتبر؟!
أيها الناس: من الذي أنزل الماء من السماء؟ إنه الله رب العالمين، وأرحم الراحمين، (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)، اللهم فلك الحمد والشكر على آلائك التي لا تُعدّ ولا تُحصَى، اللهم لو شئت لجعلت ماءنا أجاجاً، ولكن برحمتك جعلته عذباً زلالاً، فلك الشكر لا نحصي عليك ثناءً، فما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فسبحانك اللهم ربنا، فمنك ماؤنا، ومنك طعامنا، اللهم لك الشكر ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى.
عباد الله: هل من شكر الله أن يُنسب نزول المطر للكواكب والأنواء والطبيعة، لا والله بل هو الكفر والله المستعان، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما حادثة حدثت في عهد النبي –‘-، فعن زيد بن خالد الجهني -¢- أنه قال: صلى بنا رسولُ الله ‘الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت بليل، أي: بعد ليلة ممطرة، فلما انصرف النبيّ ‘أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا أو كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
إن بعض المسلمين يقعون أحيانًا في الخطأ الفادح حين ينسبون إنزال المطر إلى غير الله من الكواكب والأنواء أو ارتفاع الضغط الجوي أو انخفاضه أو غير ذلك من الأسباب؛ فعلى كل مسلم أن ينسب نزول المطر لله وحده لا شريك له، وأن يشكره -تعالى- ويقول: مُطرنا بفضل الله ورحمته، وألا يعلق نزول المطر بشيء من المخلوقات، سواءً كان كوكباً أو نجماً أو طبيعة أو غيرها حماية لجناب توحيده لله سبحانه وتعالى.


الخطبة الثانية

الحمد لله.....
أيها المؤمنون: ينبغي علينا اتباع هدي نبينا –‘- في جميع أمورنا – إن كنا صادقين في محبته – ولقد علّمنا رسولُ الله –‘- أدعية وأذكارا تقال وأموراً تفعل عند نزول الأمطار – ليبقى المسلم دائمًا متصلاً ومتعلقًا بربه جل وعلا، فلنتعلمها ولنتمسك بها. فلقد كان –‘-: إذا رأى المطر قال: "اللهم صيِّبا نافعًا" وفي بعض الأحاديث الصحيحة كان يقول: "اللهم اجعله صيّبًا هنيئًا"، وعندما يتوقف المطر كان يقول –‘-: "مطِرنا بفضل الله ورحمته".
ومما يُندَب له مع نزول المطر أن يحسر الواحد منا شيئا من ملابسه حتى يصيب جسده تأسيًا برسول الله –‘- وكان إذا سئل‘عن صنيعه هذا؟ قال: "إنه حديث عهد بربه" (رواه مسلم).
وكان‘ إذا نزل المطر وخشي منه الضرَر دعا وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، وإذا هبت الريحُ نهانا عن سبّها؛ لأنها مأمورة، وكان يدعو ويقول: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به" وجاء في الأثر عن عبد الله بن الزبير -ƒ- بسند صحيح أنه إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان الذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".
ومن الآداب كذلك الدعاء عند نزول الغيث؛ فإنه مستجاب، فقد قال‘: "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر" (حسنه الألباني في صحيح الجامع).