المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

د عبدالعزيز التويجري
1442/06/01 - 2021/01/14 19:39PM

الخطبة الأولى: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ..   2/ 6/1442ه

الحمدلله الولي الحميد يفعل مايشاء ويحكم مايريد ، وأشهد أن لا إله إلا الله ذو العرش المجيد وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين أما بعد

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون .

حديث عظيم مهيب ، كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. الحديث أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر، عن النبي r، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا، فليحمد الله ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه» 

أول تقريرات هذا الحديث ، وأول خطاب فيه من ربنا على لسان نبينا هو البعد والحذر من الظلم بأنواعه وأشكاله ، ظلم الناس في نفوسهم وأخذ حقوقهم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ).

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً   **   فالظلم آخره يفضي إلى الندم

تنام عينك والمظلــوم منتبـــــــهُ    **   يدعو عليك وعين الله لم تنم  

التعدي على الحقوق والأعراض والقيم ظلم .

 ما أعظم أن يقهر الانسان في نفسه أو يتهم في دينه بغير حق ، .. قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه،  أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال سعد: أما أنا والله «فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين»، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن . أخرجه البخاري. هذا جزاء من آذى الصالحين ورماهم بما ليس فيهم . 

فيا ويل الَّذين يظْلمُونَ النَّاس ويبغون فِي الأَرْض بِغَيْر . جزائهم ( أُولَئِكَ لَهُم عذابٌ أَلِيم )".

رفع الدعاوى الكيدية وإذاء الناس ومخاصمتهم  أثمٌ كبير وبهتان عظيم (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)

{ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريدُ شَيْنَهُ بهِ حبسهُ الله على جسرِ جهنم، حتى يخرُجَ مما قال} أخرجه أو دود .

ومن تعرض لمسلم بالوقيعة والأذية، ليجاز بجائزةٍ  إنما هي بمثلها في جهنم. قال عليه الصلاة والسلام: { من أكل بِرجُلٍ مُسلم أكلةً فإنَّ اللهُ يطعمهُ مِثلَها مِن جهنَّم، ومن كُسِي ثوباً برجُلٍ مسلم فإنَّ الله يكسوه مِثْلَهُ من جهنَّم، ومن قام برجل مقام سُمعَةٍ ورِياء فإن الله يقومُ به مقامَ سُمعة ورِياء يومَ القيامَةِ}.

 وما من يدٍ إلاّ يد الله فوقها   **   وما ظالمٌ إلاّ سيبلى بظالم

المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النّاسُ عَلى أمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَاجَرَ من هجر ما نهى الله عنه .

أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين ...

 

 

الخطبة الثانية ..

الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعى وصلى الله وسلم على الرسول المجتبى وعلى أله وصحبه ومن اقتفى وسلم تسليما كثيرا  

إذا كان الظلم كله سيئ فإن من أسوء الظلم ظلم القرابة .

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً ... عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

عدم رعاية الوالدين والقيام بشؤنهم، وإسلامهم إلى خادمة او سائق  ظلم لهم وعدم وفاء بحقهم.

 تضييع الأولاد واهل والأسرة وعدم رعايتهم ظلم لهم 

إقحامهم والسماح لهم بولوج أماكن يحدث فيها منكرات من القول والفعل ظلم لهم . 

ما ذنب الأبناء أن نربيهم منذ الصغر، والنساء المحصنات في البيوت، على  أن لا حرج أن يختلطوا بكل أحد ، ونهيئهم على أن يهبوا لك مهرج  ويتسابقوا لكل دعاية وإعلان، وأن يلاحقوا كل محفل وتجمع.

قال ابن مسعود t : كُنَّا نَدْعُو الْإِمَّعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ، فَيَذْهَبُ مَعَهُ بِآخَرَ، وَهُوَ فِيكُمُ الرجلُ الَّذِي يَمْنَحُ دِينَهُ غَيْرَهُ، فِيمَا يَنْتَفِعُ بِهِ ذَلِكَ الْغِيَرُ فِي دُنْيَاهُ، وَيَبْقَى إِثْمُهُ عَلَيْهِ " 

اللهم آمنا في دورنا واوطاننا ومن اراد بهذه البلاد وأهلها ونسائها سوء فأشغله بنفسه واكف المسلمين شره

اللهم اصلح ولاة أمورنا واجعلهم نصرة لهذا الدين حربا على المفسدين ..

  
المرفقات

1610652854_المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.pdf

المشاهدات 4338 | التعليقات 0