المسلمون في الصين بين الخذلان والاستغلال (خطبة الحقيل)

مدير الملتقيات
1430/08/02 - 2009/07/24 02:48AM
[font="]المسلمون في الصين بين الخذلان والاستغلال
إبراهيم بن محمد الحقيل
ملاحظة : يوجد مرفق
[/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد لله رب العالمين؛ جعل المؤمنين إخوة متحابين، تجمعهم رابطة الدين [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ][/font][font="]{الحجرات:10}[/font][font="]نحمده على نعمه العظيمة، ونشكره على آلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الخير بيديه، والشر ليس إليه، والمهدي من هدى، ونحن عباده بين يديه ومنه وإليه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق؛ فكان منه البلاغ وعلى الله تعالى الحساب.. بَلَغَ دينُه ما بلغ الليل والنهار، فما من دولة في الأرض إلا وفيها قائمون بأمر الله تعالى، يؤمنون به وله يركعون ويسجدون، ولا يشركون به شيئاً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ رفعوا للإسلام أعلاماً، وشيدوا له بنياناً، فمنهم من مات بالشرق ومنهم من قضى بالغرب، ومنهم من أتته منيته وهو في لجة البحر، لم يخرجه إلا دعوةٌ للإسلام وجهاد في سبيل الله تعالى، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. [/font]

[font="]أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأقيموا له دينكم، وأخلصوا له أعمالكم، وأسلموا له وجوهكم [وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى وَإِلَى الله عَاقِبَةُ الأُمُورِ][/font][font="]{لقمان:22}[/font][font="].[/font]
[font="]
أيها الناس: حين اختار الله تعالى نبيه محمداً [/font]
[font="]^[/font][font="] خاتماً لرسله، وأنزل عليه الكتاب، وقضى بأن يبقى دينه إلى آخر الزمان؛ فإنه سبحانه ما جعل الإسلام لجنس دون جنس، ولا اختص برسوله [/font][font="]^[/font][font="] أمة دون أخرى، بل كانت بعثته [/font][font="]^[/font][font="] رحمة للعالمين، وهداية للناس أجمعين [قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا][/font][font="]{الأعراف:158}[/font][font="].[/font]

[font="]
إنه [/font]
[font="]^[/font][font="] نبي هذه الأمة جمعاء.. لم يستأثر به أهل مكة وحدهم، ولا اقتصرت هدايته على العرب دون غيرهم، ولا فرح به أهل الجزيرة على من سواهم، بل كان للبعيدين فيه أوفر الحظ بإيمانهم وإخلاصهم كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، ومارية القبطية، فكانوا من أوليائه وإن تباعدت بهم ديارهم، واختلفت أعراقهم.. ولم يحظ بهذا الشرف من كفر به من سادة العرب وقادة قريش كأبي جهل وأبي لهب وأمية بن خلف. فما أعظم هذا الدين حين جمع قلوب أتباعه عليه! فذابت الأعراق والأجناس والألسن والألوان في ذات الله تعالى وابتغاء مرضاته. [/font]

[font="]
إنها أمة واحدة: ربها جل جلاله واحد، ونبيها [/font]
[font="]^[/font][font="] واحد، ودينها واحد.. دين يجسد الوحدة بين المسلمين عن طريق وحدة العبادات والشعائر، لتحقيق وحدة القلوب والمشاعر؛ انطلاقاً من قول الله تعالى [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ][/font][font="]{الأنبياء:92}[/font][font="]. [/font]

[font="]
ولأجل ذلك أمرنا الله عز وجل بالاجتماع والمحبة، ونهانا عن التفرق والبغضاء [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا][/font]
[font="]{آل عمران:103}[/font][font="]. [/font]

[font="]وعزز النبي [/font][font="]^[/font][font="] هذه الأخوة وقواها حين جعل المسلمين كلهم جسداً واحداً فقال:[/font][font="]«[/font][font="]الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إن اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ وَإِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ[/font][font="]»[/font][font="]رواه مسلم. وفي حديث آخر قال [/font][font="]^[/font][font="]:[/font][font="]«[/font][font="]إِنَّ الْمُؤْمِنَ من أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ كما يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا في الرَّأْسِ[/font][font="]»[/font][font="] رواه أحمد.[/font]
[font="]
وأوجب [/font]
[font="]^[/font][font="] على المسلم نصرة أخيه المسلم، وعدم خذلانه أو إسلامه لأعدائه؛ وذلك بنجدته إن كان مظلوماً، وردعه عن ظلمه إن كان ظالماً فقال [/font][font="]^ «[/font][font="]الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ[/font][font="]»[/font][font="]رواه الشيخان، وقال [/font][font="]^[/font][font="]«[/font][font="]وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُه[/font][font="]»[/font][font="]رواه مسلم. وفي حديث ثالث قال [/font][font="]^:«[/font][font="]انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا[/font][font="]»[/font][font="]رواه الشيخان.[/font]

[font="]
وهذه الوحدة العظيمة التي كرستها نصوص الكتاب والسنة جعلت أمة الإسلام عظيمة القدر، كبيرة الشأن، مهابة الجانب، لا يوطأ كنفها، ولا يهان عرضها.. ولا سبيل إلى كسرها، ولا مطمع لعدو فيها؛ لأن الاعتداء على مسلم واحد أينما كان يحرك الأمة بأجمعها، ويبعث جيوشاً جرارة لإغاثته.[/font]

[font="]
وإجلاءُ بني قينقاع عن المدينة كان بسبب إهانة اليهود لامرأة مسلمة، فَعُدَّ ذلك نقضاً للعهد أوجب جلاءهم عن ديارهم، ولما استغاثت امرأة بالمعتصم سيَّر لها جيشاً كثيفاً يفك أسرها، ويحفظ عرضها، ويعيد لها كرامتها. [/font]

[font="]
لقد كان هذا هو حال المسلمين قبل أن يتمكن الأعداء منهم فيمزقوا وحدتهم، ويفتتوا دولتهم، ويفرقوهم إلى شيع متناحرة، وأحزاب متباغضة.. يعتز كل قوم منهم بعرقهم أكثر من اعتزازهم بدينهم، ويفاخرون بأصلهم ومذهبهم أعظم من مفاخرتهم بإسلامهم.. تلك المفاخرة التي أُمروا بها في قول الله تعالى [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ][/font]
[font="]{فصِّلت:33}[/font][font="]وحولها النبي [/font][font="]^[/font][font="] وأصحابه رضي الله عنهم إلى واقع عملي حين أسرعت كل طائفة منهم تريد ضم سلمان الفارسي رضي الله عنه إليها فقال المهاجرون:[/font][font="]«[/font][font="]سلمان منا، وقالت الأنصار: سلمان منا، فقال رسول الله [/font][font="]^[/font][font="]: سلمان منا أهل البيت[/font][font="]»[/font][font="]رواه الحاكم.[/font]

[font="]
لقد استطاع الأعداء النفاذ إلى عمق المسلمين، وتأليب بعضهم على بعض، والاستفراد بهم دولة دولة، وطائفة طائفة، مع منع البقية من إغاثة إخوانهم إلا بإذن الأعداء، فضلاً عن نجدتهم ونصرتهم ورفع الظلم عنهم، ولا عجب حينئذ أن يُحاصر المسلمون في غزة لتقتل أمة مسلمة صبراً، ولا عجب أن يعتدي الوثنيون في الصين على مسلمي تركستان الشرقية، فيقتلوهم ويسحلوهم في الشوارع، وينقل ذلك إلى العالم ولا يحرك في الناس ساكناً.[/font]

[font="]
إن الإسلام في بلاد التركستان قديم جداً؛ إذ فتحها المسلمون في العهد الأموي على رأس المئة الهجرية الأولى، وظلت مسلمة أكثر من ألف سنة، وكان لها تاريخ مجيد مع المسلمين؛ إذ إن السلاجقة السنة الذين أبلوا بلاء حسناً في مكافحة الصليبيين، وكسر عملائهم من بني عبيد الباطنيين، كانوا ينحدرون من سلالات تركستان.[/font]

[font="] ومن نسلهم ظهر بنو عثمان الذين أسسوا أقوى دولة وأطولها حكماً في الإسلام، وظلت تركستان مسلمة حتى غزا الروس جانبها الغربي فاحتلوه، وغزا الصينيون جانبها الشرقي في أواسط القرن الثاني عشر الهجري فيما سمي بالعهد المانشوري، وتتابعت عليها الدول حتى تولى الشيوعيون زمام الأمر في الصين قبل ستين سنة، فساموا المسلمين سوء العذاب، وقهروهم على مبادئهم الإلحادية،[/font][font="]وألغوا الكتابة بالعربية، وأتلفوا مئات الآلاف من الكتب الإسلامية، بما في ذلك نسخ القرآن الكريم، وأغلقوا ما يقرب من ثلاثين ألف مسجد، وقضوا على أوقاف المسلمين، وأجبروا بناتهم على العيش مع الشباب الشيوعيين حسب ما تقتضيه أفكار الماركسيين، وأُبيد في سبيل ذلك عشرات الآلاف من المسلمين الذين تمسكوا بدينهم، ومُنعوا من الحج، حتى نقل لنا من حضروا مع الحجاج التركستانيين والصينيين لما سمح لهم بالحج أنهم كانوا إذا رأوا البيت بكوا بكاء شديداً فرحاً بالوصول إليه بعد أن حيل بينهم وبينه عشرات السنين. [/font]
[font="] وكان من مكر الشيوعيين أنهم سلطوا على المسلمين في تركستان عرق الهان الوثني، ووطنوهم في ديار المسلمين لتغيير التركيبة السكانية لبلادهم، وإجبارهم على الهجرة منها [/font]
[font="] وفي رمضان الماضي فرضت السلطة الشيوعية قيوداً على بعض العبادات.. ومنعت النساء من النقاب كما منعت الرجال من إعفاء اللحى. وأعظم من ذلك منعت المسئولين الحكوميين المسلمين من صوم رمضان، وعدوا صلاة التراويح والقيام سبباً للتطرف.[/font]
[font="]
لقد عمل الشيوعيون على تغييب هذه الشعوب المسلمة عن الإسلام، وقطعوا صلتها بالمسلمين، واجتهدوا في تجهيلها بكل الوسائل؛ حتى إن كاتباً زار بلادهم قبل ربع قرن، فذكر أن مساجد المسلمين ليس فيها مصاحف، وكتب في رحلته قائلاً: ولا أنسى منظر أحد أئمة المساجد حين قدمت له نسخة من المصحف فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إليَّ أن أعطيه مصحفاً لكي يقدمه مهراً لمخطوبته التي ينوي الزواج بها.[/font]

[font="]
وقد لاحظ في رحلته أن أغلب المصلين يوم الجمعة يرتدون ثياباً بيضاء، ويركعون ويسجدون وهم صامتون؛ لأنهم قد جُهِّلوا، وحيل بينهم وبين معرفة أحكام دينهم، ولكنهم يحافظون على شعيرة الجمعة، ويعدونها عيداً، وهي من آثار دينهم التي لم تندرس، فلله هم ما أحرصهم على دينهم! وما أشد ما يلقونه في ذات الله تعالى! [/font]

[font="]
نسأل الله تعالى أن يفرج عنهم وعن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، وأن يظهر أمرهم، ويكبت أعداءهم، وما ذلك على الله بعزيز.[/font]

[font="]
وأقول ما تسمعون وأستغفر الله...[/font]

[font="]

الخطبة الثانية[/font]
[font="] الحمد لله رب العالمين؛ جعل للحق أنصاراً، وجعل للباطل أعواناً؛ ابتلاء للعباد وامتحاناً، نحمده ونشكره ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.[/font]
[font="] أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه [وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ] [/font][font="]{البقرة:194}[/font][font="] .[/font]
[font="]
أيها المسلمون: باتت قضايا الجاليات المسلمة المضطهدة في كافة أرجاء الأرض هي آخر ما يأبه به العالم المتحضر، ومنظماته الدولية، وليس لها أي حقوق دينية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، بل ليس لها حق في العيش الكريم؛ لمجرد أنها تدين بالإسلام.. ومن سيأبه بهم إذا كان أكثر المسلمين لا يأبهون بهم مع أنهم إخوانهم وعلى دينهم، فقضية المسلمين في تركستان وفي الصين كافة ليست كقضية البوذيين في التيبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم. ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن إندونيسيا. ولا وجه لمقارنتهم باليهود الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم..[/font]

[font="]
لقد عانت هذه الجاليات المسلمة المضطهدة الأمرَّين من تجاهل إخوانهم لهم، وتسلط أعدائهم عليهم، وتُركوا يواجهون مصيرهم وحدهم. وحين يتباكى الغرب ودوله الاستعمارية التي عانى منها المسلمون الويلات..حين يتباكى على المضطهدين في تركستان المسلمة، ويرثي حقوقهم المهدرة، ويبرز قضيتهم للعالم، فذلك ليس صحوة ضمير، ولا نداء برفع الظلم عنهم؛ فإن الظالم لا يرضى بالعدل أبداً، ولكنها حيلة الغرب ومكره الشيطاني؛ لإثارة القلاقل في المنافس الوثني اللدود. وإلا فإن الغرب الذي يصيح بحقوق المسلمين في تركستان هو الغرب الذي يدعم الدولة اليهودية التي تطحن المسلمين في غزة، ولديه من مشكلات الأقليات والتمييز العنصري ضدها ما يجل عن الوصف، وفي إحدى محاكمه قُتلت قبل أيام امرأة عفيفة وجنينها؛ لأن عفتها أبت عليها أن تنزع حجابها، رحمة الله تعالى عليها. [/font]

[font="]
إن الغرب الاستعماري يسعى لليوم الذي يفكك فيه الصين [/font]
[font="]كما فكك الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي، ويريد استخدام الأقلية المسلمة رأس حربة في مشروعه، ويسكت عن أقليات أخرى مضطهدة لم يحن بعد موعد استغلالها، فما أشد هوان المسلمين حين يعجزون عن نصرة إخوانهم، ورفع الظلم عنهم! ما أعظم غبنهم، وأفدح خسارتهم حين يتاجر الأعداء بدمائهم وأعراضهم، ويستغلون قضاياهم وحقوقهم لتحقيق مكاسب سياسية، وبسط نفوذهم الاستعماري!![/font]

[font="]
ألا وإن من واجب إخواننا المستضعفين علينا أن نبرز للناس قضاياهم ومعاناتهم، ونكثر من الدعاء لهم، ونقاطع من آذاهم، وقبل ذلك وبعده: أن نتوب إلى ربنا، ونراجع ديننا، ونتخلص من ذنوبنا؛ فما أصاب المسلمين من ضراء فبما اجترحوا من السيئات، وتركوا من الطاعات [/font]
[font="][وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ][/font][font="]{الشُّورى:30}[/font][font="] فلنتب إلى الله تعالى؛ طاعة له، ونصرة لإخواننا، ودرأً للمصائب عنا؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.[/font]

[font="]
وصلوا وسلموا على نبيكم.... [/font]
المرفقات

المسلمون في الصين.doc

المسلمون في الصين.doc

المشاهدات 4052 | التعليقات 2

[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/36.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر لخطيبنا سرعة تفاعله مع موضوعات الساعة وإتماما للفائدة أهدي هذين الموضوعين

التفاؤل الإيجابي
أ.د. ناصر العمر | 17/5/1427

http://almoslim.net/node/83359

الأمة بين التفاؤل والتشاؤم
| 2/1/1428

http://almoslim.net/node/83752

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align][/cell][/table1][/align]


بيان مكة عن مسلمي تركستان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:-
فإن إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية وهم أكثر من ثلاثين مليون مسلم يتعرضون لاضطهاد مستمر منذ سنوات طويلة على يد الحكومة الصينية ومن ذلك قهرهم والتنكيل بهم والتمييز الظالم ضدهم ، وسجن العلماء والدعاة والناشطين منهم ، ومنع إظهار الشعائر التعبدية، ومحاولة تصفية المؤسسات والمظاهر الإسلامية، والعمل على تذويب هوية المسلمين، وتغيير التركيبة السكانية ليصبح أهل تركستان الشرقية أقلية في بلادهم .
ومن صنوف التضييق والقهر التي تقوم بها الحكومة الصينية إجبار الفتيات التركستانيات المسلمات على الهجرة إلى الصين بذريعة تشغيلهن كعاملات في المصانع وهناك يواجهن من المآسي ما يعجز اللسان عن وصفه مع منع الزواج قبل سن اثنين وعشرين سنة وحرمان الأزواج من الإنجاب قبل مضي خمس سنوات من الزواج بالإضافة إلى غرامات وعقوبات لمن ينجب أكثر من طفل .
ومع ما تزخر به أرض تركستان الشرقية من ثروات كبيرة مثل النفط والثروات المعدنية والأراضي الخصبة فإن إخواننا من شعب تركستان يعيشون في فقر مدقع وعوز شديد .
ولقد نقلت لنا وسائل الإعلام وشاهد الناس جميعهم ما جرى مؤخرا من مجزرة قامت بها الحكومة الصينية في حق إخواننا هناك بعدما أبدوا مطالباتهم بمحاكمة من اعتدى عليهم من أبناء القومية الصينية حين قتلوا منهم العشرات دون وجه حق . وهذا وما سبقه ذلك يعد خطباً جليلاً ونازلة عظيمة توجب على المسلمين حكوماتٍ وشعوباً أن يتداعوا لتفريج هذا الكرب وكشف هذا الظلم بكافة الوسائل الشرعية المتاحة، استجابة لأمر الله تعالى القائل عز وجل: {وَإِن اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُم النَّصْر... الآية}، وقوله عز من قائل: {وَالمؤمِنُونَ والمؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ... الآية}، وقوله تعالى: {إِنَّمَا المؤمِنُونَ إِخْوةٌ... الآية}، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه... الحديث»، وقال - صلى الله عليه وسلم - : «ما مِن امرئٍ مسلمٍ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب في نصرته، وما مِن امرئٍ ينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته».
وإن الموقعين على هذا البيان، وانطلاقاً مما أوجبه الله على أهل العلم من تبيين الحق وعدم كتمانه ليودوا إيضاح الحقائق الآتية:-
أولاً: أن نصرة إخواننا مسلمي تركستان ودعمهم واجب شرعيٌّ، ، على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، كل بحسبه، بشتى أنواع الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي . ومن ذلك التعريف بقضيتهم وكشف ما يتعرضون له من ظلم وتنكيل، في المحافل العالمية ولدى المنظمات الدولية، وأن تبذل الحكومات الإسلامية قصارى جهدها للضغط على الحكومة الصينية عبر الوسائل الدبلوماسية وغيرها؛ لرفع الظلم والتمييز عنهم ، والعمل على إعطائهم حقوقهم وحفظ كرامتهم، والتوقف عن اضطهادهم وتذويب هويتهم الإسلامية.
ثانياً: على المسلمين عامة ومسلمي تركستان الشرقية خاصة أن يفطنوا لخطط الأعداء التي تسعى جاهده إلى تحويل قضية تركستان الشرقية من قضية إسلامية إلى قضية عرقية إثنيه للايغور في مقابل عرقية الهان وفي ذلك مشابهة لقضية فلسطين التي بدأت إسلامية ثم تحولت إلى عربية لينتهي بها الحال قضية فلسطينية .
ثالثاً:وإننا إذ نثمن لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما قامت به من جهد في هذا الشأن، لنأمل منها أن تبذل المزيد من الجهد للوصول إلى حل عبر توصل المنظمة إلى اتفاقية مع الحكومة الصينية لإعطاء مسلمي تركستان الشرقية جميع حقوقهم وأن تبادر المنظمة إلى فتح مكتب لها في تركستان الشرقية وتحث دول المنظمة على بذل المزيد من الدعم والنصرة لإخواننا هناك . ونناشد بقية المؤسسات والمنظمات والاتحادات والمجالس الإسلامية الحكومية والشعبية؛ أن تبذل قصارى جهدها في نصرة هؤلاء المستضعفين، ومن ذلك تثبيتهم على دينهم، ونشر الدعوة بينهم عبر الوسائل المتاحة كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تخاطبهم بلغتهم وكفالات الدعاة وتيسير قبول الطلبة في الجامعات الإسلامية ، وأن تبادر هيئات الإغاثة ببدء عملها الإغاثي والإنساني لمواساتهم وسد حاجتهم في برامج لكفالة الأيتام والطلبة وإنشاء المدارس والمساجد ؛ ولاسيما وأنهم يمرون بظروف معيشية بالغة الصعوبة ، كما نناشد عموم المسلمين ولاسيما الموسرين وأصحاب الدثور؛ أن يخصصوا جزءًا من زكواتهم وصدقاتهم لهؤلاء المسلمين، على أن يتم إيصالها عبر القنوات الإغاثية الإسلامية المأمونة.
رابعاً:قد يكون من الخيارات المطروحة في حال عدم كف الحكومة الصينية عن ممارساتها القمعية ضد إخواننا مسلمي تركستان الشرقية، تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الصينية، ولاسيما وأن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الإسلامية لا يستهان به، ولذا فإننا نناشد علماء المسلمين أن يكون إصدار فتوى جماعية بهذا الشأن قيد الدراسة والنظر، وأن يتم تفعيل هذا الخيار في الوقت المناسب بما يحقق مصلحة المسلمين إذا اقتضى الأمر ذلك.
خامساً:أن من أعظم أسباب كشف الكروب وتفريج الهموم ودفع البلاء؛ تقوى الله تعالى والتوبة وصدق اللجوء والضراعة إليه سبحانه، ولذا فإننا نوصي إخواننا مسلمي تركستان بتقوى الله تعالى والصبر والمصابرة، وليعلموا أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسراًَ، كما نوصي عموم المسلمين بالإلحاح على الله تعالى بالدعاء لكشف الضر عن المسلمين بعامة، ونوجه نداء إلى إخواننا في تركستان الشرقية بمعالجة أمورهم بالحكمة واللين و البعد كل البعد عن اللجوء إلى العنف وتحاشي استفزاز الحكومة الصينية لقوله تعالى (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) وقوله تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ونوصيهم بالتفقه في الدين .
نسأل الله تعالى أن يرفع عنهم الضر والبلاء، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

الموقعون على البيان :
د/ سليمان بن وايل التويجري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى سابقاً
د/ ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم
أ.د/ أحمد بن سعد الحمدان أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى
د/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى سابقاً
د/ عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقاً
د/ أحمد بن عبد الله الزهراني عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاً
د/ محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقاً
أ.د/ غالب بن محمد الحامضي رئيس قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى سابقاً
د/ ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقاً
د/ عبد الله بن عبد الكريم الحنايا أستاذ الفقه بجامعة أم القرى
د/ خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
د/ عبد الله بن علي المزم أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة أم القرى
د/وليد بن عثمان الرشودي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين جامعة الملك سعود
الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة
د/ خالد بن عبدالرحمن العجيمي الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً
الشيخ/ صالح بن عبدالله الدرويش القاضي بمحكمة القطيف
د.محمد بن موسى الشريف الأستاذ المتعاون بجامعة الملك عبدالعزيز
د.محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية الجامعية بجامعة أم القرى
د.عبدالحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان
الشيخ/ عبدالجليل كاروري إمام وخطيب جامع الشهيد بالخرطوم - السودان
د/وليد الطبطائي عضو مجلس الأمة الكويتي