الْمَسَاجِدَ –وحكم الصلاة أو غيرها بالمُكبِّرات الخارجية

محمد البدر
1442/10/13 - 2021/05/25 12:15PM

 

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ﴾.قَالَﷺ:«أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ»رواه الترمذي وصححه الألباني.المساجد هي بيوت الله أُقيمت لتوحيد الله وصرف العبادة لله وحده ولِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ،وهي أحب البقاع إلى الله و هي خير بقاع الأرض،ويجب على كل المسلمين التعاون على صيانتها وعمارتها والحفاظ على نظافتها وتطيبها وعلينا أن نغرس في ابنائنا محبة بيوت الله والحرص على نظافتها والمحافظة على هدوئها واحترامها ،ويدخل في ذلك رفع الصوت حتى بالقرآن والأذكار قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾.

قَالَﷺ:«الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ، كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ،وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ، كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ»رواه ابو داود وصححه الألباني وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ:اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِﷺفِي الْمَسْجِدِ،فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ، فَكَشَفَ السِّتْرَوَقَالَ:«أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا،وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ»

أَوْقَالَ:«فِي الصَّلَاةِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَﷺ:«أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ»قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ قَالَ:«يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ»حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾.فإذا وجد وليُّ الأمر -ممثَّلًا في وزارة الشؤون الإسلامية- حصولَ ضررٍ وإزعاجٍ للناس في تشغيل مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة أو غيرها من إذاعة ودروس ونحوها فإن له أن ‏يمنع ذلك؛قال الشَّيْخِ بْنِ العُثِيْمِيْن رَحِمَهُ اللهُ وأي فائدة من رفع القراءة في الصلاة على المنائر، ما الفائدة إلا أنها تشوش على المساجد التي حولها وتشوش على المصلين في البيوت،وفي البيوت نساء يصلين تشوش عليهن، كذلك -أيضاً- في أيام الصيف تزعج الصبيان النائمين في السطوح أو في الأحواش، ولا شك أن قفلها هو الصواب، وأن الذي يفتحها ويتأذى الناس به أنه مخالف للنبي عليه الصلاة والسلام إلخ..

فحريٌّ بنا أن نشكرَ الله على نِعَمه الجليلة،فنستعملُها في طاعة الله،ونُسخِّرها في مرضاته،لا أن نجعل منها أداةً لتنفير الناس وإيذائهم،أو تشويشهم وشكايتهم فالمُكبِّرات الخارجية التي فيها الإيذاء لمن لا تجب عليهم الجماعة ورفع الصوت لمَن هم في داخل المسجد،قال بْنِ جَرِيْرِ رَحِمَهُ اللهُ:وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺإِذَا صَلَّى يَجْهَرُ بِصَلَاتِهِ،فَآذَى ذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ،حَتَّى أَخْفَى صَلَاتَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ،فَلِذَلِكَ قَالَ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾وَقَالَ فِي الْأَعْرَافِ:﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾.وَقَالَ آخَرُونَ:مَعْنَى ذَلِكَ:وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ تُحْسِنُهَا مِنْ إِتْيَانِهَا فِي الْعَلَانِيَةِ، وَلَا تُخَافِتْ بِهَا: تُسيئُهَا فِي السَّرِيرَةِ.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللهِ:بيَّن بعض العلماءُ حكمَ-رفع الصوت بالمُكبِّرات الخارجية،ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ،والشيخُ الألباني،والشيخُ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان،واللجنةُ الدائمة بعلمائها.قال معالي الشيخ صالح الفوزان- حفظه الله:ومما يجب التنبيه عليه:أنَّ بعض الأئمة-هداهم الله-تنتشر أصواتهم في الصلاة خارج المساجد في رمضان وغيره، وذلك بواسطة مكبرات الصوت، ذلك لا يجوز؛لأنه يشوه العبادة ويشوش على من حوله من المساجد الأخرى، والمطلوب من الإمام أن يقتصر سماعُ صوته على من خلفه فيجبُ حصر الصوت داخل المسجد، وقد تسبَّب من انتشار أصوات الميكروفونات بالصلاة خارج المسجد مفسدةٌ أخرى،وهي:تأخر الكسالى عن الحضور للصلاة، خصوصاً صلاة الفجر، فإنَّ أحدهم يبقى في منامه إلى أن يسمع قراءة الإمام،وحينئذ لا يمكنه إدراك الصلاة أو إدراك معظمها، ولقد كثُر التأخر من إدراك الصلاة لهذا السبب؛فيجبُ منعه .ا.ت.الا وصلوا..

المرفقات

1621944911_الْمَسَاجِدَ –وحكم الصلاة أو غيرها بالمُكبِّرات الخارجية.pdf

المشاهدات 887 | التعليقات 0