المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/06/25 - 2014/04/25 07:57AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... أضرع إلى الله عز وجل أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعلها خالصاً لوجهه وأن تكون زاداً لنا يوم نلقاه ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ). عباد الله ... لقد علم أعداء ديننا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، فراحوا يخططون ليل نهار لشل حركتها والزج بها في مواقع الفتنة، وأعلنوها صريحة فقالوا : كأسٌ وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المسلمة أكثر مما يفعلهُ ألفُ مَدفع، فأغرقوها في حبِ المادةِ والشهوات.
فلقد عز عليهم أن تجودَ المسلمةُ من جديد علي أمتها بالعلماء العاملين والمجاهدين الصادقين، فصار همُهُم أن تصير المسلمةُ عقيماً لا تلد خشية أن تلدَ من جديد خالداً وصلاحَ الدين وابن تيمية وغيرهم من علماء مجاهدين.
ولذلك لم يرفعوا أيديهم عن بلادنا المباركة وبلاد المسلمين، ولم يسحبوا جيوشهم العسكرية إلا بعد أن اطمأنوا أنهم خلفوا وراءهم جيشاً فكرياً عقيمًا لبرالي أو علماني يحقق أهدافهم، وأطلقوا على أفراد هذا الجيش أضخمَ الألقاب والأوصاف كالمحررين والمجددين والمطورين.
وأحاطوهم بهالةٍ من الدعاية الكاذبة تستُر جهله وتغطى انحرافه وتنفخُ فيه ليكون شيئاً مذكوراً ، وتحدثُ حوله ضجيجاً يلفت إليه الأسماع ويَلْوى إليه الأعناق . وكل هذا في الحقيقة لا يجعل من جهله علماً ولا من فجوره تقوى ولا من بُعده عن قلوب الناس قرباً . فهم كالطبل الأجوف يُسمعُ من بعيد وباطنه من الخيرات خالٍ .
ومما يمزقُ الضمائر الحية أن يكون من بين هؤلاء بعضُ المتصدين للفتوى والمتسمين بسمة أهل العلم الشرعي الذين يُزَّورون لأهل الباطل وأعداء الدين أقوالاً عرجاء يتكئون عليها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأَفْتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فانطلق هؤلاء وأسيادهم يصرخون ويرفعون لواء الشعارات الكاذبة الخبيثة لتحرير المرأة !! وحرية المرأة !! وحقوق المرأة !! إلي آخر هذه المؤامرة الرهيبة.
عباد الله ... فإن للأعداء وأتباعهم وأذنابهم خُططاً عاتية في إفساد المرأة وإخراجها عن دينها وأخلاقها بكل سبيل، وقد تمكن أعداءُ الأمة من تنفيذ هذه الخطط كلها في بعض بلاد المسلمين وفي تنفيذ بعضها في بلاد أخرى.
ومن هنا يحرص أعداء الدين أن يوهموا الناس أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش وذلك للإنتصار لها ، أو الدفاع عنها ، ولذلك يكثرون الطنطنة والدندنة في وسائل الإعلام بكل صورها أن المرأة في مجتمعات المسلمة في معاناة دائمة وأنها مظلومة وإنها شق معطلة ورثة مهملة وأنها لا تنال حقوقها ... وهكذا حتى يُشِعروا الناس بوجود قضية للمرأة في بلاد المسلمين وهى في الحقيقة من منطلق أن الإسلام متهم ، وفي قفص الاتهام ، ويحتاج إلى من يدافع عنه .
عباد الله ... إن المجتمع المسلم وإن ناله شيء من الأذى والضعف فإنه ينفى الخبث عن نفسه ولا يقرُ الأخلاق الفاسدة مادامت فيه المناعة لكل دخيل على العقيدة والأخلاق، ولذلك حرص الأعداء على إضعاف تلك المناعة حتى يُفْقدُوه الغيرة على دينه والحمية لعقيدته ، وبعد ذلك يكونوا قادرين على أن يصبوا في المجتمع المسلم كلَّ ألوان الرذيلة والفساد.
فالنفوس تقشعر من الرذيلة أول مرة . وفي المرة الثانية تخف تلك القشعريرة . وفي المرة الثالثة لا تبالي بالرذيلة . وفي المرة الرابعة تبحث عن مسوغ لها . وفي المرة الخامسة تفعله . وفي المرة السادسة تُفلسِفُه بل وتدعوا إليه .
انظروا ... تلك الصحف والمجلات المنافية للأخلاق التي تُظهر المرأة بصورة فاضحة مخزية لحد أصبح معتاداً جداً عند كثير من الناس بل أصبح الإنكار لهذا التهتك والتبذل تهمه يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام .
وهذه المسلسلات والأفلام التي تقوم بتصوير البيت والأمومة وقوامة الرجل بصورة مشوهة تتقزز منها النفوس وتأباها الطباع...
فالبيت سجن مؤبد !! والزوج سجان قاهر !! والقوامة سيف مسلط !! والأمومة تكاثر حيواني !!! حتى أوجد ذلك كله في نفوس كثير من النساء أنفة واشمئزاز فانطلقن يبحثن عن الانطلاق بلا قيود !!!
انظروا إلى محاربة الحجاب بكل سبيل والدعوة إلى الاختلاط الفاحش المستهتر للزج بالطاهرات في مستنقعات الرذيلة والفتنة، وأصحابُ هذه الدعوة المضلة أسرعَ الناس بعداً عن مواطن الأوبئة بل ولا يسمحون أبداً للصحيح أن يخالط المريض.
فو الله لا أعلم على ظهر الأرض ديناً قد كرم المرأة كما كرمها الإسلام فلقد كانت المرأة قبل الإسلام عند الإغريق وعند الرومان وعند الصينيين وعند الهنود وعند الفرس وعند اليهود وعند النصارى وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام كانت المرأة جرثومة خبيثة لا تستحق حتى الحياة، فجاء الإسلام ليرفعها من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء ، بعد أن كانت من سقط المتاع تُشترى وتباع وبعد أن كانت توأد وتُقتل وهى حية مخافة الفقر والعار. فجاء الإسلام ليجعل المرأة صِنو الرجل ( إنما النساء شقائق الرجال )
جاء الإسلام فجعل بر الأم مقدماً على بر الأب ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ).
جاء الإسلام ليكرم المرأة زوجةً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ).
جاء الإسلام ليكرم المرأة بنتاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)
ثم تجلى تكريم الإسلام للمرأة فجاء القرآن بسروة كاملة تقرأ إلى قيام الساعة تسمى بسورة النساء سورة النساء .
فو الله ما نالت المرأة عزها وشرفها ومجدها إلا في الإسلام. وأصبحت المرأة في الشرق والغرب تصرخ وتصيح في وجوه أدعياء التحرر والمَدَنيةَ، لأنه المرأة في هذه البلاد الكافرة يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها وهى شابة جميلة ثم يرمى بها في آخر عمرها في دار المسنين وتظل في دائرة النسيان حتى تهلك وقد لا يأتيها أبناؤها إلا في كل عام مرة بل قد لا يأتون.
فهذه أخت أمريكية مسلمة سئلت عن شعورها بعد دخولها في الإسلام فقالت : والله .. أريد أن أقول لكل نساء العالم : أنه لا كرامة لَكُنَّ إلا في ظلال الإسلام .
اسأل الله أن يرد نساء المسلمات إليه ردًا جميلا .. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... إن المرأة المسلمة هي الركيزة الأولى في بناء المجتمع المسلم لأنها القائمة على بناء الأسرة وبناء الأسرة هو أخطرُ بناءٍ في كيان المجتمع بل في كيان الأمة بأسرها. فالبيت المسلم قلعة من قلاع هذه العقيدة والأبُ المسلم لا يكفي وحده أبداً لتأمين هذه القلعة بل لابد أيضا من الأم التي تقوم معه على تأمين هذه القلعة بالتربية للأبناء على الكتاب والسنة كما قال رسول الله ( والمرأة في بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ) فالأم هي الحضن التربوي الطاهر الذي خرَّج القادة الفاتحين والعلماء العاملين والدعاة الصادقين .
فو الله ثم والله ما فتحنا الدنيا بأمهات ماجنات متحللات . ولكن فتحنا الدنيا بأمهات عفيفات متدينات عالمات مجاهدات صابرات حافظات للغيب قانتات تائبات عابدات .
فتعالوا بنا لنعيش هذه الدقائق المعدودات مع هذه القدوة الطيبة، والمثل الأعلى في عالم النساء، مع رمز الوفاء، وسكن سيد الأنبياء، مع الطاهرة في الجاهلية والإسلام، مع أول صديقة من المؤمنات، مع أول زوجات المصطفي عليه الصلاة والسلام، مع أول من صلى على ظهر الأرض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من أنجبت الولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أول من بُشرت بالجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من استمعت إلى القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من نزل إليها جبريل ليبلغها من ربها السلام .. مع نهر الرحمة وينبوع الحنان .
مع أصل العز وقلعة الإيمان .. إنها خديجة عليها من ربها الرحمة والرضوان .
والله .. ثم والله .. إن الكلمات لتتواري خجلاً وحياءً أمام هذه القلعة الشامخة والزوجة الوفية المخلصة التي بذلت مالها وقلبها وعقلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، آمنت به حين كفر الناس، وصدقته إذ كذبه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس، فاستحقت أعظم الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تصفحنا كتب السير والتاريخ فلم نجد امرأة وقفت مع زوجها كموقف أمنا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أنزل الله ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ) بهذا بُعثَ النبي ، وفي ميدان السبق الإيماني كانت الطاهرة الفائزة بالدرجة العليا برتبة صديقة المؤمنات الأولى لم يتقدمها رجل ولا امرأة، ومن يومها وقد قامت بدور جديد في تثبيته ومؤازرته ومعاونته في تبليغ الدعوة والصبر على عناد المشركين وقدمت له عقلها ومالها وفكرها ونفسها ووقتها ، ومن دارها الطاهرة سطع نور الإسلام ومنها أضاء الدنيا كلها .وازداد أهل مكة عداءاً وإيذاءاً للنبي وتمادت قريش في غيها وطغيانها وقاطعت بني هاشم مقاطعة اقتصادية كاملة ثلاث سنين ودخلت الحصار مع رسول الله زوجته الصابرة الطاهرة التي راحت تبذل مالها كله ، ووقفت تشد أزره وتشاركه في تحمل الأذى بنفس راضية صابرة محتسبة حتى انتهى هذا الحصار الظالم وقد ازداد حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وتقديرها ولم تلبث الطاهرة إلا قليلاً حتى لَبَّت نداء ربها راضية مرضية مبشرة من سيد الخلق بمقعد صدق في جنات ونهر عند مليك مقتدر.
تحية وبشرى إلى بنت الإسلام ، إلى أصل العز والشرف والحياء ، إلى صانعة الأجيال ومربية الرجال ، إلى من تربعت طيلة القرون الماضية على عرش حيائها تهزُ المهدَ بيمينها وتزلزلُ عروشَ الكفر بشمالها ، إلى أختي المسلمة التي تصمدُ أمامَ تلَكَ الهجمات الشرسة وتصفع كلَ يومٍ دعاةَ التحرر والسفور ، بتمسكها بحجابها ونقابها ، إلى هذه القلعة الشامخة أمامَ طوفان الباطل والكذب ، إلى أختي الفاضلة التي تحفظ كتابَ ربها عز وجل وترفع لواءَ نبيها .
إليك أيتها الدُّرة المصونة . إليك أيتها اللؤلؤة المكنونة .
أقدم التحية والبشرى من رسول الله في عهد الغربة الثانية التي تنبأ بها الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) فهنياً لك يا بنتَ الإسلام ويا صاحبةَ الحجاب .
نسأل الله العظيم أن يرد البشرية إلى الإسلام رداً جميلاً وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... أضرع إلى الله عز وجل أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعلها خالصاً لوجهه وأن تكون زاداً لنا يوم نلقاه ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ). عباد الله ... لقد علم أعداء ديننا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، فراحوا يخططون ليل نهار لشل حركتها والزج بها في مواقع الفتنة، وأعلنوها صريحة فقالوا : كأسٌ وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المسلمة أكثر مما يفعلهُ ألفُ مَدفع، فأغرقوها في حبِ المادةِ والشهوات.
فلقد عز عليهم أن تجودَ المسلمةُ من جديد علي أمتها بالعلماء العاملين والمجاهدين الصادقين، فصار همُهُم أن تصير المسلمةُ عقيماً لا تلد خشية أن تلدَ من جديد خالداً وصلاحَ الدين وابن تيمية وغيرهم من علماء مجاهدين.
ولذلك لم يرفعوا أيديهم عن بلادنا المباركة وبلاد المسلمين، ولم يسحبوا جيوشهم العسكرية إلا بعد أن اطمأنوا أنهم خلفوا وراءهم جيشاً فكرياً عقيمًا لبرالي أو علماني يحقق أهدافهم، وأطلقوا على أفراد هذا الجيش أضخمَ الألقاب والأوصاف كالمحررين والمجددين والمطورين.
وأحاطوهم بهالةٍ من الدعاية الكاذبة تستُر جهله وتغطى انحرافه وتنفخُ فيه ليكون شيئاً مذكوراً ، وتحدثُ حوله ضجيجاً يلفت إليه الأسماع ويَلْوى إليه الأعناق . وكل هذا في الحقيقة لا يجعل من جهله علماً ولا من فجوره تقوى ولا من بُعده عن قلوب الناس قرباً . فهم كالطبل الأجوف يُسمعُ من بعيد وباطنه من الخيرات خالٍ .
ومما يمزقُ الضمائر الحية أن يكون من بين هؤلاء بعضُ المتصدين للفتوى والمتسمين بسمة أهل العلم الشرعي الذين يُزَّورون لأهل الباطل وأعداء الدين أقوالاً عرجاء يتكئون عليها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأَفْتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فانطلق هؤلاء وأسيادهم يصرخون ويرفعون لواء الشعارات الكاذبة الخبيثة لتحرير المرأة !! وحرية المرأة !! وحقوق المرأة !! إلي آخر هذه المؤامرة الرهيبة.
عباد الله ... فإن للأعداء وأتباعهم وأذنابهم خُططاً عاتية في إفساد المرأة وإخراجها عن دينها وأخلاقها بكل سبيل، وقد تمكن أعداءُ الأمة من تنفيذ هذه الخطط كلها في بعض بلاد المسلمين وفي تنفيذ بعضها في بلاد أخرى.
ومن هنا يحرص أعداء الدين أن يوهموا الناس أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش وذلك للإنتصار لها ، أو الدفاع عنها ، ولذلك يكثرون الطنطنة والدندنة في وسائل الإعلام بكل صورها أن المرأة في مجتمعات المسلمة في معاناة دائمة وأنها مظلومة وإنها شق معطلة ورثة مهملة وأنها لا تنال حقوقها ... وهكذا حتى يُشِعروا الناس بوجود قضية للمرأة في بلاد المسلمين وهى في الحقيقة من منطلق أن الإسلام متهم ، وفي قفص الاتهام ، ويحتاج إلى من يدافع عنه .
عباد الله ... إن المجتمع المسلم وإن ناله شيء من الأذى والضعف فإنه ينفى الخبث عن نفسه ولا يقرُ الأخلاق الفاسدة مادامت فيه المناعة لكل دخيل على العقيدة والأخلاق، ولذلك حرص الأعداء على إضعاف تلك المناعة حتى يُفْقدُوه الغيرة على دينه والحمية لعقيدته ، وبعد ذلك يكونوا قادرين على أن يصبوا في المجتمع المسلم كلَّ ألوان الرذيلة والفساد.
فالنفوس تقشعر من الرذيلة أول مرة . وفي المرة الثانية تخف تلك القشعريرة . وفي المرة الثالثة لا تبالي بالرذيلة . وفي المرة الرابعة تبحث عن مسوغ لها . وفي المرة الخامسة تفعله . وفي المرة السادسة تُفلسِفُه بل وتدعوا إليه .
انظروا ... تلك الصحف والمجلات المنافية للأخلاق التي تُظهر المرأة بصورة فاضحة مخزية لحد أصبح معتاداً جداً عند كثير من الناس بل أصبح الإنكار لهذا التهتك والتبذل تهمه يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام .
وهذه المسلسلات والأفلام التي تقوم بتصوير البيت والأمومة وقوامة الرجل بصورة مشوهة تتقزز منها النفوس وتأباها الطباع...
فالبيت سجن مؤبد !! والزوج سجان قاهر !! والقوامة سيف مسلط !! والأمومة تكاثر حيواني !!! حتى أوجد ذلك كله في نفوس كثير من النساء أنفة واشمئزاز فانطلقن يبحثن عن الانطلاق بلا قيود !!!
انظروا إلى محاربة الحجاب بكل سبيل والدعوة إلى الاختلاط الفاحش المستهتر للزج بالطاهرات في مستنقعات الرذيلة والفتنة، وأصحابُ هذه الدعوة المضلة أسرعَ الناس بعداً عن مواطن الأوبئة بل ولا يسمحون أبداً للصحيح أن يخالط المريض.
فو الله لا أعلم على ظهر الأرض ديناً قد كرم المرأة كما كرمها الإسلام فلقد كانت المرأة قبل الإسلام عند الإغريق وعند الرومان وعند الصينيين وعند الهنود وعند الفرس وعند اليهود وعند النصارى وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام كانت المرأة جرثومة خبيثة لا تستحق حتى الحياة، فجاء الإسلام ليرفعها من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء ، بعد أن كانت من سقط المتاع تُشترى وتباع وبعد أن كانت توأد وتُقتل وهى حية مخافة الفقر والعار. فجاء الإسلام ليجعل المرأة صِنو الرجل ( إنما النساء شقائق الرجال )
جاء الإسلام فجعل بر الأم مقدماً على بر الأب ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ).
جاء الإسلام ليكرم المرأة زوجةً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ).
جاء الإسلام ليكرم المرأة بنتاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)
ثم تجلى تكريم الإسلام للمرأة فجاء القرآن بسروة كاملة تقرأ إلى قيام الساعة تسمى بسورة النساء سورة النساء .
فو الله ما نالت المرأة عزها وشرفها ومجدها إلا في الإسلام. وأصبحت المرأة في الشرق والغرب تصرخ وتصيح في وجوه أدعياء التحرر والمَدَنيةَ، لأنه المرأة في هذه البلاد الكافرة يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها وهى شابة جميلة ثم يرمى بها في آخر عمرها في دار المسنين وتظل في دائرة النسيان حتى تهلك وقد لا يأتيها أبناؤها إلا في كل عام مرة بل قد لا يأتون.
فهذه أخت أمريكية مسلمة سئلت عن شعورها بعد دخولها في الإسلام فقالت : والله .. أريد أن أقول لكل نساء العالم : أنه لا كرامة لَكُنَّ إلا في ظلال الإسلام .
اسأل الله أن يرد نساء المسلمات إليه ردًا جميلا .. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... إن المرأة المسلمة هي الركيزة الأولى في بناء المجتمع المسلم لأنها القائمة على بناء الأسرة وبناء الأسرة هو أخطرُ بناءٍ في كيان المجتمع بل في كيان الأمة بأسرها. فالبيت المسلم قلعة من قلاع هذه العقيدة والأبُ المسلم لا يكفي وحده أبداً لتأمين هذه القلعة بل لابد أيضا من الأم التي تقوم معه على تأمين هذه القلعة بالتربية للأبناء على الكتاب والسنة كما قال رسول الله ( والمرأة في بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ) فالأم هي الحضن التربوي الطاهر الذي خرَّج القادة الفاتحين والعلماء العاملين والدعاة الصادقين .
فو الله ثم والله ما فتحنا الدنيا بأمهات ماجنات متحللات . ولكن فتحنا الدنيا بأمهات عفيفات متدينات عالمات مجاهدات صابرات حافظات للغيب قانتات تائبات عابدات .
فتعالوا بنا لنعيش هذه الدقائق المعدودات مع هذه القدوة الطيبة، والمثل الأعلى في عالم النساء، مع رمز الوفاء، وسكن سيد الأنبياء، مع الطاهرة في الجاهلية والإسلام، مع أول صديقة من المؤمنات، مع أول زوجات المصطفي عليه الصلاة والسلام، مع أول من صلى على ظهر الأرض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من أنجبت الولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أول من بُشرت بالجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من استمعت إلى القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أول من نزل إليها جبريل ليبلغها من ربها السلام .. مع نهر الرحمة وينبوع الحنان .
مع أصل العز وقلعة الإيمان .. إنها خديجة عليها من ربها الرحمة والرضوان .
والله .. ثم والله .. إن الكلمات لتتواري خجلاً وحياءً أمام هذه القلعة الشامخة والزوجة الوفية المخلصة التي بذلت مالها وقلبها وعقلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، آمنت به حين كفر الناس، وصدقته إذ كذبه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس، فاستحقت أعظم الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تصفحنا كتب السير والتاريخ فلم نجد امرأة وقفت مع زوجها كموقف أمنا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أنزل الله ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ) بهذا بُعثَ النبي ، وفي ميدان السبق الإيماني كانت الطاهرة الفائزة بالدرجة العليا برتبة صديقة المؤمنات الأولى لم يتقدمها رجل ولا امرأة، ومن يومها وقد قامت بدور جديد في تثبيته ومؤازرته ومعاونته في تبليغ الدعوة والصبر على عناد المشركين وقدمت له عقلها ومالها وفكرها ونفسها ووقتها ، ومن دارها الطاهرة سطع نور الإسلام ومنها أضاء الدنيا كلها .وازداد أهل مكة عداءاً وإيذاءاً للنبي وتمادت قريش في غيها وطغيانها وقاطعت بني هاشم مقاطعة اقتصادية كاملة ثلاث سنين ودخلت الحصار مع رسول الله زوجته الصابرة الطاهرة التي راحت تبذل مالها كله ، ووقفت تشد أزره وتشاركه في تحمل الأذى بنفس راضية صابرة محتسبة حتى انتهى هذا الحصار الظالم وقد ازداد حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وتقديرها ولم تلبث الطاهرة إلا قليلاً حتى لَبَّت نداء ربها راضية مرضية مبشرة من سيد الخلق بمقعد صدق في جنات ونهر عند مليك مقتدر.
تحية وبشرى إلى بنت الإسلام ، إلى أصل العز والشرف والحياء ، إلى صانعة الأجيال ومربية الرجال ، إلى من تربعت طيلة القرون الماضية على عرش حيائها تهزُ المهدَ بيمينها وتزلزلُ عروشَ الكفر بشمالها ، إلى أختي المسلمة التي تصمدُ أمامَ تلَكَ الهجمات الشرسة وتصفع كلَ يومٍ دعاةَ التحرر والسفور ، بتمسكها بحجابها ونقابها ، إلى هذه القلعة الشامخة أمامَ طوفان الباطل والكذب ، إلى أختي الفاضلة التي تحفظ كتابَ ربها عز وجل وترفع لواءَ نبيها .
إليك أيتها الدُّرة المصونة . إليك أيتها اللؤلؤة المكنونة .
أقدم التحية والبشرى من رسول الله في عهد الغربة الثانية التي تنبأ بها الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) فهنياً لك يا بنتَ الإسلام ويا صاحبةَ الحجاب .
نسأل الله العظيم أن يرد البشرية إلى الإسلام رداً جميلاً وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق