« الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ , فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ »

محمد البدر
1440/05/04 - 2019/01/10 15:00PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
المرأة هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة والابنة والخالة والعمة وهي نصف المجتمع، وصانعة للنصف الآخر وهو الرجل، ولذلك ينبغي أن تحظى المرأة بالرعاية والمكانة التي وضعها المولى عز وجل فيها ،فقد عظم الإسلام من شأن المرأة وارتفع بقدرها، وقد ضرب المصطفى صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في تعامله مع المرأة ،فلنقتفي أثره ونستن بسنته في تعامله مع زوجاته وبناته ونساء المسلمين وقد أكد المولى عز وجل في كتابه الكريم على عظمة المرأة وأولاها عناية خاصة لما لها من دور خاص، ربما يفوق دور الرجل في الكثير من المواضع.
والأحاديث النبوية على رفعة قدر المرأة واحترامها كثيرة منها ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ؛فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلعٍ وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ ،فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإنْ تَرَكْتَهُ ،لَمْ يَزَلْ أعْوجَ ،فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النُّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي » رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النُّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْن حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ » وضَمَّ أصَابِعَهُ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النُّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلُّكمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا أن الرجل في الإسلام ليس مقدماً على المرأة إلا في أمور معينة منها القوامة وغيرها وأما مساواتهم في كل شيء فهو محال وهو طريق ممهد للاختلاط ولأنَّ ذلك مدعاةٌ للفتنة ومِن أسباب الفساد ومخالفة الشرع الجديرةِ بقطعها لأنها مِن مكايد الشيطان الذي «يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ».
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: إن للاختلاط في مجتمعاتنا صورٌ متعددة ، منها: اختلاط بعضِ النساء مع رجال غير محارم بحجة القرابة وطهارة النفس ، والتساهل في خلوة خطيب الفتاة بها؛ وربما خروجُها معه قبل العقد بحجة التعارف ومدارسة بعضهم بعضاً، ومن صور الاختلاط رفع التكلف في تعامل الأسرة مع السائقين والخدم ومن تحت أيديهم ،ومن الصور اختلاط النساء بالرجال الأجانب في بعض الأعمال والمحلات التجارية والمنتزهات، والمكاتب والمعامل والمستشفيات والمستوصفات والمراكز والمحلات التجارية وغيرها، ولا يعني ذلك أننا نمنع المرأة من كافة الأعمال أو منعها من الخروج للصلاة في المساجد وغيرها ولكن ما لا نقره ولا نرتضيه ما نراه ونسمعه أن المرأة تخرج بكامل زينتها وحليها فنرى ألوان العباءات المزخرفة وبعضها لا يستر الا اليسير من الجسد ويخرجن متعطرات ومائلات مميلات تتكسر في مشيها وتتميع وتخضع في قولها وتكثر المزاح والضحك مع الأجانب ولا تتحرج من ذلك و بعضهن يخرجن حاسرات للرأس كاشفات للوجه يلبسن الضيق والملابس المزخرفة ولا يحتجبن فيتجولون في الأسواق والمنتزهات والحدائق وغيرها لعرض انفسهم بأرخص الأثمان والله المستعان ،كل ذلك يورث الفتنة التي حذر منها النُّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَعَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا امْرَأَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ ,فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ »رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ويقول ابن القيم رحمه الله: وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ. انتهى كلامه رحمه الله.
فاتقين الله يا نساء المسلمين واحتشمن واحتجبن  واتقوا الله أيها الرجال في النساء واستوصوا بهن خيراً.  الا وصلوا ....
المشاهدات 1069 | التعليقات 0