المرأة سلعة إعلامية //د مالك الأحمد

احمد ابوبكر
1436/07/28 - 2015/05/17 02:29AM
[align=justify]أمريكا أقوى دولة في العالم إعلامياً، وهي بالتالي تقود التوجه الأخلاقي للإعلام، رسخت الكثير من المفاهيم والصيغ الإعلامية في العالم، فأصبح من الصعب الخروج عنها. من هذه الصيغ التي رسخها الإعلام الأمريكي وتبعه فيها بقية إعلام العالم العلاقة بين الرجل والمرأة.

تمت معالجة هذه العلاقة على أساس غير سليم دينياً ولا أخلاقياً، ولا حتى فطرياً وعقلياً، بل تم تأسيس قيم لا دينية وعلمانية من خلالها.

إعلام الدعارة الذي محوره المرأة يدر على الصناعة في أمريكا أكثر من 10 آلاف مليون دولار، يشمل المجلات الإباحية، والأسطوانات المدمجة، والأفلام، ومواقع الإنترنت الإباحية ويعمل فيه آلاف من منتجين ومسوقين. تم اختزال المرأة في أفلام الدعارة بجسد لإمتاع الرجل، وصيغت العلاقة بينهما بصيغة شهوانية غير إنسانية تماماً.

أما في عالم الإعلام الأوسع – بالذات في الدراما – فتم عرض المرأة كأداة لإغواء الرجل إما لتحقيق مآربها هي، أو لتحقيق مآرب آخرين..

في كثير من الأفلام والمسلسلات كانت المرأة أداة لبعض الرجال لتحقيق أهدافهم، وجزءاً من صراع بين فئات أو منظمات أو عصابات!

أحياناً توصف العلاقة بينهما بأنها علاقة صراع: على السلطة أحياناً، على المنزل، على المال وربما على الأبناء.

الغريب أن بعض الإنتاج الدرامي الذي يشوه المرأة ودورها وعلاقتها بالرجل يكون خلفه نساء! بل الأدهى والأمر أن بعض الإنتاج الإباحي ومجلات الخلاعة تديرها نساء!!

إن صفة الكاوبوي – كما في الأفلام الأمريكية – أصبحت تنطبق على علاقة المرأة بالرجل.. علاقة توجس، ونزاع، ومشاكسات، وتهديد، وطلاق..

المشكلة أن هذا التوصيف السلبي للعلاقة بين الرجل والمرأة في الإعلام الغربي انتقل إلى الإعلام العربي، وإن بصيغة مخففة أو بأسلوب المداراة، وليس المباشرة أحياناً.

الكثير من المسلسلات المصرية – وحتى الخليجية – تصف المرأة بالمتسلطة والقوية والقاهرة التي تريد أن تتحكم بالرجل والأسرة والصراع الناتج عن ذلك..

تتحدث عن تحرر المرأة وعملها بما يؤول به الأمر إلى رغبة كاملة في الاستقلالية الأسرية بعيداً عن قوامة الرجل ومسؤوليته الشرعية..

قلما تصف الأفلام والمسلسلات البيت المتوازن القائم على علاقة صحيحة بين الأب والأم وعلاقة محبة واحترام وتقدير..

العلاقة الإنسانية الطبيعية والتي صاغها القرآن.. العلاقة الفطرية.. علاقة الحب والمودة والعشرة، والتناسل الشرعي تكاد تختفي من الإنتاج الدرامي..

قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"

لقد شوه الإعلام هذه العلاقة، وحرص على نشر الصور، أو الحوادث الشاذة وعممها – خصوصاً على الشاشة المرئية – لدرجة أن أصبح الأصل هو حالة التوجس بينهما، وأن الرجل لا يتعامل مع المرأة كإنسان بل كأنثى يسعى للحصول عليها، وإن حصل عليها مسخ شخصيتها، أو قتل إنسانيتها، أو العكس تحويلها إلى كائن آخر (يخالف طبيعتها الفطرية)، يتحدى الرجل، ويسعى لإثبات وجوده واستقلاله الكامل عنه..

للرجل دور معلوم، وللمرأة دور آخر، والعلاقة بينهما علاقة مودة ورحمة وسكن وتكاثر، لا كما صورها الإعلام، متى نرى إعلاماً متوازناً هادفاً يعيد العلاقة بين المرأة والرجل إلى الصورة الإنسانية الصحيحة التي قعدها الإسلام، ووضحتها السنة: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"، " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ".[/align]
المشاهدات 785 | التعليقات 0