المرأة ... سلاح ذو حدين

الحمد لله جلت قدرته وعظمت حكمته، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له كملت نعمته ووسعت كل شيء رحمته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المحمودة سيرته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم اللقاء في أعلى جنته.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

إخوة الإيمان والعقيدة ... المرأة في هذا الزمن وفي كل زمن بل منذ خلقت وهي سلاح ذو حدين، إن صَلَحَت فهي مصنع للرجال وأم للأبطال، وإن فَسَدَت فهي سبب للضلال ومفسدة للأجيال، مصداق ذلك قولُ النبي ﷺ ( اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ).
لما أدرك أعداء الإسلام والمسلمين مكانةَ المرأة في المجتمع، ودورَها العظيم في صنع الرجال، وتأثيرَها الكبير على الأمم، سعوا في تغريبها وتبرجها وإفسادها ... تارة باسم تحرير المرأة، وتارة باسم الحرية والمساواة، وتارة باسم الرقي والتقدم، مصطلحات ظاهرها الخير والرحمة وباطنها شر يهدف إلى قلب القيم، والتخلص من كل الضوابط والأخلاق والآداب.
لقد أيقن الأعداء أنهم متى ما نجحوا في إفساد المرأة هان عليهم السيطرة على المسلمين والقضاء عليهم.
قال أحد الصليبيين الحاقدين: لن تستقيم حالة الشرق مالم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن.
ولذلك سخروا أجهزة الإعلام بجميع أنواعها من مسموع ومقروء ومشاهد، سخروها لتصوير المرأة في أجمل مفاتنها، فتارة عارية، وتارة راقصة، وتارة مغنية، وبذلوا في ذلك جهوداً كبيرة.

فدارت عجلة التغريب وتحرير المرأة في كثير من البلاد الإسلامية – ونسأل الله أ، يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين - فخرجت المرأة من بيتها إلى مجتمعات الرجال، نزعت حجابها وألفت الاختلاط بالرجال، تركت حيائها وعفتها، فاعتلت المسارح أمام الرجال، وزينت بصورها أغلفة المجلات والدوريات محتذية في ذلك بالمرأة الغربية التي صورها الإعلام.
عباد الله: لم تتوقف عجلة التغريب والتحرير.. فقد رأينا تغيرًا ملحوظًا في بيوت المسلمين يتجلى في مظاهر عدة وأخلاق بديلة لم نكن نعرفها من قبل.

أليس من نسائنا وبناتنا من تمردن على الفطرة وخلعن جلباب الحياء .. فها هو الشارع يشهد بالتغيير الغريب .. فتيات في سن الزهور يخرجن في الليل المتأخر أو في الصباح المبكر إلى كوفيهات .. بعبايات شبه فساتين الفرح، قد تجملن بأنواع الزينة والأطياب .. يغرين الشباب .. ويركبن من سائق الأجرة .. وحدِّث ما يجري في سيارة الأجرة.

فتيات في سن الشباب ... بدأن بكشف الوجه ثم تدرَّج الأمر إلى كشف شيء من الشعر ثم الذراعين ... وللأسف وصل الحال إلى كشف الساق بلباس صغير وعباية مفتوحة.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ).

فتنبهوا - عباد الله - للخطر واستفيدوا من حصاد تجربة الآخرين، والسعيد من اتعظ بغيره.
لقد استغل بعض أعدائنا من بني جلدتنا قضية المرأة في بث شبههم وشهواتهم، فتارة يظهرون بمظهر الناصحين من خلال أقوالهم وكتاباتهم، وتارة يبثون شبههم على أنهم يطلبون الحق في الإجابة عنها، وإذا سنحت لهم فرصة كشروا عن أنيابهم وكشفوا عن قناعهم وجاهروا بخبث مقصدهم ومرادهم، وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
لقد شوه أولئك المنحرفون صورة الحجاب، وحاربوا التعدد بحجة أنه ظلم وإجهاض لحق المرأة، طالبوا بالتحرر من القوامة الشرعية لأن فيها كبتاً لحرية المرأة، ونادوا بالمساواة بين الجنسين زعماً منهم أن فيها إنصافاً وعدلا بين الرجل والمرأة.

عباد الله: إن أمر أولئك النتنى خطر جسيم على المجتمع أفراداً وجماعات، ولئن كان الجاهليون يئدون النساء، فهؤلاء يئدون الحياء والحشمة والعفة والكرامة.

اللهم احفظ نساءنا وبناتنا من كيد الأعداء ومكر الفجار، اللهم البسهم لباس العفة والحياء، وحبِّب إليهم الإيمان وزيِّنْه في قلوبهن، وكرِّه إليهن الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهن نساء صالحات مصلحات.

أقول ما تسمعون، ....

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معاشر المؤمنين ...

معاشر المؤمنين ... أهل الغرب والشرق أدرى الناس ببلادهم ونسائهم وحضارتهم، يرفعون أصواتهم كل يوم وحين محذرين ومرهبين، ودعاة تحرير المرأة في بلاد المسلمين يسوقون أممهم إلى مراتع الرذيلة والفحشاء.
ياللعجب من دعاة تحرير المرأة! أليس لهم قلوب؟ أليس لهم أعين؟ أليس لهم آذان فيتعظوا ويعتبروا بما حل في أمم الشرق والغرب من الفوضى الأخلاقية واسترخاص القيم والأعراض؟ ألم يروا ويسمعوا بتلك المجتمعات التي تئن وتحتضر من وطأة الرذيلة والضياع.

أيها المسلمون: إن الخطأ خطأ ولو كثر الواقعون فيه، وإن المنكر لا ينقلب معروفاً بمجرد انتشاره، وهكذا الباطل يبقى باطلاً ولو زينه المزورون بزخرف القول وروجوه بالدعاية، وإن انتشار الباطل وانتشاء أهله، وغربة الحق وضعف حملته لا يسوغ السكوت والتخاذل، وإلا لغرق المجتمع كلَّه في حمأة الباطل وطوفان الرذيلة.
إن السعي إلى تحرير المرأة في بلادنا أو الدعوة إلى ذلك، أو الرضا أو السكوت عليه، هو سعي لجر الأمة إلى السقوط والانهيار حينما تخسر أعظم مقوماتها وهي الدين والأخلاق والمثل، ولئن سكتنا ورضينا فسنجد أنفسنا يوماً ما في الدرك الذي سقط فيه غيرنا، غارقين في الوحل الذي غرق فيه من حولنا، فاحذروا البدايات المضلة فهي موصلة للنهايات المؤلمة.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وأبلغ من ذلك قوله تعالى ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )

أيها المسلمون: إذا كان أعداء الحجاب والحشمة والحياء يستميتون في إفساد مجتمعنا ونسائنا وبيوتنا، فلزاماً علينا أن نستميت في الدفاع عن ديننا ورد كيدهم ومكرهم وفجورهم.

يجبُ أن نعلمَ أنَّ هذه الحربَ المبطنةَ والظاهرةَ على المرأةِ في بلادنا لن تُحَقِّقَ أهدافَها وتنالَ مرادَها إلا حينَ نغفلُ عن بيوتِنا وأهلينا، ونهملُ التواصي فيما بينَنا على الحقِّ والصبِر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولنتذكر جميعاً قول المصطفى ﷺ (  كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وليحرص كل منكم على أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، قال ﷺ ( فطُوبى لمن جعله اللهُ مِفتاحًا للخيرِ ، مِغلاقًا للشرِّ ، وويلٌ لمن جعله اللهُ مِفتاحًا للشرِّ مِغلاقًا للخيرِ ).

أيها المسلمون .. وحتى أكون منصفًا متفائلاً لا متشائمًا – أقول: إن من نعم الله على بلادنا هذه حشمة نسائها ولزومهن العفاف والحجاب، وقيامهن بمسؤوليتهن دون أن يتعثرن بحجابهن أو يقبلن دعاوى الماكرين والماكرات، رغم كثرة الفتن والداعين لها في كل مكان وزمان.

فالله نسأل أن يحفظ بلادنا من شر كل ذي شر ومكيدة، وأن يكفينا شر الحاسدين وكيد الكائدين، اللهم أحفظ نساءنا من التبرج والسفور ومشابهة أهل الفجور، اللهم من أراد بهن كيداً وفتنة فرد اللهم كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانه الصالحة الناصحة يا رب العالمين.

اللهم كن لأبطالنا الجنود البواسل في سبيلك مؤيدًا وظهيرًا، ومعينًا ونصيرًا، اللهم سدد رميهم، واربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وأمكنهم من رقاب عدوهم.

اللهم صل على نبينا محمد ....

المشاهدات 1132 | التعليقات 0