المرأة العصرية المتحضرة

محمد البدر
1434/03/20 - 2013/02/01 11:47AM
[align=justify]الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) .
أما بعد عباد الله:فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عباد الله:ومن يتأملِ في تاريخ الأمم السابقة والحضارات التي انهارت ، فإن من أكبر أسباب انهيار الحضارات وتفكك المجتمعات وتحلل الأخلاق وفساد القيم وفُشوا الجريمة، هو تَبَرُّجُ الْمَرْأَةِ .
عباد الله:الإسلام لم يفرض على المرأة الحجاب ولم يمنعها من تلك الأمور إلا ليصونها عن الابتذال وليحميَها من التعرض للفتن،وليمنعها من الوقوع في الجريمة والفساد وليكسوَها بذلك حُلَّة التقوى والطهارة والعفاف، وسدَّ بذلك كلَّ ذريعةٍ تُفضي إلى الرذيلة، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، يقول الله تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }الأحزاب: 33 .
ويقول تبارك وتعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } الأحزاب: 53.
ويقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}الأحزاب: 59.
و عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:« الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
أي جعلها غرضًا له ليُهَيِّجَ من خلالها الفسادَ والشهوة .
وعَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ السَّاعِدِية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ؟ قَالَ: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعِى، وَصَلاَتُكِ فِى بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِى حُجْرَتِكِ، وَصَلاَتُكِ فِى حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِى دَارِكِ، وَصَلاَتُكِ فِى دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِى مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاَتُكِ فِى مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِى مَسْجِدِى " رَوَاهُ أَحمَدُ وحَسنهُ الأَلبَانيُّ.
كل ذلك عبادَ الله حفظًا للمرأة من الاختلاط بالرجال ومزاحمتهم،مع أنها في أشرف مكان وخيرِ بقعة على وجه الأرض، فكيف الأمر عباد الله بمن تزاحمُ الرجال في الأسواق والأماكن العامة ،وفي البيع والشراء ، وفي الوظائف التي فيها رجال وفي صنع القرار وغيرها والله المستعان وهي في كامل زينتها وأبهى حلتها ومتعطرة ومتجملة ،ولهذا أصبح الرجل لا يجد تكلف ولا حرج من كلامه مع المرأة التي تعمل معه بل رفع التكلف وأصبحت المرأة تمازح الرجل والرجل يمازحها وتداعبه وتضاحكه وهو كذلك ولا يجدون في ذلك حرج وكأن الأمر مشروع و مباح فنزع الحياء واضمحلت الغيرة والله المستعان .
يقول ابن القيم رحمه الله:وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ. انتهى كلامه رحمه الله .

أقول قَولي هَذَا، وأستَغفِر اللهَ لي ولَكم ولِسائِر المسلِمين من كلِّ ذَنبٍ، فاستَغفِروه إنّه هوَ الغَفورُ الرَّحيم.

الخطبة الثانية :
عباد الله:قال تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }
فمن أسباب خروج المرأة وتعرضها للفتن والمضايقات ضعف قوامة الرجل وقلة الغيرة وعدم الإحساس بالمسؤولية وإسناد الأمر للمرأة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :« لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً»رواه البخاري .
مما جعل المرأة تعتمد على نفسها وتستقل بذاتها وتستغل هذا الضعف لصالحها .
وما علمت المرأة أنها مستغلة من ضعاف النفوس وذئاب البشر.
ويعلم الجميع أن المرأة إذا خرجت من البيت لغير حاجة ومتعطرة وبكامل زينتها تتعرض للفتن .
انما تفعله مخالف للشرع قال تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} .
ومن المخالفات التي تؤدي للفتن مصافحة الرجال للنساء والنساء للرجال فهذا كذلك مما حرمه الله ورسوله وتساهل فيه الناس يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ " فلا يجور للرجال مصافحة النساء غير المحارم ،ومن المخالفات لبس العابايات الشفافة والمخصرة او الضيقة التي تبين وتشف عن جسد المرأة أو التي تحتوي على الزخارف والألوان الجذابة لما تحدثه من فتنة .
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

عباد الله :إذا أردتم للمرأة أن تنشأ محافظة على دينها وعفتها وحيائها فاجعلوا قدوتكم النبي صلى الله عليه وسلم في تعاملك مع أمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم وبناتكم وتكون تربية من تعولون على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة .
وصلوا وسلموا على نبيكم محمد فقد أمرتم بالصلاة والسلام عليه (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .
[/align]
المشاهدات 2089 | التعليقات 1

والمشكلة أن خروج المرأة وتحريرها من القرار في البيوت والذي وافق هذا الهوى رغبة شيطانية حمل هذا المرأة أن تقبل على نفسها بل وتوجب على نفسها ما لم يوجبه الله عليها رحمة بها وشفقة عليها ومراعاة لخصائصها وهو التعاون على التزامات البيت وإعانة الرجل على تكاليف الأسرة واحتياجاتها وهذه التكليف التي كلفت نفسها بها كل ذلك لتخرج من بيت الزوجية إذ ما كانت لتعمل ذلك ولا لترضى به لولا أنه وافق هوى في نفسها.... والله المستعان.