المخدرات-حرب الإبادة الصامتة-23-8-1438هـ-عبدالله الطريف-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1438/08/23 - 2017/05/19 04:12AM
[align=justify]
أما بعد: فلقدْ تعرضتْ بلادُنا خلالَ الأشهرِ الستةِ الماضيةِ من هذا العامِ إلى هجمةٍ شرسةٍ من تجارِ المخدراتِ، وكانتْ حصيلةُ ما ضُبطَ من هذه التجارةِ المحرمةِ ما أعلنتْه وزارةُ الداخليةِ في بيانِها في شهرِ شعبانَ من هذا العامِ، والذي أُعلنَ فيه عن ضبطِ أكثرَ من واحدٍ وعشرين مِليونَ قُرصٍ من أقراصِ الكبتاجون، وتسعةَ عشرَ طنًا من الحشيشِ، ومئتينِ وتسعةَ عشَرَ كيلوجرامًا من الكوكايينِ، واثنينِ وعشرينِ كيلوجرامًا من مخدر الشبو..
إذا كانت المخدراتُ فيها ما فيها من الأضرارِ التي تفتكُ بالإنسانِ، فإن مخدرَ الشبوِ أحدُ أخطرِ أنواعِ المخدراتِ المستحدثةِ، والتي بدأتْ تجدُ طريقَها إلى مجتمعاتِنا العربيةِ بشراسةٍ وانتشارٍ، ونجدُ أن هذا المخدرَ ومصادرَ تصنيعِه تستهدفُ بشكلٍ كثيفٍ دولَ الخليجِ، ويُعتبرُ من المنشطاتِ شديدةِ الإدمانِ، ذلك أنَّ جُرعة واحدة أو اثنتينِ من الشبوِ تكفي لجعلِ متعاطيها غارقًا في حالةٍ شديدةٍ من الهلوسةِ السمعيةِ والبصريةِ، منفصلًا تمامًا عن الواقعِ، ومفعولُ الجُرعةِ الواحدةِ قد يمتدُ شهرًا كاملًا.
وإذا وُجدَ هذا المخدرُ في بلدٍ انتشرَ بسرعةٍ كبيرةٍ؛ لرخصِه، وإدمانِ متعاطيهِ باستخدامِه مرةً أو مرتينِ، وخفائِه وعدمِ معرفةِ الناسِ به، وانعدامِ رائحتِه.
أيها الأحبة: وهذه وقفاتٌ مع هذه الإحصاءاتِ:
الوقفةُ الأولى: تُشَنُّ على هذه البلادِ حربٌ عظمى لا هوادةَ فيها، بأساليبَ متعددةٍ هذه من أقذرِها، وما تضمنتْه هذه الإحصاءاتُ جزءٌ من هذهِ الحربِ السريةِ الصامتةِ التي تفتكُ في جسدِ الأُمةِ، حربٌ لا يُسمع فيها أزيزُ الطائراتِ، ولا دويُ المدافعِ، ولا هديرُ الدباباتِ، ولا انفجارُ القنابلِ، ولا يُرى فيها لهيبُ الصواريخِ، إنها حربُ الإبادةِ بالسمومِ البيضاءِ، ولن تتوقف هذه الحربُ على هذا الوطنِ حتى يُحَقِقَ صانعوها أهدافَهم، ولكنَّ اللهَ-تعالى-محيطٌ بهم، لهم بالمرصادِ، قال-تعالى-: [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ]. ولن يُبطلَ أمرَ الله مُبْطِلٌ، ولن يَغلبِه مُغالبُ، [وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ].
فالواجبُ علينا ألا نحزنَ ولا نخافَ ولا نيأسَ.
الوقفةُ الثانيةُ: إنَّ هذه الإحصاءاتِ وما تضمَّنَته من حقائقَ مخيفةٍ مفزعةٍ، تدلُ على مقدارِ الهجمةِ الشرسةِ على بلادِنا، وتدلُ على حجمِ المسؤوليةِ الملقاةِ علينا جميعًا لدرءِ هذا الشرِ الداهمِ، والخطرِ المحدقِ ببلادِنا؛ لذا يجبُ علينا الوقوفُ صفًا واحدًا، يدًا بيدٍ أمامَ تجارِ المخدراتِ ومروجيها، وتقديمُ المعلوماتِ عنهم إلى أجهزةِ الأمنِ المعنيةِ بمكافحةِ المخدراتِ، ومن تسترَ عليهم أو سكتَ عنهم فهو شريكٌ لهم في العقوبةِ والإثمِ في الدنيا والآخرةِ.
الوقفةُ الثالثةُ: حربُ المخدراتِ قديمةٌ، يقفُ وراءَها دولٌ وعصاباتٌ هم أعداءُ الإسلامِ والإنسانِ، وعُبادُ المالِ ورُفقاءُ الشيطانِ، ينشرون هذا الوباءَ بين الناسِ لتدميرِهم وتحويلِهم إلى مجموعاتٍ من المدمنين والمرضى والعاطلينَ عن العملِ؛ هدامونَ مجرمونَ، لا بنائينَ معمرينَ، وهذا يؤدي إلى إلحاقِ الضررِ الفادحِ بالأمنِ والاقتصادِ، والبنيانِ العائليِ والاجتماعيِ والثقافيِ، ونشرِ الجريمةِ، وإشغالِ الأجهزةِ الأمنيةِ عن المشكلاتِ الحقيقيةِ، مما يهيئ البلدَ لاستنزافِ مواردِه، واستباحتِه، وتدنيسِ مقدساتِه.
لقد أثبتَ لنا التاريخُ أنَّ سلاحَ المخدِّراتِ يُوجَّه للأممِ بهدفِ نخرِها من الداخلِ، وتجريدِها من أهمِ عناصرِ القوةِ فيها، وهو الشبابُ القويُ الواعي، المنتمي لدينِه ووطنِه، الغيورُ عليه، والحريصُ على مقدراتِه.
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رحمه الله-وهو يتحدثُ عن حكمِ الحشيشِ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا بَلَغَنَا أَنَّهَا ظَهَرَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَوَاخِرِ الْمِئَةِ السَّادِسَةِ وَأَوَائِلِ السَّابِعَةِ حَيْثُ ظَهَرَتْ دَوْلَةُ التترِ؛ وَكَانَ ظُهُورُهَا مَعَ ظُهُورِ سَيْفِ جنكيز خان، لَمَّا أَظْهَرَ النَّاسُ مَا نَهَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ مِنْ الذُّنُوبِ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْعَدُوَّ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْحَشِيشَةُ الْمَلْعُونَةُ مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ...، فَإِنَّهَا تُسْكِرُ آكِلَهَا حَتَّى يَبْقَى مصطولا، وتُورِثُ التَّخْنِيثَ والدُيوثةَ، وَتُفْسِدُ الْمِزَاجَ؛ فَتَجْعَلُ الكَبِيرَ كَالسَّفِيهِ، وَتُوجِبُ كَثْرَةَ الْأَكْلِ، وَتُورِثُ الْجُنُونَ، وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ صَارَوا مَجْانين بِسَبَبِ أَكْلِهَا".
وقبلَ أكثرَ من قرنينِ من الزمانِ قامت بريطانيا بشنِ حربِ الحشيشِ ضدَ الصينِ، وهي أقذرُ حروبِ التاريخِ على الإطلاقِ، فقد زرعتْ الحشيشَ في شمالِ الهندِ، وقامت بإدخالِه إلى الصينِ، وأدمنَه كثيرٌ من الصينيينَ، ودمرَ مجتمعَهم، حتى بلغَ الأمرُ بالمتعاطي الصينيِ أن يقومَ ببيعِ أرضِه ومنْزلِه وزوجتِه وأولادِه للحصول على الحشيشِ! وأخيرًا نجحت بريطانيا في هذه الحربِ، وحققتْ ما تريدُ، وكذلك تفعلُ إسرائيلُ وإيرانُ وغيرُها بالمسلمينَ أفرادًا وشعوبًا ودولًا.
أما بعدُ: فالوقفةُ الرابعةُ: حقٌ على كلِّ أبٍ وأمٍ ومربٍّ أن يتعرفَ على صنوفِ هذه المخدراتِ وأنواعِها وأشكالِها وآثارِها وعلاماتِ متعاطيها؛ حتى يُوجه أبناءَه وبناتِه إلى الحذرِ منها، ويتعرفَ مبكرًا على من تعاطاها.
وأهلُ الشرِ والفسادِ، لا يُريحُهم إلا فسادُ الآخرينَ، ووقوعُهم فيما وقعوا فيه من معصيةٍ، قال الله-تعالى-: [وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا*يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا]،
فإذا عرفتم أنَّ اللهَ-تعالى-يأمرُكم بما فيه صلاحُكم وفلاحُكم وسعادتُكم، وأنَّ هؤلاءِ المتبعينَ لشهواتِهم يأمرونَكم بما فيه غايةُ الخسارةِ والشقاءِ، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيينِ، وتخيّروا أحسنَ الطريقينِ.
ومما يجبُ التأكيدُ عليهِ تحذيرُ الأبناءِ المبتعثينَ من المخدراتِ، وتذكيرُهم بأهميةِ الثباتِ على الطاعةِ، والاستمرارِ على الاستقامةِ، واستشعارِ خوفِهم وخشيتِهم من اللهِ، [إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ]، وتذكيرُهم بأنَّ أعداءَ هذه الأمةِ يعملون ليلَ نهارَ لإضلالِهم وانحرافِهم.
الوقفةُ الأخيرةُ: الدعاءُ بأنْ يحفظَ اللهُ هذه البلادَ وأهلَها والمسلمينَ من كلِّ شرٍ، وأن يكفيَ جميعَ المسلمينَ الشرَ والأشرارَ بما يشاءُ....
[/align]
أما بعد: فلقدْ تعرضتْ بلادُنا خلالَ الأشهرِ الستةِ الماضيةِ من هذا العامِ إلى هجمةٍ شرسةٍ من تجارِ المخدراتِ، وكانتْ حصيلةُ ما ضُبطَ من هذه التجارةِ المحرمةِ ما أعلنتْه وزارةُ الداخليةِ في بيانِها في شهرِ شعبانَ من هذا العامِ، والذي أُعلنَ فيه عن ضبطِ أكثرَ من واحدٍ وعشرين مِليونَ قُرصٍ من أقراصِ الكبتاجون، وتسعةَ عشرَ طنًا من الحشيشِ، ومئتينِ وتسعةَ عشَرَ كيلوجرامًا من الكوكايينِ، واثنينِ وعشرينِ كيلوجرامًا من مخدر الشبو..
إذا كانت المخدراتُ فيها ما فيها من الأضرارِ التي تفتكُ بالإنسانِ، فإن مخدرَ الشبوِ أحدُ أخطرِ أنواعِ المخدراتِ المستحدثةِ، والتي بدأتْ تجدُ طريقَها إلى مجتمعاتِنا العربيةِ بشراسةٍ وانتشارٍ، ونجدُ أن هذا المخدرَ ومصادرَ تصنيعِه تستهدفُ بشكلٍ كثيفٍ دولَ الخليجِ، ويُعتبرُ من المنشطاتِ شديدةِ الإدمانِ، ذلك أنَّ جُرعة واحدة أو اثنتينِ من الشبوِ تكفي لجعلِ متعاطيها غارقًا في حالةٍ شديدةٍ من الهلوسةِ السمعيةِ والبصريةِ، منفصلًا تمامًا عن الواقعِ، ومفعولُ الجُرعةِ الواحدةِ قد يمتدُ شهرًا كاملًا.
وإذا وُجدَ هذا المخدرُ في بلدٍ انتشرَ بسرعةٍ كبيرةٍ؛ لرخصِه، وإدمانِ متعاطيهِ باستخدامِه مرةً أو مرتينِ، وخفائِه وعدمِ معرفةِ الناسِ به، وانعدامِ رائحتِه.
أيها الأحبة: وهذه وقفاتٌ مع هذه الإحصاءاتِ:
الوقفةُ الأولى: تُشَنُّ على هذه البلادِ حربٌ عظمى لا هوادةَ فيها، بأساليبَ متعددةٍ هذه من أقذرِها، وما تضمنتْه هذه الإحصاءاتُ جزءٌ من هذهِ الحربِ السريةِ الصامتةِ التي تفتكُ في جسدِ الأُمةِ، حربٌ لا يُسمع فيها أزيزُ الطائراتِ، ولا دويُ المدافعِ، ولا هديرُ الدباباتِ، ولا انفجارُ القنابلِ، ولا يُرى فيها لهيبُ الصواريخِ، إنها حربُ الإبادةِ بالسمومِ البيضاءِ، ولن تتوقف هذه الحربُ على هذا الوطنِ حتى يُحَقِقَ صانعوها أهدافَهم، ولكنَّ اللهَ-تعالى-محيطٌ بهم، لهم بالمرصادِ، قال-تعالى-: [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ]. ولن يُبطلَ أمرَ الله مُبْطِلٌ، ولن يَغلبِه مُغالبُ، [وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ].
فالواجبُ علينا ألا نحزنَ ولا نخافَ ولا نيأسَ.
الوقفةُ الثانيةُ: إنَّ هذه الإحصاءاتِ وما تضمَّنَته من حقائقَ مخيفةٍ مفزعةٍ، تدلُ على مقدارِ الهجمةِ الشرسةِ على بلادِنا، وتدلُ على حجمِ المسؤوليةِ الملقاةِ علينا جميعًا لدرءِ هذا الشرِ الداهمِ، والخطرِ المحدقِ ببلادِنا؛ لذا يجبُ علينا الوقوفُ صفًا واحدًا، يدًا بيدٍ أمامَ تجارِ المخدراتِ ومروجيها، وتقديمُ المعلوماتِ عنهم إلى أجهزةِ الأمنِ المعنيةِ بمكافحةِ المخدراتِ، ومن تسترَ عليهم أو سكتَ عنهم فهو شريكٌ لهم في العقوبةِ والإثمِ في الدنيا والآخرةِ.
الوقفةُ الثالثةُ: حربُ المخدراتِ قديمةٌ، يقفُ وراءَها دولٌ وعصاباتٌ هم أعداءُ الإسلامِ والإنسانِ، وعُبادُ المالِ ورُفقاءُ الشيطانِ، ينشرون هذا الوباءَ بين الناسِ لتدميرِهم وتحويلِهم إلى مجموعاتٍ من المدمنين والمرضى والعاطلينَ عن العملِ؛ هدامونَ مجرمونَ، لا بنائينَ معمرينَ، وهذا يؤدي إلى إلحاقِ الضررِ الفادحِ بالأمنِ والاقتصادِ، والبنيانِ العائليِ والاجتماعيِ والثقافيِ، ونشرِ الجريمةِ، وإشغالِ الأجهزةِ الأمنيةِ عن المشكلاتِ الحقيقيةِ، مما يهيئ البلدَ لاستنزافِ مواردِه، واستباحتِه، وتدنيسِ مقدساتِه.
لقد أثبتَ لنا التاريخُ أنَّ سلاحَ المخدِّراتِ يُوجَّه للأممِ بهدفِ نخرِها من الداخلِ، وتجريدِها من أهمِ عناصرِ القوةِ فيها، وهو الشبابُ القويُ الواعي، المنتمي لدينِه ووطنِه، الغيورُ عليه، والحريصُ على مقدراتِه.
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رحمه الله-وهو يتحدثُ عن حكمِ الحشيشِ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا بَلَغَنَا أَنَّهَا ظَهَرَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَوَاخِرِ الْمِئَةِ السَّادِسَةِ وَأَوَائِلِ السَّابِعَةِ حَيْثُ ظَهَرَتْ دَوْلَةُ التترِ؛ وَكَانَ ظُهُورُهَا مَعَ ظُهُورِ سَيْفِ جنكيز خان، لَمَّا أَظْهَرَ النَّاسُ مَا نَهَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ مِنْ الذُّنُوبِ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْعَدُوَّ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْحَشِيشَةُ الْمَلْعُونَةُ مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ...، فَإِنَّهَا تُسْكِرُ آكِلَهَا حَتَّى يَبْقَى مصطولا، وتُورِثُ التَّخْنِيثَ والدُيوثةَ، وَتُفْسِدُ الْمِزَاجَ؛ فَتَجْعَلُ الكَبِيرَ كَالسَّفِيهِ، وَتُوجِبُ كَثْرَةَ الْأَكْلِ، وَتُورِثُ الْجُنُونَ، وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ صَارَوا مَجْانين بِسَبَبِ أَكْلِهَا".
وقبلَ أكثرَ من قرنينِ من الزمانِ قامت بريطانيا بشنِ حربِ الحشيشِ ضدَ الصينِ، وهي أقذرُ حروبِ التاريخِ على الإطلاقِ، فقد زرعتْ الحشيشَ في شمالِ الهندِ، وقامت بإدخالِه إلى الصينِ، وأدمنَه كثيرٌ من الصينيينَ، ودمرَ مجتمعَهم، حتى بلغَ الأمرُ بالمتعاطي الصينيِ أن يقومَ ببيعِ أرضِه ومنْزلِه وزوجتِه وأولادِه للحصول على الحشيشِ! وأخيرًا نجحت بريطانيا في هذه الحربِ، وحققتْ ما تريدُ، وكذلك تفعلُ إسرائيلُ وإيرانُ وغيرُها بالمسلمينَ أفرادًا وشعوبًا ودولًا.
الخطبة الثانية
وأهلُ الشرِ والفسادِ، لا يُريحُهم إلا فسادُ الآخرينَ، ووقوعُهم فيما وقعوا فيه من معصيةٍ، قال الله-تعالى-: [وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا*يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا]،
فإذا عرفتم أنَّ اللهَ-تعالى-يأمرُكم بما فيه صلاحُكم وفلاحُكم وسعادتُكم، وأنَّ هؤلاءِ المتبعينَ لشهواتِهم يأمرونَكم بما فيه غايةُ الخسارةِ والشقاءِ، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيينِ، وتخيّروا أحسنَ الطريقينِ.
ومما يجبُ التأكيدُ عليهِ تحذيرُ الأبناءِ المبتعثينَ من المخدراتِ، وتذكيرُهم بأهميةِ الثباتِ على الطاعةِ، والاستمرارِ على الاستقامةِ، واستشعارِ خوفِهم وخشيتِهم من اللهِ، [إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ]، وتذكيرُهم بأنَّ أعداءَ هذه الأمةِ يعملون ليلَ نهارَ لإضلالِهم وانحرافِهم.
الوقفةُ الأخيرةُ: الدعاءُ بأنْ يحفظَ اللهُ هذه البلادَ وأهلَها والمسلمينَ من كلِّ شرٍ، وأن يكفيَ جميعَ المسلمينَ الشرَ والأشرارَ بما يشاءُ....
[/align]
المرفقات
المخدرات-حرب الإبادة الصامتة-23-8-1438هـ-عبدالله الطريف-الملتقى-بتصرف.docx
المخدرات-حرب الإبادة الصامتة-23-8-1438هـ-عبدالله الطريف-الملتقى-بتصرف.docx
المشاهدات 1451 | التعليقات 2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد تشرفت بمرورك الكريم، وأسأل الله لكم وللمسلمين من الخير فوق ما تتمنون، وأن يدفع عنا وعنكم وعن المسلمين كل شر بما يشاء، وأن يبارك في علمك وعملك وكل شأنك. آمين.
عبد الله بن علي الطريف
شكر الله لك شيخ محمد ورفع قدرك وفتح عليك من أبواب فضله وجوده ما لا تحتسب.
تعديل التعليق