المتابعة الأسبوعية لخطبة الجمعة 8 رجب 1434هـ

مشرف المتابعة الأسبوعية
1434/07/01 - 2013/05/11 17:40PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على تفاعلكم ومشاركتكم لنا في هذه الزاوية الأسبوعية المتجددة
ونسأل الله تعالى أن نسهم ولو بالقليل في تحسين اختياراتكم لخطب الجمعة في مساجدكم
ونبدأ بإذن الله تعالى تلقي الاقتراحات حول خطبة
8 رجب 1434هـ
المشاهدات 3905 | التعليقات 2

الإسراء والمعراج حقيقته وحكمه دروس وعبر

%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC-111-150x150.jpg إن الله تعالى أيد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة ومتنوعة ومعجزات دائمة ومعجزات مؤقته ومن المعجزات والمؤقتة الإسراء برسول الله صلى الله على وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم العروج به إلى السموات العلى حتى انتهى إلى سدرة المنتهى…
خطبة بعنوان : الإسراء والمعراج حقيقته وحكمه دروس وعبر
العناصر:
1- تعريفه 2- حقيقته 3- الحكمة من عروجه من بيت المقدس 4- الدروس والمستفادة من حادثة الإسراء و المعراج 5- تاريخ الإسراء والمعراج.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدع ضلالة وكل ضلالة في النار .
عباد الله:
فإن الله تعالى أيد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة ومتنوعة ومعجزات دائمة ومعجزات مؤقته ومن المعجزات والمؤقتة الإسراء برسول الله صلى الله على وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم العروج به إلى السموات العلى حتى انتهى إلى سدرة المنتهى.
فما هو الإسراء وما هو المعراج؟
أما الإسراء فهو مأخوذ من السري وهو المشي ليلا .
وأما المعراج فهو مأخوذ من العروج وهو الصعود إلى أعلا وقد ثبت ذلك فالأحاديث الصحيحة وبالقرآن الكريم قال الله تعالى : ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) )) سورة النجم الآيات (13-18)).
أما حقيقة الإسراء فقد واقع للنبي عليه الصلاة و السلام روحا وحسدا
1-قال الله تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) سورة الإسراء آية (1).
ولفظ العبد يطلق في للغة على الروح والجسد.
2-إن الإسراء بالروح ليس أمرا خارقا بل أمر عادي يحدث لجميع الناس ومما استدل به القائلون بأن الإسراء كان بالروح فقط قول : عائشة رضي الله عنها : (( ما فقد جسده الشريف ))
لكن رد هذا بما يأتي:
1-هذا القول لا يثبت عنها ففي سنده انقطاع و جهالة.
2-أنها لم تتحدث عن مشاهدة بل عن سماعة لأنها لم تكن قد تزوجته.
3-أنها كان تقول : ((ما رأى ربه )) وذلك لاعتقادها أن الإسراء كان روحا وجسدا معا.
وهنا يطرح سؤال وهو : لماذا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس وليس من مكة المكرمة؟ للأسباب التالية:
1-إثارة التعجب عند المشركين كيف ثم الانتقال والمسافة بعيدة ولذا طلبوا منه وصف بيت المقدس.
2-المسجد الأقصى كان فيه اجتماع الأنبياء الذين اجتمعوا به وكرموه بالإمامة في الصلاة.
3-في الإمامة بالأنبياء تسليم للقيادة نبينا عليه الصلاة والسلام .
4- في ذلك تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام فإن لم يؤمن به مشركو مكة فقد أمن به المصطفون الأخيار.
5-وفي ذلك دليل نسخ الإسلام للديانات السابقة.
6-وفي ذلك إشارة إلى أن الإسلام سينشر رغم تضيق فار قريش له .
أخوة الإسلام :
إن في حادثة الإسراء والمعراج دروس وعبر ينبغي الاستفادة منها وهي:
1-تثببت قلب النبي عليه الصلاة والسلام في مواجهة جحافل الشرك .
2-أنه عليه الصلاة والسلام كان مقدما على فترة جديدة من حياة الدعوة وهي الهجرة فاراد سبحانه أن تكون لبنات الدعوة قوي ومتماسكة وصلبه فجعل الله هذا الاختبار والتمحيص ليخلص الصف من الضعاف.
3-إظهار شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام في مواجهة المشركين بما نتكره عقولهم.
4-إظهار نماذج من ثبات وصلابة أصحابه كما حدث من أبي بكر رضي الله عنه
5-إن صلاته بالأنبياء تسليمه للقيادة والريادة.
6- في الربط بين المسجد الحرام والأقصى دلائل أهمها:
ا- أهمية المسجد الأقصى.
ب- إشعار المسلمين بمسئوليتهم تجاه المسجد الأقصى.
ج- أن تحرير المسجد الأقصى فيه عزة المسلمين وأن احتلاله فيه ذلة للمسلمين وهذا على مر العصور الإسلامية فبيت المقدس والأرض المقدسة أرض المحشر والمنشر والرباط و الجهاد إلى يوم الدين.
7- أهمية الصلاة في حياة المسلمين.
8-التحذير من مخاطر الأمراض الاجتماعية كالربا والزنا والغيبة والنميمة.
عباد الله :
أعلموا حفظكم الله أنه لم يثبت يقينا متى كان ا لإسراء والمعراج فقد اختلف في ذلك إلى عدة أقوال:
فقيل أنه في شهر ربيع الأول وفيل الثاني وقيل في 27 رجب وهذا هو الذي اشتهر بين عامة الناس ولا دليل يدل على هذا بل الصحيح أنه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
لقد عرجت يا رسول الله إلى السموات العلى حتى بلغت سدرة المنتهى فكان هذا المعراج رمزا للارتفاع عن حياة مليئة بالمشكلات والمظالم إلى عالم تسوده الرحمة الطمأنينة.
ألا ما أحوج الإنسان اليوم إلى هذه التعاليم ليرتفع من حضيض المادة والجهل ويتطلع نحو السماء فيعيش بروحه وعبادته لربه وأخلاقه وتنجو الإنسانية المهددة بالحروب من ظلم الإنسان و جشعه.
نسأل الله عز وجل أن يفقهنا في الدين وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
والحمد لله رب العالمين
رابط الخطبة : http://almaqtari.net/?p=3237


جزاك الله خيرًا أستاذ محب آل البيت ، و حتّى لا يتساءل الناسُ عن مناسبة الحديث عن الإسراء و المعراج في ظل الظروف الدولية والإقليمية التي يمُرُّ بها جسدُ الأمّة ، أقترح تجاوُز الطرح التاريخي التفصيلي للحادثة ، فهو معلومٌ لدى الجميع ، و خيرٌ منه العرُوجُ بالموضوع إلى الحديثِ عن الجوّ الذي جاءت فيه مكافأة الإسراء و المعراج ، العروجُ بالناسِ إلى مقاصدِهِ و آفاقِهِ التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأحداث التي تَمُرُّ بها الأمّةُ عمومًا وبلادُ الشّام خصوصًا :
فكما تعلم أستاذي الفاضل فالإسراء والمعراج كان مكافأة ربانية لما لاقاه المصطفى صلى الله عليه وسلم من آلام وأحزان، إذ كان بعد حصار دام ثلاث سنوات في شعب أبي طالب ، وما لاقى أثناءه من جوع وحرمان ، كان بعد فقد الناصر الحميم أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها - ، كان بعد فقده عمه أبي طالب الذي ما كان يتركه لأحدٍ أبدا ، كان بعد ما ناله من ثقيف وسفهائها وعبيدها . . أحزانٌ و احزانٌ و احزان . . !

بعد هذه الآلام . . كافأه الله تعالى فرفعه إليه وقربه وأدناه ، ما أنساه كل ما كان لاقاه من حزن وألم ونصب وتعب . .!
تأملوا إخواني في الله : ربُّنا قويٌّ غنيٌّ قادر .. وإنّما لكلّ أجلٍ كتاب ! :

- روى البخاري عن أنس بن مالك [FONT="]رضي الله عنه قال: قال رسول الله [FONT="]صلى الله عليه وسلم [/FONT]:"لما عرج بي إلى السماء بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف،قال:ما هذا يا جبريل؟!قال:هذا الكوثر الذي أعده ربك،فإذا طينه مسك أذفر"[1] .[/FONT]
- روى البخاري ومسلم :"رأى رسول الله [FONT="]صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح"[2] .[/FONT]
عن عبد الله بن مسعود :" ﴿ إذ يغشى السدرة ما يغشى ﴾ ؛قال : فراشٌ من ذهب " [3].
أعتقدُ أنَّهُ لو طُرِحَ الموضوع بهذا النّفَس يكونُ لهُ وقعٌ كبير ، والله تعالى أعلم .

[FONT="][1][/FONT] - أخرجه البخاري في الرقاق(6581).

[FONT="][2][/FONT] - أخرجه البخاري في التفسير(4956)،ومسلم(174).

[FONT="][3][/FONT] - أخرجه مسلم في كتاب الإيمان(173).