المبادرة إلى حجِّ الفَرِيضَةَ - وثَوْرَةٌ فِي التَّوَاصُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ

محمد البدر
1440/11/08 - 2019/07/11 11:32AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أمّا بَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ ﴾[آل عمران: 97]. الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : « بُنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : « أيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُم الحَجَّ فَحُجُّوا » فَقَالَ رَجُلٌ : أكُلَّ عَامٍ يَا رَسولَ اللهِ فَسَكَتَ ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ » ثُمَّ قَالَ «ذَرُوني مَا تَرَكْتُكُمْ ؛ فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ ، فَإذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَدَعُوهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ : إن الحج يهدم ما كان قبله قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»  رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أيُّ العملِ أفضلُ قَالَ: إيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا قَالَ: الجهادُ في سَبيلِ اللهِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا قَالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ» متفقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ قَالَ :لاَ لَكُنَّ أَفْضَل الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ: كان السلف الصالح تشتاق نفوسهم، في مثل هذه الأيام شوقاً للحج إلى بيت الله الحرام فمن أراد أن يحج فريضةً فليبادر قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ » رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
ومن أراد الحج نافلة فعليه أن يلتزم بالأنظمة التي وضعتها الدولة وفقها الله مراعاة للمصلحة العامة، ومنها اخذ تصريح بالحج لكل خمسة سنوات واياكم والتحايل واتخاذ الوسائل والأساليب غير المشروعة والطرق الملتوية من (دفع رشوة أو شراء تصريح بدون مخيم ،أو لبس المخيط لدخول المشاعر إلى غير ذلك) فلا ينبغي ارتكاب معصية لفعل طاعة كذلك ينبغي عدم الافتراش والحذر من المدافعة والمزاحمة...
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: التَّوَاصُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ أو ثَوْرَةٌ التَّوَاصُلِ قَدْ غَيَّرَتِ في الأَخْلاقَ وَالسُّلُوكَ وَالتَّعَامُلِ بَيْنَ النَّاسِ، حَتَّى أصبحت الْبُيُوتَ وكأنها خاوية وخالية، فإذا اِجْتمَعت الأُسْرَةِ بالأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ وَالزَّوْجَاتِ وَالإِخْوَانِ والأَخَوَاتِ تَأَبَّطا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جِهَازَهُ ،ليَعِيشُ بِجَسَدِهِ مَعَ الأُسْرَةِ ، وَأَمَّا رُوْحُهُ وَعَقْلُهُ فَمَعَ جِهَازِهِ، يعيش في عالم آخر، ساكناً لا يَتَحَرَّكُ مِنْ مَكَانِهِ لساعات طويلة ،بَلْ أَنَّ هذه الأجهزة قَدْ فَتَنَتِ النَّاسَ حتى فِي عِبَادَاتِهِمْ؛ فشغلتهم عن الصَّلاَةِ وقراءة الْقُرْآنِ وَالدعاء وَالذكر فِي مَوَاطِنِهِ الْفَاضِلَةِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إن الإِدْمَانِ عَلَى هَذِهِ الأَجْهِزَةِ، أثر سلبياً على الأطفال والشَّبَابِ وَالْفَتَيَاتِ ،فَغَلَبَ عَلَيها التَّمَرُّدُ وَالتَّفَرُّدُ، وَالاِنْعِزَالِيَّةُ وَالاِنْطِوَائَّيَّةُ، وَتَثَاقُلُ الْجُلُوسِ مَعَ الأُسْرَةِ، وَالسَّخَطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَقَلَ الفهم وتبلد الإحساس واضمحلت الغيرة وازدادت الحيرة وقل التركيز وحلت البلادة والغباء والله المستعان. الا وصلوا ..
المرفقات

إلى-حجِّ-الفَرِيضَةَ-وثَوْرَةٌ-فِي-ال

إلى-حجِّ-الفَرِيضَةَ-وثَوْرَةٌ-فِي-ال

المشاهدات 967 | التعليقات 0