الماء و المطر نعمة وعذاب
محمود الطائي
1435/02/04 - 2013/12/07 21:00PM
عباد الله ... ان في التفكر بخلق الله تعالى اياتٌ وعبر ، وعظات لمن تدبر ونظر ، بالأمس كنا نتفيء الظلال خوفاً من الشمس الحارقة ، واليوم نتطلع الى شعاعها وضوئها بعد ان غيبتها الغيوم ، فسبحان الذي يقلب الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .
سبحان من كان هذا الكونُ تحتَ تدبيرِه ، وقدَّر كل شيءٍ بتقديرِه ، وسخَّره بتسخيرِه ، لا اله الا هو ، ليس له نظيرٌ فيساميه ، ولا قريبٌ فيدانيه.
في هذه الايام تتقلب الابصار الى الافاق ، راجية رحمة العزيز الخلاّق
سُبحَانَهُ جل جلاله ( اللهُ الَّذِي يُرسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا، فَيَبسُطُهُ في السَّمَاءِ كَيفَ يَشَاءُ ، وَيَجعَلُهُ كِسَفًا ، فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ ، فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ إِذَا هُم يَستَبشِرُونَ )
من اعظم الايات ، التي يُريها الله تعالى لعباده : هو نزول الماء من السماء ، كيف لا ونحن نرى الرياحَ تجمَعُ السحاب ، فينتشِر فوقَنا ، ويَنزِلُ ماءَهُ علينا ، فتسيلُ أوديةٌ بقدرها ، وترتوي الأرضُ بسيلها ، فينبُتُ زرعُها ، ويسقى شَجَرُها ، فهذا ان دل على شيءٍ ، فأنما يدُل على عظمة الربِّ جل وعلا ، فمن أرسل الرياح : انه الله ، ومن أمره ليـُـثيرَ السحاب : انه الله ، ومن بسطه في السماء كيف يشاء : انه الله ، ومن أمر الماء ان يخرجَ من خلاله : انه الله .
فلا اله الا الله
{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ، وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ، مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ، أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}
يقول الإمام مالك رحمه الله: جاءني ملك الموت في يومٍ وأنا نائم فسألته فقلت له: كم بقي لي من عمري؟ فرد عليّ وأشار بكف يده ـ أي خمسة ـ فاستيقظت من نومي ولم أعرف أهي خمس سنين؟ أم خمسة أشهر؟ أم خمسة أسابيع؟ أم خمسة أيام؟ فأصبحت في حيرةٍ من أمري فذهبت إلى ابن سيرين وقلت له جاءني ملك الموت في منامي فسألته وقلت له يا ملك الموت كم بقي من عمري؟ فأشار لي بكف يده أي خمسة.... فقال له ابن سيرين رحمه الله : إن ملك الموت يقول لك إن هذا السؤال من بين خمسة أسئلة لا يعلمها إلا الله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفـسٌ ماذا تكسب غـدا وما تدري نفـسٌ بأي أرضٍ تموت إن الله عليمٌ خبيرٌ .
وهذه القصة نذكرها للإستئناس بها صحت ام لم تصح فإن المنامات لاينبني عليها احكام
عباد الله نعمة المطر تحتاج منا الى تدبر وتفكر وشكر لله عليها يقول الله تعالى ( أَفَرَءيْتُمُ الْمَاء الَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ) أي جعلناه مالحا لا ينتفع به.
( قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ) بل ربما يصرفه عن اقوام بالكلية ويعطيعه لآخرين بحكمته جل وعلا
عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ : مَا عَام بِأَكْثَر مَطَرًا مِنْ عَام , وَلَكِنَّ اللَّه يُصَرِّفهُ بَيْن خَلْقه ; قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنهمْ } .
صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال (هل تدرون ماذا قال ربكم) قالوا الله ورسوله أعلم قال: (قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ..فأول شكر النعم ردها للمنعم جل وعلا .ثم استعمالها في طاعة اللهوالاستعانة بها على مراضيه والاستقامة على مراده والله تعالى يقول (وَأَلَّوْاسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ، أي : لواستقاموا على طريقة الهدى وملةِ الإسلام قولا وعملا واعتقادا لأسقيناهم ماءً كثيرا .
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض )
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتاً في سَحَابَةٍ : اسقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأفْرَغَ مَاءهُ في حَرَّةٍ ، فإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَت ذَلِكَ الماءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ المَاءَ ، فإذَا رَجُلٌ قَائمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بِمسحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ، ما اسمُكَ ؟ قال : فُلانٌ للاسم الذي سَمِعَ في السَّحابةِ ، فقال له : يا عبدَ الله ، لِمَ تَسْألُنِي عَنِ اسْمِي ؟ فَقَالَ : إنِّي سَمِعْتُ صَوتْاً في السَّحابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ ، يقولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاسمِكَ ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ، فَقَالَ : أمَا إذ قلتَ هَذَا ، فَإنِّي أنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، فَأتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ ، وَآكُلُ أنَا وَعِيَالِي ثُلُثاً ، وَأردُّ فِيهَا ثُلُثَهُ » .
بهذا تشكر النعم عباد الله فيحمد الله تعالى باللسان ، ويشكر بالجوارح والبنان ، " اعملوا ال داود شكرا "
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر كان يقول: ((اللهم صيبًا نافعًا)) ،وفي رواية اللهم صيبًا هنيئًا، وكان يقول ( اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق ) ,
وثبت عنهأ يضًا أنه قال: ((مطرنا بفضل الله ورحمته)).
أما إذا نزل المطر وخشي منه الضرر فيدعى بقوله : ((اللهم حوالينا ولاعلينا، اللهم على الآكام والظراب وبطونِ الأودية ومنابت الشجر))
وفي الحديث الحسن ايضاً: ((ثنتان لا يرد فيهما الدعاء: عند النداء، وعند نزول المطر ) ، فحري بنا استغلال اوقات الاجابة لعل الله ان يفرج عنا ما نحن فيه ,
وكانوا إذا سمعوا الرعد تركوا الحديث وقالوا: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ، وأخرج أبو داود عن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم الرعد فسبحوا.
فعلموها الاطفال والصغار حتى يتربوا على الخوف من العزيز الجبار
و كان إذا هبت الريح الشديدة رؤي ذلك في وجهه - صلى الله عليه وسلم - وعندما ينعقد الغيم في السماء ويكون السحاب ركاما يُرى - عليه الصلاة والسلام - يقبل ويدبر ويدخل البيت ويخرج ، فتقول له ام المؤمنين : ما بك يارسول الله ؟ فيقول : ما يؤمنني أن يكون عذابًا ؟ إن قومًا رأوا ذلك فقالوا : ( هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَاب ٌأَلِيمٌ ) حتى إذا نزل المطر سُرِّي عنه - عليه الصلاة والسلام
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين
استغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية :
اخوة الاسلام ان المطر جنديٌّ من جُنود الله تعالى يسخره حيث يشاء فينزل على المؤمنين رحمة وبشرى لهم وعلى الكافرين عذابا ونكالاً بهم
يقول الله تعالى {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاء ِمَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}
وهو نفسه كان وبالاً على اقوامٍ عذبهم الله به وأغرقهم فيه كقوم نوح الذين قال الله تعالى عنهم (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء ِبِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} طَغَى المَاءُ، فَزَادَ حَتَّىغَطَّى قِمَمَ الجِبَالِ، وقوم سبأ {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِيمَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}
إنَّهالماء نفس الماء الذي شقه الله تعالى لموسى عليه السلام ومن معه ، وهو نفسه الماء الذي اغرق الله به فرعون ومن معه ،
بل ان الله يعذب اهل النار بماء وليس كأي ماء {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُبِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} فيقتربون منه ليشربوه عسى ان يطفي حرارتهم فإذا به يشوي وجوههم {وَإِن ْيَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}
فَإِذَا شَرِبُوهُ أَحْرَقَ أَحْشَاءَهُمْ ، (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك
اللهم لا تحرمنا خير ماعندك بسوء ماعندنا
اللهم اسقنا الغيث ولاتجعلنا من القانطين
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق
سبحان من كان هذا الكونُ تحتَ تدبيرِه ، وقدَّر كل شيءٍ بتقديرِه ، وسخَّره بتسخيرِه ، لا اله الا هو ، ليس له نظيرٌ فيساميه ، ولا قريبٌ فيدانيه.
في هذه الايام تتقلب الابصار الى الافاق ، راجية رحمة العزيز الخلاّق
سُبحَانَهُ جل جلاله ( اللهُ الَّذِي يُرسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا، فَيَبسُطُهُ في السَّمَاءِ كَيفَ يَشَاءُ ، وَيَجعَلُهُ كِسَفًا ، فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ ، فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ إِذَا هُم يَستَبشِرُونَ )
من اعظم الايات ، التي يُريها الله تعالى لعباده : هو نزول الماء من السماء ، كيف لا ونحن نرى الرياحَ تجمَعُ السحاب ، فينتشِر فوقَنا ، ويَنزِلُ ماءَهُ علينا ، فتسيلُ أوديةٌ بقدرها ، وترتوي الأرضُ بسيلها ، فينبُتُ زرعُها ، ويسقى شَجَرُها ، فهذا ان دل على شيءٍ ، فأنما يدُل على عظمة الربِّ جل وعلا ، فمن أرسل الرياح : انه الله ، ومن أمره ليـُـثيرَ السحاب : انه الله ، ومن بسطه في السماء كيف يشاء : انه الله ، ومن أمر الماء ان يخرجَ من خلاله : انه الله .
فلا اله الا الله
{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ، وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ، مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ، أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}
يقول الإمام مالك رحمه الله: جاءني ملك الموت في يومٍ وأنا نائم فسألته فقلت له: كم بقي لي من عمري؟ فرد عليّ وأشار بكف يده ـ أي خمسة ـ فاستيقظت من نومي ولم أعرف أهي خمس سنين؟ أم خمسة أشهر؟ أم خمسة أسابيع؟ أم خمسة أيام؟ فأصبحت في حيرةٍ من أمري فذهبت إلى ابن سيرين وقلت له جاءني ملك الموت في منامي فسألته وقلت له يا ملك الموت كم بقي من عمري؟ فأشار لي بكف يده أي خمسة.... فقال له ابن سيرين رحمه الله : إن ملك الموت يقول لك إن هذا السؤال من بين خمسة أسئلة لا يعلمها إلا الله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفـسٌ ماذا تكسب غـدا وما تدري نفـسٌ بأي أرضٍ تموت إن الله عليمٌ خبيرٌ .
وهذه القصة نذكرها للإستئناس بها صحت ام لم تصح فإن المنامات لاينبني عليها احكام
عباد الله نعمة المطر تحتاج منا الى تدبر وتفكر وشكر لله عليها يقول الله تعالى ( أَفَرَءيْتُمُ الْمَاء الَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ) أي جعلناه مالحا لا ينتفع به.
( قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ) بل ربما يصرفه عن اقوام بالكلية ويعطيعه لآخرين بحكمته جل وعلا
عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ : مَا عَام بِأَكْثَر مَطَرًا مِنْ عَام , وَلَكِنَّ اللَّه يُصَرِّفهُ بَيْن خَلْقه ; قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنهمْ } .
صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال (هل تدرون ماذا قال ربكم) قالوا الله ورسوله أعلم قال: (قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ..فأول شكر النعم ردها للمنعم جل وعلا .ثم استعمالها في طاعة اللهوالاستعانة بها على مراضيه والاستقامة على مراده والله تعالى يقول (وَأَلَّوْاسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ، أي : لواستقاموا على طريقة الهدى وملةِ الإسلام قولا وعملا واعتقادا لأسقيناهم ماءً كثيرا .
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض )
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتاً في سَحَابَةٍ : اسقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأفْرَغَ مَاءهُ في حَرَّةٍ ، فإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَت ذَلِكَ الماءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ المَاءَ ، فإذَا رَجُلٌ قَائمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بِمسحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللهِ، ما اسمُكَ ؟ قال : فُلانٌ للاسم الذي سَمِعَ في السَّحابةِ ، فقال له : يا عبدَ الله ، لِمَ تَسْألُنِي عَنِ اسْمِي ؟ فَقَالَ : إنِّي سَمِعْتُ صَوتْاً في السَّحابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ ، يقولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاسمِكَ ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ، فَقَالَ : أمَا إذ قلتَ هَذَا ، فَإنِّي أنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، فَأتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ ، وَآكُلُ أنَا وَعِيَالِي ثُلُثاً ، وَأردُّ فِيهَا ثُلُثَهُ » .
بهذا تشكر النعم عباد الله فيحمد الله تعالى باللسان ، ويشكر بالجوارح والبنان ، " اعملوا ال داود شكرا "
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر كان يقول: ((اللهم صيبًا نافعًا)) ،وفي رواية اللهم صيبًا هنيئًا، وكان يقول ( اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق ) ,
وثبت عنهأ يضًا أنه قال: ((مطرنا بفضل الله ورحمته)).
أما إذا نزل المطر وخشي منه الضرر فيدعى بقوله : ((اللهم حوالينا ولاعلينا، اللهم على الآكام والظراب وبطونِ الأودية ومنابت الشجر))
وفي الحديث الحسن ايضاً: ((ثنتان لا يرد فيهما الدعاء: عند النداء، وعند نزول المطر ) ، فحري بنا استغلال اوقات الاجابة لعل الله ان يفرج عنا ما نحن فيه ,
وكانوا إذا سمعوا الرعد تركوا الحديث وقالوا: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) ، وأخرج أبو داود عن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم الرعد فسبحوا.
فعلموها الاطفال والصغار حتى يتربوا على الخوف من العزيز الجبار
و كان إذا هبت الريح الشديدة رؤي ذلك في وجهه - صلى الله عليه وسلم - وعندما ينعقد الغيم في السماء ويكون السحاب ركاما يُرى - عليه الصلاة والسلام - يقبل ويدبر ويدخل البيت ويخرج ، فتقول له ام المؤمنين : ما بك يارسول الله ؟ فيقول : ما يؤمنني أن يكون عذابًا ؟ إن قومًا رأوا ذلك فقالوا : ( هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَاب ٌأَلِيمٌ ) حتى إذا نزل المطر سُرِّي عنه - عليه الصلاة والسلام
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين
استغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية :
اخوة الاسلام ان المطر جنديٌّ من جُنود الله تعالى يسخره حيث يشاء فينزل على المؤمنين رحمة وبشرى لهم وعلى الكافرين عذابا ونكالاً بهم
يقول الله تعالى {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاء ِمَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}
وهو نفسه كان وبالاً على اقوامٍ عذبهم الله به وأغرقهم فيه كقوم نوح الذين قال الله تعالى عنهم (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء ِبِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} طَغَى المَاءُ، فَزَادَ حَتَّىغَطَّى قِمَمَ الجِبَالِ، وقوم سبأ {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِيمَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}
إنَّهالماء نفس الماء الذي شقه الله تعالى لموسى عليه السلام ومن معه ، وهو نفسه الماء الذي اغرق الله به فرعون ومن معه ،
بل ان الله يعذب اهل النار بماء وليس كأي ماء {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُبِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} فيقتربون منه ليشربوه عسى ان يطفي حرارتهم فإذا به يشوي وجوههم {وَإِن ْيَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}
فَإِذَا شَرِبُوهُ أَحْرَقَ أَحْشَاءَهُمْ ، (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك
اللهم لا تحرمنا خير ماعندك بسوء ماعندنا
اللهم اسقنا الغيث ولاتجعلنا من القانطين
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق
المشاهدات 3637 | التعليقات 3
تستاهل شيخ محمود فخطبتك موفقة ونتمنى نلفت الأنظار إليها للفائدة والنفع
كتب ربي أجرك وأعانك على كل خير
هذا من حسن ظنكم
والخطبة منتقاة من خطب الشبكة المباركة
جزا الله شيوخنا الافاضل
والخطبة منتقاة من خطب الشبكة المباركة
جزا الله شيوخنا الافاضل
محمود الطائي
على التعديل
تعديل التعليق