الماء سر الحياة

يحيى جبران جباري
1439/08/05 - 2018/04/21 14:04PM

الحمدلله الإله الأ كرم ، علم ذا المخلوق مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره ، فهم من شاء بمالايفهم ، وأستعينه وهومعين خلقه ، ومن هدي فذاك محض فضله ، وهوالذي يقبل توب عبده ، إذا أتاه راجيالعفوه ،  وأشهد الله إله الخلق ، بأنه الواحد معط الرزق ، وكل من سواالرب العظيم قد خلق ، إلاالذي أنزل باللفظ اللبق ، وأن مرسول الإله أحمد ، عبدنبي ويقينا نشهد ، قدأخرج الناس من الضلالة ، ومن ظلام الشرك والجهالة ، إلى ضياء الدين والرسالة ،  ومااراد الله من هداية ، عليه صل الله بل وسلم ، أعداد أرزاق لها قد قسم ، ومن على النهج القويم سارا ، وآله وصحبه الأخيارا .

ثم أمابعد : عبادالله ، فإنني أوصي كما لنفسي ، أن تتقواالله جليل القدر ، في كل أمر عاسر ويسر ، فهذه الدنيا حياة خسر ، وخير مافيها التقى والذكر ، فاحذر أخي مابها من وزر ، واعمل لأخراك فسوف تدري  ،

بأن من عاش لأجل الدنيا ، فلن يطب عيشا بها ويهنا ،  ومن يعش فيها يريد الأخرى ، نال بأمر الله ماتمنى .

( ياأيهاالذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقواالله إن الله خبير بماتعملون 18 ( الحشر)

ايهاالمسلمون : ليس من جاهل  ،  بأن الله نهى عن الإسراف والتبذير في كل شيء ، يعلم سبب ذلك كل ذي دين وعاقل ، يقول واسع الفضائل ( يبني آدم خذوازينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين 31  ( الأعراف)   ويقول سبحانه في القول النازل ( وءات ذاالقربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذرتبذيرا 26 إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا  27 (الإسراء)  ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: في الحديث الصحيح ( كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة) وكم في القران والسنة من أدلة ، تنهى عن هذا الأمر البغيض ، ومايفضي إلى إيقاع الناس في شركه وإثمه ، بسبب مكائد الشيطان والتحريض ،  لذلك قال سبحانه : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ، وقد نهى الله جل وعلا ، عباده عن الإسراف ، لماله من تبعات وعواقب وخيمة ، تضر بالفرد والأسرة والمجتمع والدول ، بل وبالأمة والكون كله ،  ولأنه سبب لكفر النعمة التي عاقبتها كماقال ربكم ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان  فكفرت بأنعم الله  فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بماكانوا يصنعون   112 (النحل)  نعوذبالله من ذلك أن يكون ،  وقدرأيتم ماكان بالأمس ، في بعض دول ، من ترف ، وبذخ ، وسرف ، تحول إلى قحط ، وشح ، وخوف ، وجوع ، كماترون اليوم ، ولوأنهم اطاعوا رب العالمين لمكثوا في النعم والنعيم ، لذلك ضرب سبحانه المثل بسابقيهم في قوله (ولوانهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء مايعلمون 66 (المائدة)  فمنهج الاعتدال والوسط ، قد بينه الله وأذن لمن شاء به أن يحط ، في تسع كلمات لم تبلغ عشرا ، فقال عز من قائل ذكرا (ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف  6 (النساء)   نسأل الله لنا ولكم سلامة مافي الرأس والجوف.

أيهاالفضلاء : لئن كان الإسراف في الملبس والمطعم والمقتنيات ، بلاء ، فالإسراف في سر الحياة أشد بلاء ، وأقصد الماء ، يقول فاطر الأرض والسماء ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون  30 (الأنبياء)  ورسول الأمة نهى عن العبث بالماء ، حتى في الوضوء ، جاء في النسائي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: 

هكذا الوضوء فمن زاد عن هذا فقد أساء وتعدى وظلم )  وقد نهي عن الإسراف في الماء ولوكان المرء على نهر جاري ، فكيف بمن يحصل على الماء ، بالمال أو بفضل من هوبالخير ساعي ، فأين منا الواعي ، كان يتوضأعليه الصلاة والسلام بالمد ، ويغتسل بالصاع ، فهل يوجد اليوم من لمثل هذا الفعل انصاع ، وللهدي والحق أطاع ، يدخل احدنا للاغتسال فيذهب مئات اللترات من الماء ، بدون إهتمام أوخشية من الجزاء ، تذهب كميات كبيرة من المياه ، في غسل المنازل ،  أوالسيارات اوغيرهما ، بدون اهتمام اواحتياط لما يترتب على ذلك من هدر للماء ، ترى الماء يطفو في الشوارع ، وينزل من على أسقف المنازل ، بسبب عدم المبالات او معرفة لقدر هذه النعماء ، وكلنا واقع في هذا ، نسأل الله أن لايؤاخذنا بمافعل السفهاء ، قد يصبر المخلوق على الجوع لمدة من الزمن ولايموت ، ولكن هيهات ثم هيهات ، أن يصبر عن شربة ماء ،  وسلوا هوام البر والزرع ، ودواب الصحراء ، عن جدب الأرض و معاناتهم بسبب تأخر نزول القطر من السماء ،  نسأل الله أن يغيث قلوبنا بالإيمان ، ويغيث الارض والمخلوقات بالماء ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قال رب لم حشرتني اعمى وقدكنت بصيرا 125 قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتهاوكذلك اليوم تنسى 126وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى 127 (طه)  بارك الله لي ولكم في القران والسنة ونفعني وإياكم بمافيهما من الايات والحكمة قلت ماتسمعون وأستغفرالله لي ولكم ....

الخطبه الثانيه

الحمدلله كما اراد ، والشكرحتى نبلغ المراد ، ونشهد الله على الشهادة ، بأنه الحقيق بالعبادة ، وأن أحمدانبي الأمة ، كان لنا من كل سوء جنة ، صلى عليه باريء العباد ، ماسال سيل وجرى بوادي ،  وبعد: يامن قدأتيتم طاعة ، لمنهج السنة والجماعة ، فلتتقوا الله كمادعاكم ، فهوالذي للحق قدهداكم ( ياايهاالذين امنوا اتقواالله حق تقاته ولاتموتن إلاوأنتم مسلمون 102 (ال عمران)  عبادالله : الإسراف شر كله ، وعظيم وباله وخسره ، وإن من أعظم الإسراف وأكثره وأشد مانعيشه فيه ، هو الإسراف في الماء وهدره ، من كل أنواع وفئات البشر صغارا وكبارا ، وقد دعت وزارة المياه في هذه الدولة المباركة ، إلى وعظ الناس وإرشادهم وتذكيرهم بالواجب عليهم ، تجاه هذه النعمة العظيمة ، التي أصبح التساهل في هدهرها ، والعبث بها ، وإهمال حفظها ، ديدن الجل إن لم يكن الكل ، خشية من توابع ذلك وخطورته مستقبلا  أعاذنا الله ،  فالمياه الجوفية وكثير من مصادر المياه كالعيون وغيرها ، قلة ، إن لم تكن بعضها قد جفة ، بسبب قلة الأمطار ، غفرالله لنا ولكم الخطايا والأوزار ،  فعلى كل أب وأم ورب منزل ، أن يرشد أهله في حسن استهلاك المياه وعدم الإسراف فيها وهدرها ، عملا بأمر الله جل وعلا وأمر رسوله صل الله عليه وسلم  ، وخوفا من الإثم  ، وشكرهذه النعمة بالمحافظة عليها ، ليزيدها الله كماوعد ، لئن شكرتم لأزيدنكم ،  اللهم اجعلنا لك شاكرين ، لك ذاكرين ، لك مخبتين ، لك طائعين ، لك تائبين ، لا إله إلا أنت سبحانك إناكنا من الظالمين .

ثم صلاة وسلاما دائمين  ،،، على الذي جاء هدا للعالمين  ،،، محمد خير البرايا اجمعين .

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد .....

المشاهدات 1237 | التعليقات 1

رجاء إصلاح العنوان بارك الله فيك

الماء سر الحياة

فالخطأ في العنوان له ثقله واعتباره