المؤمن كالنخلة
هلال الهاجري
إِنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ .. أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) .. أما بعد:
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ وَهُوَ يَأْكُلُه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً خَضْرَاءَ كَالرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟). فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، فَقَالُوا: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَلَمْ يُصِيبُوا، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هِيَ النَّخْلَةُ).
عبادَ اللهِ .. وحيثُ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنطِقُ عن الهوى، فتعالوا لنرى بعضَ أوجِه الشَّبهِ بينَ المؤمنِ والنَّخلةِ:
فالنَّخلةُ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، والوَرقُ هو لِباسُ الشَّجرةِ وزينتُه، وكذلك المؤمنُ فخيرُ لباسِه التَّقوى كما قالَ تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)، فلا ترى المؤمنَ إلا تَقيَّاً مُداوِماً على ما أمرَ اللهُ تعالى، تاركاً ما نهى عنه، حتى يوافيَ ربَّه تعالى وهو وليٌّ من أولياءِ اللهِ تعالى الَّذينَ وصفَهم سُبحانَه بقولِه: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).
وكذلك جاءَ في حديثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: (إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لَا تَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ –أي جُزءٌ صغيرٌ- أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟)، قَالُوا: لَا، قَالَ: (هِيَ النَّخْلَةُ لَا تَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، وَلَا تَسْقُطُ لِمُؤْمِنٍ دَعْوَةٌ)، لأنَّهُ قد جاءَ في الحديثِ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا)، فقَالَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهم: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: (اللَّهُ أَكْثَرُ).
والنَّخلةُ كما جاءَ في الآيةِ: (تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)، فالبُسرُ والرُّطبُ والتَّمرُ يؤكلُ صيفاً وشِتاءً.. وكذلك المؤمنُ له عملٌ صالحٌ في كلِّ وقتٍ، في الصَّباحِ والمساءِ وفي الحَضرِ والسَّفرِ وفي الصِّحةِ والعافيةِ، مُتأسياً بحبيبِه وقُدوتِه كما قالَ عَلْقَمَةُ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ: قَالَتْ: (لَا،كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً –أي مُسْتَمِرًّا-)، وقَالَ: (أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)، وهكذا المؤمنُ يتقلَّبُ في أنواعِ الطَّاعاتِ، ويصعدُ له في السَّماءِ في كلِّ حينٍ عباداتٌ.
وأيضاً لعلَّ بعضُكم يُلاحظُ أنَّ النَّخلةَ لا تنبتُ في كلِّ أرضٍ، بل لا تنبتُ إلاّ في أراضٍ معيَّنةٍ طيِّبةِ التُّربةِ، ففي بعضِ الأماكنِ لا تنبتُ مُطلقاً، وفي بعضِها تنبتُ ولكن لا تُثمرُ، وفي بعضِها تُثمرُ ثَمراً رديئاً، فليس كلُّ أرضٍ تُناسبُ النَّخلةِ، وكذلك المؤمنُ يحتاجُ إلى بيئةٍ صالحةٍ يَعبدُ اللهَ تعالى فيها ويُظهرُ بها شعائرَ دينِه، ويحتاجُ إلى صُحبةٍ صالحةٍ تُعينُه على طاعةِ اللهِ تعالى، قالَ سبحانَه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)، وكما أوصاهُ حبيبُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حينَ قالَ له: (لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ).
ومما جاءَ في الأحاديثِ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ)، فالنَّخلةُ كلُّها منفعةٌ، فتمرُها غذاءٌ ودواءٌ وقُوتٌ وشرابٌ وفاكهةٌ وحَلوى، وجذعُها للأبنيَةِ، وسعفُها تُسقفُ به البيوتُ، وخُوصُها يُتَّخذُ منه المكاتلُ والآواني والحُصُرُ، ولِيفُها لصُنعِ الحِبالِ، بل حتى نوى التَّمرِ علفٌ للدوابِ، وهكذا المؤمنُ تنتفعُ بكلامِه المُباركِ وأخلاقِه الحسنةِ وتعاملِه الطَّيِّبِ فلا تجدْه إلا في حاجةِ النَّاسِ مُساعداً لهم وناصحاً وواعظاً وآمراً بالمعروفِ وناهياً عن المنكرِ ومُعيناً على نوائبِ الحقِّ، فهو كحامِلِ المِسكِ: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تَبتاعَ منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحاً طيِّبةً، وهؤلاءِ هم خيرُ هذه الأمةِ، وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُنَاسٍ جُلُوسٍ فَقَالَ: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟)، قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا، قَالَ: (خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ).
والنَّخلةُ لا تبقى حيّةً إلاّ إذا سُقيتْ بالماءِ، فإذا حُبسَ عنها الماءُ ذَبلتْ، وإذا قُطعَ عنها ماتتْ، فلا حياةَ لها بدونِه، وهكذا المؤمنُ لا يحيا الحياةَ الحقيقيةَ ولا تَستقيمُ حياتُه إلاّ بسقي قلبِه بالوحي، كلامِ اللهِ وكلامِ رسولِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، (أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُلُمُاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا).
والمؤمنُ من صفاتِه العفو، كما ذكرَ اللهُ: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وقالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا)، بل يسامحُ ويتجاوزُ عن الأخطاءِ ويردُّ على السَّيئةِ بالحسنةِ كما قالَ تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، وهذا من صفاتِ النَّخلةِ كما قالَ الشَّاعرُ:
كُنْ كالنَّخيلِ عن الأحقادِ مُرتفعاً *** يُرمى بصخرٍ فيُلقي أطيبَ الثَّمرِ
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلم وباركْ عليه وعلى آلِه الطيبينَ الطاهرينَ وعلى أصحابِه أجمعينَ، والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ .. أما بعد:
فالنَّخلةُ تمتازُ أيضاً بأنها كلَّما طالَ عمرُها ازدادَ خيرُها وجادَ ثمرُها، وهكذا المؤمنُ إذا طالَ عمرُه ازدادَ خيرُه وحسنَ عملُه، ففي الحديثِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟، قَالَ: (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ).
وكما أنَّ النَّخلةَ أصبرُ الشَّجرِ على العَطشِ، فكذلك المؤمنُ صبورٌ على البلاءِ لا تزعزعه المصائبُ، وقد اجتمعَ فيه أنواعُ الصَّبرِ الثلاثةُ: الصبرُ على طاعةِ اللهِ، والصبرُ عن مَعاصيه، والصبرُ على أقدارِه المؤلمةِ، مؤمناً باللهِ تعالى الحكيمِ في أقدارِه، مُحتسِباً ذلكَ الأجرُ الذي أخفى اللهُ تعالى مِقدارَه، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وأما ثباتُ أصلِ النَّخلِةِ في الأرضِ، واستقرارِها فيها، فشيءٌ مُشَاهدٌ، تَهبُّ عليها الأعاصيرُ والرِّياحُ ثم تنجلي وإذا النَّخلةُ صامدةٌ ثابتةٌ قائمةٌ، وهكذا المؤمنُ الصَّادقُ في ثباتِه على الحقِّ، فلا تحطمُه الفِتنُ ولا تفتنُه الشُّبهاتُ، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)، ولقد قالَ هِرَقْلُ لأَبي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبِ: وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟، فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ.
اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ إِيمَاناً لا يَرْتَدُّ، وَنَعِيماً لا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الخُلْدِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَينَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّه إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْـلِمِينَ، وَأَحْينَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلا دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلا مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلا مُبْتَلَى إِلاَّ عَافَيْتَهُ، وَلا ضَالاً إِلاَّ هَدَيْتَهُ، وَلا غَائِباً إِلاَّ رَدَدْتَهُ، وَلا مَظْلُوماً إِلاَّ نَصَرْتَهُ، وَلا أَسِيراً إِلاَّ فَكَكْتَهُ، وَلا مَيِّتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلا حَاجَةً لَنَا فِيهَا صَلاحٌ وَلَكَ فِيهَا رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا بِفَضْلِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
المرفقات
1675223282_المؤمن والنخلة.docx
1675223291_المؤمن والنخلة.pdf
منصور بن هادي
جزاك الله خير الجزاء
وجعلك الله نخلة ملتقى الخطباء
تعديل التعليق