اللوامع في خلق التواضع - الحلقة الثانية

خالد علي أبا الخيل
1437/10/25 - 2016/07/30 16:41PM
اللوامع في خلق التواضع
الحلقة الثانية
التاريخ: الجمعة: 24 / شوال / 1437 هـ

الحمد لله الذي منَّ على المؤمن بالتواضع، وجعل التواضع من أجل المطامع، وأشهد أن لا إله إلا الله، وهب المتواضع جملًا من المنافع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من لربه تواضع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أهل الخير والإخبات والتواضع.
أما بعد،.
فاتقوه سبحانه تنالوا رحمته ورضوانه، واستعدوا تسعدوا بجنانه، وتنجوا من نيرانه.
أيها المسلمون: مضى معنا في حلقة ماضية وجمعة سالفة، الحلقة الأولى في: اللوامع في خُلق التواضع، وفي هذه الجمعة التكملة الثانية، والحلقة التالية، تكملة لموضوع وأحوال المتواضع، ما هناك خير إلا والتواضع بابه، ولا أمر منغلق إلا والتواضع مفتاحه، ولا شر وبلاء، وهجر وشحناء، إلا والتواضع سبب لإزاحته.
تواضع لرب العرش علك ترفع
*** فما خاب عبد للمهيمن يخضع

وداوِ بذكر الله قلبك إنه
* ** لأشفى دواءٍ للقلب وأنفع
دو

التواضع تواضعان: أحدهما محمود، والآخر مذموم.
التواضع المحمود: ترك التطاول على عباد الله، والإزراء بهم، ومنه التواضع لأوامر الله بالامتثال والاستجابة، والقيام بما لله من العبودية، فهو تواضع لله، وتواضع لعباد الله.
وأما التواضع المذموم: فهو التواضع لذي الدنيا رغبة في دنياه، وتواضع لتضييع أوامر الله، وذل وخضوع لما تحبه النفس وتهواه، فيتذلل للمخلوقين، ويتمسك بما في أيديهم ويستكين، ويظن أن هذا من التواضع، أو يزين له الشيطان عمله.
يقول ابن القيم -رحمه الله-: ومن التواضع المذموم المهانة، وهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها، كتواضع السِّفل في نيل شهواتهم، وتواضع المفعول به للفاعل، وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه، فهذا كله ضعة لا تواضع، والله يحب التواضع، ويبغض الضعة والمهانة. انتهى.
وأما صوره وأنواعه:
فتواضع في الإنسان في نفسه: ويكون ذلك بأن لا يظن أنه أعلم من غيره، أو أتقى من غيره، أو أكثر ورعًا من غيره، أو أكثر خشية من غيره، أو أنه وفق لعمل وغيره لم يوفق له، أو أن هناك من هو شر منه، وكأنه أخذ صكًا من الغفران، وسكون الجنان، والنجاة من النيران.
ولهذا قال ابن عمر -رضي الله عنهما- في تعريف التقوى: هي ألا ترى نفسك خيرًا من أحد.
وقال أبو زيد: ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر.
ومن التواضع: ألا يعظم في عينك عملك، أو ترجو منه محمدة.
فلا تعجب بعملك مهما عملت، ولا تحقر أحدًا مهما بذلت.
والعجب فاحذره إن العجب مجترف
***
أعمال صحابه في سيله العرم

ومن التواضع: قبول الحق.
فالمتواضع يقبل النصيحة، ويقهر نفسه على صلاح نفسه، ويفرح لمن دله على عيوبه، فالكبر بطر الحق، فالمتواضع يقبل النقد، ويصلح العيب، و يستفيد ممن أفاده، ويدعو لمن أهدى إليه عيوبه، فشعاره: (الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجدها أخذها).
ومن صوره: التواضع في التعلم، وطلب الفائدة، والتفقه في الدين.
قال الأصمعي: من لم يتحمل ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبدًا.
ومن لم يذق ذل التعلم ساعة
*** تجرع ذل الجهل طول حياته

وقال عبد الله بن المعتز: المتواضع في طلب العلم أكثرهم علمًا، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء.
العلم يأتي كلَّ ذي
*** خفضٍ ويأبى كلَّ آبي

كالماء ينزل في الوها
*** د وليس يصعد في الروابي

ومن التواضع: أن يتحمل مما يأتي من الشيخ، ويصبر على الطلب، ويبذل الجهد، ويتواضع في قبول الفائدة، وتقييدها، ولو ممن هو دونه علمًا وسنًا، بل ويشكر من أفاده، وعلمه وزاده.
ومن التواضع: أن لا يتكبر على شيخه أو ممن يستفيد منه، أو يقول: الفائدة أعرفها، أو المسألة أفهمها، أو قد سمعت بها، أو ذكرها فلان، وسبق ذكرها، أو مثلنا لا يجهلها. فهذا وأمثاله سبب للحرمان، وعدم التوفيق، وعنوان الكبر، وسبب الجهل، وقلة العلم، ولهذا كان السلف يتواضعون لمن منه يتعلمون، لأجل أن يتعلموا، قال الشافعي: غضب الأعمش يومًا على رجل من الطلبة، فقال آخر: لو غضب عليَّ مثلك لم أعد إليه. فقال له الأعمش: إذًا هو أحمق مثلك يترك ما ينفعه لسوء خلقه، وفي مثل هذا يقول المستفيد، وشعاره فيما يفيد:
لمحبرة تجالسني نهاري
*** أحب إليَّ من أنس الصديق

ورزمة كاغد في البيت عندي
*** أعز إليّ من عدل الرقيق

ولطمة عالم في الخد مني
*** ألذ إليَّ من شرب الرحيق

ولهذا تسمع من بعض المبتدئين، أو المنتهين الجاهلين ممن لا يقدر للعلماء السابقين، فيقول: هم رجال، ونحن رجال، أو نأخذ مما أخذوا، أو نحن أفهم وأعلم، وهم أقدم وأجهل، أو هم لم يفهموا النصوص، ولم يطلعوا على المنصوص، أو لم يفقهوا الواقع، وهم حول الأحكام، ولا علم لهم بمسائل الإسلام. سبحان الله! أليس الدين كله أصوله وفروعه، وأحكامه وآدابه لله رب العالمين؟، ويقال له: فرق بين الثرى والثريا.
يقولون: هذا عندنا غير جائز
*** ومن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ؟

نعم المطلوب، والأصل في العلم المرغوب.
العلم قال الله، قال رسوله
*** قال الصحابة هم أولو العرفان

فالتواضع للعلم أن تسأل عن دينك، وعبادتك وصلاتك، وصومك وحجك، وبرك وزكاتك، تسأل عن مالك، وتعاملك، وبيعك، وشرائك، فبعض الناس يجهل مسائل الدين البسيطة، ويخفى عليه أحكام دينه الخفيفة، كمسائل الطهارة، والعبادة، والصلاة، والعمرة، بحجة الترفع عن السؤال، أو الخشية أن يقال: لا يعرف الجواب والسؤال. أو التكبر والعجب في جميع الأحوال.
فالعلم حرب للفتى المتعالي
*** كالسيل حرب للمكان العالي

فأعظم التواضع أن تسأل عن دينك وعبادتك، وكما أنك تتواضع أن تسأل عن دنياك وتبحث هنا وهناك، فتواضع لما فيه حياتك في دنياك وأخراك.
ومن التواضع: التواضع مع الناس في دعوتهم للخير، وبذل النصح لهم، والشفقة عليهم، ورحمتهم، والعطف عليهم، ومخالطتهم لدعوتهم، يجالس الفقراء والأغنياء، ويطعم مع الصغير والكبير والفقراء.
ومن ذلك: التواضع مع الأقران والزملاء.
بترك التحاسد والشحناء والتعالي والبغضاء.
وكذا: التواضع لصحاب المال والجاه، والقوة والنفوذ والمنصب، والمركب الجميل، والبيت الواسع النبيل، فمن شكر الله على ما أعطاك الله أن تتواضع مع من هو دونك، فلا تتكبر عليه بكلام أو سلام، أو نظرات واحتقار، ومثله المدير مع موظفيه، والقائد مع من يليه، {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].
ومن مظاهر التواضع: عدم اتخاذ القرار، والاستبداد بالرأي، واحتقار آراء الناس.
بل حتى بعض الأزواج يحتقر رأي زوجته وولده، فلا يرعى لهم اعتبارًا، بحجة أنه رجل، وهو أعلم وأفهم، فلهذا لا يقبل لها رأيًا، ولا يفتح لها مجالًا ونقاشًا، وكذا الأبناء لا يلقي لهم بالًا، والواجب التواضع، وأخذ الآراء، ومثله المعلم مع تلاميذه، والكفيل مع عماله، فالبعض يتخذ من مسؤوليته ومنصبه علوًا وتكبرًا، وتفاخرًا وتجبرًا، فلا يقبل حكمة ولا رأيًا.
ومن الأسباب في نيل التواضع: تقوى الله.
فالتقوى وقاية وحماية، ونجاح ورعاية، قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، وكما سبق تفسير ابن عمر للتقوى: ألا ترى نفسك خيرًا من أحد.
إن التواضع من خصال المتقي
*** وبه التقي إلى المعالي يرتقي

ومنها: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
فمن أحب أن يتواضع الناس له، ويعاملوه بلين ورفق ومعاملة حسنة، فليعامل الناس بذلك، فأخلاقك صورة تضعها في واقعك، والجزاء من جنس العمل، و (كما تدين تدان).
ومن الأسباب –أيها الأصحاب-: التفكر في أصل الإنسان وخلقته.
قال ابن حبان -رحمه الله-: وكيف لا يتواضع من خلق من نطفة مَذِرة، وآخره يعود إلى جيفة قَذِرة، وهو بينهما يحمل العَذِرة.
يا مظهر الكبر إعجابًا بصورته
*** أبصر خلاءك إن المين تثريب

لو فكر الناس فيما في بطونهم
*** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب

ومن ذلك: معرفة الإنسان وقدره.
ورحم الله من عرف قدر نفسه، {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} [الإسراء: 37].
ومن الأسباب –وفقني الله وإياكم للسنة والكتاب-: تذكر ما يصيب المرء من الأمراض والأوجاع والمصائب والنصب، والآلام والمتاعب. وإن الدنيا لا تدوم على حال، ودوام الحال من المحال.
ما بين غمضة عين وانتباهتها
*** يغير الله من حال إلى حال

فانظر إلى من غله المرض، واستوثق منه الوجع، وهدّه الألم، وأثقله الدين، وأصابته الفاقة، ومسته الحاجة، وعلاه الاكتئابة، وضاقت به الحال، وتأزمت به العيال، ولا تدري ما يحدث في مستقبلك، فقد تكون رئيسًا ومسؤولًا، وحكيمًا ومديرًا، فتتغير الحال، وتتبدل الأحوال، فعندها تواضع، واستكن واخشع، واشكر واطمئن، واخضع واقنع.
ومنها –وهو آخرها-: تطهير القلب من أحقاده، وتنظيفه من أدرانه.
كالشحناء والحسد، والغرورـ والعجب والحقد، فاجعله سليمًا لإخوانك، محبًا للخير لأحبابك.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، يجزي أهل الوفا بالتمام الأوفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى.
أما بعد،.
ومن صور التواضع المشرقة، ومواقفه العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه ومن سار على سنته: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جم التواضع.
على رفعة قدره ومنزلته، ونبوته ورسالته، فكان يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل عنه، ولما قيل له: أنت سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا. قال: (قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها).
وكان يتفقد أصحابه، ويقوم بزيارة مريضهم، ويشيع جنائزهم، ويشفق عليهم وهو يقول: (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم)، وكان يتفقدهم في الغزوات والمعارك، كما قال: (لكنني أفقد جُليبيبًا)، ويخدم أصحابه، ويشرب آخرهم، وكان إذا مر على صبيان سلم عليهم، حتى قال أنس: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: (يا أبا عمير: ما فعل النغير؟)، فهو يداعبهم ويلاعبهم ويرخم أسماءهم: (يا أبا هر)، ويمازح أزواجه: (يا عائش)، ويدخل السرور على أولاده: (يا فاطم).
ومن صور تواضعه: أنه كان يشارك في خدمة أهله.
ويكون في مهنة أهله، ويركب الحمار، ويردف عليه، ويضع الطعام على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويقف مع السائل، ويسمع شكوى المرأة، ويعلم الأمة، وينام على الحصير وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ويجيب الدعوة، ويقبل الهدية مهما قلت قيمتها ومن أتى بها، وقال: (لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراع أو كُراع لقبلت)، فهو سيد المتواضعين، وإمام المتواضعين، وقدوة المتواضعين، عليه صلوات رب العالمين.
وأما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: فكان يحلب الشاة لجيرانه، ويخدم إخوانه، ولما استخلف أصبح غاديًا إلى السوق، وكان يحلب للحي أغنامهم قبل الخلافة، فلما بويع، قالت جارية: الآن لا يحلب لنا. فقال: بلى، لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه. ألا يسمع ويبصر من يحمل الرسائل، ويحب الألقاب في التواصل، فما أن يستلم رسالة الدكتوراة، أو يرفع رتبة، أو يتولى منصبًا، إلا وتتغير حاله، وتتبدل صفاته على إخوانه وأقرانه.
وأما عمر –فرضي الله عن عمر-: فكان يحمل على عاتقه قربة الماء، وقال: لما أتاني الوفود سامعين مطعين، دخلت نفسني نخوة، فأردت أن أكسرها. وكان الأرقاء يأكلون معه، ويرقع ثوبه، ويسبل عبرته، ويسمع نشيجه.
وأما عثمان –فرضي الله عن عثمان-: يقيل في المسجد وهو خليفة، ويؤثر الحصى في جنبه، ويردف الغلام، ويقبل الطعام.
وأما علي –فرضي الله عن علي-: فيلقب أبا تراب، ويرقع ثوبه، ويحمل متاعه، ولما اشترى لحمًا بدرهم فحمله في ملحفته، فقيل له: نحمل عنك يا أمير المؤمنين؟. فقال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.
وهذا عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-: مر في السوق وعليه حزمة من حطب، فقيل له: أليس قد أعفاك عن هذا؟. قال: بلى، ولكن أردت أن أدفع الكبر.
وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: لما أصلح سراجه، فقيل له: ألا نكفيك؟. قال: وما ضرني؟ قمت وأنا عمر، ورجعت وأنا عمر. فرضي الله عن عمر.
وهذا أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة والجماعة: قال عنه يحيى بن معين: صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.
ولما قال له إسماعيل بن إسحاق: ائذن لي أن أقبل رأسك. فقال: لم أبلغ أنا ذاك.
وأين الذين يطرقون رؤوسهم، ويجزعون إذا لم تقبل رؤوسهم، ويرون أن لهم حقًا في الأمة؟ أين من زاد درهمه، وكثر ماله، وزادت شهرته؟ يرتفع على غيره، ينظر إلى الناس من زاوية ضيقة، سوداء محدقة، فيغتر بالمتابعين، ويزدري الآخرين.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمة -رحمه الله-: كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، يخدم الفقراء والصالحين، لا يسأم ممن يستفتيه، أو يسأله، بل يقبل عليه ببشاشة، ويخدم طلابه، ويعفو عن من ظلمه، ويسامح أعداءه، مع سعة علمه وبروزه وظهوره.
وهذا ابن باز -رحمه الله-: آية في التواضع في عصره.
ومن مواقفه: في يوم من الأيام اتصل شاب صغير بسماحته، وقال: يا سماحة الشيخ: الناس بأشد حاجة إلى علماء يفتونهم، وأقترح على سماحتكم أن تجعلوا في كل مدينة مفتيًا؛ ليسهل الاتصال. فقال له: ما شاء الله، أصلحك الله، كم عمرك؟. فقال: ثلاثة عشر عامًا. فقال: هذا اقتراح طيب يستحق الدراسة. ثم كتب -رحمه الله-: أما بعد، فقد اتصل بي بعض الناصحين، وقال: إنه يقترح وضع مفتيين في كل بلد. ونرى عرضه على اللجنة الدائمة؛ لنتبادل الرأي في الموضوع.
وهذا ابن عثيمين –عليه رحمة رب العالمين-: يأتيه طفل لم يبلغ السادسة من عمره، فيمسك بيده من وسط طلابه، ويخرجه منهم مخاطبًا إياه: أبي قدم على عنيزة للسلام عليك. والشيخ يبتسم، والطفل آخذ بيده إلى والده، وذهب به وسلم على والده.
هذه بعض الصور المشرقة باختصار وإيجاز موفقة، وفي الباب ما يملأ الصفحات، ويدون في الكراسات، والمراد الإشارة، ورب إشارة أغنت عن عبارة.
هذا والله أمركم سبحانه وتعالى، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
صلى الإله على النبي وسلما
*** ما غرد الطير المحلق في السما

صلوا عليه أحبتي كي تربحوا
*** ضعف الصلاة من الرحيم تكرما

والله أعلم.
المشاهدات 1365 | التعليقات 0