اللباس ومكايد الشياطين

ابراهيم الهلالي
1440/02/02 - 2018/10/11 20:37PM

الحمد لله الواصل الحمد بالنعم، والنعم بالشكر، نحمده على آلائه، كما نحمده على بلائه، ونستعينه على نفوسنا البُطاء عمَّا أمِرت به، السِّراع إلى ما نهيت عنه، ونستغفره مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه، علمٌ غير قاصر، وكتابٌ غير مغادر، خلق الإنسان وبصَّره بما في الحياة من خير أو شر: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق كل شيء فقدَّره تقديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإنها دار حصن عزيز، تمنع أهلها، وتحرز من لجأ إليها، وبها تُقطع حُمَة الخطايا، فهي النجاة غداً، والمنجاة أبداً بفضل الله.أيها الناس! إن البشر بعامة محكومون بحدودٍ وأعلام، يتقاسمها في الأساس فطرة الله التي فطر الناس عليها، وشريعة من الأمر أُمِر الناس باتباعها على هدىً وبصيرة، وهم إبَّان ذلك قد يضعفُون أمام تلك الحدود والمعالم إلى درجة الخُذلان المنبثق من التهاون واللامبالاة، أو قد يشتدون مع منافع زهرة الحياة الدنيا إلى حد الطغيان: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى  والمؤمن الكيِّس مطلوب منه التماسك والرباطة على حالَيه كلتَيهما، إذ أن ترامي الغرائز يمنة ويسرة يتقاذفها ريح الهوى في كل اتجاه، دون أن تخضع مذعنة لحدود الفطرة والشرع، هي لا بد منتهية بأصحابها إلى بلاءٍ عريض، فإن الباري جلَّ وعلا لم يخلق الغرائز لبني آدم لتكون محلاً للسطو أو الختل أو التلفظ بأعراض الآخرِين، ولا خلقها ليتعبد بعضَ الناس بقتلها والعبث بها دونما سياج وحماية يحكمان محالَّها.المرء الإنسي في هذه الحياة تتبدى له عورتان اثنتان، يتجاذب الاهتمام بسترهما والحرص على مواراتهما: فِطْرتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) والتي يتم تنشيطها والإحسان بتمامها نداءات حية من شريعتنا الغراء.ومن هذا المنطلق حرص الإنسان السوي على أن يواري عورتَيه وسَوءتَيه أشد المواراة، عورته الجسد ية وعورته النفسية أو المعنوية.وأصل البشرية أبَوان كريـمان، ابتدأ الامتحان بالعورات بـهما، وأين هذا الامتحان؟ إنه في جنة الخلد ،وَمُلْكٍ لا يَبْلَى ، (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءاتِهِمَا ) لقد حرص الشيطان على أن يقضي ابتداءً على عنق الزجاجة ومكمن الحياء، وهو الستر: ( فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)  يخصفان عليهما خجلاً من تعريهما، إذ لا يتعرى ويتكشف إلا من فقد فطرته! ويا لله.. لقد نسي آدمُ فنسِيَت ذريتُه!!

    أيها المسلمون! إن الستر فطرة تجعل المجبول عليها لا يأذن للعوادي أن تكشفه كائنة ما كانت، ولو اضطر يوماً ما على أن يُبدي سوأته الجسديةِ لِضُرٍ أَلَمَّ به، فسيكون ذلك على استحياءٍ وخجلٍ شديدَين أمام طبيبٍ أو نحوه، الضرورة كامنة وراء استسلامه بذلك، وقولوا مثل ذلك في العورة القلبية وما يكون من أحوال مشينة تصدر من نفس المرء ويخشى أن يطلع عليها غيره، على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس .(

وجماع الأمر في العورَتين عباد الله هو قوله تعالى:  (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).

هذا الخطاب الرباني في الآية السابقة صدره سبحانه لبني آدم ممتنًا عليهم بإنزال اللباس لهم يواري سوءاتهم ويحفظ أعراضهم ويحصن الحياء في نفوسهم. للرجال لباس يخصهم، وللنساء لباس يخصهن، فلا تلبس المرأة لباس الرجل، ولا يلبس الرجل لباس المرأة، نهى الرجال عن الإسبال، وشرع ذلك للنساء مبالغة في سترهن وعفتهن.

ثم ذكرنا سبحانه بلباس التقوى، وأخبرنا أنه خير من لباس البدن، فكما يحب الإنسان السوي أن يستر عورته عن الناس باللباس ويحب أن يتزين بالزينة، فإن لباس الأخلاق والدين ـ وهو اللباس المعنوي ـ خير وأزكى؛ لأنه اللباس الحقيقي الذي يمنع الإنسان من التكشف والعري وإظهار ما يجب ستره عن أعين الناس.

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى       تقلب عرياناً وإن كان كاسياً

وخـير لباس المرء طاعة ربـه        ولا خير فيمن كان لله عاصياً

أيها المسلمون، إن هذا اللباس بجميع أصنافه وأشكاله من الزينة التي أخرجها الله وأباحها لعباده، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . أضاف سبحانه في هذه الآية الزينة إليه امتنانًا علينا بنعمته، وتنبيهًا لنا أن نعتقد فيها بأحكام شريعته، فلا نتحكم فيها بتحليل أو تحريم أو نستعملها فيما يخالف الشرع الحكيم، تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ.

أيها المؤمنون، لئن عدنا متأملين مكيدة الشيطان الأولى بإغرائه أبوينا حتى أكلا من الشجرة لوجدنا أنه بدأ أول ما بدأ بنزع اللباس وإبداء العورة، يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ.

لقد حمل الشيطان على عاتقه بث تلك الدعوة، ألا وهي نزع اللباس وإظهار العورات في ذرية آدم، جند لذلك جنوده لإدراكه بما تقود إليه تلك الدعوة، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا، فها هو النزع متصل على تعاقب الدهور ومر الأزمان بأساليب ماكرة وإغراءات فاتنة. وبنظرة فاحصة لواقع البشرية اليوم تغنيك عن كثير من الشواهد، فما واقع الملابس الرياضية لكثير من الألعاب بخاف علينا، فكيف لو مِلت بطرفك إلى ما خدعت به المرأة ولبّس عليها به؟! فكم من أزياء وموضات تحسر كل يوم وفي كل صرخة عن شيء من مفاتن المرأة وجمالها بدعوى الزينة ومتابعة الموضة.

اسأل الله صلاح الحال والمآل بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...الخ.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه.أما بعد: فيا عباد الله، إن الحديث عن اللباس لهو من الأهمية بمكان لما له من الأثر العظيم في مسيرة المجتمعات، وخاصة فيما يتعلق بالنساء لما لهن من أثر وفتنة على الرجال، بل على المجتمع بأسره، فبصيانة المرأة وحسن لباسها يصان المجتمع، وإضاعتها إضاعة له، وقد حذر النبي r من فتنة النساء فقال: ((اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)).

ذاك في بني إسرائيل فماذا فعلت شياطين الإنس والجن بالمسلمات من أمة محمد r ؟ والله أن الطرف يرجع خاسئاً، والقلب كَمِداً متوجعاً ، مما آل إليه حال نساء المسلمين اليوم وإلى الله وحده المشتكى.

يستحي والله المسلم أن يصف لباس المرأة المسلمة اليوم وخاصة في الأفراح والمناسبات العائلية والأسواق، بل والله إنه ليمسك بيده على فؤاده مخافة غضب الجبار سبحانه، الذي إذا غضب وغار لا يقف لغضبه من في السموات والأرض إنه الجليل إذا غضب، القادر الفعال لما يريد، نسأل الله أن يجنبنا مساخطه، وأسباب غضبه سبحانه.

   لقد آل الحال ببعض المسلمات _ وللأسف أن أعدادهن في تكاثر _ فتابعت كل عواء لذئاب البشرية، وخطت في غياهب مخططات الأعداء ، فصاغت تلك الأيدي العابثة درباً مشينة، إنه التفنن في إذابة الأعراف وإغراء الشعوب بما يُبعدهم عن ربهم وخالقهم، التفنن في تعويد المرأة على أن تبدو سافرة، وعلى أن تقنع نفسها بأن حياتها ومستقبلها مُرتهن بما تبديه من إغراء، وتفنن في عرض التقاسيم البدنية عبر مدارك الأزياء المتجددة، التي ربما كان المشي بها أصعب من مشي على حبل مما بها من ضيق، أو كمشي المجندل بالحديد، ولن تستطيع صعود درجة سُلَّمٍ إلا بكشف ساقيها، والمتحجبة منهن ربما تفننت في تجميل الحجاب وإحالته إلى وضع أشد فتنة من ثوبها وصورة وجهها، ولطالما فتنت بعض العباءات ألبابَ الرجال؛ فكم من عباءة هي في الحقيقة أشد ما تكون إلى عباءة أخرى تسترها؟! فقد أدخلن الألوان والزركشات والفتحات في العباية فأي ستر هذا؟!   وأما الشباب فحدثوا ولا حرج عن تململهم بلباسهم الرجولي، وغدَوا في إشفاق مشين بلباس أهل الفن والمجون، حتى لقد أصبح المرء الغيور يرى من أحوالهم ما يحترق به بصره مرة تلو الأخرى... أهكذا زي شباب المسلمين؟!     إن أحدنا ليضع كفه على ذقنه ويقرع سنه حيرةً، يُسائل نفسه: لِمَ، ومم، ولأي شيء يستنكف الناس لنداءات الفطرة، وحدود شِرْعة الله ومنهاجه؟!إن مردَّ ذلك كله إلى إفساد البنت والشاب؛ إذ معظم ممتهني دور التصاميم والأزياء هم من اليهود في عواصم الغرب، فهم بيوت الألبسة ومصمموها، وهم أساتذة التجميل ودكاكينه .

         وبكل حسرة تنفثها صدرونا غيرة على المسلمين نقول لم يعد الأمر مقتصراً على الشابات المراهقات بل تعدى الأمر إلى كبيرات كان يُفترض أن يكنَّ عاقلات ، وللشابات قدوات ، فإذا بهن يظهرن في ألبسة منحطة أكثر من بعض المراهقات، فمتى كان يخطر بخلد أحدنا أن يرى أو يسمع في بلاد المسلمين بنساء تجاوزن الثلاثين والأربعين من العمر وتلبس لباساً إلى نصف الفخذ أو تسفر عن بطنها أو ظهرها ، ومفاتن جسدها، وتسير في هذا اللباس الفاضح بين النساء في الأفراح والمناسبات العائلية ، مختالةً متبخترة، غير آبهة بعرض، ولا مكترثة بسخط مولاها، ولا حافظة لسمعة أهلها فرحماك ربي رحماك، ماذا عسانا بعد هذا أن نقول للمراهقات؟!بل لَمْ يقتصر الأمر عقلاء الجنسَين حتى امتدت مآربهم إلى مَن هُم قبل سن التكليف من صبيان وبنات، فأُشربوا من خلال ملابس الأطفال المنتشرة في المعمورة، والتي لا تمت للحشمة بصِلَة، أشكال وألوان.. من الضيق تارة، ومن العاري أخرى، ومن القصير الفاضح كرَّات وتارات! هي ملأى بالصور أو بالعبارات الرقيعة، قد لا يفهم جُلَّ اللابسين المراد منها، ولا تسألوا بعد ذلك عن حال الطفل أو الطفلة بعد الكبر، إنَّ كُلّاً منهما لَمْ يُعَوَّد يوماً ما على الستر الشرعي.إن الأب والأم إن كُتِبَ لهما الوعي والحرص بعد ذلك على سترهما سيجدان المرارة والعي في الإقناع به، وللأبوَين نقول: اليدان أوكتا والفم نفخ!

عباد الله: إن ما يلبس في الأعراس والأفراح والمنتديات النسائية، حيث شاع وللأسف من لبس الملابس العارية وشبه العارية، الضيقة والمحددة للعورات، المفتوحة والمظهرة للأيدي والصدور والظهور والبطون عند البعض، وبعض النساء لا ترتدي إلا الملابس الشفافة التي لا تستر أجزاء الجسد.

لقد ارتفعت أصوات النساء الصالحات مما يواجهنه في حفلات الزواج من لحوم عارية وأجساد مكشوفة بادية، عورات ظاهرة، وموضات فاضحة، بحجة أن لبسها إنما هو بين النساء فقط، وهذه حجة أقبح من ذنب، فإن فتاوى العلماء الأجلاء في بيان ذلك مشهورة ومعلومة، تحرم على المرأة أن تظهر شيئًا من عورتها أمام امرأة أخرى، ولقد توعد النبي  أمثال هؤلاء النساء بقوله: ((سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات))، وفي لفظ آخر: ((لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)).

أيتها الأخوات المسلمات : إنَّ اللِّباس الفاتِن الذي يؤدِّي إلى فتنة الرِّجال والنِّساء بِلابِسَتِه، وجَرِّهِم إلى النَّظر المحرَّم المنكر، وقَودِهم إلى الأقوال والأفعال المحرَّمة المشِينة؛ لا يجوزُ لها أن تظهر به بمَحضَرِهم، ولا في صفوفهم وأمام أعينهم؛ وذلك لأنَّ الله-جلَّ وعلَا-قد نهَى عبادَه المؤمنين ذكورًا وإناثًا عن تعاطي جميع الأسباب التي تُعين على الوقوع في الإثم، فقال سبحانه في أوَائل سورة المائدة:( وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

ولتنتبه المرأة – سدَّدها الله -، وتتنبَّه إلى أنَّ فتنة لباسها قد لا تقتصر على الرِّجال الأجانب عنها والذين ليسوا لها بمحارم؛ فقد تفتِن به بعض قريباتها أو مُجالِسَاتها، وتُثير غَائِلة الشَّهوة في نفوسهنَّ، وتجرُّهنَّ إلى النَّظر المحرَّم المذموم، أو القَول المحرَّم الفاحش، أو الأفعال المحرَّمة المنكرة.

    وكما تقع بعض الفواحش والقبائح بين الرِّجال مع بعضهم؛ فقد تقع بين النِّساء؛ بل قد تكثُر، لا سيِّما في هذا الزَّمان الذي انتشر فيه المثلِيُّون جِنسيًّا، وأصبح لهم ظهورٌ وبروزٌ في المجتمعات، ولهم هيئات ومؤسَّسات، وأعياد ومناسبات، وقنوات ومواقع، وتدعَمُهم كثيرٌ من الجهاتِ والمنظَّمات، وتُسنُّ في تسهيل بروزهم وانتشارهم القوانين.

والمطلوبُ من المؤمنة عند تزايد الشرِّ وأهله، وتكاثر الفساد والمفسدين، وظهور الفتن والفاتنين والمفتونين، هو تضيقُ أبواب الشرِّ والفساد والفتن؛ لا أن تُوسِّع أو تتساهل معها، أو تتجاوب لها.

أيها الرجال الشرفاء، أيها الغيورون النبلاء: ليعلم كل أبٍ وأخ أنه مسؤول أمام الله تعالى عن محارمه، فعليه أن يأمرهن بالمعروف وينهاهن عن المنكر، فإن رأى منهن تهتكًا في اللباس ولو عند محارمهن منعهن من ذلك، فإن قبلن الوعظ وإلا أخذ على أيديهن وقصرهن على الحق قصرا، ففي ذلك حماية له ولهن في الدنيا من العار والفضيحة، وفي الآخرة من نار جهنم وبئس المصير.

يا مسلمون:

أوَلا ترون الغرب كيـف       غدا الرجـال بـه ذئابـا

أولا تـرون بـه عـرى       الأخلاق تنشعب انشعابـا

كـم نظـرة للـوجـه       تورث فِي الحشا جمرًا مذابا

إن ترغبـوا  لنسـائكم        صونا وعيشـا مستطابـا

فدعوا السفـور لأهلـه       وأرخوا عليهـن الحجابـا

وصلوا وسلموا على الهادي البشير ...الخ.

المشاهدات 3229 | التعليقات 0