الكمامة حجاب !!
حسام الحجي
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَمْرَ بِالْحِجَابِ فِي السُّنَةِ وَالْكِتَابِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشريك لَه، خَلْقَ الْبَشَرَ مِنْ تُرَابٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاللَّهِ وَرَسُولُه، سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ بِلَا ارْتِيَابٍ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْمَآبِ
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّكُم مُلاقوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ
عِبَادِ اللَّهِ: فِي زَمَنِ اللَّهْثِ وَرَاءَ الدُّنْيَا، وَالطَّمَعِ فِي جَمْعِ ملذاتِها، وَالسَّعْيِ الحَثِيثِ لِنَيْلِ أَقْصَى مَتَاعِهَا، هَذِهِ الْحَيَاةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَنْهَا ﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾ وفِي ظِلِّ التَّغَافُلِ وَالتَّنَاسِي، بِسَبَبِ الِانْشِغَالِ بِمَا سَبَقَ، وَقَع الكثيراتُ مِنْ النِّسَاءِ الْمُسْلِمَاتِ وَكَذَا الْفَتَيَاتِ، فِي تَقْلِيدٍ أَعْمَى، لا يعلمون حِلَّه مِنْ حُرْمَتِهِ، وَلَا خَطَأَه مِن صَوَابِه، وَلَم يَحِسِبَنّ حِسَابَ عَوَاقِبِه وجزائِه، وَكَم هِي الْأُمُورُ وَالْمُخَالَفَاتُ الَّتِي امْتَلَأَتْ بِها الْمُجْتَمَعاتُ الْيَوْمَ، حَتَّى وَصَلَ الْحَالُ ببعضِهِنّ، بَل الْقَلِيلِ مِنْهُنّ، أَنَّهُنّ يكتفِينَ بِلُبْس الكُمَامَةِ عَلَى أَفْوَاهِهِنّ وأُنُوفِهنّ، تاركاتٍ بِذَلِك الْحِجَابَ الشَّرْعِيَّ، الَّذِي بِهِ رَبُّهُنّ أَمْرَهُنّ ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾ وَلَن أسْتَطْرِقَ فِي أَمْرِ الْحِجَابِ، وَلَن أبْعَثَ الْأَدِلَّةَ الْوَارِدَةَ فِي وُجُوبِ تَغْطِيَةِ كَامِلِ الْوَجْهِ مِنْ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ، فَأَنَا أَثِقُ بِمَا أَقُولُ وستنقِلُون عَنِّي: إنَّمَا نُخْرُجُ مِنَ دَائِرَةِ الْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، أُخْتًا وَزَوْجَةً وَابْنَةً، وسيَرْعَوِينَ، كَيْفَ لَا، وَهُنّ مَنْ وَصَفَهُنّ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ بالمؤمناتِ، وَوَصَفَهُنّ بِالْمُسْلِمَاتِ، وَوَصَفَهُنّ بِالطَّيِّبَاتِ، وَوَصَفَهُنّ بالخاشعاتِ وبالقانتاتِ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرَاتِ، فَهَيْهَاتَ أَن يَطَالَهُنّ الْمُفْسِدُونَ هَيْهَاتَ، إن حفِظْنَ وطَبّقْنَ هَذِهِ الصِّفَاتِ، فَهُنّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَكَم لَهُنَّ مِنْ فَضْلٍ وَمِنّةٍ، ولعلهنّ بِالتَّذْكِيرِ يَعُدْنَ كَمَا كُنّ فِي القِمَّةِ، تَقُول أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مُرَبِّيَةً لبناتِها مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِيَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَبِي، فَأَضِع ثَوْبِي فَأَقُولُ إنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ، فَو اللَّهِ مادخلتُ إلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَرَ
.قُلْت ماتيسر، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ مِن كُلِّ إثْمٍ وَمُنْكِر فاستغفروه إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
:الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ
:الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى الْمُصْطَفَى، وَبَعْدُ
عِبَادَ اللَّهِ: إنَّ ظَاهِرَةَ وَضَعِ الكُمَامَةِ وَالِاكْتِفَاءَ بِهَا مِنْ قِبَلِ بَعْضَ النِّسَاءِ، لا يَحِلُّ، وَلَا لِفِعْلِهِ ذُو دِينٍ وَخَشْيَةٍ وَغَيْرِةٍ عَلَى أَهْلِهِ يَقْبَلُ، وَقَدْ تَكُونُ بَعْضُ الْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ لِهَذَا الْحُكْمِ تَجْهَلُ لِذَا فَالتَّحْذِيرُ لَهُنّ مَطْلُوبٌ، وَيَلْزَمُ وعظُهنّ بِالْخَشْيَةِ مِن عَلَّامِ الْغُيُوبِ، وأنّ عَلَيْهِنَّ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ الْفِعْلَةِ الرَّجْعَةَ وَالتَّوْبَةَ، فحجابُ الْمَرْأَةِ الصَّحِيحُ مَا غَطَّى وَظَهَر مَعَه احْتِشَامُ الْمَرْأَةِ الْمَرْغُوبِ
اللهمَّ أصلحْ لنا الأبناءَ والبناتِ، وجميعَ الزَّوجاتِ، يا مجيبَ الدَّعواتِ، اللهم ارزقْ نساءَنا وبناتنا مزيدَ العفافِ والثباتِ، اللهم من أراد فساد نسائنا وشبابنا فسلط عليه عذاب من عِندْك