الكلباني يتراجع عن فتواه يشأن الغناء .
عبدالله البصري
تراجع الشيخ عادل بن سالم الكلباني إمام الحرم المكي سابقاً عن فتوى أدلى بها حول إباحة الغناء وسماعه , وقال الكلباني أنه بعد حوارات أجراها مع علماء وشخصيات مؤثره في بلاده توصل إلى قناعة بأن "الغناء" الذي أباحه بالكلية, منه ما يستوجب التحريم .
وأكد في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة اليوم الأربعاء أنه «بعد التأمل، والحوار مع أشخاص أعزُّهم وأجلُّهم كثيراً مثل وزير الشؤون الإسلامية، أصبحت مقتنعاً قناعة تامة بأن الغناء الذي رأيت إباحته لم يعد موجوداً، إلا في اليسير جداً، ولذلك فأنا أرى المشتغلين بالغناء فسقة، وأنصح كل من عافاه الله من السماع بألا يسمعَ الغناء، وإنني لا أجيز لأحد أن يسمع الغناء بناء على القول الذي قلته».
وأضاف في سياق حديثه الذي قال إنه سيكون «الأخير» عن هذا الموضوع: «غالب الغناء اليوم وما يصاحبه، فجور وشناعة وفحش، وحتى المحافظ منه الذي يجد فيه بعض العلماء رخصة، أقل أحواله أنه من «اللغو» الذي جعل الله من صفات المؤمنين الإعراض عنه».
- وفي خبر تداولته بعض وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن الشيخ البراك شارك في لقاء حواري تم تسجيله تلفزيونياً بإدارة الشيخ الدكتور سعد البريك عن فضيلة الرجوع إلى الحق بمشاركة الشيخ الدكتور سعد الشثري (عضو هيئة كبار العلماء الأسبق) الذي تحدث عن رجوع العلماء إلى الحق إذا ما ظهر الدليل وفضيلة ذلك قبل أن يتحدث الكلباني عن فتواه في حكم الغناء متبرأ من مظاهر المجون والفسق الذي تصاحبه ومن محاولات فهمها وتفسيرها في اتجاه خاطئ عكس ما أراد.
http://islamlight2.ccell.mobi/index.php?option=content&task=view&id=19981&Itemid=27
المشاهدات 4141 | التعليقات 4
"سبق" تكشف أسرار اللقاء بين الشيخين الشثري والبريك مع إمام الحرم السابق
انقلاب تخللته صلاة .. الكلباني يتراجع عن فتواه بإباحة الغناء و المعازف
إبراهيم عبداللطيف - سبق - الرياض : علمت "سبق" من مصادر موثوقة أن الشيخ عادل الكلباني تراجع عن فتواه بإباحته الغناء والمعازف بشكله الحالي. جاء ذلك في حلقة برنامج تلفزيوني بعنوان "الرجوع إلى الحق" أدارها الشيخ سعد البريك، وشارك فيها الشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء السابق, سجلت مساء اليوم في أحد الاستديوهات بالرياض، وستبث قبيل شهر رمضان, على العديد من المحطات الفضائية.
وقالت المصادر لـ"سبق" إن اتصالات جرت بين الشيخين الشثري والبريك بالشيخ الكلباني خلال الفترة الماضية, تناولت الرؤية الشرعية حول الأغاني والمعازف, وأثمرت الاتصالات عن لقاء عقد بين الثلاثة قبل أربعة أيام في الرياض, أثنى فيه البريك والشثري على الشيخ الكلباني ودوره, وانتهى اللقاء بتحديد موعد لتسجيل الحلقة التلفزيونية اليوم.
وأشارت المصادر لـ"سبق" إلى أن الشيخ سعد البريك كان يرفض بشدة إدارة الحلقة، طالباً أن يديرها غيره, ولكن استجاب لرأي الشيخين الشثري والكلباني. وقد بدأ تصوير الحلقة التي تستغرق 40 دقيقة قبل مغرب اليوم, ثم توقف التصوير ليستكمل بعد الصلاة, وتحدث الشيخ الشثري عن رجوع العلماء وطلبة العلم إذا ظهر لهم الدليل.
وقالت المصادر إن الشيخ عادل الكلباني أمضى وقتاً طويلاً في التأمل والتفكير ومراجعة أدلته الشرعية التي استند إليها في دراسته في إباحته الغناء, وأن اتصالات الشيخين سعد بن ناصر الشثري وسعد البريك هاتفياً له كان فيها تقدير لمكانة الشيخ الكلباني ودوره وأنه من أبرز حفظة كتاب الله, وخطيب وإمام لجامع الملك خالد, كانت تحتشد الألوف خلفه للصلاة, وأنه رجل بكاء من خشية الله, وتسجيله لكتاب الله بصوته الشجي الذي يدخل القلوب, وتوج بإمامته للجموع الحاشدة في الحرم المكي الشريف في شهر رمضان المبارك, وإمامته المصلين الآن في واحد من أكبر مساجد شرق الرياض "مسجد المحيسن" الذي اختير الشيخ إماماً وخطيباً ومشرفاً عليه منذ افتتاحه.
وقالت المصادر إن الحلقة أشرف على إخراجها المخرج محمد إمام, وسوف يستغرق منتجتها عدة أيام, ولكن بعد تسرب الخبر ونشره سوف يعجل بإنتاجها لتظهر في الكثير من الحلقات التلفزيونية.
وعلمت "سبق" أن اتصالات مكثفه دارت في الأيام الماضية بين الشيخ عادل الكلباني والشيخ الموريتاني محمد الحسن الددو "رئيس لجنة تكوين العلماء في نواكشوط" والذي له صلات وثيقة بالشيخ الكلباني, حيث تمت مناقشة الأدلة الشرعية والأسانيد التي استند إليها الشيخ الكلباني في إباحة الغناء المعازف, وولدت لدى الشيخ الكلباني قناعات جديدة تختلف عن رأيه الذي أعلنه بحل الغناء والمعازف على إطلاقها، وبحرمة الموسيقا, وأن الددو له رأيه الواضح في عدم صحة فتوى الشيخ الكلباني حول الموسيقا، الأمر الذي قاد الكلباني للتراجع.
كما أن الشيخ الكلباني تأثر حينما شاهد تذرع الشباب بفتواه لسماع الأغاني، كما تأثر من مشاهدة صورته التي انتشرت على السيارات والتي يبرر الشباب فيها لأنفسهم سماع الأغاني .
وفي أول رد فعل للفتوى، قال الدكتور محمد بن يحيى النجيمي في تصريح له لـ"سبق" وهو بجوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة "إن أخانا الشيخ عادل بن سالم الكلباني قد اتخذ القرار الصحيح, الذي فيه براءة لدينه" مضيفاً "ليس غريباً على حافظ لكتاب الله وقد رقق قلبه بقراءة القرآن وحفظه، وهذه شجاعة من فضيلته, ولا تستغرب الشجاعة من أهلها". وقال النجيمي "إني أدعو الله للشيخ الكلباني بالتوفيق, ويعلم ربي أني أحبه في الله, وأشكره على هذا القرار الشجاع", مشيراً إلى أنه يتحدث من بقعة مباركة الصلاة فيها بألف صلاة, مضيفاً "إنني قد دعوت لفضيلة الشيخ عادل الكلباني أن يسدده الله ويوفقه للرجوع إلى الحق, وقد منَّ الله عليه بذلك".
وقال الدكتور محمد السعيدي، الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة لـ"سبق": الشيخ عادل الكلباني، وفقه الله تعالى إلى الحق، لن يزداد برجوعه هذا إلا عزاً وكرامة، ونسأل الله العلي القدير أن يثيبه على هذا خير الثواب وأجزله وأن يحسن له العاقبة.
وأضاف د. السعيدي قائلاً: أرجو أن يكون الشيخ الكلباني كالحصان الراعف الذي يكون في مقدمة الخيل بشيراً بعودتها، وأن يتلوه رجوع غيره من أهل الفضل ممن صنعت بهم العجلة صنعها فأفتوا في أمور شتى بما لا يليق .
الحق أن فرحة الناس برجوع الكلباني كادت تكون كفرحتهم برؤية هلال شهر رمضان، أهله الله علينا بالخير والبركة, وأول الخير إن شاء الله هو هذا الرجوع إلى جادة الحق .
وقال لـ"سبق" الزميل الصحفي فيصل المشوح، رئيس تحرير صحيفة "أنباؤكم الإلكترونية" إنه علم بخبر تراجع الشيخ الكلباني عن فتواه بإباحة الغناء من مخرج اللقاء محمد إمام, الذي أخبره بعد انتهاء تسجيله مباشرة, وقال "المشوح" إنه فوجئ بالخبر, ولم يكن يصدقه إلا أن معرفته الوثيقة بالمخرج جعلته يتأكد من صحة تراجع الشيخ الكلباني .
والمشكلة أن المفتي بالفتوى بتراجع، ويبقى من أنجرف بسبب فتواه على تلك الفتوى!!
لا أدري هل عقدتم عزما على كتابة أبيات شِعْريّة؛ بسبب تراجع الشيخ الكلباني أو لا.
لكنّي أرجو أن تشرف الملتقى بأبيات بهذه المناسبة العزيزة على الجميع.
ولو كنت شاعرا أو أديبا لسوّدت صفحة بأبيات شعرية, أو نثرت مقالا وأقطوعة أدبيّة بهذه المنسبة، لكن دون ذلك خرق القتاد. والله المستعان!
لكن في قلمكم الكفاية، وفي قريحتكم الشعريّة البركة ..
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
الكلباني يروي قصة أسابيع "الغناء" وينفي خضوعه للضغوط في موقفه الجديد من "السماع"
نفى القارئ الشيخ عادل بن سالم الكلباني، أن تكون أي جهة رسمية أو دينية مارست ضغطاً ضده، من أجل أن يتراجع عن آرائه الفقهية حول مسألة الغناء، لكنه اعتبر نصح المخلصين، وتأمل بعض المآلات التي أحدثها بعض الفهم لما قال، أبرز ما حمله على القناعة بأن من الغناء ما يستوجب التحريم، وليس حلالاً على إطلاقه كما أعلن في قوله السابق.
الشيخ عادل... هذا ثالث حديث تجريه معك «الحياة»، هل تتوقع أن يمر بسلام، على خلاف السابقين؟
- (ضاحكاً) على حسب أسئلتك، فأنا عاهدتك الإجابة بصراحة عن كل ما تسأل عنه، ليكون هذا آخر حديث لي عن مسألة «الغناء» التي شرّق وغرّب رأيي السابق فيها، وجعل تصريحي حولها قضية فلسطين واحتلال العراق. وربما أكثر.
بهذا تقودنا للدخول في الموضوع مباشرة... لماذا استكثرت الجدل الذي دار حول الموضوع، وشخص مثلك اشتهر بالقرآن وأمّ الحرم الشريف يصرح بـ «حل الغناء كله»؟
- استكثرته، لأنني ما كنت أظن إخوتي وبعض زملائي من العلماء والمشايخ سيتناولون القضية من البُعد الشخصي الذي جرى تناولها به، إذ حاكموا شخصي، ونالوا من عرضي، بينما القضية لا علاقة لها بعادل الكلباني، بالقدر الذي هي مسألة فقهية، قابلة للأخذ والرد، والاتفاق والاختلاف. وما ساءني أكثر أن بعضهم أحبه ولديهم وسائل الاتصال بي كافة، ومع ذلك لم يرفع أحد منهم السماعة ليهاتفني أو يهزئني لو أراد، أو يناصحني بالذي يرى، بل تسابقوا إلى النيل والقدح في شخصي، تاركين المسألة التي كانت محل الخلاف، جانباً. بل إن بعضاً ممن يدّعي منهم غيرته على الدين، مارس ضدي في رده ما هو أشد سوءاً مما ينكره عليّ. عكس أحبة مثل وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وعضو هيئة كبار العلماء السابق الشيخ سعد الشثري، والشيخ سعد البريك، والشيخ راشد الزهراني.
ألا ترى أنهم معذورون في ذلك، بحكم أنهم ينظرون لرأيك على اعتباره «فساداً عريضاً»؟
العامة الذين يتبعون بعض المشايخ أعذرهم، لأنهم لا يحسنون إلا الذي قالوه أو فعلوه، لكن كيف تريدني أن أعذر شخصاً، دافعُه للإنكار هو الشرع، عندما ينتهك حرمة الشرع فيّ.
ربما هم يعتقدون بأن الشريعة تبيح لهم ذلك، وقد تجاوزت الحد في نظرهم عندما أطلقت أقوالك في «الغناء» المثيرة؟
إذا اعتقدوا ذلك، فإنهم - بكل أسف - لا يعرفون الشريعة!! فحتى لو كنت في نظرهم مخطئاً، فإن المخطئ له حق في الشرع، وأبسط حقوقه على كل المسلمين الشفقة عليه والرحمة به ونصحه، كما هو المشهور والمتداول باستفاضة، من هدي النبي عليه الصلاة والسلام. ونحن نتحدث هنا عمن ارتكب إحدى الكبائر مثل شرب الخمر أو الزنا، فما بالك بمن قال برأي حتى وإن سلمنا جدلاً أنه مرجوح، يظل الخلاف فيه مشهوراً معتبراً. وإذا تجاوزنا كل هذا التناقض، فبأي شرع يسعون في الوشاية ضدي، ويطالبون ممن بيدهم الحل والعقد أن يفرضوا عليّ الإقامة الجبرية، أو يفصلوني من عملي، أو يحدّثوا بي أي ضرر يستطيعونه؟ أنا لا أعمم، لكن قل لي: أي شرع أو عقل يسوغ تلك الأفعال!؟ وأي أخلاق بقيت لطالب علم يسعى بالنميمة والوقيعة بالآخرين، على طريقة الجواسيس وكتاب التقارير الذين نسمع عنهم في دول أخرى؟! إنني وأنا أتأمل تناقضهم في إنكار أمر يرتكبون أفحش منهم، تذكرت قول الحسن البصري لذلك العراقي الذي سأله عن نجاسة دم «البعوض»، فأجابه بقوله الذي أصبح مثلاً: «عجباً لكم، تسفكون دم الحسين، وتسألون عن دم البعوض»، أو كما قال.
ليس إلى هذه الدرجة يا شيخ؟
إن استيائي ليس من شيء نالني، فالحمد لله أنا بخير، وإن ألبسني الله شيئاً من فضله، فلا يملك نزعه إلا هو، ولكن استيائي أن القضية كشفت لي حقيقة أناس كنت أظنهم أصدقاء وأحباباً، فإذا صنيعهم كان النقيض، ولن أقول كما قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي
بل العكس تماماً، تمنيت أن لو كانت تلك الأقنعة انكشفت، ولكن قدّر الله وما شاء فعل.
وماذا بعد... فنحن توفقنا كثيراً عند الآخرين... الآن ماذا عنك أنت؟
الهجمة التي تم تنظيمها ضدي ما زادتني إلا بقاء على قولي، لأن ما دار، لم يكن حواراً، ولا سجالاً، ولا مناصحة، بل تقريعاً، وسباباً وشتماً، لم يخض في أصل المسألة، واكتفى بعض قائليه بتجريدي من كل شيء، حتى لو كان بأيدي أحدهم أن يعريني من ثوبي ويجول بي في الطرقات لفعل ذلك!
هل يعني ذلك أنك كنت تريد أن تقول: لو كان النصح بالحكمة، لربما بان لك الخطأ؟
نعم، هذا ما كنت أعنيه، وهو الأصل في الشريعة، أن الإنسان عندما يقول قولاً له عليه دليل، وليس منشؤه الهوى، فإنه عندما يجد ما يصرفه عن ذلك من حجة أو دليل أو منطق مبين، فإنه لن تأخذه «العزة بالإثم»، أما حين تشتم شخصاً أو توبخه، وتتجنب الحوار معه، فإنك بذلك تدفعه إلى التمسك برأيه، والنفور منك، فلا يسمع منك خيراً أو شراً، ولذلك جاء التوجيه القرآني للنبي عليه الصلاة والسلام، ولمن بعده من الدعاة إلى الله «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».
هل يمكن أن تكون أكثر صراحة؟
بكل صراحة، بعد التأمل، والحوار مع أشخاص أعزهم وأجلهم كثيراً مثل وزير الشؤون الإسلامية، أصبحت مقتنعاً قناعة تامة بأن الغناء الذي رأيت إباحته لم يعد موجوداً، إلا في اليسير جداً، ولذلك فأنا أرى المشتغلين بالغناء «فسقة»، وأنصح كل من عافاه الله من السماع بأن لا يسمع الغناء، وأنني لا أجيز لأحد أن يسمع الغناء بناءً على القول الذي قلته، فغالب الغناء اليوم وما يصاحبه، فجور وشناعة وفحش، وحتى المحافظ منه الذي يجد فيه بعض العلماء رخصة، أقل أحواله أنه من «اللغو» الذي جعل الله من صفات المؤمنين الإعراض عنه، فقال: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون»، فقدم الإعراض عن اللغو على الزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام. فمن الغناء ما أحرمه بلا تردد، ومنه ما أراه لغواً ينبغي للمؤمن تجنبه، ولا أرى من الفضيلة ولا من الدين سماع شيء منه مطلقاً.
هل فُهم من قولك السابق، أنك تسمع الغناء، أو أنك تدعو إلى ذلك؟
هذا للأسف ما أدهشني، وآلمني، أن العامة لم يكونوا مستوعبين ما قلت، بل البعض نقل لي أنه قال «إمام حرم ويسمع أغاني؟»، وأنت تعلم أنه ما من قول يعلن، إلا ويُزاد عليه مثله أو أكثر، ويحمل على غير وجهه أحياناً كثيرة، ولذلك رأينا سداً للذريعة، وقطعاً لدابر الظنون، إعلان التراجع عن القول السابق، للاعتبارات التي ذكرتها آنفاً، فالناصحون المخلصون جميعاً، لا يهتمون بالحكم الفقهي في المسألة، بقدر استبشاعهم لاقتران اسم صاحبهم الذي يعرفونه بالغناء، وهذا شعور أقدّره لهم، وأشاركهم فيه، ولذلك قررت طي هذه الصفحة من حياتي إلى غير رجعة.
أتعني، لا حديث عن «الغناء» بعد اليوم؟
نعم، نعم. ولو سألني عنه كائناً من كان لما أجبت. ولقلت: «تلك صفحة قد طُويتْ».
بصراحة مرة أخرى... هل مورست ضدك الضغوط لتتراجع؟
كما أخبرتك، ليست هناك أية ضغوط. ردود في الهواء، وقدح، وشتم، وذم، لم يعن لي شيئاً إلا الذي أخبرتك، أما الذي أثّر فيّ بحق، وجعلني أعيد النظر في الذي أعلنت، فهو ما تبين لي من فهم الناس الخاطئ، ثم صدق توجيه ونصح قلة قليلة من الأحبة، لمست في قولهم النصح، وفي سجاياهم الصدق، وكان دافعهم للحوار والحديث إليّ غيرتهم على شخصي، وعلى سمعة كتاب الله، الذي شرفني الله بحمله. بل كانوا متعاطفين مع ما حدث من ردود فعل اعتبروها مثلي غير منصفة.
ولكن هناك من يرى أن المسألة أبعد من ذلك، فهناك من يعتقد بأنك أصبحت من أهل ما يسمى بـ «الفتاوى الشاذة»، وأنك لم تبلغ درجة الاجتهاد المؤهلة للإفتاء؟
لا أدعي أنني مثل ابن باز أو ابن عثيمين، لكني مع ذلك كسائر طلبة العلم في بلادنا والمنطقة الإسلامية والعربية، أفهم أن يثبت لي أحد أن ما توصلت إليه قول مرجوح للأسباب والأدلة التي يذكرها، أما أن يزعم أن قولي أو رأيي الفقهي مرجوح، لأني أنا قائله، فهذا لا أظن أحداً له شأن بالعلم يرى وجاهته، فالعبرة بالقول نفسه وصحته من صوابه، لا قائله. وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي عليه الصلاة والسلام. كما قال الإمام مالك رحمه الله.
بما أنك إمام وخطيب جامع... هل تأثّر عملك بشيء من النقاش الماضي؟
لم ألحظ شيئاً ولله الحمد، على رغم التحريض المتواصل ضدي إلا أن وزارة الشؤون الإسلامية جزى الله القائمين عليها خيراً، لم يرفعوا بالذي يقال رأساً، وأنا لم أشأ استغلال المنبر في النقاش والسجال الذي دار، على خلاف خطباء كثر، اقتاتوا على المسألة وجعلوها موضوعاً لخطبهم. أما المصلين في مسجدي فلم أرَ منهم إلا كل خير، بكل كان اصطفافهم خلفي، مؤازرة معنوية، أشكرهم عليها، ولو سمعوا بعض الناصحين – عفا الله عنهم – لما صلوا خلفي لا جمعة ولا جماعة!
وعلى المستوى الرسمي... هل تعرضت لشيء؟
- على العكس تماماً، فالمسؤولون خصوصاً في منطقة الرياض، وعلى رأسهم الأمير سلمان بن عبدالعزيز لم أجد منهم ذات يوم إلا الدعم والتسديد، لعلمهم بغايتي، ومعرفتهم بنهجي. وأما في هذه العاصفة، فإنني لم أتلق أي إشارة من الجهات الرسمية، سوى توجيه شخص لا يود أن يذكر اسمه لي بأن لا أقلق، بسبب اشتداد الحرب الشخصية، الـــتي اســـتهدفت الإضرار بي شخصياً. جزاه الله عني وعن كل مظلوم نصره خير الجزاء.
وهل ستكون هذه آخر معاركك الفكرية؟
لا أدري، فطالما أصبح الاختلاف في الرأي، حتى وإن كان مشهوراً مسطوراً في الكتب، يشعل المعارك، ويفسد ما بين الأحبة والأقران، فإنني لست أدري ما سيكون مستقبلاً. غير أني أتمنى أن يأتي علينا يوم نتفق فيه ونختلف ونتحاور ونتناقش برقي، واحترام بعضنا، من دون تشويه أو تجريح، على طريقة المجادلة بالحسنى، التي سرى عليها الصفوة من علمائنا الأوائل، وغدت في عالم اليوم، قيمة حضارية، يتفاخر الناس برسوخها في أوطانهم.
المصدر: لجينيات
تعديل التعليق