القولُ الأقومْ- مع (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

خالد علي أبا الخيل
1440/04/27 - 2019/01/03 09:06AM

القولُ الأقومْ- مع (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

التاريخ: الجمعة:21 –ربيع ثاني-1440 هـ

 

الحمد لله، الحمد لله القائل: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ) (الرحمن:1-2) وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185) وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد ولد عدنان وإمامه القرآن صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل التُّقى والعرفان.

 أما بعد...

عباد الله: فاتقوا الله جلَّ في عُلاه، فمن اتقى الله وقاه، ومن اتقى الله كفاه، ومن اتقى الله حماه، ومن اتقى الله جعل الله الجنة مأواه.

أيها الإخوة المسلمون: كلام ربنا قواعده وأصوله، فوائده وثماره فيه سعادة الدنيا والآخرة؛ ولهذا -أحبتي في الله- في هذه اللحظات مع آيةٍ عظيمة آيةٍ كبيرة آيةٍ تُبين منهج القرآن وسر القرآن ومعاني القرآن.

وهي قوله سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء:9).

وقد ألَّف في هذه الآية العالم العلامة الزاهد الورع عبد العزيز السلمان صاحب المؤلفات الشهيرة، ومنها (موارد الظمآن) أسماه (الأنوار الساطعات في آياتٍ جامعات) فذكر على هذه الآية العظيمة ألفان وثمانمائة هداية $ رحمةً واسعة.

من هداية هذه الآية العظيمة وهذه الآية الكريمة:

أولًا: أن من هدي القرآن أنه دعا إلى التوحيد، نعم القرآن كله توحيد من أوله ووسطه وآخره دعا إلى التوحيد وبيَّن ثماره، وأمر بالتوحيد وبيَّن منزلته؛ ولهذا التوحيد به انشراح الصدور ونور القلوب (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ) (الأنعام:125).

(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (الزمر:22).

ولهذا أمر بالتوحيد في أول أمرٍ يقرع سمعك أيها المسلم في كلام ربك (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) (البقرة:21) وخلق الخليقة لأجله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56) وأمر الله الخلق به (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5).

ثانيًا: أن من هدي القرآن أنه أمر بالذكر الذي به حياة القلوب؛ لأن الإنسان إذا أكثر من ذِكر ربه قرب من ربه؛ لهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية $: الذِّكر للقلب بمنزلة الماء للسمك، وربنا عزَّ وجلَّ أمر بالإكثار من ذِكره (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) (الأحزاب:41).

(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب:35).

فَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

 

فَلَيْسَ لِذِكْرِ اللهِ وَقْتٌ مُقَيَّدُ

وكلما ابتعد الإنسان عن الذِّكر أصابه من الهَم والسَّقم والمرض والألم والشقاء والعناء بقدر بُعده عن ذِكر المولى.

ثالثًا: أن من هدي القرآن أنه أمر بتدبره (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص:29).

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) (النساء:82).

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24).

فالقرآن لُبه وغايته تدبره وتفهمه، والعمل بما فيه، فالحكمة من إنزاله تدبره (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص:29) وأوامره ونواهيه يجب علينا أن نُصغي لها، فإذا جاءك: يا أيها الذين آمنوا، أو يا أيها الناس فأصغِ لها سمعك فخيرٌ تؤمر به أو شرٌّ تُنهى عنه.

رابعًا: أن من هدي القرآن أنه دين الإصلاح والمصالح، ودين درء المفاسد والقبائح.

الدينُ مبنيٌّ على المصالحِ

 

في جلبها والدرءُ للقبائِحِ

فالقرآن –أيها الأحبة- جاء لتحقيق المصالح وتكثيرها، وتقليص المفاسد وزوالها وتقليلها.

خامسًا: أن من هدي القرآن أنه دينٌ شامل، دينٌ جامع دينٌ كامل (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام:38).

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (مريم:64).

(تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) (النحل:89).

(وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) (الإسراء:12).

فالقرآن فيه ما يبتغيه الإنسان، وفيه مصالحه ومعاشه، وهديه وسلوكه وتربيته، فما على الإنسان إلا أن يجعل القرآن إمامه وقائده.

سادسًا –أيها المسلمون-: أن من هدي القرآن الأمر باتباعه اتبعوا ما أُنزِل إليكم من ربكم، وأمر بالتمسك به (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) (الزخرف:43).

فيجب علينا اتباع كلام ربنا، والتمسك بكتاب ربنا، يقول عليه الصلاة والسلام: (تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله) فالقرآن –عباد الله- به النجاة والحياة، والحفظ من شر الإعداء؛ ولهذا –أيها الأحبة- القرآن إذا اتبعه الإنسان وانقاد له وعمل بما فيه قاده إلى الجنان العالية، والدرجات الرفيعة.

سابعًا: أن من هدي القرآن أن من اتبعه لا يضل ولا يشقى، نعم من اتبع القرآن وانقاد للقرآن، وامتثل ما أمر الله به في القرآن فإنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، بل هو في سعادة وحياةٍ طيبة، فإنه لا يضل ولا يشقى بخلاف من أعرض عن القرآن، وابتعد عن القرآن، وهجر القرآن، فالرحيم الرحمن يقول: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) (طه:124).

ثامنًا –أيها الأحبة-: أن من هدي القرآن أنه دين الاتزان والاعتدال، دين الإنصاف، دين التقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) (الحجرات:13) لماذا؟ (لِتَعَارَفُوا) (الحجرات:13).

فالموفَّق مَن اتقى الله، فهو دين الاعتدال فبعيدٍ عن الفرق الضالة، والأهواء المضلة، والانحرافات العقدية، والطوائف المبتدعة فهو دين الاعتدال والإنصاف (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (البقرة:143) بعيدًا عن الخوارج والمرجئة، والنواصب والرافضة، وغير ذلك من الطوائف الضالة فهو دين الحق (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ) (الحج:6).

تاسعًا: أن من هدي القرآن أن هذا القرآن محفوظ دين الله محفوظ –أيها العباد- دين الله محفوظ في قديم الزمان وحديثه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) بل حفظه الله من أن يتطاول عليه الأعداء كما قال المولى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت:42).

عاشرًا: أن من هدي القرآن أنه شفاءٌ للقلوب، وشفاءٌ للأبدان، وشفاءٌ لأمراض القلوب، وشفاءٌ لأمراض الشهوات، وشفاءٌ لأمراض الشبهات (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ) (الإسراء:82) فالقرآن شفاءٌ لمن به داء.

وَفِيهِ الدَّوَاءُ مِنْ كُلَّ دَاءٍ فَثِقْ بِهِ


 

فَوَالله ما عَنْهُ يَنُوبُ كِتَابُ

الحادي عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالطهارة الحسية والمعنوية.

الحسية: طهارة الأبدان من النجاسات والقذارات.

والطهارة المعنوية: طهارة القلوب من الشرك الأكبر والأصغر، والبدع والمعاصي: كالشحناء والبغض، والكِبر، والحسد، والغل، والحقد، وغير ذلك من أمراض القلوب، كما قال الله جلَّ وعلا: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4).

الثاني عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالاجتماع والائتلاف، ونهى عن التفرق والاختلاف (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُ) (آل عمران:103).

وأنتم تسمعون وتقرؤون في كلام ربكم واو الجمع إشارةً إلى الجمع يا أيها الذين آمنوا، إن الذين آمنوا؛ ولهذا ربنا قال لنبيه: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) (آل عمران:159).

(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (الشورى:38).

فالاجتماع والائتلاف هو من مزايا هذه الأمة، مما أمر به الكتاب والسُّنَّة.

الثالث عشر –أيها الأحبة-: أن من هدي القرآن أن هذا الدين دينٌ أتمه الله، وأكمله الله، وأحبه الله، ورضيه الله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).

أما الكفر والشرك فلا يرضاه الله (وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) (الزمر:7).

الرابع عشر: أن من هدي القرآن أنه لا يقبل سواه (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85).

فلا يقبل الله دينًا إلا دين الإسلام فلا يهودية، ولا نصرانية، ولا مجوسية، ولا شركية، ولا وثنية.

الخامس عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالعدل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) (النحل:90) والعدل قامت به السماوات والأرض، والعدل به مصالح الدنيا ومصالح الدين، والعدل -عباد الله- به الاجتماع والائتلاف، أما الظلم فإن به الشقاق والنزاع والاختلاف.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلني وإياكم من عباده الصالحين، وحزبه المفلحين، وأوليائه المتقين، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين وللمؤمنين.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أيها الإخوة المسلمون: السادس عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالتثبت عند الشائعات والنزاعات وإلقاء الكلمات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات:6) فعند ذلك يُحفظ كلا الطرفين، فالإنسان إذا سمع كلمةً من أخيه فينبغي له أن يتثبت قبل أن يُلقي التهم في أخيه؛ ولهذا التثبت به قصر الطريق وحفظ الحقوق، وسلامة الدين والأعراض.

السابع عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالأخلاق والقيم الفاضلة، والآداب السامية (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199) وربنا يقول في أوصاف المتقين: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:133-134).

ولهذا أحبتي في الله يقول سيد المرسلين: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ) فالقرآن جاء ليُتمم الأخلاق ويُبيِّن فضائلها ومحاسنها، ووالله ثم والله ثم والله لو استعملنا وتأدبنا وطبقنا ما في القرآن من الأخلاق لسلمت مجتمعاتنا من الخصام والنزاع والشقاق وسوء الملام؛ ولهذا –أحبتي في الله- لما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلق النبي ﷺ أتدرون ماذا أجابت؟ قالت: كان خُلقه القرآن، فالرحيم الرحمن يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) يأتمر بأمره، وينتهي بنهيه، ويتأدب بآدابه.

الثامن عشر: أن من هدي القرآن أنه أمر بالوفاء بالعقود والعهود والمواثيق وحفظ الديون بالكتابات دفعًا للخصوم والنزاعات، ودفعًا للشقاق والافتراق والخلافات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة:1).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) (البقرة:282) فعند ذلك تُحفظ الحقوق ويزول العقوق.

التاسع عشر: أن من هدي القرآن أنه يُبعد ما يُورث الشحناء والبغضاء ويُزيل ما في القلوب من الغِل والأحقاد والأحساد إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، فالقلوب الطاهرة، والقلوب الصافية هي التي تعفو وتصفح، هي التي تسمح وتتجاوز؛ ولهذا –عباد الله- أمر الله بالعفو والمسامحة والإحسان إلى الآخرين، والتغاضي عن الزلات، والبُعد عن الشقاق وما يُورث الخلافات.

العشرون -أيها المسلمون-: أن من هدي القرآن أنه أمر بالتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2) فما أجمل هذا الدين! وما أحسن هذا الدين! وما أفضل هذا الدين! حينما تجتمع النفوس الأبية على التعاون على البر والتقوى، والتعاون على فعل المعروف والأمر به، وترك المنكر والتناهي عنه، فهذا هو صفة أهل القرآن أنهم يتعاونون على البِر وعلى الإحسان وعلى الخير والصلاح، ويتناهون عن الإثم والمعاصي والسيئات وسوء الأخلاق.

والحادي والعشرون: أن من هدي القرآن حُب المؤمنين، وبُغض الكافرين، فالمسلم أخوك ولو كان بعيد الدار والكافر عدوك ولو كان قريب الدار (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (المجادلة:22).

ولهذا –عباد الله- قطع الله الإسلام عن الكافرين بالتوارث والتعاقل، وكذلك المحبة والنصرة، ومن ذلكم تهنئة الكفار بأعيادهم، فكل ذلك أمر الشرع بالبُعد عنه (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120).

هذا بعض هداية هذه الآية العظيمة التي ينبغي أن نقف عندها وقفات، وأن نتأملها ونتدبرها، ونستخرج ما فيها من العظات.

 

المشاهدات 1010 | التعليقات 0