القناعة ( فضلها وأسباب تحصيلها )

محمد بن سليمان المهوس
1441/04/14 - 2019/12/11 11:51AM

الخُطْبَةُ الأُولَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [ الأحزاب: 70 – 71 ].

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: قَالُوا عَنْهَا: هِيَ الرِّضَا بِمَا أَعْطَاكَ اللهُ، وَكَتَبَهُ وَقَسَمَهُ، وَقَالُوا هِيَ: اسْتِغْنَاءُكَ بِالْمَوْجُودِ، وَتَرْكُكَ لِلتَّشَوُّفِ إِلَى الْمَفْقُودِ، وَقَالُوا هِيَ: امْتِلاَءُ الْقَلْبِ بِالرِّضَا، وَالْبُعْدُ عَنِ التَّسَخُّطِ وَالشَّكْوَى.

إِنَّهَا الْقَنَاعَةُ الَّتِي هِيَ شِفَاءٌ وَدَوَاءٌ ؛ شِفَاءٌ مِنْ دَاءِ الْجَشَعِ وَالطَّمَعِ، وَشِفَاءٌ مِنَ الْهُمُومِ وَالأَحْزَانِ، وَشِفَاءٌ مِنَ الْكَرَاهِيَةِ وَالْحَسَدِ، وَشِفَاءٌ مِنْ نَهْبِ الأَمْوَالِ وَالاِعْتِدَاءِ عَلَى الْمُمْتَلَكَاتِ.

فَمَنْ عُدِمَ الْقَنَاعَةَ ازْدَادَ تَسَخُّطُهُ وَقَلَقُهُ، وَحُرِمَ مِنَ الرِّضَا بِمَا رَزَقَهُ اللهُ وَآتَاهُ. وَحِينَئِذٍ لاَ يُرْضِيهِ طَعَامٌ يُشْبِعُهُ، وَلاَ لِبَاسٌ يُوَارِيهِ، وَلاَ مَرْكَبٌ يَحْمِلُهُ، وَلاَ مَسْكَنٌ يُؤْوِيهِ؛ «وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ». يَبْحَثُ عَنِ الْمَالِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، يَخْلِطُ بَيْنَ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، بَلْ رُبَّمَا كَانَ مَالُهُ كُلُّهُ مِنَ الْحَرَامِ؛ لأَنَّهُ لاَ يَقْتَنِعُ بِمَا هُوَ حَلاَلٌ.

وَلَقَدْ حَثَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْقَنَاعَةِ، وَبَيَّنَ أَنَّهَا طَرِيقٌ إِلَى السَّعَادَةِ وَالْفَلاَحِ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ» [ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - ]

وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» [ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ].

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «مِنْ أَكْثَرِ مَوَاهِبِ اللهِ لِعِبَادِهِ وَأَعْظَمِهَا خَطَرًا: الْقَنَاعَةُ. وَلَيْسَ شَيْءٌ أَرْوَحَ لِلْبَدَنِ مِنَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالثِّقَةِ بِالْقَسْمِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقَنَاعَةِ خَصْلَةٌ تُحْمَدُ إِلاَّ الرَّاحَةَ وَعَدَمَ الدُّخُولِ فِي مَوَاضِعِ السُّوءِ لِطَلَبِ الْفَضْلِ، لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَى الْعَاقِلِ أَلاَّ يُفَارِقَ الْقَنَاعَةَ عَلَى حَالَةٍ مِنَ الأَحْوَالِ».

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ أعْظَمِ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْقَنَاعَةِ:

الإِيمَانُ الْجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الرَّزَّاقُ الَّذِي كَتَبَ الأَرْزَاقَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْعِبَادَ، وَلَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا.

قَالَ تَعَالَى:﴿ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾[هود: 6].

وَتَأَمَّلْ –أَخِي الْحَبِيبُ -فِي حَالِ الْجَنِينِ كَيْفَ يِأْتِيهِ غِذَاؤُهُ وَهُوَ الدَّمُ مِنْ خِلاَلِ السُّرَّةِ، فَإِذَا أَتَمَّ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَخَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَانْقَطَعَ ذَلِكَ الطَّرِيقُ مِنَ الرِّزْقِ، فَتَحَ اللهُ لَهُ طَرِيقَيْنِ، وَهُمَا صَدْرُ أُمِّهِ، وَأَجْرَى لَهُ فِيهِمَا رِزْقًا أَطْيَبَ وَأَلَذَّ مِنَ الأَوَّلِ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا، فَإِذَا تَمَّتْ مُدَّةُ الرَّضَاعِ وَانْقَطَعَ اللَّبَنُ بِالْفِطَامِ فَتَحَ اللهُ لَهُ طُرُقًا أَوْسَعَ وَأَكْثَرَ وَهِيَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَنَافِعِ وَالْمَلاَذِّ، فَإِذَا مَاتَ الْعَبْدُ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ طُرُقُ الرِّزْقِ فَتَحَ اللهُ لَهُ -إِنْ كَانَ سَعِيدًا- طُرُقًا ثَمَانِيَةً وَهِيَ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.

وَلاَ يَعْنِي هَذَا -عِبَادَ اللهِ-تَرْكَ فِعْلِ الأَسْبَابِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ؛ فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾

[الملك: 15]

وَمِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْقَنَاعَةِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ وَتَفْوِيضُ الأَمْرِ إِلَيْهِ بَعْدَ فِعْلِ الأَسْبَابِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3].

وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.

وَمِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْقَنَاعَةِ: تَذَكُّرُ الْعَبْدِ أَنَّ الدُّنْيَا إِلَى زَوَالٍ وَأَنَّ مَتَاعَهَا إِلَى فَنَاءٍ فَلاَ الْفَقْرُ يَدُومُ، وَلاَ الْغِنَى يَدُومُ !!

اللَّهُمُّ اُرْزُقْنَا الْقَنَاعَةَ بِمَا آتَيْتَنَا وَرَزَقَتْنَا، اللَّهُمَّ وَأَغْنِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا أَفَقْرَ النَّاسِ إِلَيْكَ، وَأَغْنَى النَّاسُ بِكَ، يَارَبَّ الْعَالَمِيِنَ.

 أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا...

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

 وَمِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْقَنَاعَةِ: نَظُرُ الْمَرْءِ إِلَى مَنْ هُوَ أَقَلُّ مِنْهُ فِي الْمَالِ وَالْمَنْصِبِ وَالْجَاهِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَى مِنْهُ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ عَلَّمَنَا ذَلِكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ» وَذَلِكَ أَنَّ نَظَرَ الإِنْسَانِ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَى مِنْهُ يُؤَدِّي إِلَى اسْتِحْقَارِ مَا عِنْدَ نَفْسِهِ مِنَ النِّعَمِ، فيَسْتَقِلُّ النِّعْمَةَ وَيُعْرِضُ عَنِ الشُّكْرِ.

وَمِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْقَنَاعَةِ: الصَّبْرُ وَاحْتِسَابُ الأَجْرِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»

[رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].

هَيَ الْقَنَاعَةُ لاَ تَرْضَى بِهَا بَدَلاً

                فِيهَا النَّعِيمُ وَفِيهَا رَاحَةُ الْبَدَنِ

انْظُرْ لِمَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا

                هَلْ رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ الْقُطْنِ وَالْكَفَنِ

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [ الأحزاب: 56 ]، وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رَوَاهُ مُسْلِم].

المرفقات

خطبة-جمعة

خطبة-جمعة

المشاهدات 2025 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا