القطيعه (مؤثرة ) للشيخ يحيى جبران جباري
يحيى جبران جباري
لحمدلله المنان ؛ جزيل الاحسان ؛ أحمده سبحانه وأشكره على ماسوف يكون ومالم يكن وماقدكان ؛ وأستعينه واستهديه وأستغفره ؛ هو المعين والمستعان ؛ والهادي لمن وقع في الضلال والطغيان ؛ وغافرذنوب عباده والعصيان ؛ وأشهدأن لاإله الا الله وحده لاشريك له رب كل شيء ومليكه وهوالرحيم الرحمن ؛ وأشهدأن محمدا عبدالله ورسوله ؛ أعطاه الله جوامع الكلم والبيان ؛ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه واتباعه ؛ مادامت الحياة والأكوان ...
ثم أمابعد : فأوصيكم أيهاالمسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله عزوجل وخشيته ؛ قولا وعملا ؛ سرا وجهرا ؛ فمن كان لله تقيا ؛ عاش صافيا نقيا ؛ وتوفي مسلما رضيا ؛ وفي الآخرة يبلغ مكانا عليا ؛
(ياأيهاالذين آمنوا اتقواالله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
ايهاالمسلمون في زحمة الحياة والسعي وراء المعيشة لكسب الطعمة واللقمة ؛ قد ينشغل الانسان أويغفل عن بعض الواجبات ظنا منه بأنها سهلة وهي عندالله عظيمة ؛ ولكن متى ماسمحت له الفرصة تدارك ذلك واستعاد رشده وعاد له وعيه ؛ فيجبر ماكسر ؛ ويتدارك ماخسر ؛ ويعيد اصلاح مااندثر ؛ والله جل وعلا يستر ويغفر ؛ ومن اكثر هذه الواجبات المغفول عنها وأجلها صلة الرحم ؛ فمن فعلها قاصدا وقع في كبيرة من كبائر الذنوب ؛ ووجب عليه أن يستغفر من ذنبه ويتوب ؛ وأن يعود إلى الحق ويؤوب ؛ وياللعجب ففي زمن سهولة الاتصال قل بين الأرحام الوصال ؛ ومع شدة القرب اصبح الأرحام عن بعضهم غرب ؛ فيالعظم وخطورة الخطب ؛ أصلح الله حالنا واعادنا إلى جادة الدرب ؛ وهناابين وان كنت اثق أنكم خير من يبين ؛ بأن الأرحام هم الاباء والأمهات وإن علو ؛ والإخوة والأخوات أشقاء كانوا أوالوالدين تبدلوا ؛ والأعمام والعمات والأخوال والخالات ؛ والأبناء والبنات
وإن دنو ؛ أماقرابة الزوج والزوجة من أم وأب وأخوات وإخوة ؛ فهم أصهار لا أرحام هكذا أهل الشريعة قضوا ؛ أبناء أبنائنا أبناؤنا ؛؛ وبناتنا ابناؤهن أبناء الرجال الأباعد ؛ وسأدخل في خضم المراد ؛ أبتغي القرب من العقول لا الابتعاد ؛ تعلمون بأن رب السبع الشداد في حديث ابي هريرة قال : للرحم وهي معلقة بالعرش تقول هذامقام العائذبك من القطيعة فقال سبحانه ايرضيك أن اصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى قال الله فذلك لك ) وأقول لك :
من قطع والديه بسبب اوبدون سبب ؛ فذاك شقي في الدنيا ؛ وفي الآخرة مع زمرة أبي لهب ؛ قال جبرائيل عليه السلام لمحمد عليه الصلاة والسلام من أدرك ابويه أواحدهما فلم يغفرله فمات فأبعده الله قل آمين فقلت امين ؛ نعوذبالله أن نكون من المبعدين ؛ وممايندى له الجبين وتهل منه دموع العين ؛ أن تجد اخوة متقاطعين ؛ في نفس البطن حملا ؛ ومن صلب رجل واحد نزلا ؛ وتحت سقف واحد نشأا؛ ومن إناء واحد طعما ؛ وعلى فراش واحد ناما ؛ ومع بعضهما اكثر من ثلث العمر قضيا ؛ ثم بعد ذلك بسبب حفنة تراب تنازعا وتقاطعا ؛ من خلفها تحت التراب غدا وتركها ؛ أو بسبب مال او مشكلة تسبب فيها الأزواج والعيال ؛ تباغضا ؛ أماعلم أمثال هؤلاء ؛ بأن الزوج والزوجة يستبدلان ؛ والمال والأبناء يعوضان ؛ أم الاخ والأخت فإن ذهبا فمن ذا سيحل محلهما ؛ اخاك اخاك ان من لا اخا له ؛؛؛ كساع الى الهيجا بغيرسلاح ؛؛ وممايدل على عظم حق الاخت والأخ ومافي وصلهما من عظيم أجر ماقد صح بأن رجلا ماتت أمه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رغبته بعمل يبرها به بعد موتها فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم الك من خاله قال نعم قال برها فبرك بها بر بأمك ؛ والعم كذلك فمن مات ابوه وله عم فبر به فذاك بر بأبيه ؛ والسبب انهم اخوة لهم ؛ فكيف يضيع الناس حق إخوتهم وهم أحياء ؛ والله يأجر على البر والصلة بالأخوة حتى بعد وفاة الأمهات والاباء ؛؛ وللعم والعمة والخال والخالة ماللأشقاء من الوصل والعطاء ؛ يقول عليه صلوات رب الأرض والسماء ( من أحب أن يطول عمره وينسأله في أثره فليصل رحمه ) فالحذر الحذر من القطيعة ؛ فعاقبتهاعظيمة وخيمة ؛ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولائك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى أبصارهم ) بارك الله لي ولكم فيما قلت وسمعتم واستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ...
الحمدلله قريب اذاطلب ؛ احمده سبحانه وأشكره المعطي لمن رغب ؛ وأشهدأن لاإله إلاالله لمن دعاه يجب ؛ وأشهد أن محمد بن عبدالمطلب هوالنبي لاكذب ؛ صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه مااعتلي منبروعليه خطب ؛ وبعد يامن في فضل ربه رغب اتق الله فمن اتقى الله ربح وكسب (ومن يتق الله يكفرعنه سيئاته ويعظم له أجرا ) عبادالله قدسقت تذكرة عن القطيعة على عجل ؛ في قلوبكم وعقولكم اعظم مماجئت به وأجل ؛ ولكن تنبيهالنفسي ولمن مثلي غفل ؛ ولتعلموا (بأن المكافيء ليس بالواصل انماالواصل من اذاقطعة رحمه وصلها ) هكذاجاء عن سيدالأمة وإمامها ..
وقبل أن أختم أريد أن أقول لكل من يقيم الصلاة في أول الصفوف ؛ ومن يكرر العمرة وبالبيت يطوف ؛ وعلى هيئته سمة المطيع لربه وعلى العباد عطوف ؛ فتش بين جنبات قلبك أأنت لرحمك واصل وودود رؤؤف ؛ أم قاس عليهم وقاطع لهم وشرك مخوف ؛ إن كنت الأول ؛ فأنت على الله مقبل ؛ وصلاتك نهتك عن المنكر ؛ وإن كنت الثاني ؛ فاعلم بأنك على نفسك جاني ؛ وقدأوقعك الشيطان في فخ الأماني ؛ يقول الله (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ومن قطع رحمه فهوعلى منكر ؛ ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فكيف له أمام الله أن يعذر ؛ فقل : لكل قاطع أن يحذر ؛
أتممت ماجئت به أذكر ؛؛؛ والله ربي سائلا ان يغفر ؛؛ ماكان مني من ذنوب وخطأ ؛؛ فقدعلمت انني مقصر
ثم صلاة الله دوما تنشر ؛؛ على الذي اعطاه ربي الكوثر ؛؛؛ ماقدم القول وماتأخر ...
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك.. محمد ...