القاتل رقم واحد (مختصرة)

عبدالله محمد الطوالة
1442/10/15 - 2021/05/27 20:43PM

الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الكريمِ الشّكورِ، الحليمِ الصبورِ، {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ..

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ  فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} ..

وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، المبعوثُ بالهدى والرحمةِ والنورِ .. صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آله وصحبهِ ذوي الفضلِ المشهورِ، والعملِ المبرورِ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم البعثِ والنشورِ.. وسلم تسليماً كثيراً ..

أمَّا بعدُ: فـ{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} ..

معاشر المؤمنين الكرام: حديثنا اليوم عن القاتل رقم واحد .. القاتل الأكثرُ ضحايا على مستوى العالم كله، بل على مستوى التاريخ اجمع .. ولئن كان هناكَ الكثيرُ من القتلةِ ذوي الاعداد الهائلةِ من الضحايا ..  كالحروب، والأمراض المعدية، وحوادثِ وسائل المواصلات والحرائق، والجوع والفقر، والكوارث الطبيعية .. إلا أن أيَّاً منها ليس هو القاتل رقم واحد .. أتدرون من هو القاتل رقم واحد في العالم كله خصوصاً في عالمنا العربي: إنه التدخين يا عباد الله .. نعم، التدخين هو أكبر قاتلٍ في التاريخ، والدليل أن ضحاياهُ في العام الواحد أكثرَ من ثمانية ملايين مُدخن .. وأن معدله اليومي أكثر من 22 ألف قتيل ..

أما في بلادنا الغالية .. فهناك أكثر من ثمانية ملايين مُدخن ومدخنة، ينفثونَ في أجوائنا أكثرَ من 150 مليون سيجارة يومياً .. ويتلفون من حُر أموالهم ما يزيد على 70 مليون ريال يومياً .. أي أن أكثر من 25 مليار ريال سنوياً تتبخر في الهواء .. وأشنع ما في الأمر أن هناك أكثر من ثلاثين ألف من أبناء بنات الوطن يقتلون سنوياً بسبب التدخين .. والنسبة في ازدياد مهول .. كما أن الإحصائياتِ تشيرُ إلى أن متوسط ما ينفقه المدخن على التدخين فقط، يزيد عن الخمسين ألف ريال .. فضلاً عن تكاليف العلاج التي يبلغ متوسطها أكثر من ثلاثة أضعاف ما ينفق على التدخين .. فإن لم يكن هذا هو التبذير المذموم .. فما هو إذن ..

ليس هذا فحسب، بل إن المدخنين مبليون بنوع آخر من التبذير خاص بهم وهو تبذير الأعمار، فالدراسات والإحصائيات تؤكد أن تدخين سيجارة واحدة يُنقصُ من متوسط عمر الفرد ما لا يقل عن خمس دقائق، وأن المدخن الذي يستهلك علبة في اليوم يتوقع بإذن الله أن ينقص من عمرهُ وسطياً بمقدار أربع سنوات, أما الذي يستهلك علبتين  فسينقص من عمره وسطياً بمقدار عشر سنوات، فضلاً عن أن سنوات عمره الأخيرة ستكون كلها معاناة مع الأمراض التي سيسببها له الاستمرار في التدخين (وإذا كنا نؤمن أن الأعمار بيد الله فهو سبحانه الذي يقول ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) .. شيء آخر .. فالمدخن يُهدر من وقته ما لا يقل عن الساعتين يومياً، في ممارسة هذه المنكر المدمر، فما ذا لو كان بدلاً منها ذكرٌ وتسبيحٌ ..  

أمر ثالث .. تشير التحاليل الكيميائة لمادتي التبغ والجراك .. أنه يدخل في تكوينها أكثر من 22 مادة شديدة السمية، و40 مادة تسبب السرطان ..

أمرٌ رابع .. هناك أكثر من خمسون ألف بحث عملي .. موثق من هيئات رسمية معتمدة .. كلها تؤكد أنه المسئول الوحيد عن أكثر من 95 % من جميع من حالات السرطان، وحالات تصلب الشرايين والجلطات والذبحات الصدرية، وهبوط القلب، وأنه المسئول الوحيد عن انسداد الرئة .. وتؤكد الدراسات أن أذى المدخن لا يقتصر على نفسه بل يتعداه إلى المقربين منه بنسبة الربع .. أما إحصائيات الدفاع المدني فتؤكد أن ثلث الحرائق سببها أعقاب السجائر ..

ولا يظنن ظانٌ أن الشيشة أهونُ من التبغ فرأسٌ واحدٌ من الشيشة يزيدُ على القوة التدميرية لخمسٍ وخمسين سيجارةً مجتمعة .. إنها يا عباد الله أسلحةُ دمارٍ شاملٍ تفتكُ بأغلى مُقدراتنا ..  فتخيلوا يا عباد الله حجمَ الكارثة .. وتخيلوا كم سيوفرُ المجتمع وكم سيسعدُ أفراده ويصِحوا لو توقفوا فقط عن التدخين ... وإذا أردت أخي الكريم أن تتعرف عملياً على فداحة وخطورة التدخين فخد قطعة من الشاش الأبيض النظيف وأجعل مدخناً ينفخ فيها مرة واحدة ولاحظ كيف يصفر البياض ويتكدر، ثم لاحظ مع تكرر عملية النفخ كيف تتسدد الثقوب شيئاً فشيئاً .. إلى أن يكتمل انسدادها كلياً .. ويتحول لون القماشة من البياض الناصع إلى السواد الداكن ..كل هذا بأثر سيجارة واحدة .. فكيف بعشرات ومئات وألوف السجائر التي تدخل صدر المدخن ولا تخرج .. وزيادة في الإيضاح فقد قام أحد الأطباء بتشرّيح جثة مدخن فلما كشف عن رئته وجدها متفحمة كالغراب تماماً .. ووجد عليها طبقة سميكةً من القطران الأسود، وحين عصر الطبيب الرئة بيده سال منها القطران سيلاً، ولما قطعها طولياً ونظر إلى داخلها وجدها مسدودة الشعب تماماً، وهو ما كان قد سبب الموت لصاحبها .. فإلى كل أسير لهذه الآفة الملعونة: اذبحها قبل أن تذبحك .. واعتبر بغيرك .. قبل أن يعتبر بك غيرك ..

يقول أحد الشباب: ابتليت بشرب هذا السم اللعين، وكنت من شدة تعلقي به أقدمه على الطعام والشراب .. ثم كان اليوم الذي لا أنساه .. فجأة شعرت بأن قدميّ لم تعد قادرتين على حملي .. قال لي الطبيب: إنها نوبة بردٍ تحتاج إلى راحة يومين أو ثلاثة .. لكن الذي حدث شيء آخر .. كانت الكارثة قد بدأت تطل بوجهها الكالح عندما خرج البصاق مخلوطاً بالدم مع ضيق في التنفس وآلام في كل مناطق الصدر والظهر، وحشرجة أشبه بحشرجة الموتى، وفقدانٌ للقدرة على الكلام، حتى أصبحت الإشارة هي لغة المفاهمة .. ولازمت السرير بلا حراك .. حصل كل هذا بسرعة البرق، وشعرت كأن العمر قد تقدم بي ثلاثين أو أربعين عاماً دفعة واحدة، وتوالت الفحوصات والتحاليل، لتأتي النتيجةُ أخيراً: رئتانِ أصابهما العُطب والسدد .. وليس أمامك إلا أن تلازم السرير .. لا تتحرك، لا تتكلم، وبالطبع لا تدخن، بل ولا حتى تشمَّ رائحته،  يا إلهي، أهكذا يتحول الإنسان في لحظة .. نعم .. ما بين غمضة عين وانتباهتها  *** يغير الله من حال إلى حال ... يقول الشاب: ليس أمامي خيار، فلابد أن أبقى حتى تزول آثار التدخين .. وها أنا ذا اعترف بخجل: لقد توقفت عن تعاطي هذا السم اللعين مُجبراً .. لأنني أحسست أني قد اقتربت من النهاية جداً، لقد كان بودي أن أتوقف بإرادتي ورغبتي، ولكن هذا ما حدث، وأنا أحمد الله كثيراً .. فبعد هذه التجربة المريرة والمعاناة القاسية، أشعر الآن بالراحة، والحيوية .. لقد عُدت إلى الحياة .. وعادت إلي الحياة .. ولن أعود إلى التدخين أبداً ..

وقصة أخرى مؤثرة .. تحكيها زوجة مدخن، تقول الزوجة: زوجي يُدخن، وذات ليلة قُمت من نومي وأنا مذعورة، لأجد طفلي يكحُ بشدة .. لقد أصيب بربو الأطفال جراءَ تدخينِ والدهِ بجواره، وأخذت أبكي لحاله وحالي، فأبوه يصر على عدم ترك التدخين، ولم يؤثر فيه ما وصل إليه حال طفلنا المسكين .. ومن ثمّ لجئت إلي الله، قمت وتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي، ودعوت الله أن يعينني على هذه المصيبة، وأن يهدي زوجي لترك التدخين، بعد فترة قصيرة, وبينما كنا نزور مريضاً من أقاربنا في أحد المستشفيات, وبعد خروجنا من الزيارة وأثناء توجهنا للسيارة، أخرج زوجي علبة الدخان فكررتُ الدعاء لهُ .. وإذا بطبيبٍ من أطباء المستشفى يتجه نحو سيارته المجاورة لسيارتنا .. ثم قام فجأةً بالاقتراب من زوجي وقال له: يا أخي أنا منذ السابعة صباحاً وأنا أحاول مع فريق طبيٍ أن ننقذ حياة أحد ضحايا هذه السجائرِ اللعينة .. إنه شابٌ في مثل عُمرك, ولديه زوجة وأطفال، ليتك تذهبُ معي الآن لأريك كيف يُعاني، ليتك ترى حالَ أبنائه الصغار، وزوجتهِ الشابة, ليتك تشعرُ بدموعِهم وهم يسألوني في كل ساعةٍ عن حالِ والدهم, ليتك تشعرُ بما يشعرُ به هو وهو داخل غرفة العناية المركزة .. خصوصاً حين يرى أطفاله وهم يبكونَ حوله .. ليتك ترى دموعهُ ونحيبهُ لأنه يعلمُ خطورةَ حالِه وحرج موقفه .. يا أخي: والله لقد سمحت لأطفاله بزيارته لأني أعلم من خبرتي بأنه سيموت خلال ساعات إلا أن يشاء الله، أتريد أن تكون مثله لكي تشعر بخطورة التدخين، يا أخي: أليس لك قلب؟ أليس لك زوجة وأطفال .. أيهونون عليك لمجرد سيجارة .. أين عقلك .. أين ضميرك .. أين دينك .. تقول الزوجة: سمع زوجي هذه الكلمات القوية وسمعتها معه, وما هي إلا لحظات حتى رمى زوجي بسيجارته ومن ورائها علبة السجائر, فقال له الطبيب: عسى ألا تكون هذه الحركة مجاملة .. أجعلها صادقة لوجه الله وسترى الحياة بطعم آخر .. ثم ذهب إلي سيارته وأنا أرمقه بعينين قد اغرورقت دموعاً .. فتح زوجي باب السيارة فرميت بنفسي داخلها ولم أتمالك نفسي .. انفجرت بالبكاء .. وعلا نشيجي وارتفع صوتي, وأخذت أنتحب بشدة .. لكأني أنا زوجة ذلك المسكين الذي سيموت .. أما زوجي فقد أخذه الذهول، ووجم ساكتاً، ولم يستطع تحريك سيارته إلا بعد فترة .. وبعد أن رجع إلى نفسه أخذ يدعو لذلك الطبيب المخلص ويثني عليه, وكانت هذه نهاية زوجي مع التدخين .. فلا أنسى أن أسجل لذلك الطبيب المبارك وبكل التقدير والثناء ما صنعه لأسرتنا كلها, ومازلت أدعو له في كل صلاة وكل مقام .. منذ ذلك اليوم السعيد الذي توقف فيه زوجي عن التدخين وتوقفت معه معاناتنا والآلامنا إلى غبر رجعة ,وسأضل أدعو له ولكل مخلص مثله ...

بارك الله ...

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده اللذين اصطفى ...

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين .. وكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} ..

معاشر المؤمنين الكرام: أكثر المدخنين إن لم يكن كلهم لا يمارون في ضرره، ولا يشكون في سوء أثره، بل إنهم يؤملون في تركه، ويسوفون بالإقلاع عنه، فلهؤلاء حق علينا أن نعينهم، ونأخذ بأيديهم، ونجتهد بالدعاء لهم .. كي يتخلصوا من هذا الداء .. ويعيشوا كغيرهم سعداء ..

فيا من ابتليت بهذا الداء الفتاك.. تذكر أن الله يراك .. تذكر أن الله أمرك ونهاك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} .. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} ..

يا من ابتليت بهذا الداء الخبيث تذكر وصف ربك لنبيه صلى الله عليه وسلم : {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} .. فإن لم يكن الدخان خبيثاً فما هو الخبيث إذن ..

 يا من ابتليت بهذا الداء القاتل .. تذكر أن الله هو القائل: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} ..

يا من ابتليت بهذا الداء المهلك .. تذكر نهي ربك: { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .. يا من ابتليت بهذا الداء السام .. تذكر قوله عليه الصلاة والسلام: (من أحتسى سماً فقتل نفسه فسمه بيده يتحساه في جنهم خالداً مخلداً فيها) أو كما قال عليه الصلاة والسلام  ..

يا من ابتليت بتبذير مالك وصحتك وعمرك .. من أجل الدخان .. {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} ..

يا من ابتليت بهذا الداء المؤذي لأهلك ومن حولك .. اسمع لقول ربك: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}..

أيها الأحبة :إني لأرجو بعد هذه الجولة الطويلة والمؤلمة.. أن يتذكر الناسي .. ويتنبه الغافل .. ويتعلم الجاهل ..ويتنازل المعاند .. ويعزم المتردد .. إنني أدعو كل مدخن للتوبة الصادقة وأن يتركه طاعة لله وحفاظًا على نفسه وأهله وماله، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ..  وهمسة في إذن كل من عزم على تركه لله .. اعلم أنك ستجد بعض المشقة في أول الأمر .. لكنها سرعان ما تزول .. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله ، أما من تركها مخلصاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ، ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب ، فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة " قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}  ..

أخي المدخن: استعن بالله ولا تعجز .. وتذكر أن رضا الرحمن والانتصار على النفس والشيطان لهما لذة أعظم من لذة التدخين .. فأكثر من الذكر و الدعاء و الاستعاذة .. قلل من شرب المنبهات واستبدلها بالعصيرات .. خصوصاً الليمون والبرتقال .. ابتعد عن رفقاء التدخين وكل ما يذكرك به قدر الإمكان .. اشغل أصابعك بالسواك ونحوه .. تسلح بالصبر والإرادة .. وبإذن الله تعالى ستهزم هذه العادة ..

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان ..

اللهم صل على محمد وعلى ...

المشاهدات 1394 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا