الفلوجة في مواجهة الحقد الصليبي الصفوي // د. زياد الشامي
احمد ابوبكر
1437/08/18 - 2016/05/25 09:59AM
[align=justify]صحيح أن الحرب التي تشنها الرافضة على أهل السنة لن تستثني منهم أحدا , وصحيح أن مشروعها الصفوي - المدعوم أمريكيا وغربيا - لن يفرق في النهاية بين مدينة وأخرى ما دامت سنية , وصحيح أن الحقد الرافضي الصليبي على الإسلام السني هو القاسم المشرك الذي جمع بينهما في هذه الحرب الجائرة القذرة ...... إلا أن ذلك لا ينفي وجود حقد مضاعف على بعض المدن والبلدات السنية التي أذلت الغزاة ومرغت أنوف جيوشها بالتراب .
وإذا ذكر اسم مدينة الفلوجة العراقية فإن سمة المقاومة هي الصفة واللقب الأكثر ملازمة والتصاقا باسمها , وكيف لا وهي التي أذلت عجرفة أقوى جيش في العالم , وأرغمته على مغادرة المدينة صاغرا بعد أن تكبد خسائر كبيرة أواخر عام 2003 وبداية 2004 , حيث أُسقطت للجيش الأمريكي مروحية , وقتل أكثر من 16 من جنوده وجرح 26 آخرين , ناهيك عن خسائر أخرى استنزافية طول مدة بقاء الأمريكان في العراق .
ولعل حقد الاحتلال الأمريكي قد ازداد على مدينة المساجد بسبب صمودها أكثر من مئة يوم من القصف المكثف بالأسلحة المحرمة دوليا – الفوسفور الأبيض والنابالم واليورانيوم المنضب - وبسبب المقاومة الشرسة التي أبداها أبطال الفلوجة قبل أن يستطيع المحتل الأمريكي من دخول المدينة أواخر عام 2004 , ليسحب قواعدها منها ومن محافظة الأنبار عموما عام 2008م .
وكما كانت الفلوجة شوكة في حلق الاحتلال الأمريكي وعقبة أمام تنفيذ أجندته ومخططاته , كانت كذلك - وربما أشد - في مواجهة الاحتلال الصفوي , فقد كانت الفلوجة من أوائل المدن التي انتفضت ضد نهج الإقصاء والتهميش والطائفية البغيضة التي انتهجها المالكي ضد أهل السنة عموما في العراق , وشاركت بقوة في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات السنية في عهد المالكي .
لم يكن الاحتلال الصفوي أقل حقدا على أهالي الفلوجة من الأمريكان , حيث استهدف المدينة بجميع أنواع الاستهداف , سواء من حيث التهميش الحكومي المتعمد , او من خلال اعتقال شبابها ورجالها والحكم عليهم لاحقا بالإعدام بتهمة "الإرهاب" , وأخيرا باستهداف المدينة بمن فيها بذريعة مواجهة "داعش" ومحاولة إخراجه منها .
ويبدو أن تجويع المدينة من خلال حصارها على مدى عامين من قبل المليشات الرافضية المدعومة من الحكومة الطائفية ... لم يشف غل الرافضة والأمريكان وحقدهم على هذه المدينة , فقرروا شن حملة إبادة جديدة ضدها , لعل ذلك يزيل عنهم شيئا من الكوابيس التي سببتها المدينة لهم .
اللافت في الحملة الجديدة ضد الفلوجة أنها حملة طائفية عنصرية وانتقامية بامتياز , ومع ذلك فهي تحظى بدعم حكومي مثير للاشمئزاز , ناهيك عن مساندة و مؤازرة دولية , وصمت لبعض الدول العربية والإسلامية أو ربما قلة حيلة وعجز بتعبير أدق , يزيد ربما من معاناة الفلوجة وأخواتها من المدن السنية التي تواجه حملة صفوية صليبية شديدة وشرسة .
أما الطابع الطائفي فهو حاضر ليس في حملة إبادة الفلوجة التي أعلن صبي إيران في بغداد "حيد العبادي" عن انطلاقها رسميا مساء أمس الأحد , بل في جميع معارك ما يسمى الجيش العراقي الحكومي الذي تقوده حكومة طائفية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 , والتي ازدادت طائفية بعد سيطرة ما يسمى "داعش" على أجزاء من الشمال العراقي – ومنها الفلوجة – منذ عامين ونصف تقريبا .
ويكفي أن نعلم أن 17مليشيا رافضية احتشدت على أسوار الفلوجة استعدادا لاقتحامها , بل وكانت تلك المليشيات في مقدمة القوات التي زحفت على الفلوجة ليلة أمس ، و من نقلت وحدات من بطاريات الصواريخ الخاصة بها إلى الفلوجة ، وأول من بدأت أولى عمليات القصف بالراجمات الصاروخية على الفلوجة .
وهناك مشهد آخر يؤكد الطابع الطائفي في الحملة ويرسخه , ألا وهو رمزية صور الرافضي "نمر النمر" على راجمات الصواريخ الموجهة نحو الفلوجة , و رمزية كتابة اسم "النمر" على صواريخ أخرى مخصصة لقصف المدينة السنية .
وإذا أضفنا إلى ما سبق إشارة بعض المصادر العراقية إلى وجود فرقة من الحرس الثوري الإيراني تشارك في الحملة على الفلوجة , و ما بثه التلفزيون الرسمي الإيراني صباح اليوم الاثنين من أغان حماسية وصور من الفلوجة ....فإن سمة الطائفية تغدو الاسم الأكثر دقة ومصداقية على هذه الحملة الجائرة .
وأما الدعم الدولي فهو حاضر في التغطية الجوية التي تؤمنها أمريكا التي تزعم أنها تقود تحالفا دوليا لمحاربة ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية" , بينما هي في الحقيقة تعمل على رسم خارطة المنطقة من جديد من خلال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد .
وأما العجز وقلة الحيلة العربية والإسلامية فتبدو جلية في اقتصار مواجهة استمرار العدوان الصفوي الصليبي على المدن السنية في العراق والشام ...... بإطلاق الهاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي , والتي وإن كانت تفضح التواطؤ والتكالب الصهيوصليبي صفوي على أهل السنة , إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن المقاومة الحقيقية العسكرية والفكرية والإعلامية .
وإذا كانت عاصفة الحزم في اليمن بقيادة المملكة السعودية , ودعم بعض الدول السنية للثوار في سورية تشير إلى بارقة أمل في مواجهة حقيقة للمشروع الصفوي , فإنها تبقى جهودا غير متكافئة مع حجم الأخطار التي تهدد هذه الأمة .
[/align]
وإذا ذكر اسم مدينة الفلوجة العراقية فإن سمة المقاومة هي الصفة واللقب الأكثر ملازمة والتصاقا باسمها , وكيف لا وهي التي أذلت عجرفة أقوى جيش في العالم , وأرغمته على مغادرة المدينة صاغرا بعد أن تكبد خسائر كبيرة أواخر عام 2003 وبداية 2004 , حيث أُسقطت للجيش الأمريكي مروحية , وقتل أكثر من 16 من جنوده وجرح 26 آخرين , ناهيك عن خسائر أخرى استنزافية طول مدة بقاء الأمريكان في العراق .
ولعل حقد الاحتلال الأمريكي قد ازداد على مدينة المساجد بسبب صمودها أكثر من مئة يوم من القصف المكثف بالأسلحة المحرمة دوليا – الفوسفور الأبيض والنابالم واليورانيوم المنضب - وبسبب المقاومة الشرسة التي أبداها أبطال الفلوجة قبل أن يستطيع المحتل الأمريكي من دخول المدينة أواخر عام 2004 , ليسحب قواعدها منها ومن محافظة الأنبار عموما عام 2008م .
وكما كانت الفلوجة شوكة في حلق الاحتلال الأمريكي وعقبة أمام تنفيذ أجندته ومخططاته , كانت كذلك - وربما أشد - في مواجهة الاحتلال الصفوي , فقد كانت الفلوجة من أوائل المدن التي انتفضت ضد نهج الإقصاء والتهميش والطائفية البغيضة التي انتهجها المالكي ضد أهل السنة عموما في العراق , وشاركت بقوة في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات السنية في عهد المالكي .
لم يكن الاحتلال الصفوي أقل حقدا على أهالي الفلوجة من الأمريكان , حيث استهدف المدينة بجميع أنواع الاستهداف , سواء من حيث التهميش الحكومي المتعمد , او من خلال اعتقال شبابها ورجالها والحكم عليهم لاحقا بالإعدام بتهمة "الإرهاب" , وأخيرا باستهداف المدينة بمن فيها بذريعة مواجهة "داعش" ومحاولة إخراجه منها .
ويبدو أن تجويع المدينة من خلال حصارها على مدى عامين من قبل المليشات الرافضية المدعومة من الحكومة الطائفية ... لم يشف غل الرافضة والأمريكان وحقدهم على هذه المدينة , فقرروا شن حملة إبادة جديدة ضدها , لعل ذلك يزيل عنهم شيئا من الكوابيس التي سببتها المدينة لهم .
اللافت في الحملة الجديدة ضد الفلوجة أنها حملة طائفية عنصرية وانتقامية بامتياز , ومع ذلك فهي تحظى بدعم حكومي مثير للاشمئزاز , ناهيك عن مساندة و مؤازرة دولية , وصمت لبعض الدول العربية والإسلامية أو ربما قلة حيلة وعجز بتعبير أدق , يزيد ربما من معاناة الفلوجة وأخواتها من المدن السنية التي تواجه حملة صفوية صليبية شديدة وشرسة .
أما الطابع الطائفي فهو حاضر ليس في حملة إبادة الفلوجة التي أعلن صبي إيران في بغداد "حيد العبادي" عن انطلاقها رسميا مساء أمس الأحد , بل في جميع معارك ما يسمى الجيش العراقي الحكومي الذي تقوده حكومة طائفية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 , والتي ازدادت طائفية بعد سيطرة ما يسمى "داعش" على أجزاء من الشمال العراقي – ومنها الفلوجة – منذ عامين ونصف تقريبا .
ويكفي أن نعلم أن 17مليشيا رافضية احتشدت على أسوار الفلوجة استعدادا لاقتحامها , بل وكانت تلك المليشيات في مقدمة القوات التي زحفت على الفلوجة ليلة أمس ، و من نقلت وحدات من بطاريات الصواريخ الخاصة بها إلى الفلوجة ، وأول من بدأت أولى عمليات القصف بالراجمات الصاروخية على الفلوجة .
وهناك مشهد آخر يؤكد الطابع الطائفي في الحملة ويرسخه , ألا وهو رمزية صور الرافضي "نمر النمر" على راجمات الصواريخ الموجهة نحو الفلوجة , و رمزية كتابة اسم "النمر" على صواريخ أخرى مخصصة لقصف المدينة السنية .
وإذا أضفنا إلى ما سبق إشارة بعض المصادر العراقية إلى وجود فرقة من الحرس الثوري الإيراني تشارك في الحملة على الفلوجة , و ما بثه التلفزيون الرسمي الإيراني صباح اليوم الاثنين من أغان حماسية وصور من الفلوجة ....فإن سمة الطائفية تغدو الاسم الأكثر دقة ومصداقية على هذه الحملة الجائرة .
وأما الدعم الدولي فهو حاضر في التغطية الجوية التي تؤمنها أمريكا التي تزعم أنها تقود تحالفا دوليا لمحاربة ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية" , بينما هي في الحقيقة تعمل على رسم خارطة المنطقة من جديد من خلال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد .
وأما العجز وقلة الحيلة العربية والإسلامية فتبدو جلية في اقتصار مواجهة استمرار العدوان الصفوي الصليبي على المدن السنية في العراق والشام ...... بإطلاق الهاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي , والتي وإن كانت تفضح التواطؤ والتكالب الصهيوصليبي صفوي على أهل السنة , إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن المقاومة الحقيقية العسكرية والفكرية والإعلامية .
وإذا كانت عاصفة الحزم في اليمن بقيادة المملكة السعودية , ودعم بعض الدول السنية للثوار في سورية تشير إلى بارقة أمل في مواجهة حقيقة للمشروع الصفوي , فإنها تبقى جهودا غير متكافئة مع حجم الأخطار التي تهدد هذه الأمة .
[/align]