الغفلة في أيام العشر وفضل يوم عرفة
سليمان بن خالد الحربي
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شُرُور أنفُسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صَلَّى الله عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، ومَنْ سارَ على نَهْجِه واقْتَفَى أثَرَهُ إلى يوم الدين. أما بعد :
فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى فالله يقول ( واتقون يا أولي الألباب )
معشر الناس : غريق قد غمره الماء وغطاه فهل تعتقد نجاته كل من غمره بدنه الماء فهو هالك إلا إن فعل أسباب التجاة بتوفيق الله وكما أن الأبدان تغرف وتأخذها الغمرة في الماء فكذلك وصف الله القلوب بأنها تأخذها غمرة الغرق قال تعالى ( بل قلوبهم في غمرة من هذا ) وقال تعالى ( قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون ) فلنتخيل قلبا غريقا يصارع لجج الظلام وتلاطم المغريات والصوارف وأعظم أسباب الغمرة والغرق للقلب هو الغفلة عن ذكر الله وعن اغتنام مواسم الخير والفضل أي جواب لمن لازال في غيه وانصرافه وهو في أعظم أيام السنة لازال مضيعا للصلوات مؤذيا لعباد الله هاجرا كتاب الله قاطعا ما أمره الله أن يصله متى تتحرك مشاعر الإيمان إن لم تتحرك في هذا الزمان متى يفيق واعظ القلب وهو يرى الحجاج ينصرفون إلى تيك الديار المقدسة تركوا الأوطان والأولاد إلى مجمع عظيم لا تعرف الدنيا مثله ، الغفلة عباد الله هي أعظم أسباب الغمرة قال تعالى (ذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) نَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)
الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ قال السعدي رحمه الله : يخبر تعالى أن قلوب المكذبين في غمرة من هذا، أي: وسط غمرة من الجهل والظلم، والغفلة والإعراض، تمنعهم من الوصول إلى هذا القرآن، فلا يهتدون به، ولا يصل إلى قلوبهم منه شيء فلما كانت قلوبهم في غمرة منه عملوا بحسب هذا الحال من الأعمال الكفرية والمعاندة للشرع ما هو موجب لعقابهم ) قال ابن تيمية رحمه الله : جِمَاعُ الشَّرِّ " الْغَفْلَةُ " وَ " الشَّهْوَةُ " " فَالْغَفْلَةُ " عَنْ اللَّهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ تَسُدُّ بَابَ الْخَيْرِ الَّذِي هُوَ الذِّكْرُ . وَ " الشَّهْوَةُ " تَفْتَحُ بَابَ الشَّرِّ وَالسَّهْوِ وَالْخَوْفِ فَيَبْقَى الْقَلْبُ مَغْمُورًا فِيمَا يَهْوَاهُ وَيَخْشَاهُ غَافِلًا عَنْ اللَّهِ رَائِدًا غَيْرَ اللَّهِ سَاهِيًا عَنْ ذِكْرِهِ قَدْ اشْتَغَلَ بِغَيْرِ اللَّهِ قَدْ انْفَرَطَ أَمْرُهُ قَدْ رَانَ حُبُّ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِهِ كَمَا رُوِيَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ } جَعَلَهُ عَبَدَ مَا يُرْضِيهِ وُجُودُهُ ، وَيُسْخِطُهُ فَقْدُهُ حَتَّى يَكُونَ عَبْدَ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدَ مَا وُصِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَ " الْقَطِيفَةُ " هِيَ الَّتِي يُجْلَسُ عَلَيْهَا فَهُوَ خَادِمُهَا كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : الْبَسْ مِنْ الثِّيَابِ مَا يَخْدِمُك وَلَا تَلْبَسْ مِنْهَا مَا تَكُنْ أَنْتَ تَخْدِمُهُ وَهِيَ كَالْبِسَاطِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ وَ " الْخَمِيصَةُ " هِيَ الَّتِي يَرْتَدِي بِهَا وَهَذَا مِنْ أَقَلِّ الْمَالِ . وَإِنَّمَا نَبَّهَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا هُوَ أَعْلَى مِنْهُ وَلِهَذَا قَالَ : { إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ } . فَمَا كَانَ يُرْضِي الْإِنْسَانَ حُصُولُهُ ، وَيُسْخِطُهُ فَقْدُهُ فَهُوَ عَبْدُهُ إذْ الْعَبْدُ يَرْضَى بِاتِّصَالِهِ بِهِمَا وَيَسْخَطُ لِفَقْدِهِمَا . إن عنوان سعادة المرء ودلائل توفيقه إنما يكون في إنابته، لربه واستقامته على شرع الله ودينه في أيام حياته، وعلى كل حالاته، وإقباله على الله تعالى بنية خالصة وعبودية صادقة لاسيما في الأيام الفاضلة، وأن لا تشغله الحياة الدنيا والسعي في تحصيل ما يؤمل منها عن الاستعداد للحياة الباقية والتزود للدار الآخرة، فذلك سبيل الصالحين، ونهج المتقين ممن وصفهم الله عز وجل في محكم التنزيل بقوله: رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالاْبْصَارُ [النور:37].فإن هؤلاء الصالحين على الرغم من اشتغالهم بالبيع والشراء، وما يحتاجون من عرض الدنيا، إلا أن ذلك لم يكن حائلاً بينهم وبين استحضار عظمة الله جل جلاله، استحضاراً يحمل على تقوى الله عز وجل وخشيته على الدوام، والقيام بعبوديته حق القيام، وهكذا شأن المؤمن حقاً، يغتنم أيام العمر وأوقات الحياة بجلائل الأعمال الصالحة، ويبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة؛ لعلمه أن هذه الحياة الدنيا ما هي إلا وسيلة للفوز بالحياة الباقية والظفر بالسعادة الدائمة، لا أنها غاية تبتغى، ولا نهاية ترتجى، بل إنما هي عرض زائل، وظل آفل، يأكل منها البر والفاجر، وأنه مهما طال فيها العمر، وفسح فيها للمرء الأجل، فسرعان ما تبلى، وعما قريب تفنى، وليس لها عند الله شأن ولا اعتبار، وإنما هي قنطرة إلى الجنة أو النار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
بارَكَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحَكِيمِ، أقُولُ ما سَمِعْتُم، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخُطْبة الثانية:
الحمدُ لله على إحسانه، والشُّكْر على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ تعظيمًا لشَانِهِ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله، الداعي إلى جنته ورضوانه، صَلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وأصحابه وأعوانه.
أمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللهِ: إن مِن أَعْظَم أيَّامكم يوم عرفة، يوم المُبَاهَاة، وهو يوم العِتْق من النار، فقد أَخْرَجَ مُسْلِمٌ في صحيحه أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ...» ، الحَدِيثَ، وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ ، قال ابن عباس: (الشفْع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة) . وقال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في قوله تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ ، قال: الشاهدُ يومُ الجمعة، والمشهود يومُ عَرَفَةَ، وجاء ذلك مرفوعًا إلى النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-. وكيف لا؟! وهو يوم يُباهِي اللهُ بعباده، وفيه يُشْرَع التكبيرُ أَدْبارَ الصلواتِ المفروضات، وتبدأ مِنْ فجر يوم عرفة إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، فهذه ثلاث وعشرون فريضة، تُكَبِّرُون بعدها وتقولون: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم وبحمده بُكْرَة وأصيلاً.
ويُشْرَع في هذا اليوم الذِّكْرُ وشهادةُ التوحيد، كما جاء ذلك من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي قال رسول الله -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِى: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». ومن أعظم العبادات صِيامُهُ، فقد أَخْرَجَ الإمام مسلمٌ في صحيحه، من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- وفيه قال رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «... صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
عِبادَ اللهِ، إن يوم عَرَفَةَ لم يُخْتَصَّ فضلُه للحَجِيج فقط؛ بل هو لكل الموحِّدِين، ففضيلة العِتْق من النار والجوائز ينالُها كل مَنْ تَوَفَّرَتْ فيه أسبابُ النجاح، فلا تَزْهَدُوا في يومكم، ولا يَخْذُلَنَّكُمُ الشيطانُ بالتقاعُس والتكاسُل في هذا اليوم، ولْنَسْتَمِعْ إلى كلامِ الحافظِ ابْنِ رَجَبٍ -رحمه الله- وهو يقول: (العيد الثاني: عيد النحر، وهو أكبر العِيدَيْن وأفضلهما، وهو مترتب على إكمال الحج، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومَبَانِيه، فإذا أَكْمَلَ المسلمون حَجَّهُم غُفِرَ لهم، وإنما يَكْمُل الحجُّ بيوم عرفة، والوقوف بعرفة، فإنه رُكْنُ الحجِّ الأعظم، كما قال -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم-: «الحَجُّ عَرَفَةُ»، ويوم عرفة هو يوم العِتْق من النار، فيُعْتِق اللهُ من النار من وَقَفَ بعرفة ومن لم يَقِفْ بها من أَهْلِ الأمصار من المسلمين؛ فلذلك صارَ اليومُ الذي يَلِيهِ عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، مَنْ شَهِدَ الموْسِمَ منهم ومَنْ لم يشهده؛ لاشتراكهم في العِتْق والمغفرة يوم عرفة، وإنما لم يَشْتَرِكِ المسلمون كُلُّهم في الحج كل عامٍ؛ رحمةً من الله وتخفيفًا على عباده، فإنه جَعَلَ الحجَّ فريضةَ العُمُرِ، لا فريضةَ كلِّ عامٍ، وإنما هو في كل عامٍ فَرْضُ كفاية، بخلاف الصيام؛ فإنه فريضة كل عامٍ على كل مسلم، فإذا كَمُلَ يومُ عرفةَ، وأَعْتَقَ اللهُ عبادَه المؤمنين من النار، اشتركَ المسلمون كلُّهم في العيد عَقِبَ ذلك، وشَرَعَ للجميع التقرب إليه بالنُّسُك، وهو إراقة دماء القرابين، فأَهْلُ الموسم يرمون الجمرة، فيشرعون في التحَلُّل من إحرامهم بالحج، ويَقْضُون تَفَثَهُمْ، ويُوفُون نذورَهم، ويُقَرِّبُون قرابينهم مِن الهدايا، ثم يطوفون بالبيت العتيق، وأَهْل الأمصار يَجْتَمِعون على ذِكْر الله وتَكْبِيره والصلاة له).
وعلى هذا فاجتهدوا وَفَّقَكُم اللهُ، فالله شاكر عليم، وهو الجَوَاد الكريم، واحرِصوا على شهود صلاة العيد، قال مِخْنَفُ بن سُلَيْم وهو معدود من الصحابة: (الخروج يوم الفطر يَعْدِل عُمْرَةً، والخروج يوم الأضحى يَعْدِل حجة) ، فمن طَمِعَ في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فلْيُحَافِظْ على الأسباب التى يُرْجَى بها العتقُ والمغفرة، والتي منها: صيام ذلك اليوم، وحِفْظ جوراحه عن المحرمات في ذاك اليوم، ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- أنه قال يوم عرفة: «إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ»، والإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أَصْل دين الإسلام الذي أَكْمَلَه اللهُ تعالى في ذلك اليوم، ولهذا كان أكثرُ دُعاء النبي -صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم- يوم عرفة: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
اللهم يَسِّرْ على الحُجَّاج حَجَّهُم، اللهم احْفَظْهم وتَقَبَّل منهم، اللهم اجْعَلْ حَجَّ هذا العام أمْنًا رَخَاءً، اللهم من أرادهم بسُوء فاشْغِلْه بنفسه، واجْعَلْ كَيْدَه في نَحْرِه، اللهم رُدَّهم إلى أوطانهم سالمين، اللهم اجْزِ العاملين على شؤون الحج خيرَ الجزاء، اللهم ادفع عنهم به البلاء والشقاء، واجعله خالصًا لوجهك الكريم.
المرفقات
في-أيام-العشر-وفضل-يوم-عرفة
في-أيام-العشر-وفضل-يوم-عرفة